يضمّ فيتامين E ثمانية مركباتٍ طبيعية محبّة للدهون (Lipophilic) ومُضادة للأكسدة، إذ تتمثّل الوظيفة الرئيسية لتلك المركبات في إيقاف حلقة التحلل التأكسدي للدهون في الجسم (Lipid peroxidation) والتي تأخذ فيها الجذور الحرة إلكترونات من الدهون مُسببةً الضرر للخلايا.[1]
فيتامين E
اكتشف العالمان إيفانز وبايشوب (Evans and Bishop) فيتامين E سنة 1922 ميلادي باعتباره إحدى العوامل التغذوية اللازمة لتكاثر الفئران،[1] وهو من مضادات الأكسدة الرئيسة الذائبة في الدهون والتي تُمتص في الأمعاء، يحصل عليها الجسم حصريًا من مصادره الغذائية،[2] تحديدًا من النباتات التي تُصنّعه عن طريق عملية البناء الضوئي،[3] ويتّخذ فيتامين e ثمانية أشكال من المركبات الكيميائية:[3]
- ألفا توكوفيرول (Alpha tocopherol).
- بيتا توكوفيرول (Beta tocopherol).
- جاما توكوفيرول (Gamma tocopherol).
- دلتا توكوفيرول (Delta tocopherol).
- ألفا توكوترينول (Alpha tocotrienol).
- بيتا توكوترينول (Beta tocotrienol).
- جاما توكوترينول (Gamma tocotrienol).
- دلتا توكوتريونول (Delta tocotrienol).
إذ تتباين هذه المركبّات في عدد مجموعات الميثيل (Methyl group) التي تتضمنها وفي مواضع تلك المجموعات بالنسبة لحلقة الكرومانول (Chromanol ring).[1]
يحتاج امتصاص فيتامين E في الأمعاء إلى وجود العصارة الصفراوية (Bile acids) وبعض إنزيمات البنكرياس (Pancreatic estrases)، لذا فإن الإصابة بالأمراض التي تعيق من إفراز الجسم للعُصارة الصفراوية كالتليُّف الكيسي (Cystic fibrosis) أو الركود الصفراوي (Cholestatic liver disease) قد تؤدي إلى نقص في فيتامين (E).[1]
E فوائد فيتامين
لفيتامين E العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، كحمايته من الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress) (اختلال في نظام العوامل المؤكسدة والعوامل المضادة للأكسدة لصالح العوامل المؤكسدة)، والحفاظ على سلامة الأغشية الخلوية، وتنظيم تكدس الصفيحات الدموية (Platelet aggregation)، وذلك من خلال تنشيط عمل مركّب كيناز البروتين سي (Protein kinase C activation)،[4] ويُعتقد أن لفيتامين E بعض الفوائد المتعلقة بالاضطرابات الصحية:[1][4]
- التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، فقد أظهرت دراسة أجرتها جهة تُعنى بدراسة صحة المرأة (The Women’s Health Study) عام 2005 أن تناول 600 ميكروغرام يوميًا من فيتامين E خفّض من خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب بنسبة 24%، ووصلت هذه النسبة إلى 49% للنساء اللواتي تجاوزن سن ال65.
- الوقاية من الإصابة بإعتام عدسة العين أو الساد (Cataract)، والذي ينتج عن تكسير الشوارد الحرة للبروتينات وما يلي ذلك من تكدسها في العين، إذ لُوحظ أن تناول مكملات فيتامين E يقلل من خطر الإصابة بإعتامٍ في العدسة، فقد توصلت دراسة أجراها الباحث ليسكي (Leske) إلى أنّ عدسة العين تبدو أكثر صفاءً لدى المُشاركين ممّن تناولوا مكملات فيتامين e.
- استخدامه مع فيتامين C كمضادات للأكسدة يُسهم في الحدّ من تفاقم تصلب الشرايين لدى المرضى المصابين بارتفاع الكوليستيرول في الدم.
- تقوية المناعة، إذ يحسّن فيتامين E من الاستجابات المناعية الهرمونية والخلوية، ويزيد من نشاط الخلايا البلعمية.
مُكمّلات فيتامين E
يُنصَح باستخدام مكملات فيتامين E في حالات نقصه الناتجة إمّا عن عدم تناول ما يكفي منه من مصادره الغذائية -وهو ما قد يحدث لدى الأشخاص الذين يتقيدون بتناول أغذية محددة فقط - أو نتيجة الإصابة ببعض الأمراض التي تُسبّب نقصًا في فيتامين E، مثل مرض التهاب الأمعاء الناحي (Crohn’s disease)، وبعض الاعتلالات التي تصيب الجهاز الهضمي وتؤثّر في قدرته على امتصاص العناصر الغذائية.[5]
تتوفر مكملات فيتامين e بأشكالٍ صيدلانيّة عدة؛ كالكبسولات الهلامية والعادية، أو التنقيط الفموي،[5] وتوجد كبسولات فيتامين e بتراكيز متنوعة 100، 200، 400، 600، 1000 وحدة دولية (International unit)، بينما تتوفر حبوب فيتامين e بتركيزين 100 و200 وحدة دولية.[3]
لا بُدّ من الإشارة إلى أهمية مراجعة المكونات الدقيقة لمكمّلات الفيتامين وإعلام الطبيب المختص في حال وجود حساسية تجاه أيّ من تلك المكونات قبيل تناولها،[5] وتتراوح الجرعة اللازمة لعلاج نقص فيتامين e للبالغين من 60-75 وحدة يوميًا، تُؤخذ عن طريق الفم، وللأطفال من عمر شهر - 12 سنة وحدة/كيلو غرام من الوزن يوميًا عن طريق الفم أيضًا.[3]
E مصادر فيتامين
يوجد فيتامين e بكثرة في عددٍ من الأغذية، وتُعدّ الأغذية التي تتضمنها حمية حوض البحر الأبيض المتوسط عمومًا ذات وفرة عالية بفيتامين (E)،[2] ومن الأغذية الغنية به:[2][4]
- السبانخ، إذ يحتوي الكوب الواحد من السبانخ الطازج على 0.6 مغ من مركب الألفا توكوفيرول.
- البذور، فمثلًا تحتوي الأونصة الواحدة من بذور نبات دوّار الشمس المحمّصة على 7.4 مغ من مركب الألفا توكوفيرول.
- الأفوكادو.
- حليب الأم.
- الزيوت النباتية، يحتوي كل 100 غرام من زيت الذرة على 11.2 مغ من مركب الألفا توكوفيرول، و60.2 مغ من مركب الجاما توكوفيرول، و1.8 مغ من مركب الدلتا توكوفيرول، بينما تحتوي الملعقة الكبيرة الواحدة من زيت جنين حبة القمح على 20.3 مغ من مركب الألفا توكوفيرول.
- اللوز، إذ تحتوي الأونصة الواحدة من اللوز المُحمص على 6.8 مغ من مركب الألفا توكوفيرول.
سُميّة فيتامين E وآثاره الجانبيّة
خلافًا للفيتامينات الأُخرى الذائبة في الدهون مثل فيتامين أ وفيتامين د، لا تتراكم الكمية الفائضة من فيتامين E في الجسم، وإنما تُفرز خارج الجسم عن طريق البول والعصارة الصفراوية،[2] ولا بُدّ من الانتباه إلى تعارض بعض أنواع المكملات الغذائية ومنتجات الأعشاب وبعض الأدوية، مثل مضادات التخثر- كالوارفرين (Warfarin)- مع مكملات فيتامين e، لذا يجب إعلام الطبيب قبل البدء بتناول المكملات التي تحتوي فيتامين e بغرض تعديل جرعة الدواء أو مراقبة ظهور المضاعفات، كما ينبغي على الحامل، أو ممن تتوقع حدوث حملٍ قريب، بالإضافة إلى المرضع إخطار الطبيب قبل البدء بتناول مكملات فيتامين (E).[5]
يُعدّ النزيف الذي قد يحدث في الجسم، من أخطر الآثار الجانبية التي قد تنجم عن فرط تناول فيتامين e، والتي قد تترافق مع أعراضٍ أُخرى كالشعور بتوعك في الجهاز الهضمي، والإحساس بضعف عام، والسلس العاطفي، وللحدّ من هذه المضاعفات يجب التوقف عن تناول مكملات فيتامين E كخطوة أساسية، كما يمكن أن يصف الطبيب مكملات فيتامين K في حالات النزيف الشديدة الناجمة عن فرط تناول فيتامين (e).[2]