فحص مستوى الكالسيوم في الدم والبول

يشمل فحص مستوى الكالسيوم، كل من فحص الكالسيوم في الدم والبول اللّذان يُستخدمان في الكشف عن العديد من المشاكل الصحية ومراقبتها، تؤثر العديد من العوامل في دِقة نتائج الفحص، مثل تناول بعض الأدوية، والنظام الغذائي.

يُعدّ الكالسيوم (Calcium) أحد العناصر الضرورية للحفاظ على التوازن الكهرلي لخلايا الجسم، يحصل الجسم على الكالسيوم عن طريق تناول الطعام والشراب ثم يُمتص في الأمعاء، يوجد الكالسيوم ضمن نطاقات طبيعية فأي ارتفاع أو انخفاض في مستوياته يؤدي لحدوث مشاكل صحية.[1]

فحص مستوى الكالسيوم

يُعدّ فحص مستوى الكالسيوم (Calcium test) تحليلًا مخبريًا يكشف عن مستويات الكالسيوم في الدم (Serum Calcium) أو في البول (Calcium in urine)، وهو من العناصر المهمة للحفاظ على قوة العظام وصلابة الهيكل العظمي، كما أنّه يُعزز وظيفة كل من القلب، والعضلات، والأعصاب، إذ يحتوي الهيكل العظمي على 99% من إجمالي الكالسيوم الموجود في الجسم والأسنان أيضًا، ويتوزع ما تبقّى منه في الأنسجة والسائل المُحيط بالخلايا،[2] وأخيرًا يُرشّح ما تبقى من الكالسيوم، وهي كميات قليلة جدًا، في الكلى ويُكشف عنها من خلال إجراء فحص الكالسيوم في البول.[3]

يُنظّم الجسم مستويات الكالسيوم من خلال هرمون الغدة جارات الدرقية (Parathyroid hormone (PTH)) الذي بدوره يُحافظ على بقاء الكالسيوم ضمن المستوى الطبيعي في الدم، وهرمون الكالسيتونين (Calcitonin) الذي تُفرزه الغدة الدرقية استجابةً لارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، وهرمون الكالسيتريول (Calcitriol) أحد أشكال فيتامين د الضروري لإتمام عملية امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، ويمكن الحصول على الكالسيوم من خلال تناول منتجات الألبان وبعض الخضراوات مثل، اللفت والملفوف، والفاصوليا البيضاء،[2][4] الجدير بالذكر وجود نوعين فحوصات الكالسيوم في الدم:[5]

  • الكالسيوم الكلي (Total Calcium)، وهو الأكثر استخدامًا في المختبرات، ويقيس كمية الكالسيوم الكلية في الدم، الحرة (المُتأينّة) والمرتبطة بالبروتينات في الدم.
  • الكالسيوم المتأين (Calcium ionized)، يقيس كمية الكالسيوم الحرّة غير المرتبطة بالبروتينات في الدم، ويُجريهِ الأطباء عادةً في حال كانت نتائج الكالسيوم الكلي غير طبيعية، أو عند الخضوع لإجراءٍ جراحي.

دواعي إجراء فحص الكالسيوم

غالبًا ما يُجري الطبيب فحص الكالسيوم في الدم ضمن الفحوصات الروتينية،[5] كما يُستخدم في عدّة حالات:[6][3]

  • تقييم وظائف الغدد جارات الدرقية.
  • مراقبة المرضى الذين يُعانون من مشكلات صحية مُعينة، مثل اضطرابات الكلى، والفشل الكلوي، واضطرابات الأمعاء، وسوء التغذية.
  • تقييم مستويات الكالسيوم بعد نقل كميات كبيرة من الدم.
  • تشخيص الأمراض، مثل أمراض العظام، والكلى، والأعصاب.
  • متابعة وتقييم فعالية العلاج لمستويات الكالسيوم غير الطبيعية.
  • مراقبة مستويات الكالسيوم لمرضى الحالات الحرجة.
  • تشخيص المرضى الذين يُعانون أعراض ارتفاع الكالسيوم، وتتضمن كل من العطش، والإمساك، والتبول المتكرر، وفقدان الشهية، والتقيؤ، والغثيان.
  • تشخيص المرضى الذين يُعانون أعراض انخفاض الكالسيوم، وتتضمن تقلّصات العضلات والبطن، وتنميل الأصابع، ومنطقة حول الفم، والتشنجات العضلية.
  • مراقبة الحالة الصحية لمرضى سرطان الثدي، والرئة، والرأس، والعنق، والكلى، والورم النّقوي المُتعدد.
  • مراقبة حالة المرضى الذين خضعوا لعمليات زراعة الكلى.
  • مراقبة الحالة الصحيّة للأشخاص الذين تناولوا مكملات الكالسيوم أو فيتامين د.
  • للمرضى الذين يُعانون من حالات سوء التغذية.

أمّا فحص الكالسيوم في البول فيُجرى في حال كان المريض يُعاني من أعراض حصوات الكلى، مثل الشعور بألمٍ حاد في أحد جانبي الظهر موضع الكلى، وألم أسفل البطن، وظهور دم في البول،[3] بالإضافة إلى أنّه يكشف عن مشاكل الغدد الجارات الدرقية،[7] التي قد يُصاحبها مجموعة من الأعراض:[7]

  • ضعف أو تشنجّ العضلات.
  • التعب العام.
  • الاكتئاب.
  • الشعور بآلام المفاصل والبطن.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • الإمساك.
  • زيادة العطش والتبوّل المتكرر.
  • تنميل أصابع اليدين والقدمين.
  • جفاف الشعر، والجلد، وضعف الأظافر.
  • التقيؤ والغثيان.

التحضيرات ما قبل فحص مستوى الكالسيوم

عند إجراء فحص الكالسيوم في الدم يُستحسن سؤال الطبيب فيما إذا يتطلّب صيام المريض قبل سحب العينة، وإطلاع الطبيب عن أي علاجات دوائية أو مُكملات غذائية يتناولها المريض إذ إن البعض منها قد يؤثر في نتائج الفحص، مثل فيتامين د.[5][3]

أمّا فحص الكالسيوم في البول فقد يطلب الطبيب التوقف عن تناول بعض الأطعمة أو الأدوية التي تؤثر في دقّة النتائج.[6]

طريقة إجراء فحص الكالسيوم

يُجرى فحص الكالسيوم في الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد في الذراع، ويُنصح بعدم استخدام عاصِبة اليد (Tourniquet) أثناء سحب الدم،[3] والحرص على سحب العينة أثناء وضعية الجلوس فقط، إذ إنّ سحب الدم أثناء الوقوف يزيد من مستويات الكالسيوم فيه، كما يتحتّم على المريض تجنب قبض يدهُ أثناء عملية سحب الدم، أو أداء أيّ تمارين رياضية في الذراع مع التزامن مع سحب الدم لتجنب الحصول على نتائج خاطئة.[8]

أمّا فحص الكالسيوم في البول فيتطلب جمع عينة بول لمدة 24 ساعة في عبوّة مُخصصة لها تُؤخذ من المختبر، ويُضاف إليها محلول حمض الهيدروكلوريك (HCL) للحفاظ على انخفاض درجة الحموضة في البول، إذ إن الكالسيوم يميل إلى الترسب في البول القاعدي، وقبل جمع العينة يُنصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالبروتين كونها تزيد من طرح الكالسيوم في البول،[4] يُنصح مُراعاة بعض التعليمات عند جمع العينة:[6]

  • تفريغ المثانة بدايةً وطرح البول في المرحاض، ثم تدوين الوقت على العبوّة المُخصصة، وبعد ذلك البدء بتجميع العينة حتى مرور 24 ساعة.
  • تخزين عبوّة عينة البول داخل الثلاجة أثناء ذلك.
  • بعد مرور 24 ساعة التبوّل لآخر مرة داخل العبوّة.

عوامل تؤثر في نتائج فحص مستوى الكالسيوم

تؤثر بعض العوامل في دِقّة نتائج تحليل الكالسيوم، إذ أنّها قد تتغيّر خلال اليوم وتبلُغ ذروتها عند ما يُقارب الساعة التاسعة مساءً.[6]

  • عوامل تزيد مستويات الكالسيوم:[6]
    • تسمم فيتامين د.
    • الإفراط في تناول الحليب.
    • انخفاض درجة حموضة الدم، والتي قد تحدُث نتيجة شد العاصِبة خلال عملية سحب الدم.
    • تناول بعض الأدوية التي تزيد من قلوية الدم، مثل مُضادات الحموضة، والأندروجينات، ومدرات البول الثيازيديّة، وهرمون الغدة الدرقية، فيتامين د، هيدرالازين (Hydralazine)، والليثيوم (Lithium).

  • عوامل تخفّض مستويات الكالسيوم:[8]
    • تناول بعض الأدوية مثل، مدرّات البول العروية، ومُضادات الاختلاج، وأسيتازولاميد (Acetazolamide)، وبوتيرول (Albuterol)، والأسبرين (Aspirin)، كالسيتونين (Calcitonin)، وأدوية الكورتيزون، والهيبارين (Heparin)، والإستروجين، وموانع الحمل الفموية.
    • انحلال الدّم، أو التأخر في فصل المصل عن كريات الدم الحمراء مخبريًا.
    • نقص بروتين الألبومين (Hypoalbuminemia)، وهو أحد البروتينات التي تحمل الكالسيوم المُرتبط.

نتائج فحص مستوى الكالسيوم

تتراوح مستويات الكالسيوم الطبيعية في الدم ضمن نطاقات مُحددة كما هو موضّح بالجدول:[6]

الفئة

النطاقات الطبيعية للكالسيوم في الدم


الأطفال

(1 - 10) أيام

(7.6 - 10.4) ملليغرام/ديسيلتر

من 10 أيام إلى سنتين

(9 - 10.6) ملليغرام/ديسيلتر


الأطفال اليافعين فوق سنتين

(8.8 - 10.8) ملليغرام/ديسيلتر


البالغين

(9.0 - 10.5) ملليغرام/ديسيلتر



تعتمد النطاقات الطبيعية لِفحص الكالسيوم في البول على النظام الغذائي للشخص وقدرة أمعائه على امتصاص الكالسيوم،[9] وتتراوح القيم الطبيعية لتركيز الكالسيوم في البول كما هو موّضح بالجدول:[9]

الفئة

النطاقات الطبيعية للكالسيوم في البول

الذكور

(25 - 300) ملليغرام/24 ساعة

الإناث

(20 - 275) ملليغرام/24 ساعة


ليس من الضروري أن تُشير مستويات الكالسيوم في الدم التي لا تقع ضمن النطاقات الطبيعية إلى وجود مشكلة مرَضية دائمًا، ففي بعض الحالات يؤثر النظام الغذائي بالإضافة إلى عوامل أُخرى فيها.[5]

أسباب ارتفاع الكالسيوم في الدم

يرتبط ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم (Hypercalcemia) بأحد المشكلات المرَضية:[6][4]

  • فرط نشاط الغدد جارات الدرقية.
  • سرطان العظم النقلي.
  • مرض باجيت (Paget disease).
  • تسمم فيتامين د.
  • سرطان الغدد الليمفاوية.
  • متلازمة الحليب القلوي (Milk-alkali syndrome).
  • داء أديسون (Addison disease).
  • مرض الساركويد (Sarcoidosis).
  • ضخامة الأطراف.
  • الشلل.

أسباب ارتفاع الكالسيوم في البول

يُشير ارتفاع مستويات الكالسيوم في البول (Hypercalciuria) إلى الإصابة بإحدى المشكلات:[7]

  • حصوات الكلى.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • الإصابة بأحد أنواع السرطانات النقيلية التي تنتشر في العظام.
  • مرض باجيت.
  • مرض الساركويد.
  • تسمم فيتامين د.

أسباب انخفاض الكالسيوم في الدم

يشير انخفاض انخفاض الكالسيوم في الدم (Hypocalcemia) إلى الإصابة بأحد المشكلات الصحيّة:[8]

  • قصور الغدد جارات الدرقية (Hypoparathyroidism).
  • نقص فيتامين د.
  • تليّن العظام أو الكساح.
  • أمراض الكلى المُزمنة، مثل الحماض الكلوي (Renal acidosis)، ومتلازمة فانكوني (Fanconi syndrome).
  • قصور الغدد جارات الدرقية الكاذب.
  • نقص المغنيسيوم.
  • ارتفاع الفسفور في الدم.
  • نقل الدم بكميات كبيرة.
  • أمراض الكبد المزمنة.
  • انخفاض معدل تناول مصادر الكالسيوم الغذائية بشدّة.
  • التهاب البنكرياس الحاد.

أسباب انخفاض الكالسيوم في البول

تدُل المستويات المنخفضة من الكالسيوم في البول (Hypocalciuria) على الإصابة بأحد الأمراض:[9][2]

  • قصور الغدد جارات الدرقية الكاذب.
  • قصور الغدد جارات الدرقية.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • الكساح أو تليّن العظام.
  • اضطرابات الكلى.
  • النقائل العظمية.
  • مرض حساسية القمح (Celiac disease).
  • متلازمة جيتلمان (Gitelman syndrome).
  • متلازمة بارتر (Bartter syndrome).
  • حالات فرط الكالسيوم الوراثية في الدم (FHH).
كتابة: . خولة يونس - الخميس ، 18 أيار 2023
آخر تعديل - الخميس ، 18 أيار 2023

المراجع

1.
Shrimanker I. (2022)-a. Electrolytes. Retrieved from https://www.statpearls.com/articlelibrary/viewarticle/20975/
2.
Drake T. (2022)-b. Calcium. Retrieved from https://www.statpearls.com/articlelibrary/viewarticle/80649/
3.
. Calcium Test. (2020, November 16). Retrieved from https://labtestsonline.org.uk/tests/calcium-test

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية