فحص الكلوريد في الدم: دواعي إجراؤه، وعلى ماذا تدُل نتائجه المرتفعة أو المنخفضة؟

فحص الكلوريد في الدم هو تحليل مخبري يقيس نسبة الكلوريد في الدم للتحقق من التوازن الحمضي والقاعدي في الجسم، وذلك من خلال سحب عينة دم من الوريد في ذراع المريض، وعادةً لا يتطلب إجراء هذا الفحص أيّ تحضيرات مُسبقة.

الكلوريد (Chloride) هو أيون سالب الشحنة يوجد معظمه في السائل خارج الخلوي (Extracellular fluid) ويُعدّ من أكثر الكهارل توفرًا في الدم، له دورٌ كبيرٌ في تنظيم سوائل الجسم، وتوازن الأملاح، والمحافظة على التعادل الكهربائي في الجسم، يوجد ضمن نسب معينة في الجسم تُنظّم من قِبل الكُلى، ويمكن إجراء فحص الكلوريد من خلال عينة الدم، أو البول، أو العرق، أو البراز.[1][2]

فحص الكلوريد في الدم

يُعد فحص الكلوريد في الدم (Chloride blood test) جزءًا من فحوصات الكهارل لقياس تركيزه في الدم، يوجد الكلوريد ضمن مستويات طبيعية في الجسم إذ إنّ ارتفاع أو انخفاض مستوياته يُعطي مؤشرًا على وجود مُشكلة مرضية،[2][3] غالبًا ما يرتبط ارتفاع أو انخفاض مستوى الكلوريد مع مستوى الصوديوم للحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي في الجسم، والمستويات الطبيعية للماء فيه، يحصل الجسم على الكلوريد من خلال تناول الأطعمة، بعدها تمتص الأمعاء معظم الكلوريد ويُرشح الفائض منه بواسطة الكُبيبات في الكلى ثمّ تتخلص منه عن طريق طرحه مع البول،[1][4] كما يمكن قياس نسبة الكلوريد في البول بإجراء تحليل مخبري من خلال تجميع عينة من البول لمدة 24 ساعة.[5]

دواعي إجراء فحص الكلوريد في الدم

يُجرى تحليل الكلوريد في الدم ضمن الفحوصات المخبرية الروتينية، وهو مهم للكشف عن الاضطرابات الحمضية القاعدية في الجسم وتوازن الماء،[6] ومراقبتها وعلاجها،[4] بالإضافة إلى استخداماته الأُخرى:[3][4]

  • التأكد من عدم وجود خلل في مستويات كهارل الجسم.
  • تقييم وظائف الكلى.
  • في حالات تلقي المريض سوائل وريدية في المستشفى.
  • اختلال مستويات الصوديوم لدى المريض خارج النطاقات الطبيعية.
  • ظهور أعراض اضطراب توازن الحمض والسوائل:
    • التقيؤ المستمر.
    • الإسهال.
    • التعب العام.
    • الإعياء.
    • الجفاف.
    • صعوبة في التنفس.

يُفيد إجراء تحليل الكلوريد في البول أيضًا في تقييم حالات القلاء الاستقلابي (Metabolic alkalosis) الناتج عن التقيؤ المستمر الذي يرتبط بمستويات منخفضة من الكلوريد في البول، أمّا المستويات المرتفعة لتحليل الكلوريد في البول فيرتبط بارتفاع الهرمونات القشرية المعدنية المرتبط باضطراب فرط الألدوستيرونية وفرط الكورتيزول.[7]

تحضيرات فحص الكلوريد في الدم

لا يتطلب إجراء فحص الكلوريد في الدم تحضيرات مُسبقة كالصيام، إلا إذا أراد الطبيب إجراء فحوصات أُخرى -إلى جانب الكلوريد- تحتاج إلى الصيام عن الطعام والشراب لعدّة ساعات.[3]

طريقة إجراء فحص الكلوريد في الدم

يُجرى تحليل الكلوريد في الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد في الذراع.[4]

مخاطر إجراء فحص الكلوريد في الدم

لا يوجد أي مخاطر على المريض أثناء إجراء تحليل الكلوريد في الدم، إلا أنه قد يشعر فقط بوخزة خفيفة موضع إدخال الإبرة والتي قد تترك كدمة بسيطة لاحقًا.[3]

نتائج فحص الكلوريد في الدم

تتراوح المستويات الطبيعية لنسبة الكلوريد في الدم كما هو موضّح في الجدول أدناه،[8]

الفئة

المستويات الطبيعية لنسبة الكلوريد في الدم

حديثي الولادة

(96 - 106) مللي مول/لتر

حديثي الولادة الخُدّج

(95 - 110) مللي مول/لتر

الأطفال

(90 - 110) مللي مول/لتر

البالغين

(98 - 106) مللي مول/لتر

تبلغ القيمة الحرجة المُنخفضة لنسبة الكلوريد في الدم أقل من 80 مللي مول/لتر، والقيمة الحرجة المرتفعة لنسبة الكلوريد في الدم أكثر من 115 مللي مول/لتر.[8]

المستويات المرتفعة لفحص الكلوريد في الدم

يُشار إلى ارتفاع نسبة الكلوريد في الدم بفرط الكلوريد (Hyperchloremia)، وهو ناتج إمّا عن زيادة في مستويات الصوديوم في الدم أو انخفاض مستوى بيكربونات الدم عندما لا يُعَاد امتصاصها من الأنابيب الكلوية بكمياتٍ كافية، تتناسب نسبة الكلوريد في الدم طرديًا مع مستويات الصوديوم في الدم، ويحدُث ارتفاع مستويات الصوديوم نتيجة نقص كمية الماء في الجسم، أو حصول الجسم على كمية كبيرة من كلوريد الصوديوم،[5][9] كما قد يرتبط ارتفاع نسبة الكلوريد في الدم مع حالات الحماض الاستقلابي، والحِماض الأنبوبي الكلوي،[7] بالإضافة إلى بعض الحالات والمشكلات المرَضية:

  • فقدان السوائل الخالية من الكهارل في حالات مثل الحمى (نتيجة التعرُّق)، والتسمّم الدرقي، وفقدان الشعور بالعطش عند كبار السن، ومرضى السكتة الدماغية، أو مرضى السكري الكاذب، أو الحروق، أو الإسهال.[9]
  • ارتفاع تركيز الهرمونات القشرية المعدنية المرتبط باضطراب فرط الألدوستيرونية.[5]
  • الجفاف.[6]
  • إعطاء المريض محاليل ملحية.[6]
  • متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome).[6]
  • تسمّم الحمل.[6]
  • الورم النقوي المتعدد (Multiple myeloma).[6]
  • الفشل الكلوي.[6]
  • فقر الدم.[6]
  • حالات فرط التنفس.[6]
  • القلاء التنفسي (Respiratory alkalosis).[6]
  • فرط نشاط الغدة الجار الدرقية (Hyperparathyroidism).[6]

المستويات المنخفضة لفحص الكلوريد في الدم

يرتبط انخفاض نسبة الكلوريد في الدم (Hypochloremia) بفقدان سوائل الجسم التي تحتوي على الكلوريد، مثل التقيؤ المستمر، والحروق، واستخدام مُدرات البول، واعتلال الكُلية الناتج عن فقدان الأملاح، والقلاء الاستقلابي،[7] بالإضافة إلى:

  • أمراض الرئة المزمنة، نتيجة ارتفاع مستويات البيكربونات في الدم وبالتالي انخفاض مستوى الكلوريد فيه.[5]
  • الحماض التنفسي.[9]
  • فشل القلب الاحتقاني.[6]
  • متلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد لإدرار البول (Syndrome of inappropriate antidiuretic hormone).[6]
  • الشفط المعدي المزمن.[6]
  • التهاب الكلى.[6]
  • داء اديسون.[6]
  • نقص البوتاسيوم.[6]
  • فرط الألدوستيرونية.[6]

عوامل تؤثر في فحص الكلوريد في الدم

يؤثر تناول بعض العلاجات الدوائية في نتيجة الكلوريد في الدم، إمّا برفعها أو خفضِها،[6] ومن أبرزها:

  • أدوية تزيد نسبة الكلوريد في الدم:[6]
    • الأسيتازولاميد (Acetazolamide).
    • كلوريد الأمونيوم (Ammonium chloride).
    • الأندروجينات (Androgens) والإستروجينات (Estrogens).
    • كلوروثيازيد (Chlorothiazide) وهيدروكلوروثيازيد (Hydrochlorothiazide).
    • الكورتيزون (Cortisone).
    • غوانيثيدين (Guanethidine).
    • ميثل دوبا (Methyldopa).
    • مسكنات الألم التي تُصرف بدون وصفة طبية (NSAIDs).
  • أدوية تخفّض نسبة الكلوريد في الدم:[6]
    • الألدوستيرون.
    • البيكربونات.
    • الكورتيزون والهيدروكوتيزون (Hydrocortisone).
    • مدرات البول العروية (Loop diuretics)، ومدرات البول الثيازيدية (Thiazide diuretics)، والتريامتيرين (Triamterene).

مضاعفات انخفاض وارتفاع الكلوريد في الدم

يؤدي انخفاض مستويات الكلوريد في الدم إلى الإصابة ببعض المضاعفات:[8]

  • فقدان الوعي (في حالات الانخفاض الشديدة).
  • تنفس كوسماول (Kussmaul breathing).
  • التهيّج.
  • النوبات التكززية.
  • ارتعاش العضلات.
  • تباطؤ التنفس.
  • انخفاض ضغط الدم.
كتابة: . خولة يونس - الإثنين ، 08 أيار 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 08 أيار 2023

المراجع

1.
Shrimanker I. (2022). Electrolytes. Retrieved from https://www.statpearls.com/articlelibrary/viewarticle/20975/
2.
Berend K, van Hulsteijn LH, Gans RO. Chloride: the queen of electrolytes? Eur J Intern Med. 2012 Apr;23(3):203-11. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.ejim.2011.11.013
3.
MedlinePlus [Internet]: National Library of Medicine (US). (2022, April). Chloride Blood Test. Retrieved from https://medlineplus.gov/lab-tests/chloride-blood-test/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية