علاج فقدان البصر المفاجىء بالأكسجين المضغوط

فعاليّة علاج فقدان البصر المفاجئ الناجم عن الجلطة الدموية في الشريان الرئيسي في العين باستخدام الأكسجين المضغوط

أثبت الباحثون مؤخرًا من خلال إجراء عِدة دراسات سريرية، فعاليّة استخدام الأكسجين المضغوط في علاج فقدان البصر المفاجئ الناجم عن الجلطة الدموية في الشريان الرئيسي في العين:

• نشرت مجلة بي أم جي (BMJ Journals) في مايو عام 2017 تقريرًا لحالة مرَضية أشار الباحثون فيها أنه من الممكن أنّ يُسهم الأكسجين المضغوط في علاج فقدان البصر المفاجئ الناتج عن الجلطة الدموية للشريان الرئيسي في العين، وذلك من خلال المحافظة على تدفّق الدم المُشبَع بالأكسجين إلى شبكية العين، وتضمّنت الدراسة حالتين أُصيب كل منهما بفقدان البصر المفاجئ الناتج عن (CRAO)، الحالة الأُولى كانت لسيدة تبلغ من العمر ما يُقارب 61 عامًا أُصيبت بفقدان البصر في العين اليُسرى وخضعت للعلاج بالأكسجين المضغوط بعد 6 ساعات من ظهور الأعراض، إذ كُرّر العلاج على مدار ثمانية جلسات ضمن ضغط جوي يعادل 2.4 لمدة 90 دقيقة، وقد تحسنت حدّة الإبصار لديها، أمّا الحالة الثانية فقد كانت لرجلٍ يبلغ من العمر 69 عامًا مُصاب بفقدان البصر المفاجئ الناتج عن (CRAO) في عينه اليُسرى، إذ أُصيب به قبل ساعتين ونصف من إسعافه إلى قسم الطوارئ، وخضع لأول جلسة أكسجين مضغوط بعد 4 ساعات من ظهور الأعراض بمعدّل ضغط يُقارب 2.4 ضغط جوي لمدة 90 دقيقة، وقد لُوحظ تحسُّن في حدّه الإبصار لديه بعد خضوعه لتسع جلسات متتالية.^[5]
• أشارت مجلة طب أعماق البحار والعلاج بالأكسجين المضغوط (Undersea Hyperb Med) عام 2018 إلى دراسة سريرية أجراها مجموعة من الباحثين تهدف إلى الكشف عن فعالية علاج الأكسجين المضغوط في علاج فقدان البصر المفاجئ الناتج عن الجلطة الدموية للشريان الرئيسي في العين، وتضمنت 10 مرضى يعانون من هذه المشكلة، خمسة منهم يُعانون من فقدان البصر في العين اليُسرى والخمسة الباقون يُعانون من فقدان البصر في العين اليُمنى، وأشارت نتائج الدراسة إلى أنّ علاج فقدان البصر الناتج عن (CRAO) باستخدام تقنية الأكسجين المضغوط كانت فعّالة مع القليل من الآثار الجانبية ضمن عددٍ مُعيّن من الجلسات.^[6]

كيف يُسهم الأكسجين المضغوط في علاج فقدان البصر المفاجئ؟

يُعدّ فقدان البصر المفاجئ الناتج عن الجلطة الدموية للشريان الرئيسي في العين من الأمراض الخطيرة التي تحتاج لتدخّل طبيّ عاجل، إذ تستهلك شبكية العين بالأحوال الطبيعية معدّل عالي من الأكسجين يُقدّر بما يُقارب 13 ملليتر/100 جرام لكل دقيقة، لذلك لا يحتمل نسيج الشبكية انخفاض نسبة الأكسجين الواصلة إليها، وهو ما يحدث جرّاء انسداد الشريان المركزي في العين،^[7] ووفقًا لذلك صنّفت جمعية القلب الأمريكية علاج الأكسجين المضغوط كأحد خيارات العلاج المتاحة لمرضى (CRAO)، فهو يحافظ على أكسجة شبكية العين عند إصابتها، وذلك عن طريق السماح للأكسجين المضغوط بالانتشار عبر الشعيرات الدموية المشيمية، ممّا يُسهِم بتلافي الضرر الناتج عن نقص تروية العين لدى استخدمه في الوقت المناسب.^[8]

متى اعتُمد الأكسجين المضغوط كعلاج لفقدان البصر المفاجئ؟

تمّت الموافقة على استخدام الأكسجين المضغوط لعلاج حالات فقدان البصر المفاجئ الناتج عن الجلطة الدموية في الشريان الرئيسي في العين عام 2006، إلا أنّه لم يلقى انتشارًا على نطاقٍ واسع حتى هذه اللحظة، وذلك لعدم توفره وقلة معرفة أطباء العيون به.^[7]

طريقة تلقّي الأكسجين المضغوط لعلاج فقدان البصر المفاجىء الناجم عن الجلطة الدموية في الشريان الرئيسي في العين

يُتلقّى المريض الأكسجين المضغوط من خلال حجراتٍ مُزودة بأقنعة وجه أو أغطية رأس مغلقة خاصة يرتديها المريض للحصول على فوائد الأكسجين المضغوط،^[9] بدايةً يُعطى المريض الأكسجين المضغوط بمقدار 2.0 ضغط جوي، وتستمر الجلسة مدة 90 دقيقة إذا لُوحظ تحسُّن في رؤية المريض خلال الثلاثين دقيقة الأُولى، وفي حال لم تتحسّن رؤية المريض يمكن زيادة مقدار الضغط ليصل إلى 2.4 ضغط جوي ويبقى كذلك في حال شعور المريض بتحسُّن لمدة 90 دقيقة، والذي يمكن رفعه حتى 2.8 عند تعذّر ظهور أي تحسُّن على حالة المريض.^[7]

يجدر التوقف عن استخدام الأكسجين المضغوط في حال عدم تحسّن الرؤية لدى المريض عند مقدار 2.8 ضغط جوي، وتوجيهه لاستنشاق الأكسجين الطبيعي غير المضغوط، ثمّ إخضاع المريض لجلستين إضافيتين لمدة 90 دقيقة في اليوم، يتخلّلها استراحة مدتها خمسة دقائق لاستنشاق الأكسجين الطبيعي كل 30 دقيقة، وغالبًا ما يتحسّن معظم المرضى بعد الخضوع لثماني جلسات.^[7]

عوامل تؤثر في استخدام تقنية الأكسجين المضغوط لعلاج فقدان البصر المفاجىء

تُعدّ استجابة المرضى المصابون بفقدان البصر الناتج عن (CRAO) لعلاج الأكسجين المضغوط جيدة نوعًا ما،^[5] إلا أنّ بعض العوامل قد تؤثر في النتيجة:^[5][7]

• توقيت البدء بالعلاج، إذ يُستحسن البدء به عاجلًا قبل تضرر أنسجة الشبكية كليًا، إذ من الممكن أن تفقد فعاليّتها بعد مرور 90 دقيقة على نقص التروية الدموية.
• درجة انسداد الشريان الرئيسي.
• السبب الأساسي لانسداد الشريان الرئيسي.
• موقع الانسداد.

والجدير بالذكر أنّ المرضى الذين خضعوا للعلاج بالأكسجين المضغوط خلال الثمانِ ساعاتٍ الأُولى من ظهور الأعراض أو فقدان البصر، لديهم فرصة تُعادل 83% لتحسين حدّة بصرهم.^[7]