علاج التسمم بأول أكسيد الكربون بالأكسجين المضغوط

يُستخدم الأكسجين المضغوط لعلاج بعض حالات التسمّم بأوّل أكسيد الكربون، بالأخص تِلك الحالات التي يتعرّض فيها المصاب لفقدان الوعي في مكان الحدث أو في المستشفى، وتغيّر في الحالة الذهنيّة، ونقص التروية للأعضاء، وغالبًا ما يُحقّق هذا العلاج فعاليّة أكثر عند تطبيقه خلال الـ 6 ساعات الأُولى بعد التعرّض للتسمّم بأول أكسيد الكربون.

يُصنَّف غاز أول أكسيد الكربون ضمن الغازات الخطِرة التي قد تكون سببًا في إلحاق الأضرار الصحيّة بالجسم، بل وحدوث الوفاة في بعض الحالات الشديدة،[1] إذ يبلغ متوسط حالات التسمّم بأول أكسيد الكربون حوالي 137 حالة لكلّ مليون شخص عالميًّا، بينما يُقدّر معدّل الوفيات العالميّ الناجم عن التسمّم بأول أكسيد الكربون بحوالي 4.6 وفاة تقريبًا لكل مليون شخص.[2]

التسمم بأول أكسيد الكربون

يتصاعد غاز أول أكسيد الكربون عديم اللون والرائحة مع أبخرة الاحتراق غير المُكتمل في المواقد، والمركبات، وسخّانات المياه، والأفران، وقد يحدث التسمّم بغاز أول أكسيد الكربون عند استنشاقه بكمياتٍ كبيرة في الأماكن سيّئة التهوية، وارتفاع مستوياته في الدم لدرجاتٍ عالية، إذ يرتبط غاز أوّل أكسيد الكربون بعد دخوله الجسم بالبروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء المسؤول عن الارتباط بالأكسجين ونقله في الجسم، المعروف باسم الهيموجلوبين، فيُسفر ارتباط الغاز السام فيه إلى تكوّن الكربوكسي هيموغلوبين (Carboxyhemoglobin)، ممّا يعيق نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أنّ مَيل الهيموغلوبين للارتباط بغاز أول أكسيد الكربون أكثر من ميله للارتباط بغاز الأكسجين بمقدار 200 ضعف تقريبًا.[2][3]

أعراض الإصابة بتسمم أول أكسيد الكربون

تُصاحب حالات التسمم بأول أكسيد الكربون ظهور أعراضٍ مختلفة على المُصاب،[1] منها:[3][4]

  • أعراض طفيفة، كالغثيان، والصداع، والدّوار، والتقيؤ، وصعوبة التركيز، والنعاس، والضعف الجسدي العام.
  • أعراض متوسطة إلى شديدة، كالارتباك، وإصدار أحكام غير سليمة، والتشنج، وألم الصدر، وضيق التنفس أو زيادة سرعة التنفّس، وانخفاض ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب، وفقدان الوعي، والغيبوبة، ونزيف شبكيّة العين.
  • أعراض شديدة قد تهدّد الحياة، قد تظهر بعد أسابيع من حدوث التسمّم بغاز أوّل أكسيد الكربون، كتعذّر الأداء الحركي (Apraxia)، والترنّح (Ataxia)، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، والذهان، وعدم تناسق الحركة، نقص التروية في الكلى، والعمى القشري (Cortical blindness).

ما هو العلاج بالأكسجين المضغوط؟

المعالجة بالأكسجين عالي الضغط (Hyperbaric oxygen therapy or HBOT) أو العلاج بالأكسجين المضغوط، هو نهج علاجيّ يعتمد مبدأ تعريض المصاب لتراكيز نقيّة من الأكسجين -ما يقارب نسبة 100% من الأكسجين- مع توفير ضغط جوي مرتفع بهدف زيادة كميّة الأكسجين في الدم والأنسجة، وذلك وفقًا لتعريف الجمعية الطبية للتطبيب بالضغط العالي وعلاج الحالات الناجمة عن الغوص (Undersea and Hyperbaric Medical Society).[5]

في الحقيقة تعود بدايات استخدام العلاج بالأكسجين المضغوط إلى القرن السابع عشر، إذ بَنى الطبيب البريطاني هينشاو (Henshaw) أوّل غرفة توفِّر العلاج بالأكسجين عالي الضغط في عام 1662 ميلادي، وقد استُخدم حينها المنفاخ لزيادة وخفض ضغط الهواء داخل الغرفة بغرض علاج العديد من الأمراض، ومنذ ذلك الحين، استمرّت الدراسات والأبحاث حول استخدام العلاج بالأكسجين المضغوط الذي أثبت فعاليّته في علاج مجموعةٍ واسعة من الأمراض.[5][6]

دور العلاج بالأكسجين المضغوط في حالات التسمم بأول أكسيد الكربون

يُستخدم العلاج بالأكسجين المضغوط في حالات التسمّم بأول أكسيد الكربون،[7] لدوره الفعّال على الصعيد الخلوي، إذ يُسهم بأداء مجموعة من المهام:[7][8]

  • تسريع التخلص من الكربوكسي هيموغلوبين (Carboxyhemoglobin)، أو بمعنى آخر، يسهم في زيادة سرعة التخلص من أول أكسيد الكربون المرتبط بالهيموغلوبين، ودعم تواجد الهيموغلوبين الطبيعي في خلايا الدم الحمراء.
  • تعزيز وصول الأكسجين إلى أنسجة الجسم.
  • تحسين وظيفة الميتوكندريا (Mitochondria)، إذ يساعد انتقال كمية إضافيّة من الأكسجين للنسيج على تقليل ارتباط أول أكسيد الكربون مع بروتينات السيتوكروم (Cytochrome) الموجودة في الميتوكندريا.
  • منع حدوث فوق أكسدة الدهون (Lipid peroxidation) العابر.
  • التقليل من التصاق خلايا الدم البيضاء ببطانة الأوعية الدموية الدقيقة المُصابة في الدماغ مما يقلل من استسقاء الأنسجة.
  • الإسهام في استعادة حدوث عمليّة الفسفرة التأكسديّة (Oxidative phosphorylation) التي تعتمد عليها الخلايا العصبيّة لأداء وظائفها الطبيعيّة والبقاء على قيد الحياة بعد التعرّض للأذى الناجم عن نقص التروية.
  • تقليل التهاب الدماغ الناجم عن تكوين بروتين الميالين (Myelin) الأساسيّ الذي يُحفّزه التسمّم بغاز أول أكسيد الكربون.

وفق الدراسة التي نُشرت في مجلة (The American Journal of Emergency Medicine) في عام 2020 ميلادي، والتي بحثت في حالات المرضى البالغين المصابين بتسمّم أول أكسيد الكربون والمسجَّلين في قاعدة بيانات المرضى لمجموعة إجراءات التشخيص اليابانيّة من عام 2010 ميلادي حتى عام 2016 ميلادي، لُوحظ أنّ استخدام العلاج بالأكسجين المضغوط قد لا يقلّل على نحوٍ كبير من معدل الوفيات، ولكنّه يلعب دورًا أساسيًّا في تحسين درجة الوعي والقدرة على أداء الأنشطة اليوميّة لدى المصابين بتسمّم أول أكسيد الكربون، وقد يُفيد أيضًا في حالات التسمّم بأول أكسيد الكربون غير الخطِرة.[9]

متى يُستخدم العلاج بالأكسجين المضغوط لعلاج التسمم بأول أكسيد الكربون؟

يُعدّ اتخاذ القرار بشأن استخدام الأكسجين المضغوط في علاج حالات التسمّم بأول أكسيد الكربون من القضايا المثيرة للجدل في الوسط الطبّي،[8] ومع ذلك يتّفق الغالبيّة العظمى من الخبراء على أنّ العلاج بالأكسجين المضغوط قد يكون خيارًا مطروحًا في حالاتٍ معينة من التسمّم بأول أكسيد الكربون:[8]

  • فقدان الوعي في مكان الحادث أو في المستشفى.
  • حدوث تغير في الحالة العقليّة، أو ظهور اختلال عصبيّ جديد للمرّة الأولى بعد حدوث التسمّم.
  • نقص التروية للأعضاء، والذي قد يصاحبه تغير في قراءة تخطيط كهربية القلب (ECG)، وانخفاض درجة الحموضة عن 7.1
  • حدوث التسمّم بأول أكسيد الكربون لدى امرأة حامل، بالأخص في حال تجاوز نسبة الكربوكسي هيموغلوبين لديها 20%.

كيفيّة علاج التسمم بأول أكسيد الكربون بالأكسجين المضغوط

يهدف الطبيب ومقدّمي الرعاية الصحيّة عند استخدامهم العلاج بالأكسجين المضغوط إلى توفير ما نسبته 100% من الأكسجين للمصاب بتسمّم أول أكسيد الكربون تحت تأثير ضغط جوي يعادل 2.4-3 وحدة ضغط جوي، ولمدّة تتراوح بين 60-120 دقيقة في الجلسة العلاجيّة الواحدة، كل ذلك بهدف زيادة سرعة التخلص من أول أكسيد الكربون وتخفيف مشكلات نقص التروية، وقد يستدعي الأمر تكرار العلاج مراتٍ عِدّة في الحالات الشديدة من التسمّم بغاز أول أكسيد الكربون، أو في الحالات التي تظهر أعراضها مزمنة، كما يعتمد بعض المعالجين ارتفاع درجة حموضة الدم والجسم لتوقّع الحاجة لإعادة العلاج مرّةً أُخرى.[8][10]

غالبًا ما يُحقّق العلاج فائدةً أكبر عند استخدامه خلال 6 ساعات الأُولى من التعرّض للتسمّم، وقد يُرسَل المُصاب إلى المنزل بعد تلقّيه العلاج الطبّي الملائم مع ضرورة مراقبة وضعه الصّحي وملاحظة ظهور أيّة أعراض عصبيّة تستدعي عودته إلى المستشفى مرّة أُخرى، أمّا في حال كان التسمّم بأول أكسيد الكربون ناجمًا عن محاولة الانتحار، فيجب إحالة المصاب إلى قسم الرعاية النفسيّة الرسميّ، وعدم السماح بخروجه من المستشفى دون موافقة المختصّين.[8]

فوائد الأكسجين المضغوط

يُستخدم العلاج بالأكسجين المضغوط في العديد من المجالات بفضل خصائصه المتنوّعة، فهو يفيد في تعجيل تعافي والتئام الجروح، وتعزيز تكوُّن أوعية دمويّة جديدة، والمساعدة على مقاومة الميكروبات، كما أنّه يُستخدم في عدد من الحالات الصحيّة الطارئة،[5] وقد حُصر استخدام الأكسجين المضغوط حاليًّا في علاج عددٍ من المشكلات والأمراض:[5][6]

  • الصمّة الغازية الشريانيّة (Arterial gas embolisms)، وهي الحالة التي تُعبّر عن وجود فقاعات هواء في الدم الشريانيّ، والتي تتكون عن طريق الخطأ أثناء إعطاء الحقن، أو عند تطبيق بعض الإجراءات الطبيّة، أو تحدث بسبب إصابات الرئة الناجمة عن تغيّر الضغط، وغالبًا ما يُصاحب هذه المشكلة ظهور عددٍ من الأعراض المختلفة على المصاب في غضون بضع ثوانٍ أو دقائق، كفقدان الوعي، والارتباك، وعدم انتظام نبضات القلب، والاختلال العصبيّ، والسكتة القلبيّة.
  • داء الغوّاص أو مرض تخفيف الضغط (Decompression sickness)، الذي يُصاحبه تكوّن فقاعات من غاز خامل مُذاب في الدم أو في أنسجة الجسم بسبب انخفاض سريع في الضغط المحيط بالجسم، ويُسفر عن تكوّن هذه الفقاعات ظهور عدد من المشكلات، كانسداد مجرى تدفق الدم، وتضرّر بطانة الأوعية الدمويّة، واختلال الأنسجة، وتسريب الشعيرات الدمويّة، وغالبًا ما تظهر هذه الحالة بعد الغوص، أو التحليق في الطائرة، أو التعرّض للضغط الشديد أو الضغط المنخفض.
  • إصابات الحرق الحراري الحادّ (Acute thermal burn).
  • التسمّم بأول أكسيد الكربون المعقّد بسبب تسمّم السيانيد، وقد تظهر مشكلة تسمّم السيانيد بعد استنشاق مادة السيانيد الناجمة عن الاحتراق غير الكامل لمواد معيّنة، كالبلاستيك، والنايلون، والأكريلك (Acrylics)، والفينيل (Vinyl)، وغيرها.
  • انسداد الشريان الشبكي المركزي (Central retinal artery occlusion)، الذي يظهر كفقدان مفاجئ للبصر بسبب انسداد الشريان الشبكي المركزي في العين، ولا يكون مصحوبًا بالألم.
  • الرقع النسيجية (Grafts) والسدائل (Flaps) المكشوفة.
  • إصابات نقص التروية الحادّة (Acute traumatic ischemia)، كالإصابات الهرسيّة (Crush injury)، ومتلازمة المقصورة (Compartment syndrome).
  • الإصابات الناجمة عن العلاج الإشعاعي والتي لم تتعافى بعد استكمال العلاج بفترة (Delayed radiation injury)، وتُعدّ الإصابات المرتبطة بالعلاج الإشعاعي واحدةً من أكثر المضاعفات الشديدة المترتّبة على استخدام هذا النوع من العلاج.
  • فقدان السمع الحسّي العصبيّ (Sensorineural Hearing Loss)‏ المفاجئ مجهول السبب، والذي يظهر عادةً في إحدى الأُذنين ويكون مصحوبًا بطنين الأذن، وقد يعاني المصاب أيضًا من الشعورٍ بالامتلاء أو الانسداد في الأذن، أو الإحساس بالدوار.
  • الخرّاج داخل القحف (Intracranial abscess) الذي قد يصاحبه ظهور خرّاجات تحتوي على عدوى بكتيريّة، أو فطريّة، أو طفيليّة، كالخراج الدماغي (Cerebral abscess)، ودُبَيلَة تحت الجافية (Subdural empyema)، ودبيلة حول الجافية (Epidural empyema).
  • عدوى النسيج الليّن الناخرة (Necrotizing soft tissue infections)، بما في ذلك التهاب اللفافة النخار (Necrotizing fasciitis)، وغنغرينة فورنير (Fournier’s gangrene)، والغنغرينا الغازية (Gas gangrene)، وتُعدّ عدوى النسيج الليّن الناخرة واحدةً من أنواع العدوى التي قد تحدث بسبب التعرّض لإصابة معيّنة، أو جرح عملية، أو جسم غريب، أو حقن المخدرات الملوّثة التي تُعطَى في العضل أو تحت الجلد، وغالبًا ما تظهر لدى الأشخاص المُصابين بالسكري أو ممّن لديهم اعتلالًا في الأوعية الدمويّة.
  • التهاب العظم ونخاعه المقاوِم (Refractory osteomyelitis).
  • فقر الدم الشديد.

مضاعفات العلاج بالأكسجين المضغوط

قد يكون العلاج بالأكسجين عالي الضغط مصحوبًا بعددٍ من المضاعفات:[10][11]

  • إصابات في الجيوب الأنفيّة بسبب تغير الضغط، والذي قد يُسفر عن حدوث ألم وانتفاخ في جيوب الأنف.
  • إصابات في الأذن الوسطى بسبب تغير الضغط، إذ قد تحدث حالة طفيفة من فرط الدم (Hyperemia)‏ للغشاء الطبلي (Tympanic Membrane)، أو قد يصل الأمر إلى مرحلة تمزّق الغشاء الطبلي بالفعل.
  • تفاقم حالة استرواح الصدر (Pneumothorax) والإصابة باسترواح الصدر الضاغط (Tension pneumothorax).
  • استرواح المَنصف (Pneumomediastinum)‏، وهي الحالة التي يتجمّع فيها الهواء في منطقة المَنْصَف الصدري (Mediastinum)‏.
  • الصمّة الغازية (Gas embolism).
  • التشنجات.
  • مرض تخفيف الضغط (Decompression sickness).
  • مشكلات في النظر، مثل اعتلال الشبكيّة عند الأطفال الخُدج (Retinopathy of prematurity)، والسّاد (Cataract)، وقِصر النظر العابر.

يجب الأخذ بعين الاعتبار وجود أجهزة مزروعة لدى المريض عند علاجه بالأكسجين المضغوط، نظرًا لِعدم خضوع معظمها للاختبارات التي تكشف مقدار تأثُّرها بتغيّر الضغط، سواءً كانت أجهزة تنظيم ضربات القلب، أو أجهزة إزالة الرجفان (Defibrillators)، أو أجهزة مساعدة بُطينية أيسريّة (LVADs)، بالإضافة إلى الأجزاء الاصطناعية البديلة في منطقة حول العين أو الثدي.[11]

قد يُعالج الأطبّاء المضاعفات الناجمة عن العلاج بالأكسجين المضغوط بطرقٍ مختلفة:[10]

  • استخدام مضادات الاحتقان.
  • بضع الطبلة أو شق طبلة الأذن الوقائي (Prophylactic myringotomy)، وهو من الإجراءات الشائعة والمطلوبة للمرضى الذين يخضعون للتنبيب (Intubated patients).
  • وضع أنبوب الصدر، وهو إجراء إلزاميّ في حالات استرواح الصدر (Pneumothorax).

لا يستدعي الأمر استخدام مضادات الاختلاج أو إيقاف العلاج بالأكسجين عالي الضغط في حالة ظهور نوبات التشنج، والتي غالبًا ما تكون من المضاعفات الثانوية لحدوث سميّة الأكسجين.[10]

كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الأحد ، 07 أيار 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأحد ، 07 أيار 2023

المراجع

1.
MedlinePlus [Internet]: National Library of Medicine (US). (2016). Carbon Monoxide Poisoning. Retrieved from https://medlineplus.gov/carbonmonoxidepoisoning.html
2.
Mattiuzzi C, Lippi G. Worldwide epidemiology of carbon monoxide poisoning. Human & Experimental Toxicology. 2020;39(4):387-392. Retrieved from https://doi.org/10.1177/0960327119891214
3.
O’Malley G. (2022, September). Carbon Monoxide Poisoning. Retrieved from https://www.merckmanuals.com/home/injuries-and-poisoning/poisoning/carbon-monoxide-poisoning#v28488554

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري العلاج بالأكسجين المضغوط أونلاين عبر طبكان
احجز