حصوة الحالب: أسبابها، أعراضها، طُرق علاجها

قد تنتقل الحصوة المُتكوّنة في الكلى إلى الحالب مُثيرةً أعراضًا تختلف من حالةٍ لأُخرى بالاعتماد على حجم الحصوة، وموقعها، وتسبُّبها انسدادًا في مجرى الحالب، وعلى الرغم من أنّ معظم الحصوات الصغيرة التي لا يصاحبها ظهور أيّة أعراض على المُصاب لا تستدعي العلاج الطبّي، فقد يُشير الطبيب إلى ضرورة تلقّي العلاج الدوائي أو الجراحي للسيطرة على وجود الحصى في الحالب، وقد توصّلت العديد من الدراسات إلى وجود أعشاب مختلفة قد تُسهم في التخلص من حصوة الحالب.

قد تبقى حصوة الكلى داخل الكلية بعد تكوُّنها فيها أو تنتقل إلى أجزاءٍ أُخرى داخل القناة البوليّة، كالمثانة، والحالبين، والإحليل، مُسببةً مشكلة التحصي البولي (Urolithiasis)‏،[1] في الحقيقة، يُعد التحصي البوليّ واحدًا من أكثر أمراض المسالك البوليّة شيوعًا على مستوى العالم، إذ تشير التوقّعات إلى أنّ معدّل انتشار التحصّي البولي يتراوح بين 1%-13% تقريبًا في مناطق مختلفة حول العالم، كما تُظهر الأدلة الحديثة تزايد انتشار التحصّي البوليّ عالميًا خلال السنوات الأخيرة.[2]

ما هي حصوة الحالب؟

تُعدّ حصوة الحالب (Ureteral stone) واحدةً من المشكلات الصحيّة التي تؤثر في الجهاز البولي والتي تنطوي على ظهور نوعٍ معيّن من الحصوات داخل الحالب، سواءً كانت مكوّنة من أكسالات الكالسيوم (Calcium oxalate) أو الفوسفات (Phosphate)، وغالبًا ما تتكوّن هذه الحصوة في الكلى قبل انتقالها إلى الحالب، وقد يُواصل حجمها بالتزايد حتى بعد استقرارها في أحد الحالبين.[1][3]

ذكر الجرّاح أمبرواز باريه حصوة الحالب لأول مرّة في عام 1564 ميلادي، وقد وصف تراصّ الحصوات في كِلا الحالبين كسببٍ لحدوث الوفاة، ولم تُفلح المحاولات في إزالة حصوة الحالب جراحيًّا إلّا بعد مضيّ 200 عام منذ التعرّف عليها، إذ صمّم الجرّاح ديسولت في عام 1788 ميلادي أداة تُستخدم لشقّ الحالب واستخراج الحصوة منه.[4]

أعراض حصوة الحالب

لاحظ الأطباء ميل الحصوات كبيرة الحجم التي يتجاوز قطرها 5 ملم إلى الاستقرار في الحالب وسدّ مجرى البول، بينما تميل الحصوات التي لا يتجاوز قطرها 5 ملم إلى المرور تلقائيًّا خلال الحالب لتخرج من الجسم وحدها،[5] وبناءً على ذلك، قد لا يُصاحب تكوُّن الحصوات الصغيرة التي تمرّ في الحالب بسلاسة ظهور أيّة أعراض على المصاب،[6] على خلاف الحصوات التي تتسبّب في سدّ مجرى الحالب، فهي قد تكون سببًا في ظهور واحدة أو اكثر من الأعراض المزعجة:[1][6]

  • ألم في الظهر.
  • المغص الكلوي (Renal colic)، وهو عبارة عن ألم شديد يظهر غالبًا كالموجات، إذ يزداد هذا الألم تدريجيًّا وصولًا إلى ذروته ثم يتلاشى ويزول لفترة من الوقت قبل بدء موجة ألمٍ أُخرى، وقد تستمرّ موجة المغص الكلوي الواحدة في كثيرٍ من الأحيان بين 20-60 دقيقة، ويُشار إلى أنّ المغص الكلوي عادةً ما يظهر في الحيّز بين الأضلاع والورك في أحد جانبيّ الجسم، وقد ينتشر مرورًا بمنطقة البطن، ومن المُحتمل أن يمتد وصولًا إلى الأعضاء التناسليّة وأصل الفخذ (المنطقة الأربية).
  • الغثيان أو التقيؤ.
  • التعرق.
  • ظهور الدم، أو الحصوة، أو أجزاء من الحصوة في البول.
  • الحاجة المُلحّة للتبول باستمرار، بالأخص أثناء مرور الحصوة للأسفل خلال الحالب.
  • الحمى.
  • القشعريرة.
  • ألم أو حرقة أثناء التبول.
  • ظهور البول وكأنه ضبابي، وذو رائحة كريهة.
  • انتفاخ البطن.
  • التململ وعدم القدرة على الجلوس.
  • معاناة الطفل المصاب بحصوة الحالب من الهياج، والحمّى، والتقيؤ، وقد يستمر أيضًا بالبكاء.
  • أعراض شديدة بسبب انسداد مجرى الحالب، كالمعاناة من الارتباك، وحدوث الاضطرابات الأيضيّة، وعدم استقرار حركة تدفق الدم (ديناميكا الدم).

أعراض خروج حصوة الحالب

غالبًا ما تتلاشى أعراض حصوة الحالب عندما تصل الحصوات إلى المثانة وتخرج من الحالب، ومع ذلك، قد يعاني المُصاب في حالاتٍ نادرة من عدم القدرة على إفراغ محتوى المثانة في هذه المرحلة،[3] وعمومًا، يظهر الألم في أجزاءٍ مختلفة من الجسم اعتمادًا على موقع الحصوة في الحالب:[3]

  • الحصوات في الجزء العلوي من الحالب، تُثير ألمًا يمتدّ وصولًا إلى الخاصرة أو أجزاء من منطقة أسفل الظهر، وقد تكون مصحوبة بمشكلات تكرار التبول، أو الحاجة المُلحّة للتبول، أو عسر التبول، أو تقطير البول (Stranguria).
  • الحصوات الموجودة في منتصف الحالب قد تتسبّب بألم يمتدّ إلى الجزء الأمامي والسفلي.
  • الحصوات في آخر الحالب قد تُثير ألمًا يمتدّ إلى المنطقة الأربية (أصل الفخذ)، أو الخصية لدى الذكور، أو الشفران الكبيران (Labia majora) لدى الإناث.

عوامل خطورة الإصابة بحصوة الحالب

ثمّة مجموعة من العوامل قد تزيد من خطورة الإصابة بحصوة الحالب:[1][7]

  • وجود تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بحصوات الكلى.
  • العمر، إذ من الشائع ظهور الحصوات الكلويّة بعمر 43 عامًا وأكثر، ومع ذلك قد تظهر الحصوات لدى الأشخاص من مختلف المراحل العمريّة.
  • الجنس، فقد لُوحظ تكرار حدوث الحصوات البوليّة بين الذكور أكثر مقارنةً بالإناث.
  • النشاط الجسدي، فالرياضة قد تقلّل من خطورة تكوّن الحصوات في الجهاز البولي.
  • الإصابة ببعض الأمراض، مثل مرض الكلى المزمن، وارتفاع ضغط الدم، والنقرس، والسكري، والسمنة، والأورام الخبيثة، وارتفاع دهنيات الدم.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية، مثل مثبطات بروتياز (Protease inhibitors) المُستخدمة لعلاج عدوى فيروس عوز المناعة البشري، والسولفاديازين (Sulfadiazine)، وأدوية حاصرات بيتا (Beta blockers)، والوارفارين (Warfarin)، وكلوريد الليثيوم (Lithium chloride)، ومكملات الكالسيوم، وفيتامين د، وفيتامين ك (Vitamin K).
  • تناول أطعمة تحتوي على كميات كبيرة من الأوكسالات (Oxalate)، كالتوت، والقهوة، والشوكولاتة، وبعض أنواع المكسرات، والصودا، والسبانخ، والبطاطا، وأنواع من الشاي، والفول.
  • تناول الأطعمة الغنيّة بالبروتين الحيواني.
  • تناول كميات كبيرة من الأملاح.
  • الإكثار من تناول السكريات.
  • التعرّض لبعض العناصر السامّة، كالرصاص.
  • عدم شرب كميّات كافية من السوائل.
  • الخضوع لأنواع معيّنة من الجراحات، مثل جراحة المجازة المعديّة (Gastric bypass surgery).

علاج حصوة الحالب

قد يكون العلاج ضروريًّا في الحالات التي تظهر فيها حصوة كبيرة الحجم تسُدّ مجرى الحالب في الجزء العلوي الأقرب إلى الكلى، إذ نادرًا ما تمرّ هذه الحصوة من تلقاء نفسها دون تدخّل، أمّا الحصوات الصغيرة التي لا تُثير أيّة أعراض على المُصاب فهي في الغالب لا تحتاج للعلاج.[6]

وقد لُوحظ أيضًا أنّ الحصوات الموجودة في الجزء الأخير من الحالب تتمكّن غالبًا من مغادرة الحالب وحدها دون علاج، خاصةً وأنّ حوالي 70% من حصى الحالب تظهر في الثلث السفلي منه أثناء التشخيص،[8] ومن الخيارات العلاجيّة المطروحة في حالات حصوة الحالب:[6][8]

  • مُسكنات الألم: تُستخدم مضادات الالتهاب اللّاستيرويديّة (NSAIDs) لتخفيف الألم، وقد يُوصي الطبيب باستخدام المواد الأفيونية (Opioids) للسيطرة على الألم الشديد.
  • تزويد الجسم بالسوائل: تنطوي أهم استراتيجيّات تمرير الحصى في الحالب على ضرورة شرب كميات كافية من السوائل، أو استقبال كميّة كبيرة من السوائل الوريديّة.
  • أدوية تساعد على تمرير الحصوة: قد تساعد الأدوية التي تنتمي لمجموعة حاصرات ألفا (Alpha blockers)، أو حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blocker)، أو مثبّطات الإنزيم فوسفودايستريز رقم 5 (Phosphodiesterase-5 inhibitors) على ارتخاء العضلات الملساء المُكوّنة للحالب للمساعدة على مرور الحصوة، وتعتمد المدّة اللّازمة لخروج الحصوة من الحالب على حجم الحصوة، وموقعها، وحدوث الانسداد أو عدم حدوثه.
  • إزالة الحصوة جراحيًا: إذ يُوصي الطبيب أحيانًا بضرورة إزالة حصوة الحالب باستخدام المنظار الداخليّ، أو بطريقة وضع شبكة في الحالب، أو تفتيت الحصيات الكلوية عبر الجلد (Percutaneous nephrolithotomy)، أو زيادة قلويّة البول، كما تُعدّ الجراحة المفتوحة من الخيارات المطروحة خصوصًا عند فشل الإجراءات الأُخرى.
  • تفتيت الحصى بالموجات الصادمة: تُستخدم طريقة تفتيت الحصى بالموجات الصادمة (Shock wave lithotripsy) لتفتيت الحصى التي لا يتجاوز قطرها 1 سم، الموجودة في الجزء العلوي من الحالب.

علاج حصوة الحالب بالأعشاب

قد تُستخدم بعض الأعشاب للمساعدة على علاج حصوة الحالب:

  • الهندباء البريّة (Dandelion): قد يساعد استخدام نبات الهندباء البريّة على منع تكون الحصى الكلوية وفق الدراسة التي نُشرت في مجلة (Renal Failure) في عام 2018 ميلادي،[9] ولُوحظ أنّ مستخلص الهندباء البرية قد أعطى نتائج واعدة كمدرّ للبول وفق الدراسة المنشورة في مجلة (The Journal of Alternative and Complementary Medicine) في عام 2009 ميلادي، ولكن يجب إجراء مزيد من الدراسات للتأكد من فعاليّة هذه العشبة في تحفيز إدرار البول لدى البشر.[10]
  • عشبة القمح (Wheat Grass): توصّلت دراسة نُشرت في مجلة (European Journal of Pharmaceutical and Medical Research) عام 2017 ميلادي أنّ مستخلص عشبة القمح يمنع نموّ بلورات الحصوة بنسبة 88% خلال بداية تكوّنها، أي أنّه قد يكون ملائمًا للسيطرة على حصى الكلى خلال مرحلة نموّ البلورات.[11]
  • حشيشة القمح الزاحفة (Agropyrum repens) (Couch grass): تُوضّح دراسة نشرت في مجلة (Archivio Italiano di Urologia e Andrologia) عام 2012 ميلادي أنّ استخدام سترات البوتاسيوم (Potassium citrate) والمُستخلَص الجاف لعشبة حشيشة القمح الزاحفة بالتزامن مع العلاج الدوائي والنظام الغذائي المناسب قد أسهم بفعاليّة في تقليل عدد وحجم الحصوات البولية مقارنةً مع تأثير استخدام البوتاسيوم سترات وحده مع العلاج الدوائي والنظام الغذائي.[12]
  • "وولونغ سان" (Wu-Ling-San): وفق الدراسة التي نُشرت في المجلة الإفريقيّة للأدوية التقليديّة والتكميليّة والبديلة عام 2013 ميلادي، قد يساعد نبات وولنغ سان على زيادة إدرار البول دون أن يتسبّب في اضطراب توازن الشوارد (الكهرل) في الجسم، وهو بذلك يُعد من الأعشاب العلاجيّة الواعدة التي قد تُستخدم للمساعدة على علاج الحصوات الكلوية إلى جانب العلاج الطبي والجراحي.[13]
  • أعشاب أُخرى: قد تمتلك بعض الأعشاب الأُخرى خصائص تجعلها مناسبة للسيطرة على حصى الحالب وفق عددٍ من الدراسات، مثل عشبة كاسر الحصى (Gale of the wind)،[14] ونبات شجرة الإثلب (Aerva lanata)، وخثرية العاهل (Ammania baccifera)، وبرغنية باكومبية (Bergenia ligulata)، والحثرة المنتشرة (Boerhavia diffusa)، وكراتيفة نورفالية (Crateva nurvala)، والقسط حلزوني (Costus spiralis).[15]
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الأحد ، 14 أيار 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Palak Thakore; Terrence H. Liang.. (2023). Urolithiasis. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK559101/
2.
Jacob Lang , Aparna Narendrula, Ahmed El-Zawahry, Puneet Sindhwani, Obi Ekwenna . (2023). Global Trends in Incidence and Burden of Urolithiasis from 1990 to 2019: An Analysis of Global Burden of Disease Study Data, European Urology Open Science Volume 35, January 2022, Pages 37-46. reference.JournalTitle . . Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.euros.2021.10.008
3.
Chirag N Dave. (2023). Nephrolithiasis. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/437096-overview

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مسالك بولية أونلاين عبر طبكان
احجز