الكلوريد: ما أهميّته للجسم؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟

الكلوريد من الشوارد الضرورية التي يحصل عليها الجسم بنسبة عالية من ملح الطعام تحديدًا، وقد يشير اختلال تركيزه في الدم، لا سيّما إذا ترافق ذلك مع ظهور بعض الأعراض الأُخرى، إلى الإصابة ببعض الأمراض التي قد تستدعي الرعاية الطبيّة لإصلاح الخلل بالإجراء المناسب.

الكلوريد من الهالوجينات التي تلعب دورًا هامًا في عددٍ من الوظائف الحيوية في الجسم، و يمكن قياس مستوى الكلوريد بطرقٍ عدّة، إذ قد تكون نتيجته المرتفعة أو المنخفضة في الدم مؤشرًا للإصابة ببعض الأمراض أحيانًا، لا سيّما إذا ترافق ذلك بوجود علامات سريرية أُخرى.[1]

ما هو الكلوريد؟

يُعدّ الكلوريد أحد الهالوجينات ذات الأيونات السالبة غير العضوية، ويبلغ وزنه الذري 35.5، وينتشر بكثرة في السائل خارج الخلوي (Extracellular fluid compartment ) الذي يتألف من بلازما الدم والسائل الخلالي (Interstitial fluid)،[1] وتتباين نسبة الكلوريد الموجودة داخل الخلايا وخارجها في مواقع الجسم المختلفة، فتتراوح بين (2-5) مللي مول/لتر في العضلات الهيكلية، و97- 107 مللي مول/لتر في بلازما الدم، وتبلغ حوالي 90 مللي مول/لتر في خلية الدم الحمراء.[2]

يلعب الكلوريد دورًا هامًا في الحفاظ على أداء الجسم لبعض وظائفه الحيوية، كالحفاظ على التوزان الحامضي والقاعدي، وإنتاج حمض الهيدروكلوريك في المعدة، وتنظيم الشوارد (Electrolytes) في الخلايا، [3] بالإضافة إلى ضبط الضغط الأسموزي وتوزان السوائل في الجسم، وهو مهم أيضًا لعمل الكليتين، وللنشاط الكهربائية في الجسم كالنشاط العضلي.[2]

تحليل الكلوريد

يُجرى تحليل الكلوريد ضمن فحص الدم الروتيني، وعادةً ما يطلبه الطبيب عند وجود أعراض مرتبطة باختلال التوازن الحامضي أو توازن السوائل في الجسم كالتقيؤ لمدة طويلة، أو الإسهال، أو الهزال والإعياء، أوالجفاف، أو صعوبة في التنفس،[4] ويرتفع تركيز الكلوريد عن الحدّ الطبيعي في حال وجود فائض منه في السائل خارج الخلوي، أو في حال فقدان كمية من الماء من ذلك السائل، بينما ينخفض تركيزه دون الحد الطبيعي في حال قلت نسبة الكلوريد في السائل خارج الخلوي أو في حال ارتفاع كمية الماء فيه.[1]

لا يتطلب تحليل الكلوريد في الدم تحضيرًا مُسبقًا، إلّا في حال تزامنه مع فحوصات دم أُخرى، إذ قد يلزم في هذه الحالة الامتناع عن الطعام والشراب لبضع ساعات، ويتضمّن الفحص سحب عينة دم من إحدى الأوردة الموجودة في الذراع.[4]

ارتفاع الكلوريد في الدم

يُعرّف ارتفاع الكلوريد في الدم (Hyperchloremia) على أنه زيادة تركيزه عن 106-111 ملليمول/لتر، إذ تتفاوت هذه القيمة من مختبرٍ لآخر.[2]

عادةً ما يكون ارتفاع الكلوريد في الدم ناتجًا عن الدخول إلى المستشفى، فمثًلا قد يسبب إعطاء المريض محاليل وريدية كريستالية ذات محتوى عال من الكلوريد الإصابة بارتفاع الكلوريد الناجم عن العلاج، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ الحقن بمحلول ملحي بتركيز 0.9 % يرفع من مستويات الكلوريد في الدم،[3] كما قد يرتفع الكلوريد لدى المرضى ممن هم في حالة حرجة نتيجة فقدان كمية من مركب البايكربونات (Bicarbonate) عن طريق الجهاز الهضمي أو القناة الكلوية، والذي يحدث نتيجة أسباب عدّة، مثل الإسهال الذي قد يصيب المرضى المقيمين في وحدات العناية الحثيثة.[2]

انخفاض الكلوريد في الدم

يُعرّف انخفاض الكلوريد في الدم (Hypochloremia) على أنّه تدنّي مستوى تركيزه عن 96-101 ملليمول/لتر، إذ تتباين هذه القيمة من مختبر لآخر أيضًا،[2] وقد يدُل انخفاض مستوى الكلوريد على الإصابة ببعض الأمراض كهبوط القلب، أو بعض أمراض الرئة، أو داء أديسون (Addison disease)، الناتج عن قصورٍ في عمل الغدة الكظرية، ليتسبّب ذلك بعدم إنتاجها لهرموناتٍ معيّنة، أو قد يدُل على الإصابة بالقلاء الأيضي (Metabolic alkalosis)، وهو حالة تزداد فيها قاعدية الدم ممّا يسبّب ارتعاش العضلات، والتهيُّج، والشعور بالوخز في أصابع الأيدي والأقدام.[4]

كما قد ينجم انخفاض الكلوريد، لدى المرضى ممّن هم في حالة حرجة، عن فقدان الكلوريد النشِط عن طريق الجهاز الهضمي، وذلك بالتقيؤ أو الإسهال، أو عند إخفاق الكليتين في إعادة امتصاصه بكفاءة، أو من خلال الحقن بسوائل منخفضة التوتر (Hypotonic fluids)، كما قد يُفقَد الكلوريد عن طريق الكليتين نتيجة ارتفاع معدل إعادة امتصاص البايكربونات المرافق لبعض الأمراض، كمرض الحماض التنفسي المزمن (Chronic respiratory acidosis).[2]

مصادر الكلوريد

تندُر الإصابة بنقص الكلوريد، كما يُعدّ فرط الكلوريد غير شائعًا من المصادر الغذائية، إذ تتمكّن أجزاء من الأمعاء الدقيقة من امتصاص الكلوريد الذي يحتويه الطعام المُتناوَل لينتقل بعدها بحرية عبر الدم، ثم طرح ما تبقّى عن طريق البول وبنسبة أقل عبر البُراز، ويمكن الحصول على الكلوريد من بعض الأصناف الغذائية، فتحتوي اللحوم والأسماك على الكلوريد بما يُقارب 4 ملليغرام/غرام، بينما تحتوي الفواكه والخضراوات على الكلوريد بما يقِل عن 1 ملليغرام/غرام، كما يمكن الحصول على الكلوريد من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) المُضَاف على الأطعمة المختلفة،[5] وتُستخدم بعض المحاليل الملحية كمحلول كلوريد الصوديوم (Isotonic sodium chloride) لتزويد الجسم بالكلوريد في بعض الحالات المرَضية التي يقِل فيها مخزونه،[1] أدناه القيم المرجعية للكلوريد:[5]

العمر

القيمة المرجعية المُوصَى بها للكلوريد بالغرام في اليوم

3-1 سنوات

1.7

6-4 سنوات

2

10-7 سنوات

2.6

17-11 سنة

3.1

للبالغين فوق 18 سنة (من ضمنهم الحوامل والمُرضعات)

3.1

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأربعاء ، 10 أيار 2023
آخر تعديل - الأربعاء ، 10 أيار 2023

المراجع

1.
Morrison G. Serum Chloride. In: Walker HK, Hall WD, Hurst JW, editors. Clinical Methods: The History, Physical, and Laboratory Examinations. 3rd edition. Boston: Butterworths; 1990. Chapter 197. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK309/
2.
Pfortmueller CA, Uehlinger D, von Haehling S, Schefold JC. Serum chloride levels in critical illness-the hidden story. Intensive Care Med Exp. 2018 Apr 13;6(1):10. Retrieved from https://doi.org/10.1186/s40635-018-0174-5
3.
Thongprayoon C, Cheungpasitporn W, Petnak T, Mao MA, Chewcharat A, Qureshi F, Medaura J, Bathini T, Vallabhajosyula S, Kashani KB. Hospital-Acquired Serum Chloride Derangements and Associated In-Hospital Mortality. Medicines 2020, 7, 38. Retrieved from https://doi.org/10.3390/medicines7070038

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز