الكروم: هل له فوائد صحيّة للجسم؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟

تتوفر بعض أشكال الكروم طبيعيًا بكمياتٍ ضئيلة في بعض الأغذية، كالمكسرات والحبوب وأصنافٍ من الخضراوات والفواكه، بينما تُستخدم أشكاله الأُخرى في تصنيع المعدات، ما قد يجعل من استخدامها أثناء تصنيع بعض المواد الغذائيّة مصدرًا للكروم، لا يتسبّب نقص الكروم بظهور أعراضٍ واضحة في الجسم، كما يُوصَف بأنّه منخفض السميّة مقارنةً بغيره من العناصر الأُخرى.

يلعب الكروم دورًا هامًا في أداء الجسم لبعض وظائفه الحيوية، وتتحكّم بعض العوامل التصنيعية والممارسات الزراعية بالكمية التي يتوفر بها في الأغذية المختلفة، وبينما لا يترافق نقص الكروم مع أيّ أعراض تظهر على الشخص، فإنّ تناول كميات عالية منه غالبًا لا تتسبّب بسميّة للجسم أيضًا، سواءً من مصادره الغذائية أو من المكملات.[1]

الكروم

هناك شكلان لعنصر الكروم ذوا أهمية بيولوجية وبيئية؛ أولهما (Chromium (6+))، وتُوصَف المُركبات التي تحتوي عليه على أنّها مسرطنة وتتسبّب بطفراتٍ جينية لدى استنشاقها أو ابتلاع كميةٍ كبيرة منها، والثاني (Chromium(3+)) الذي سبق أن ساد اعتقادٌ بأنه من العناصر الأساسية للجسم منذ فترةٍ طويلة،[1] إلا أنّ البحوث الحديثة نفت ذلك بالاستناد على أن نقص الكروم أو عدم وجوده أصلًا في الجسم لا يُسبب للجسم أضرارًا صحية تُعالَج بتناوله،[2] وينتشر الكروم بكثرة في القشرة الأرضية كعنصر شحيح -بمعنى أنه يتوفر بكميات ضئيلة جدًا- (Trace element)، وهو يُسهم في عملية أيض الدهون والكربوهيدرات، كما يُعتقد بفائدته في ضبط مكونات الجسم.[3]

يُمتصّ الكروم في الجسم عن طريق الانتشار السلبي (Passive diffusion)، وتبلغ نسبة امتصاصه في الجسم حوالي1%، وفي مجرى الدم يرتبط الكروم ببروتين الترانسفيرين (Transferrin)، الذي يُعتقد بأنه ينقل الكروم إلى الأنسجة بطريقة الالتقام الخلوي (Endocytosis).[1]

فوائد الكروم

أشارت العديد من الدراسات إلى دور الكروم في أيض الجلوكوز وإلانسولين، وتنظيم نسبة كتلة الجسم غير الدهنية (Lean body mass)، ونسبة الدهون، وإنقاص الوزن، إلا أنّ هناك حاجة لمزيدٍ من الأبحاث لإثبات تلك الأدوار،[4] ومن الفوائد الصحيّة المُقترحة للكروم:[3][4]

  • تحسين مستوى سكر الدم الصيامي، إذ يُعتقد بأنّ تناول مكملات الكروم يحسّن كثيرًا من قياسات كل من سكر الدم الصيامي (Fasting plasma glucose)، والهيموجلوبين السكري (Haemoglobin A1C)، ومن نموذج تقييم الاتزان (Homeostatic model assessment for insulin resistance) المُستخدم لقياس مقاومة إلانسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وذلك وفقًا لمجموعة من الدراسات والتجارب الحديثة.
  • إنقاص الوزن، لكن لا يوجد إثباتٌ يؤكّد بأنّ لِتناول مكملات الكروم وحدها دورٌ في إنقاص الوزن، وذلك تبعًا لدراسة تضمنت تناول جرعة 200 مايكروغرام من الكروم على شكل مركب كلوريد الكروم، وجرعة تصل حتى 1000 مايكروغرام من الكروم على شكل مركب بيكولينيت الكروم يوميًا مدة تتراوح بين 5 أسابيع حتى 4 أشهر.
  • تغيير نسب مكونات الجسم للأفضل، تباينت نتائج الدراسات المتعلقة بدور تناول مكملات الكروم في زيادة كتلة الجسم غير الدهنية، فبينما لم يكن هناك أثرٌ واضح لها في بعض الدراسات، أشارت دراساتٌ أُخرى إلى وجود دورٍ واضح لتلك المكملات في التقليل من كتلة الدهون في الجسم وزيادة الكتلة غير الدهنية.
  • ضغط الدم، يُعتقد بعدم فعالية مكملات الكروم في إنقاص ضغط الدم الانقباضي (Systolic blood pressure)، بالمقابل لوحظ بأنها تسهم في تخفيض ضغط الدم الانبساطي وفقًا لدراسات حديثة تضمنت بمجملها 327 مشاركًا من مرضى السكري من النوع الثاني.

مصادر الكروم

يتوفر الكروم في بعض الأغذية بتراكيزٍ قليلة، وعادةً ما يحصل عليه الإنسان من تناول أغذية صُنّعت باستخدام معداتٍ من الفولاذ الذي لا يصدأ (Stainless steel)، لذا يُعتقد بأن كمية ما كان يتناوله الإنسان الأول من الكروم قد تكون أقل بكثير من الكمية المُتناولة الآن،[1] من المصادر الغذائية للكروم:[2][5]

  • الحبوب.
  • المكسرات.
  • الخضراوات والفواكه.
  • المأكولات البحرية.
  • صفار البيض.
  • الفطر.
  • التوابل.
  • اللحوم.
  • بعض أنواع العصائر، فمثلًا يحتوي كوب من عصير العنب على 7.5 مايكروغرام من الكروم.
  • بعض أنواع العقاقير، إذ قد تحتوي بعض أنواع العقاقير المُستخدمة لعلاج السكري من النوع الثاني على كمياتٍ بسيطة أو متوسطة من الكروم.

ولا بُد من الإشارة إلى أن كمية الكروم الموجودة في الطعام تختلف كثيرًا وفقًا لنوعية التربة، والماء، والطرق الزراعية والصناعية التي اُستخدمت في إنتاج الأصناف الغذائيّة، فقد تتباين كمية الكروم الموجودة في عيناتٍ من الشوفان بمقدار 50 ضعف بسبب اختلاف الطرق التصنيعية التي تعرضت لها تلك العينات، كما يُعد قياس كمية الكروم بدقة في عيناتٍ من الطعام صعبًا نتيجة احتمالية تلوثها بالكروم من ذات المعدات المصنوعة من الفولاذ الذي لا يصدأ المُستخدمة لحفظها.[2]

الجرعة المُوصَى بها للكروم

أقرّ المعهد الطبّي بعدم وجود أدلة كافية يمكن الاستناد عليها في تحديد معدل احتياجات الجسم من الكروم في سنة 2001، وبناءً على ذلك حدّد المختصون الجرعات اليومية المناسبة بالمايكروغرام بالاعتماد على متوسط ما يتناوله الفرد من كمية الكروم المُقدّرة،[1] تُقدّر كميّة الكروم المُوصَى بتناولها وفقًا للفئة العمرية:[2]

العمر

الذكور

الإناث

الحوامل

المرضعات

من الولادة - 6 أشهر

0.2

O.2

-

-

12-7 شهرًا

5.5

5.5

-

-

3-1 سنوات

11

11

-

-

8-4 سنوات

15

15

-

-

13-9 سنة

25

21

-

-

18-14 سنة

35

24

29

44

50-19 سنة

35

25

30

45

أكبر من 50 سنة

30

20

-

-

اعتمد تحديد الجرعات اليومية من الكروم للأطفال منذ الولادة وحتى عمر 12 شهرًا على متوسط استهلاك الكروم للأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، أمّا الفئات العمريّة الأكبر فكان التصنيف وفقًا لاستهلاك الأطعمة المُكمّلة.[2]

سُميّة الكروم

تمتلك أيونات الكروم (+Cr6) سُميّةً أعلى من أيونات الكروم (+Cr3)، إذ تُعدّ أيونات الكروم (+Cr3) الموجودة في الأطعمة والمكملات الغذائية من العناصر منخفضة السمية، وتُفرز معظمها في البول، بينما تُخزّن معظم أيونات (+Cr6) في الجسم.[5]

حدّدت وكالة الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على البيئة الجرعة المرجعية (The reference dose) للكروم -تمثّل المقدار اليومي الذي يسمح للإنسان بتناوله دون أن يسبب له الضرر- بأنّها أكبر بما يُقارب 350 ضعف من الجرعة اليومية الآمنة، والبالغة 200 مايكروغرام يوميًا.[4]

لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ لمكملات الكروم الغذائية القدرة على التفاعل مع بعض الأدوية، فهي تزيد من حساسية الجسم للإنسولين، الأمر الذي يرفع من خطر انخفاض السكر في الدم (Hypoglycaemia) في حال تزامن تناولها مع أخذ حقن إلانسولين، ويحدث ذات الأثر في حال تناولها مع بعض العقاقير المُستخدمة لعلاج السكري كالميتفورمين (Metformin)، كما أشارت دراسة صغيرة إلى أن تناول مكملات بيكولينيت الكروم بالتزامن مع تناول دواء ليفوثايروكسين (Levothyroxine) المُستخدم لعلاج قصور الغدة الدرقية يقلّل من امتصاص الجسم لذلك العقار لمدة 6 ساعات.[2]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأحد ، 28 أيار 2023
آخر تعديل - الأحد ، 28 أيار 2023

المراجع

1.
Vincent JB, Lukaski HC. Chromium. Adv Nutr. 2018 Jul 1;9(4):505-506. Retrieved from https://doi.org/10.1093/advances/nmx021
2.
National Institute of Health. (2022, June 2). Chromium. Retrieved from https://ods.od.nih.gov/factsheets/Chromium-HealthProfessional/
3.
Omid Asbaghi, Fatemeh Naeini, Damoon Ashtary-Larky, Mojtaba Kaviani, Mahnaz Rezaei Kelishadi, Elham Eslampour, Sajjad Moradi, Elahe Mirzadeh, Cain C.T. Clark, Amirmansour Alavi Naeini. (2021 August). Effects of chromium supplementation on blood pressure, body mass index, liver function enzymes and malondialdehyde in patients with type 2 diabetes: A systematic review and dose-response meta-analysis of randomized controlled trials, Complementary Therapies in Medicine, Volume 60. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.ctim.2021.102755

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز