أمراض شبكية العين: أعراضها وعلاجاتها

تتكون شبكية العين من عدة أجزاء منها: الشبكية المحيطية والبقعة Macula والمستقبلات الضوئية، هناك عدة أمراض تصيب شبكية العين، قد يؤدي بعضها إلى فقدان الرؤية بأكملها إذا لم تُعالج في الوقت المناسب، وقد تكون أمراض شبكية العين نتيجة لأمراض أخرى مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو قد تكون نتيجة للإصابة بأحد الفيروسات. وتظهر أمراض الشبكية مع تقدم العمر كما أنها قد تصيب حديثي الولادة

تتكون عين الإنسان من عدة أجزاء تعمل معًا للحصول على رؤية واضحة للأجسام، يتكون الجزء الأمامي للعين من القُزَحيَة والقرنية والحدقة "بؤبؤ العين" والصُُلبة "بياض العين" والملتحمة، تتواجد العدسة خلف القزحيَة والحدقة، لتجميع الأشعة الضوئية على الجزء الخلفي من العين حيث تتواجد شبكية العين.[1]

وظيفة شبكية العين

تمثل شبكية العين طبقة الخلايا المبطِنة للجدار الداخلي الخلفي للعين، إذ تستشعر الأشعة الضوئية وتحولها للإشارات التي تصل للدماغ.[2]

وتتكون شبكية العين من أجزاء عدة، قد يتسبب الخلل في أيٍ منها في فقدان الرؤية في حال لم يتم العلاج، وتشمل أجزاء شبكية العين:

  • الشبكية المحيطية: الجزء الخارجي من شبكية العين، والمسؤول عن الرؤية المحيطية والرؤية الليلية.[3]
  • البقعة Macula: جزء صغير في مركز الشبكية، مسؤول عن رؤية التفاصيل الدقيقة.[4]
  • النُقرة المركزية Fovea Centralis: تجويف في مركز بقعة الشبكية، وفيها تكون أعلى حدة الرؤية.[5]
  • المستقبلات الضوئية: الخلايا التي تمكن شبكية العين من تحويل الأشعة الضوئية إلى الإشارات التي تُرسل للدماغ، كما أنها المسؤولة عن الرؤية الليلية ورؤية الألوان،[6] وتنقسم إلى نوعين:[7][8]
  1. الخلايا النبوتيِة Rods: تتواجد في الجزء الخارجي من الشبكية، فتُمكن العين من الرؤية المحيطية، وتتميز بحسَاسيتها العالية للضوء، فهي المسؤولة عن الرؤية في الإضاءة الخافتة.
  2. الخلايا المخروطية Cones: تتواجد في البقعة، فتمكن العين من رؤية التفاصيل، كما أنها المسؤولة عن رؤية الألوان.

أمراض شبكية العين

تتعدد أمراض شبكية العين التي قد تسبب فقدان البصر إذا لم تُعالج،[2] وتشمل بعض أمراض شبكية:

اعتلال الشبكية السكري

يتسبب ارتفاع معدلات سكر الدم في تلف الأوعية الدموية في شبكية العين، لا تظهر أعراض اعتلال الشبكية السكري Diabetic Retinopathy في المراحل الأولى، ومع تطوره يعاني المريض من ضبابية الرؤية والعوائم (أجسام مظلمة صغيرة تظهر في مجال الرؤية في صورة نقاط[9]) وعدم وضوح الرؤية الليلية وبهتان الألوان ورؤية بقع بيضاء أو مظلمة، وغالبًا تصيب الأعراض كلتا العينين.[10]

وينقسم اعتلال الشبكية السكري حسب تطوره إلى مرحلتين:[10]

  • اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري: يعاني فيه المريض من ضبابية الرؤية نتيجة لتسرُب السوائل من الأوعية الدموية الصغيرة، فتتكوُّن الوذمة البقعية Macular Edema، بسبب تراكم السوائل في البقعة، وقد يحدث انسداد في الأوعية الدموية فيمنع وصول الدم للبقعة أو ما يُعرف بنقص التروية البقعي Macular Ischemia.
  • اعتلال الشبكية السكري التكاثري: المرحلة المتقدمة من المرض، ويتميز بنمو أوعية دموية جديدة في شبكية العين، ونتيجة لضعف وهشاشة الأوعية الدموية حديثة التشكُل فإنها تنزف في الجسم الزجاجي للعين (سائل مخاطي شفاف يملأ الفراغ بين الشبكية والعدسة)، فتشوه العوائم مجال الرؤية لدى المريض، وقد تتسبب هذه المرحلة في انفصال شبكية العين أو فقدان الرؤية كاملةً إذا اشتد النزيف.

انسداد الوريد الشبكي الفرعي

يعد انسداد الوريد الشبكي ثاني أكثر أمراض الشبكية المتعلقة بالأوعية الدموية انتشارًا بعد اعتلال الشبكية السكري[11] ، ويحدث نتيجة لانسداد واحد أو أكثر من فروع الوريد الشبكي المركزي، فيقل جريان الدم في الوريد أو قد يتوقف تمامًا، مما يؤدي إلى الوذمة البقعية نتيجة تراكم الدم والسوائل في أنسجة الشبكية.[12]

وتتمثل أعراضه في فقدان الرؤية المحيطية و ضبابية الرؤية المركزية ورؤية المريض للعوائم، ولا يمكن تحديد السبب وراء انسداد الوريد الشبكي الفرعي، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من خطرالإصابة بالمرض مثل التدخين وضغط الدم المرتفع ومرض السكري وتصلُّب الشرايين.[12]

انسداد الوريد الشبكي المركزي

يحدث انسداد في الوريد الرئيسي للعين نتيجة حدوث الجلطات أو الأمراض التي تُضيق وتُصلّب جدران الشرايين، ويتسبب انسداد الوريد وعدم جريان الدم في موت خلايا الأعصاب في العين ومن ثم فقدان الرؤية، وفيه يعاني المريض من ضبابية الرؤية أو فقدانها في إحدى العينين إضافة إلى رؤية العوائم، في الحالات الشديدة قد يعاني المريض من ألم وضغط في العين المصابة، وتتمثل بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بانسداد الوريد الشبكي المركزي بكل من مرض الزرق "الجلوكوما" والضغط المرتفع وتصلب الشرايين ومرض السكري.[13]

تمزق الشبكية

هو مرض خطير يظهر فيه ثقب أو تمزق في شبكية المريض، وقد يتسبب المرض في انفصال شبكية العين، يرجع تمزقه الشبكية إلى انكماش الجسم الزجاجي مع تقدم السن، فيصبح أكثر سماكة وقد يلتصق بالشبكية ويسبب تمزقها، فتمر السوائل وتتجمع خلف الشبكية، فيحدث انفصال الشبكية، وعند تمزق الشبكية يعاني المريض من الومضات الضوئية والعوائم .[14]

انفصال شبكية العين

هي أحد أمراض العين الي تحدث نتيجةً لتحرك شبكية العين عن مكانها الطبيعي في الجزء الخلفي من العين، وهناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بانفصال الشبكية مثل الشيخوخة وإصابات العين الخطيرة والإصابة السابقة بانفصال شبكية العين والتاريخ الوراثي للمرض وجراحات العين واعتلال الشبكية السكري وقِصر النظر الشديد وانفصال الجزء الزجاجي الخلفي Posterior Vitreous Detachment وانشقاق الشبكية Retinoschisis، وعند انفصال جزء كبير من الشبكية يعاني المريض من عدم وضوح الرؤية والومضات الضوئية وظهور ما يشبه الظل الأسود فيحجب الرؤية إضافة إلى رؤية العديد من العوائم، ويجب التوجه إلى طبيب العيون فور ظهور هذه الأعراض؛ إذ يؤدي إهمال العلاج إلى فقدان الرؤية.[15]

اعتلال المشيمية والشبكية المصلي المركزي

هي حالة مرضية نتيجة تراكم السوائل خلف شبكية العين وهو ما ينتج عنه انفصال مصلي Serous detachment، ويعاني فيه المريض من ضبابية الرؤية في إحدى العينين، وقد يكتشف طبيب العيون عند إجراء الفحوصات إصابة كلتا العينين، كما أنه قد لا تظهر أعراض اعتلال المشيمية والشبكية المصلي المركزي في حال كان الجزء المصاب خارج بقعة العين Macula. وتزداد احتمالية الإصابة بهذا النوع من الاعتلالات في الشبكية في حالات ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والحمل والقَابلية الجينية للإصابة باعتلال الشبكية المصلي المركزي والتوتر العاطفي نتيجة لإفراز الجسم للستيرويدات الطبيعية.[16]

التهاب الشبكية بالفيروس المضخم للخلايا

هي عدوى فيروسية تصيب شبكية العين، نتيجة للإصابة بالفيروس المضخم للخلايا Cytomegalovirus (أحد الفيروسات الهربسية Herpes viruses التي تصيب نسبة كبيرة من البالغين)، يتمكن الفيروس من الانتشار وإصابة شبكية العين في حالة ضعف المناعة، كما هي لدى مرضى الإيدز AIDS والمرضى الذين يتلقون العلاجات المثبطة للمناعة، مثل مرضى اللوكيميا والمرضى الذين خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء.[17]

تبدأ الأعراض في الظهور في إحدى العينين ثم تنتقل للعين الأخرى، وتتمثل في رؤية العوائم وضبابية الرؤية أو المعاناة من بقعة مظلمة في مركز الرؤية، وفي حال لم يتم العلاج قد يدمر الفيروس الشبكية والعصب البصري ومن ثم فقدان الرؤية.[17]

التهاب الشبكية الصباغي

هو مرض وراثي تفقد فيه العين قدرتها على الرؤية تدريجيًا، وغالبًا لا يفقد فيه المريض كامل قدرته على الإبصار، وقد يعاني فيه المريض من فقدان الرؤية الليلية أو فقدان تدريجي للرؤية الجانبية Tunnel vision (يفقد المريض قدرته على رؤية الأجسام حوله) أو فقدان الرؤية المركزية أو صعوبات في التمييز بين الألوان.[18]

الورم الأرومي الشبكي

الورم الأرومي الشبكي أحد أنواع سرطان العين Retinoblastoma حيث تظهر الخلايا السرطانية في أنسجة شبكية العين، وقد يصيب الفئات العمرية المختلفة، إلا أنه أكثر انتشارًا في الأطفال أقل من عامين، قد يحدث المرض نتيجة لعوامل وراثية وانتقال الطفرات في الجين RB1 من أحد الوالدين للطفل، أو عوامل غير وراثية نتيجة طفرات حدثت في الجين RB1 بعد الولادة، قد يصيب المرض إحدى العينين أو كلاهما، وغالبًا ما يصيب عينًا واحدة في حال كان المرض نتيجة للطفرات الجينية بعد الولادة.[19]

تتمثل أعراض المرض في ظهور حدقة العين باللون الأبيض عند توجيه الضوء إليها والحول (ظهور العين وكأنها تنظر في اتجاهات مختلفة) واحمرار العين والإصابة بالعدوى حول العين وزيادة حجم المقلة عن الحجم الطبيعي وتلوُّن جزء من العين، يجب أن يخضع الطفل للفحوصات المبكرة من قِبل طبيب العيون في حال وجود تاريخ عائلي للورم الأورمي الشبكي.[19]

اعتلال الشبكية عند الأطفال الخُدج

اعتلال الشبكية عند الأطفال الخُدج Retinopathy of prematurity هو اضطراب يصيب الشبكية لدى بعض الأطفال المبتسرين خاصةً الذين وُلِدوا قبل الأسبوع الواحد والثلاثين من الحمل، ويتمثل اعتلال الشبكية عند الأطفال الخُدج في نمو أوعية دموية غير مرغوب فيها على شبكية العين لدى حديثي الولادة، قد تختفي هذه الأوعية مع نمو المولود أو قد تسبب مشاكل في الرؤية، لابد من استشارة طبيب العيون باستمرار مع نمو الطفل، فقد يسبب اعتلال الشبكية عند الأطفال الخُدَج فقدان الرؤية إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.[20]

ويرجع نمو مثل هذا النوع من الأوعية إلى تعرض المولود لعدة متغيرات تؤثر على كيفية نمو الأوعية الدموية في العين مثل الأكسجين والأضواء الساطعة واختلاف درجات الحرارة، ويكون المولود أكثر عرضة لاعتلال الشبكية في حال انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة (بالأخص في الأسبوع الثامن والعشرين) إعطاء الطفل كمية كبيرة من الأكسجين أكثر من الحد المطلوب ومشاكل التنفس والأنيميا ونقص فيتامين هـ (فيتامين E).[20]

كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الثلاثاء ، 14 حزيران 2022

المراجع

1.
. A Picture of the Eye. (n.d.). Retrieved from https://www.webmd.com/eye-health/picture-of-the-eyes
3.
American Academy Of Ophthalmology. (2017-b). Peripheral Retina. Retrieved from https://www.aao.org/eye-health/anatomy/peripheral-retina

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية