تُعدّ عمليّة استبدال الصمّام الأبهري أو الأورطي من العمليّات المهمّة التي غالبًا ما يستعيد المريض بعدها عافيته نتيجة تركيب صمّام جديد في موقع حسّاس داخل القلب. إذ يُعتبَر الصمّام الأبهري واحدًا من أهم أربعة صمّامات موجودة في حجرات القلب، فهو يتمركز بين البُطين الأيسر والشريان الأبهر، حيث يقوم بتنظيم مرور الدم أثناء ضخّه من البُطين الأيسر. يُمكن أن يُجرى للمريض عمليّة استبدال الصمّام الأبهري عبر طريقتين؛ إمّا عبر فتح القفص الصدري بشكل كامل (عملية القلب المفتوح) أو عن طريق تدخُّل جراحي محدود بالاعتماد على أنابيب القسطرة.
يُمكن أن يُقرّر جراح القلب إجراء عملية تغيير الصمّام الأورطي للمريض بسبب أحَد الآتية:
بعد تحديد موعد عملية تغيير الصمّام الأورطي، يخضع المريض لمجموعة من الفحوصات للتحقُّق من مدى استعداده صحيًّا للعمليّة، وتشتمل هذه الفحوصات على ما يلي:
على الرغم من نِسَب نجاح العمليّة الجيّدة في إصلاح الخلَل من خلال استبدال الصمّام الاورطي التالف بآخر صالح، إلّا أنّ حالها كحال معظم العمليّات الجراحيّة، فهي قد تتضمّن بعض المخاطر التي قد يُعانيها المريض بعد إجرائها، فمثلًا قد يتسبّب التخدير العام ببعض المخاطر للمريض، منها:
أو ربما يتعرّض المريض لبعض المخاطر الأُخرى مثل: التعرُّض لنوبة قلبيّة أو سكتة دماغيّة، فشل كُلوي، فشل الصمّام الجديد في القيام بعمله، عدم التئام جَرح العمليّة بشكل جيّد أو ربمّا في حالات أُخرى قد تتسبّب العمليّة بالوفاة.
تتضمّن هذه العمليّة ثلاث مراحل رئيسيّة، كالتالي:
حال إقرار عملية استبدال الصمّام الأبهري يجري تحضير المريض من قِبَل الفريق الطبّي المُساعد، لكن عليه قبل ذلك أن يتوّجه للمستشفى لتأكيد موعد الدخول وإتمام الإجراءات، يجلس الطبيب مع المريض قبل البدء بالتجهيزات ويُناقش معه جميع حيثيّات الجراحة ويتّم إعلامه بجميع المخاطر بشكل واضح وصريح، ويوّقع بعد ذلك المريض على موافقته على العمليّة وما تنطوي عليه من مخاطر.
تُجرى بعد ذلك مجموعة من الفُحوصات للتحقُّق المُسبق من جاهزيّة المريض لعملية استبدال الصمّام الأبهري، ويُطلب منه الاستحمام واستعمال صابون مُعقّم لذلك ثم إزالة الشعر الموجود على منطقة البطن أو الصّدر إن وُجِد. يُطلَب من المريض الصِيام منذ منتصف ليلة اليوم المُحدّد للعمليّة.
نظرًا لخطورة مثل هذه العمليّات الجراحيّة فإنّ على المريض أن يبدأ مرحلة التحضير لها قبل أيّام عدّة، وذلك عبر الخلود للراحة، عدم ممارسة ما يُجهد الجسم واتبّاع نظام غذائي صحّي
1- تخدير المريض بشكل كُلّي.
2- إجراء شّق طُوله يتراوح من 5 سم إلى 7.6 سم في الجزء الأيمن من الصدر بجانب عظمة القّص، بحيث يُتيح الشّق للجرّاح تنحيَة العضلات جانبًا للدخول باتجاه القلب والصمّام الأبهري.
3- قد يلجأ جرّاح القلب لفصل عظمة القّص من الأعلى من أجل رؤية أوضح للقلب.
4- إزالة الصمّام الأبهري التالف وخياطة الصمّام الجديد في مكانه، قد يكون الصمّام الجديد مصنوعًا من مادّة ميكانيكيّة (غالبًا ما تدوم لفترة طويلة من الزمن، إلّا أنّ المريض يحتاج لأن يتناول مُميّعات الدم طِوال حياته) أو من أنسجة حيّة مصدرها الإنسان أو الحيوان (غالبًا ما تبقى تعمل بشكل فعّال لمدّة تتراوح بين 10 إلى 20 سنة).
5- يتحقّق جرّاح القلب من عمل الصمّام بشكل سليم، ثمّ يُغلق الشّق القريب من القلب والأبهر.
6- يُوضَع أنبوب قسطرة مرِن حول القلب ليسحب جميع السوائل المُتراكمة في المنطقة.
7- يُغلَق الجرّاح الشّق الخارجي بعد إعادة العضلات لمكانها.
غالبًا ما يُستخدَم في مثل هذا النوع من العمليّات الجراحيّة الماكينة القلبيّة الرئويّة.
يبقى المريض بعد عملية استبدال الصمّام الأبهريلمدّة تُقارب الأسبوع في المُستشفى، حيث يُنقَل حال الانتهاء من العمليّة لوحدة العناية المُركّزة وغالبًا ما يبقى تحت تأثير المُخدّر لبضعة ساعات، وتتّم مُراقبة وظائف الجسم أثناء مُكوثه في وحدة العناية. بعد ذلك يُعطّى المريض مُسكّنات للألَم لتخفيف ما قد يشعر به، وغالبًا ما يتّم إخراج أُنبوب التنفُس الرئوي ويُستبدَل بقناع الأكسجين إلى حين تمكُّنه من التنفُّس لوحده دون مُساعدة. يبقى المريض خلال الأيام الأُولى مُتّصلًا مع العديد مع الأجهزة التي تمكّن الفريق الطبّي من مراقبة عمل القلب وغيره من الأعضاء، وبعد الاطمئنان على حالته يُنقَل لغرفة عادية داخل المُستشفى استعدادًا لإخراجه منها.
قد يأخذ المريض فترة غير قليلة للتعافي من آثار هذه العمليّة، إذ يتطلّب التئام عظم القّص ما يُقارب 6 إلى 8 أسابيع، بينما قد يلزم فترة ثلاث أشهر تقريبًا للتعافي الكامل من آثار العمليّة والعودة لممارسة الأنشطة اليوميّة بشكل طبيعي.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م