الصرع: أنواعه وكيفية التعامل مع المريض

الصرع هو مرض مزمن يصيب دماغ الإنسان، ويتمثل بحدوث بعض نوبات التشنج غير المبررة مما يتسبب بحدوث اندفاع قوي للكهرباء في دماغ الإنسان، ويمكن تعريف هذه النوبات على أنها اضطرابات فرط في تزامنية الإشارات العصبية التي تنبعث من أعصاب الدماغ، مما يتسبب بحدوث اضطرابات في المنطقة المتأثرة، وهذا بدوره يؤدي إلى خلل في جميع الوظائف التي تتحكم بها المنطقة المتأثرة، مثل التصرفات، والإحساس، والحركة، واللغة، ووضعية الوقوف، والوعي والإدراك، وغير ذلك الكثير.

وفي الحقيقة يقدر عدد المصابين بداء الصرع في كندا مثلاً بما يقارب 1%، وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع مختلفة من التشنجات، ولكنها تشترك في كونها قصيرة الأمد، فغالباً ما تستمر من ثوان معدودة إلى بضع دقائق، وعادة ما يعود الدماغ إلى وضعه الطبيعي ووظائفه المعهودة بعد انتهاء النوبة، ويمكن أن يعاني البعض من مشاكل كالارتباك أو التعب والإعياء العام بعد انتهاء النوبة لفترة من الزمن، ولكن غالباً ما تختفي هذه الأعراض بعد فترة ليعود الجسم إلى وضعه الطبيعي، و يجدر بالذكر أن حدوث نوبات من التشنجات لا يعني بالضرورة الإصابة بالصرع، ولكن المعاناة من الصرع تعني بالضرورة زيادة فرضة التعرض للتشنجات لاحقاً.

في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن مشكلة الصرع.

ما هي أعراض مرض الصرع؟

تعتبر نوبات التشنج هي الأعراض الرئيسية للإصابة بالصرع، ولكن تختلف هذه التشنجات والأعراض المرافقة لها باختلاف أنواعها، وفيما يأتي سنذكرها:

نوبات التشنج الجزئية : ويعرف هذا النوع بالصرع البؤري، ويتمثل بنوعين رئيسيين هما:

  • الصرع البسيط: ولا يصاحب هذا النوع من الصرع فقدان الوعي، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بالصرع البسيط الدوخة، والشعور بوخز في الأطراف، والمعاناة من تغير في حاسة التذوق، والشم، والنظر، والسمع، واللمس.
  • الصرع المركب: و يصاحب هذا النوع فقدان وعي المصاب، وفقدان القدرة على الاستجابة، وتكرار بعض الحركات.

نوبات التشنج الكلية: وهذه النوبات تصيب الدماغ بأكمله، ولها عدة أنواع :

  • النوبة المصحوبة بغيبوبة: وتتسبب غياب جزئي عن الوعي، ومعاناة المصاب من تكرار بعض الحركات كرمش العيون.
  • نوبات الصرع التوترية: وقد تسبب تيبس في العضلات.
  • نوبات الصرع الارتخائية: و قد تسبب فقدان السيطرة على العضلات، مما يؤدي إلى زيادة فرصة وقوع الشخص بشكل مفاجئ.
  • نوبات الصرع الارتجاجية: وتسبب حركات غريبة متكررة في عضلات الوجه، والرقبة.
  • نوبات عضلية: وتسبب حركات سريعة تلقائية غريبة في الذراعين والساقين.
  • النوبات التوترية الرمعية: وتسبب فقدان الوعي، وعض اللسان، وتيبس الجسم، وفقدان السيطرة على المثانة والتبرز.

ما هو علاج الصرع؟

هناك عدة أنواع من أدوية الصرع، وبالعادة يصف الطبيب العلاج المناسب حسب نوع الصرع، ولكن قد يضطر في بعض الأحيان لاستخدام أكثر من نوع من العقاقير ويجب عند استخدام أدوية مرض الصرع استخدامها بانتظام ودقة ، و بطريقه منتظمة لأن عدم الانتظام بها قد يؤدي إلى الفشل في التحكم بالصرع، ويستخدم المريض هذه الأدوية في معظم الأحيان لعدة سنوات ولحسن الحظ فإنه لا توجد لها أعراض جانبية خطيرة إلا في حالات نادرة،كما أنها لا تسبب التعود أو الإدمان.

ماذا تفعل في حال تعرض أحد الأشخاص لنوبة صرع؟

يجب اتباع بعض الإجرائات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع، وخاصة النوبات التوترية الرمعية التي ترافقها حركات ارتعاشية، و هذه الإجرائات هي:

  • محاولة ضبط الأعصاب و التصرف بهدوء.
  • إزالة كل الأجسام أو الأشياء التي قد تكون مؤذية من حول المصاب، وتجنب لمس المصاب أو الاقتراب منه.
  • التحدث إلى المصاب بهدوء وروية لإبعاده عن أي خطر يحيط به.
  • إسناد رأس المصاب بوسادة خفيفة في حال وقوعه على الأرض.
  • تجنب وضع أي شيء في فم المصاب.
  • مراقبة الوقت، وفي حال عدم انتهاء النوبة خلال خمس دقائق يجدر الاتصال بالطوارئ وطلب المساعدة الطبية فوراَ.
  • التأكد من سلامة التنفس لدى المريض، وخلو الفم من أي أشياء عالقة تسبب الشرقة كطعام أو سن أو ما شابه، وفي حال معاناة المصاب من وجود صوت غريب أو مزعج للنفس يجدر طلب المساعدة الطبية بسرعة.
  • تقديم الدعم للمصاب والبقاء إلى جانبه فترة من الزمن حتى انتهاء النوبة وعودة الوعي للمصاب.

#الصرع #دكتور دماغ وأعصاب