ما مدى خطورة تليف (الأورام الليفيّة) الرحم؟

تنتشر الأورام الليفيّة الرحميّة أو ألياف الرحم Uterine fibroids بين 70% إلى 80% من النّساء في مرحلة ما خلال حياتهن، وتُعرَّف الأورام الليفيّة في الرحم على أنّها أورام تنشأ من خلايا العضلات الملساء أو من

تنتشر الأورام الليفيّة الرحميّة أو ألياف الرحم Uterine fibroids بين 70% إلى 80% من النّساء في مرحلة ما خلال حياتهن، وتُعرَّف الأورام الليفيّة في الرحم على أنّها أورام تنشأ من خلايا العضلات الملساء أو من الأنسجة الضامّة الليفيّة، وهي أورام حميدة لا يُمكن أن تتحوَّل إلى خلايا سرطانيّة، إلّا أنّ بعض التليُّفات التي تبدأ فَور نموُّها على أنّها أورام خبيثة أو سرطانيّة تُعدّ نادرة جدًا، لِذا لا داعي للقلق في جُّل الحالات؛ فهي أورام غير خطيرة ولا تترافق مع أيّ أعراض وعلامات مُزعجة، وفي حِين أنّ البعض قد يُعانينَ من آلام وغزارة في الدم أثناء الدورة الشهريّة إلّا أنّه من الممكن علاج مثل هذه الحالات والسيطرة عليها عبر انتقاء واحدة من مجموعة من الحلول العلاجيّة المُتوافرة بين أيدي الاختصاصيين، اعتمادًا على الحالة بعد تشخيصها ومُراقبة تطوُّرها.[1][2]

أسباب تليف الرحم

لا تزال أسباب تليُّف الرحم غير معروفة على وجه الدقّة، إلّا أنّ مجموعة من العوامل والمُسبّبات التي يُشَار لها من الاختصاصيين والخُبراء قد تلعب دورًا في رفع خطر الإصابة بالأورام الليفيّة في الرحم، منها: [1][3][4]

  • أسباب جينيّة، إذ إنّ إصابة إحدى نساء العائلة قد يرفع من نسبة الإصابة لدى البقيّة، لِذا يُعدّ معرفة التاريخ المَرَضي للعائلة أحَد خطوات التشخيص المبدئيّة.
  • اختلالات في الأوعية الدمويّة في الجسم.
  • كيفيّة استجابة الأنسجة للجروح والإصابات.
  • التقلُّبات الهرمونيّة الناجمة تحديدًا عن كُل من هرموني الإستروجين والبروجستيرون؛ إذ إنّ فترة الحمل (الثلاثة أشهر الأُولى) تشهُد نمُوًّا سريعًا للأورام الليفيّة في الرحم بسبب ارتفاع مستوى الهرمونات، وعلى العكس من ذلك يؤدّي انخفاض مستويات كُل منهما إلى انكماش حجم هذه الأورام في الرحم وزوالها أحيانًا، وهو ما يُلاحَظ غالبًا بعد فترة انقطاع الطمث.
  • العِرق؛ بحسب الإحصائيّات فإنّ النساء من الأُصول الإفريقيّة مُعرّضات للإصابة بتليُّف الرحم أكثر من غيرهن بمرتين أو ثلاث مرات.
  • البلوغ قبل سن العاشرة، بمعنى أن تحدث أول دورة شهريّة قبل العشرة أعوام من عُمر الأُنثى.
  • الإصابة بالتهابات في الرحم.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

أعراض تليف الرحم

لا تترافق تليُّفات الرحم في غالبيّة الحالات مع ظهور أعراض أو دلائل واضحة، إلّا أنّ ذلك أيضًا يعتمد على موقع الأورام الليفيّة، حجمها وعددها؛ تنقسم الأورام الليفيّة في الرحم بحسب موقعها إلى ثلاثة أنواع:[1][5]

  1. الأورام الليفيّة داخل جدار الرحم Intramural، وهي تنمو في الخلايا العضليّة المُكوِّنة لجدار الرحم من الداخل.
  2. الأورام الليفيّة تحت الغشاء المُخاطي Submucosal في الرحم.
  3. الأورام الليفيّة تحت المَصليّةSubserosal ، وهي تنمو إلى خارج الرحم.

في حال ظهور أعراض على المرأة المُصابة بتليُّف الرحم فإنّها تتراوح بين كُل من التالية:

  • غزارة الدم الخارج أثناء فترة الحيض (الدورة الشهريّة) أو خلال الفترة الفاصلة بين كُل دورة شهريّة، غالبًا يترافق هذا العَرَض مع الأورام الليفيّة تحت الغشاء المُخاطي، وقد يُصاحب الدم الخارج ما يُشبه القِطَع المُتماسكة نتيجة تشكُّل التجلُّطات الدمويّة.
  • الشعور بألم أسفل البطن أو ما يُشبه الضغط في منطقة الحوض.
  • كثرة التبوُّل.
  • استمرار فترة الدورة الشهريّة لأكثر من أسبوع.
  • ارتفاع معدل التقلُّصات المؤلمة التي تحدث أثناء فترة الحيض.
  • صعوبة في إفراغ المثانة أو الإمساك.
  • ألم في الظهر أو الساقين.

علاج تليف الرحم

يعتمد علاج تليُّفات الرحم على تشخيص الحالة وتقييم حجم وموقع الأورام الليفيّة الموجودة في الرحم، أيضًا قد يعتمد اختصاصي النسائيّة والتوليد على عدّة عوامل أُخرى تُساعده في تحديد مساره العلاجي مع مريضته، مثلًا عُمرها ومدى اقترابها من مرحلة انقطاع الطمث (التي تشهد انحسارًا وانكماشًا للأورام الليفيّة)، احتماليّة الحمل في المُستقبل القريب وفيما إذا كانت تُعاني من أعراض أم لا؛ إذ إنّه وفي معظم الحالات التي لا تتسبّب فيها الأورام الليفيّة بآلام أو مُضاعفات ومشاكل فإنّ الاختصاصي قد لا يعتمد على أيّ دواء أو علاج، إنمّا يكتفي بمراقبة التليُّفات بالتشخيص الدوري وتقييمها، بينما في الحالات الأُخرى التي تترافق مع الألم وغزارة دمويّة أثناء الدورة الشهريّة فإنّ الاختصاصي يلجأ لاختيار أحَد الحلول العلاجيّة التالية: [3][6]

  • العلاج الدوائي: يمكن أن تنقسم الأدوية الموصوفة بين مُسكّنات الألم مثل ايبوبروين Ibuprofen أو اسيتامينوفين Acetaminophen للسيطرة على الأوجاع التي قد تترافق مع نموّ الأورام الليفيّة في الرحم، أيضًا يُمكن تناول أدوية منع الحمل -بعد استشارة الاختصاصي- بجرعات مُخفّفة أو حُقَن البرجستيرون، ما قد يُساعد في السيطرة على النّزف الدموي المُرافق للدورة الشهريّة أو غيرها من الأوقات، أيضًا يُمكن استخدام نوع آخر من الأدوية يُعرَف باسم مُنبّه للهرمون المُطلِق لموّجهة الغدد التناسليّة GnRHa، وهو يساعد على انكماش الأورام الليفيّة ويتوافر إمّا على شكل حُقن أو بخّاخات أنفيّة، وغالبًا ما يقتصر استخدامه لفترة لا تتجاوز الستّة أشهر -أو أقل- لأنّه قد يؤدّي إلى ترقُق العظام، من الأدوية الأُخرى التي قد يصِفها الطبيب المسؤول عن الحالة ما يُعرَف بمُعدِّلات مُستقبلات هرمون الاستروجين الانتقائيّة (SERMs) ؛ وهي تُساعد أيضًا على تقليص حجم الأورام الليفيّة النامية في الرحم دون أن تتسبّب بظهور أعراض انقطاع الطمث.
  • الحّل الجراحي: يُمكن أن يكون العلاج الجراحي هو السبيل نحو التخلُّص من الأورام الليفيّة في الرحم، إذ يُمكن أن يُجرَى بالطريقة التقليديّة عبر إجراء شّق في البطن أو بإجراء جراحي محدود باستخدام المنظار، يعتمد تحديد ذلك على تشخيص الحالة والتحقُّق من حجم وموقع التليُّفات في الرحم، أمّا لدى النّساء الراغبات بالاحتفاظ في الرحم والحمل فإنّ العلاج باستئصال الأورام الليفيّة والإبقاء على أنسجة الرحم صحيحة يُعدّ الأمثل، يُعرَف هذا الإجراء باستئصال الورم العضلي Myomectomy، أمّا في الحالات الشديدة من النّزف الدموي ونمو الأورام الليفيّة بأحجام كبيرة مع اقتراب المرأة المُصابة من مرحلة انقطاع الطمث أو تخطِّيها لها، فإن الحل يكون عبر إجراء جراحي لاستئصال الرحم Hysterectomy كاملًا، يمكن أيضًا اللجوء لخِيارات أُخرى مُتعدّدة للتخلُّص من بطانة الرحم فقط، إمّا بنزعها وإزالتها Endometrial ablation باستخدام الليزر، تمرير تيار كهربائي خاص أو بالموجات الدقيقة وغيرها ممّا يُثبّط النزيف ويُوقفه، إلى جانب العديد من الحلول التي تُريح المريضة من الأعراض المُزعجة المُصاحبة للتليُّفات في رحمها.

مقالات ذات صِلة

المراجع

  1. Macon BL. 2020. Fibroids. Retrieved from https://www.healthline.com/health/uterine-fibroids
  2. UCLA Health. (n.d.). What are fibroids. Retrieved from https://www.uclahealth.org/fibroids/what-are-fibroids
  3. Eisinger S. 2015. Uterine fibroids. Retrieved from https://www.womenshealth.gov/a-z-topics/uterine-fibroids
  4. Stoppler MC. 2019. Uterine fibroids (Benign tumors of the uterus). Retrieved from https://www.medicinenet.com/uterine_fibroids/article.htm
  5. Mayo Clinic. Uterine fibroids. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/uterine-fibroids/symptoms-causes/syc-20354288
  6. Johnson T. 2020. Uterine fibroids. Retrieved from https://www.webmd.com/women/uterine-fibroids/uterine-fibroids#1

مصدر الصورة: https://www.uclahealth.org/fibroids/what-are-fibroids

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز