الالتهاب الرئوي: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟

تتسبّب الفيروسات والبكتيريا بالالتهاب الرئوي ما ينجُم عنه مجموعة من الأعراض تتشابه وتلك المُصاحبة للإنفلونزا مثل السعال وارتفاع حرارة الجسم مع القشعريرة، يمكن السيطرة على الأعراض منزليًا بالحرص على الراحة وتزويد الجسم بالسوائل، لكن يمكن أن تستدعي بعض الحالات استشارة الأطباء المُتخصّصين بأمراض الجهاز التنفسي لتجنب المضاعفات.

يُعرّف الالتهاب الرئوي بأنّه تهيُّج في الحُويصلات الهوائيّة الموجودة داخل الرئتين بعد انتقال أحد أنواع الجراثيم (بكتيريا، أو فيروسات، أو فطريات) للجسم عبر الممرّات التنفسيُّة، ما يؤدّي إلى امتلاء هذه الحُويصلات بالسوائل والقيح وجعل مهمّة الرئتين في أدائها لوظائفها أمرًا صعبًا، ما يُعيق التنفُّس ويُعرّض المريض لعددٍ من الأعراض المُزعجة التي تستطيع الإخلال بنظامه اليومي.

لا تقتصر إصابات الالتهاب الرئوي على فئاتٍ معيّنة، لكنّها قد تكون أكثر شدّة لدى كبار السّن أو ممّن يُعانون من ضعف في الجهاز المناعي، لِذا فإنّ زيارة الاختصاصي للحصول على التشخيص الأنسب يقود المريض للوصول لأفضل وسائل العلاج وأكثرها فاعليّة، في حال حاجته لذلك.[1][2]

أعراض الالتهاب الرئوي

تتشابه أعراض الالتهاب الرئوي في بدايتها مع تلك المُرافقة لنزلات البرد أو الإنفلونزا كالحمّى والسُعال والقشعريرة وغيرها، لكنّها تستمر لفترة أطول وتُصبح أكثر شدّة خلال 7 إلى 10 أيام من موعد الإصابة، وتختلف حدّة الأعراض المُرافقة اعتمادًا على المُسبّب للالتهاب الرئوي وعلى عُمر المريض وحالته الصحيّة، وتشمل الأعراض الأكثر شُيوعًا:[1][3]

  • الحمّى.
  • السُعال.
  • الغثيان والاستفراغ.
  • خروج بلغم ذو لون أخضر مع السُعال.
  • تسارع نبضات القلب.
  • الإسهال.
  • القشعريرة.
  • الشعور بألم في الصدر خصوصًا عند التنفس بعمق.
  • انقطاع النَفَس.
  • ألم في العضلات.
  • الشعور بالتعب والإجهاد.

أسباب الالتهاب الرئوي

تتسبّب بعض أنواع الكائنات الحيّة الدقيقة أو كما تُعرَف بالجراثيم بالالتهاب الرئوي، فمنها ما هو فيروسي ومنها ما هو بكتيري، يمكن تصنيف الالتهاب الرئوي تبعًا للمُسبّب:[2][3]

  • الالتهاب الرئوي البكتيري: وهو ناجم عن الإصابة بأحد أنواع البكتيريا المعروفة باسم Streptococcus pneumoniae (العقديّة الرئويّة) أو بعض الأنواع الأقل شيوعًا، مثل Mycoplasma pneumoniae (المفطورة الرئويّة)، Legionellapneumophila (الفيلقيّة المُستروحة).
  • الالتهاب الرئوي الفيروسي: تحتل الفيروسات قمّة قائمة مُسبّبات الالتهاب الرئوي، إذ إنّها مسؤولة عن نسبة كبيرة من الإصابات، ويُعدّ فيروس الإنفلونزا من أكثرها شيوعًا، إلى جانب الفيروس المخلوي التنفُّسي والفيروسات الأنفيّة.
  • التهاب الرئة بسبب الفطريات: يمكن أن تتسبّب الفطريات الموجودة في التربة أو في رَوث الطيور بالالتهاب الرئوي خصوصًا لدى الأشخاص ضعيفي المناعة، من أكثر أنواع الفطريات المُسبّبة للالتهاب الرئوي شُيوعًا Cryptococcus (المُستخفية)، Pneumocystis jirovecii (المُتكيّسة الرئويّة الجؤجؤيّة)، Histoplasmosis (النّوسجات).

يمكن أن ترفع بعض العوامل من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، كاستخدام أجهزة التنفس في المستشفى، أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل الربو أو السكري أو قصور القلب، أو الإصابة بأحد الأمراض التي تُضعِف المناعة من الإيدز أو السرطان، كما قد يلعب العمر دورًا في انتقال العدوى، فهو أكثر شيوعًا بين الرُضّع والأطفال دون العامين، إضافة إلى كبار السن ممّن تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين.[2][3]

علاج الالتهاب الرئوي

يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات التشخيصيّة التي تؤكّد إصابته من عدمها بالالتهاب الرئوي، بعدها تبدأ رحلة العلاج بإشراف اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية، إذ يجري إعداد خطة العلاج للمريض اعتمادًا على مجموعة من العوامل مثل عمره، وحالته الصحيّة، وتاريخه المرضي، ونوع الالتهاب الرئوي لديه، وتشمل طرق العلاج المُتاحة للالتهاب الرئوي:[2][4]

  • المُضادّات الحيويّة في حال الإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري، لكن للإستفادة القُصوى من الأدوية يُنصَح المريض بضرورة إكمال العلاج حتى بعد الشعور بالتحسُّن، لتقليل فُرص تكرار الإصابة مرة أُخرى.
  • المُضادّات الفيروسيّة في حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي، على الرغم من أنّ حالات الالتهاب الفيروسي أحيانًا تحتاج للراحة التامّة فقط، مع إعطاء الجسم فرصته في مقاومة العدوى.
  • المُسكّنات لتخفيف بعض الأعراض المُرافقة للالتهاب الرئوي، مثل الحمّى وغيرها، فمثلًا غالبًا ما يجِد المرضى راحتهم عند تناول الأسبرين أو الأدوية غير الستيرويديّة المُضادّة للالتهاب، مثل ايبوبروفين (Ibuprofen) أو نابروكسين (roxenNap).
  • الأدوية المُضادّة للسعال يمكن استخدامها أحيانًا بعد استشارة الطبيب.

إلى جانب الأدوية والمُستحضرات الصيدلانيّة المُستخدمة، قد يُنصَح المرضى أيضًا باتبّاع بعض العلاجات المنزلية للتخفيف من الأعراض، إذ إن ما يُقارب 80% من الحالات يمكن السيطرة عليها منزليًا،[3]، من العلاجات الممكن أجراءها منزليًا:[4]

  • تناول كميّات كافيّة من الماء.
  • أخذ حمّام بخار دافىء.
  • تجنب أدوية السُعال قدر المُستطَاع، وعدم تناولها إلّا بعد استشارة الطبيب.
  • الابتعاد عن مصادر الدخان قدر الإمكان.
  • تناول المشروبات الدافئة.

مضاعفات الالتهاب الرئوي

في بعض الحالات قد تتسبّب حالات الالتهاب الرئوي مع صرف النظر عن المُسبّب (بكتيريا، فيروسات أو فطريات) إلى تفاقم الإصابة ورفع معدل التعرُّض لبعض المشاكل الصحيّة الأُخرى، أبرزها:[5]

  • تجرثم الدم والصدمة الإنتانيّة: يُصاب مرضى الالتهاب الرئوي بهذه المشكلة في حال تمكُّن البكتيريا من الوصول للدم، إذ تؤدّي إلى انخفاضٍ خطير في مستوى ضغط الدم.
  • خرّاجات الرئة: وهي عبارة عن حالة يتراكم بها القيح داخل الرئتين مُسبّبًا حمّى مرتفعة وتعرُّق ليلي وفقدان للوزن وغيرها من الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب حال ظهورها.
  • الانصباب الجنبي: يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي إلى انتفاخ الغشاء الجنبي (غشاء يُحيط بالرئتين) مُسبّبًا شعورًا حادًا بالألم عند التنفُّس.
  • الفشل التنفُسي، نتيجة تفاقم حالة الالتهاب الرئوي وتسبُّبها بامتلاء الرئتين بالسوائل ثم فشلها في أداء وظائفها بإمداد الدم بالأُكسجين اللازم.

الوقاية من الالتهاب الرئوي

تُعزَى معظم حالات الالتهاب الرئوي إلى استخدام الأدوات الطبيّة أو من المُنشآت الطبيّة، لِذا فإنّ سُبُل الوقاية تنطوي على مراعاة معايير السلامة العامّة من خلال اتباع بعض النصائح:[6][7]

  • التخلُّص من المناديل المُستخدمة على الفم أو الأنف مباشرة بعد استخدامها، لتقليل فُرص انتقال الجراثيم التي قد تستطيع البقاء لساعات عدّة على هذه المناديل وخارج الجسم.
  • تعقيم وغسل اليدين بانتظام، خصوصًا قبل تناول الطعام، وبعد استعمال دورة المياه، وبعد الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المُشتبَه بإصابتهم بالعدوى.
  • تغطية الفم والأنف أثناء العُطاس أو السُعال.
  • تجنب التدخين، للحِفاظ على أنسجة الرئتين سليمة بما يسمح لها مقاومة أي مُمرضات قد تجتاحها.
  • أخذ لقاحات ضد فيروس الإنفلونزا والمكوّرات الرئويّة، إذ قد تُقلّل من فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي.

المراجع

  1. Crosta, P. (2022). What you should know about pneumonia. Retrieved 21 December 2022 from https://www.medicalnewstoday.com/articles/151632
  2. Normandin, B. (2021). Everything you need to know about pneumonia. Retrieved 21 December 2022 from https://www.healthline.com/health/pneumonia
  3. Stoppler, M. (2022). Pneumonia. Retrieved 21 December 2022 from https://www.medicinenet.com/pneumonia_facts/article.htm
  4. American Lung Association. (2022). Pneumonia treatment and recovery. Retrieved 21 December 2022 from https://www.lung.org/lung-health-diseases/lung-disease-lookup/pneumonia/treatment-and-recovery
  5. Rope, K. (2020). What are the complications of pneumonia? Retrieved 21 December 2022 from https://www.webmd.com/lung/complications-pneumonia#1
  6. UK National Health Service. (2019). Pneumonia-Overview. Retrieved 21 December 2022 from https://www.nhs.uk/conditions/pneumonia/
  7. Medline Plus. (2020). Community-acquired pneumonia in adults. Retrieved 21 December 2022 from https://medlineplus.gov/ency/article/000145.htm

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022
آخر تعديل - الأربعاء ، 08 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري الالتهاب الرئوي أونلاين عبر طبكان
احجز