عملية شد الوجه بالخيوط

غَزَت عمليات التجميل الكثير من دول العالم في العقود الأخيرة وباتت تشهد إقبالًا كبيرًا خصوصًا لدى النساء، فقد قدّم التطوُّر الطبّي الواسع في حقل العمليات التجميليّة حلولًا كثيرة تتناسب مع العديد من الفئات لإصلاح بعضًا من المشاكل التي تؤرّق النساء -خصوصًا- بعد بلوغهنّ مرحلةً معيّنة من العمر. ولعلّ الحلول العلاجيّة والتجميليّة التي تتركّز على الوجه تُعدّ الأكثر شُيوعًا بين البقيّة، ولأنّ التقدُّم بالعُمر يُعدّ العدو الأول للجلد فقد انصبّت معظم الحلول حول كيفيّة إمداده بما يدعم ويُعوّض الانخفاض التدريجي في إنتاج بعض المواد الضروريّة التي كانت تقدّم الدعم المطلوب لبقاء أنسجة الجلد مشدودة ونضِرة.

على الرغم من رغبة الكثيرين في الحصول على مظهرٍ جميل وجذاب، إلّا أنّ عامل الخوف والقلق من فكرة الخضوع لإجراء جراحيّ مثل عملية شدّ الوجه، كان عائقًا لديهم لِما تتضمّنه الإجراءات من هذا النوع من طول فترة الشفاء، إلى جانب عددٍ لا بأس به من المُضاعفات المُرافقة، وبما أن التوُّجه بالمُجمل يسير نحو الاعتماد على التداخلات الجراحيّة المحدودة فقد كان لشد الوجه بالخيوط النصيب الأكبر من الإقبال، إذ تُعدّ واحدة من الإجراءات غير الجراحيّة لشد الوجه.

يعتمد شد الوجه بالخيوط على غرز خيوط مصنوعة من مواد مختلفة -حسب حاجة الوجه- بواسطة إبَر خاصة، ممّا يعني عدم الحاجة لإجراء شقوق كبيرة في الوجه، وإضافةً لِشدّ الوجه الذي تُقدّمه هذه الخيوط، فإنّ لها فوائد أُخرى في تحفيز إنتاج الكولاجين في الطبقة أسفل الجلد، وهو البروتين المعروف في وظيفته إمداد الجلد بالقوة والنضارة، إلّا أنّ إنتاج الجسم للكولاجين ينخفض بشكلٍ تدريجيّ مع التقدُّم في العُمر لِيفقد الجلد ما يُقارب 80% من محتواه من الكولاجين في عمر السبعين تقريبًا، ما يؤدّي إلى ضعف الجلد وضعف ارتباطه مع الأنسجة القابعة تحته ممهّدًا الطريق للجاذبيّة الأرضية لتلعب دورها في شدّ الجلد نحوها، ما ينجُم عنه ترهلُّه وظهور التجاعيد.

وقد حاز شدّ الوجه بالخيوط على رِضا الكثيرين نظرًا لمُميّزاته الكثيرة مقارنةً بالخضوع لعمليّة شد الوجه جراحيًّا، فهو لا يحتاج لفترة تعافي طويلة، ويستطيع الشخص الخاضع للإجراء استئناف أعماله في اليوم التالي على عكس الجراحة التقليديّة التي تحتاج لأسبوع أو اثنين أحيانًا، إضافةً إلى عدم الحاجة للتخدير العام، إذ يكفي التخدير الموضعي ممّا يُمهّد الطريق أمام غير القادرين صحيًّا على التخدير الكُلّي لإجراء شد الوجه بالخيوط. إلى جانب كل ما سبق فإنّ تكلفة إجراء شد الوجه بالخيوط تُعدّ أكثر قَبولًا لدى الكثيرين، إذ إنّها تنخفض عن تلك المطلوبة لإجراء شد الوجه جراحيًا ما يجعلها بمتناول شريحة أكبر من الأشخاص.

المؤهّلون لإجراء شد الوجه بالخيوط

لضمان نجاح أي إجراء جراحي يجب الاتكّاء على مجموعة من الشروط التي تؤهّل أشخاصًا دون غيرهم، وتجعل النتائج مُرضية للحدّ المطلوب غالبًا، بالتالي يُفضّل اختصاصيي الجلدية توافر مجموعة من المواصفات في الأشخاص الراغبين بالخضوع لشد الوجه بالخيوط، منها:

  • أن يتراوح العُمر بين 35 إلى 45 عامًا؛ إذ إنّها المرحلة العُمريّة التي يبدأ معها الجلد بالضّعف مُسبّبًا ترهُلًّا طفيفًا إلى متوسطًا.
  • أن لا يُعاني الشخص من السُمنة.
  • فشل أو انتكاس النتائج لدى أولئك الّذين سبق وأن خضعوا لعملية شدّ الوجه الجراحيّة.

الفحوصات والإجراءات اللازمة قبل عملية شد الوجه بالخيوط

لا يوجد فحوصات أو إجراءات محدّدة تسبق شد الوجه بالخيوط، إذ تكفي المُعاينة السريريّة من قِبَل المختّص.

مُضاعفات عملية شد الوجه بالخيوط

ما زالت المُضاعفات والمخاطر المُرافقة لشد الوجه بالخيوط تتكشّف يومًا بعد يوم، إذ إنّ جُل العمليات والإجراءات الحديثة العهد تحتاج لفترة من الزمن قبل أن تَثبُت مُضاعفاتها، إلّا أنّ أكثر المُضاعفات الشائعة لغاية الآن، تتلخّص بالآتية:

  • عدم تماثل جانبي الوجه بعد الإجراء.
  • عدم ملاحظة أي تغيير في الوجه.
  • بروز أو ظهور الخيوط من الجلد، خصوصًا لدى أصحاب البشرة الرقيقة.
  • ظهور الجلد بشكل متموّج بسبب عدم إدخال الخيوط على العُمق المناسب.
  • فقدان الإحساس أو الخَدَر في المنطقة التي تمّ إدخال الخيوط بها، لكنّه مؤقت ويختفي خلال أسابيع.

يمكن أن تظهر مجموعة أُخرى من المُضاعفات النادرة، مثل:

  • الالتهابات.
  • تكوُّن أنسجة ندبيّة أو تليُّفات في الجلد.
  • جيوب وتكيُّسات في جذور الشعر؛ بسبب دفعها لمستوى أعمق أثناء إدخال الخيوط.

أنواع الخيوط المستخدمة في شد الوجه

بدايةً تتضمّن عملية شدّ الوجه بالخيوط استخدام عدّة أنواع من الخيوط، أكثرها شُيوعًا كُل من الآتية:

  1. خيوط "بولي ديوكسانون" Polydioxanon PDO: تستهدف هذه الخيوط شد الجلد بالدرجة الأُولى، إذ تُساهم في تقليص الدهون الموجودة في الجلد عبر تحفيز الخلايا لإنتاج الكولاجين ممّا يُعزّز من أدائها لوظيفتها.
  2. خيوط حمض اللاكتيك أو اللبنيك Poly L-lactic acid PLA: أمّا هذا النوع من الخيوط فيستهدف تجديد خلايا الجلد إلى جانب شدّها؛ وذلك من خلال تقوية وتنشيط الأنسجة ومساعدتها على إنتاج الكولاجين بمعدل أكبر، ما يُحفّز قدرتها على مقاومة عوامل تقدُّم السّن المستمرة في الجلد، فهي تتكوّن من مجموعة من "المخاريط أو الأقماع" المُعدّة لاستقطاب الخلايا حولها ما يُمكّنها من شد الخدود والألغاد (المنطقة بين الفك السفلي والرقبة) بشكلٍ ملحوظ.

طريقة إجراء شد الوجه بالخيوط

  1. تنظيف البشرة جيدًا.
  2. تخدير المناطق المُستهدفة من الوجه.
  3. إدخال الخيوط لطبقات الجلد وتمريرها عبر الخلايا الدهنيّة بواسطة إبرة حادّة الرأس (كانيولا).
  4. قطع الجزء المُتبقّي من الخيط وإخفاء طرفه تحت أنسجة الجلد.

تستغرق عملية شد الوجه بالخيوط قرابة الساعة إلى ساعة ونصف.

فترة التعافي وظهور النتائج بعد شد الوجه بالخيوط

يشعر الأشخاص الخاضعين لشد الوجه بالخيوط بألَم وانتفاخ اعتيادي يُمكن السيطرة عليه عبر تناول الأدوية المُسكّنة للألم ووضع كمّادات من الثلج خلال الساعة الأُولى بعد الإجراء، إضافة إلى ظهور الجلد بشكل متموّج مع تكدُّمات وهو ما يُفترض أن يزول خلال أيامٍ قليلة.

تتميّز الخيوط التي يتّم وضعها في الجلد بأنّها قابلة للامتصاص، بحيث تختفي من تلقاء نفسها بعد فترة معيّنة، بالتالي لا حاجة للخضوع لإجراءٍ آخر بُغية استخراجها، وتختلف فترة ظهور النتائج حسب نوع الخيوط المُستخدمة، فمثلًا في حال استعمال خيوط PDO يستمر ظهور النتائج لِما يُقارب السنة أو أكثر أحيانًا، وعادةً تبدأ هذه الخيوط بالذوبان بعد 4 إلى 6 أشهر تقريبًا من تاريخ وضعها، بينما قد تدوم النتائج المُرافقة لاستعمال خيوط PLA ما يُقارب السنتين، وهو ما يجعل عملية شد الوجه الجراحيّة تتفوّق في هذا الجانب، إذ قد تستمر نتائجها لِما يُقارب 10 سنوات.

يُزوَّد الأشخاص أيضًا بمجموعة من التعليمات التي يتحتّم عليهم أن يلتزموا بها أو يتجنّبوا بعضها الآخر للوصول للنتائج التي يرغبون بها وتجنُّب المضاعفات المحتملة، وتتضمّن هذه النصائح عدم فرك الوجه بعنف أثناء غسلة وعدم استعمال مراهم الترطيب لمدة أسبوع على الأقل وتقليل التعرُّض لجهدٍ عالٍ أو لأي نشاطٍ مُفرط لِما يُقارب يوم كامل بعد الإجراء، إلى جانب ضرورة إبقاء الرأس مرفوعًا أثناء النوم لتجنُب الانكفاء على الوجه أو التسبُّب بانتفاخه.

تدقيق طبي: دكتور طلعت العبد، استشاري الأمراض الجلدية وزراعة الشعر وجراحة الليزر، في 15 يناير 2020

المراجع

  1. Kalra R. (2008). Use of barbed threads in facial rejuvenation. Indian J Plast Surg. 41(Suppl): S93–S100. Retrieved fromhttps://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2825122/
  2. Beauty Technology Clinic. PDO, PLA Threads Lifts. Retrieved from https://beautytechnologyclinic.com/portfolio-items/pdo-pla-threads-lifts/
  3. Tehrani K. (2018). What you need to know about thread lifts. Retrieved from https://www.plasticsurgery.org/news/blog/what-you-need-to-know-about-thread-lifts
  4. CEBELIA. (2018, December 16). أنواع خيوط التجميل و استخداماتها في شد الوجه مع الاستشاري د. سامح سالم [Video File].Retrieved from
  5. Kajaia A. (2018). Performing Thread Lifts. Retrieved from https://aestheticsjournal.com/feature/performing-thread-lifts

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

اطلب عرض سعر لشد الوجه بالخيوط من أفضل الاستشاريين
اطلب عرض سعر