تناوُل الطعام ببطء قد يكون أسهل طريقة لخسارة الوزن، دراسة حديثة توضِّح

أُجريَت مؤخرًا (هذا العام 2021) دراسة استهدفت إيجاد العلاقة بين الأكل سريع الوتيرة وزيادة الوزن والسُمنة، اعتمد الباحثون فيها من كُل من جامعة روهامبتون وبريستول في بريطانيا على مجموعة من المُشتركين (عددهم 800) تراوحت

أُجريَت مؤخرًا (هذا العام 2021) دراسة استهدفت إيجاد العلاقة بين الأكل سريع الوتيرة وزيادة الوزن والسُمنة، اعتمد الباحثون فيها من كُل من جامعة روهامبتون وبريستول في بريطانيا على مجموعة من المُشتركين (عددهم 800) تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 85 عامًا، أشار على إِثرِها الباحثون إلى وجود علاقة بين تناول الأكل بسرعة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم BMI وزيادة مُحيط الخصر لدى الأشخاص الذين اعتادوا على ذلك سواءً كانوا بالغين أو أطفال، وعزَوا سبب ذلك إلى أنّ الأكل ببطء مع المضغ الجيّد يُتيح الشعور بالشَبَع خلال فترةٍ أقل، وذلك بعكس تناول الأكل بسرعة الذي عادةً ما يرتبط مع تناول كميّة أكبر من الطعام إلى حين الوصول لمرحلة الشَبَع.

وبحسب الدراسة فإنّ العادات التي يتبّعها الأبوين أثناء تناول الطعام تؤثِّر بشكلٍ أو بآخر على عادات الأبناء في تناول الطعام أيضًا، إذ إنّ مَيل أحد الأبوين أو كليهما إلى التهام الطعام بسرعة يُحفِّز الأبناء على انتهاج ذات العادة "غير المُحبّبة" في تناولهم لطعامهم، وجاءت النتائج الأُخرى التي تربط بين معدل تناول الطعام وزيادة مُحيط وسط الجسم مُشيرةً بشكلٍ ملحوظ إلى وجود علاقة طرديّة بينهما، ما يُشير إلى أنّ زيادة سرعة تناول الطعام يؤدّي إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم BMI وإمكانيّة التسبُّب بالسُمنة لاحقًا.

ليس هذا وحسب، بل إنّ دراسةً أُخرى خلُصَت إلى أنّ تدريب مجموعة من المُراهقين ممّن يُعانون من السُمنة على تناول الطعام ببطء أدّى إلى مساعدتهم في تخفيض أوزانهم؛ وتفسيرًا لِما يمكن أن يفعله تناول الطعام ببطء على وزن الجسم أشارت دراسة أُخرى بعد تطبيق هذه الطريقة على مجموعة من المُراهقين لمدّة 12 شهرًا إلى أنّ تناول الطعام ببطء كان سببًا في خَفض مستويات هرمون "الجريلين" Ghrelin المسؤول عن الجوع والشهيّة للطعام، في المقابل أّدى ذلك أيضًا إلى ارتفاع مستويات هرمون الشَبَع "ببتيد تايروسين-تايروسين" Peptide tyrosine-tyrosine بعد تناول وجبة تتضمَّن مستوى مرتفع من الجلوكوز ما أدّى إلى انخفاض الوزن.

أيضًا، من فوائد التمرُّن على تناول الأكل ببطء لدى الأطفال تحديدًا، رفع مستوى الاستجابة الداخليّة لشعور الشَبَع، فيتعلَّم الطفل ترك الطعام حال شعوره بالشَبَع حتى لو ما زالت المائدة مُمتلئةً أمامه بأصنافٍ شتّى من المأكولات، ليغدو تناول الطعام "حاجة" وليس لمجرد الرغبة في تناول الطعام، وهو بالطبع ينعكس إيجابًا على صحّته ويُجنّبه مشاكل زيادة الوزن.

مشاكل السُمنة وزيادة الوزن في الوطن العربي

مع استمرار تغيُّر العادات الغذائيّة واحتلال الأسواق بأصنافٍ شتّى من الأطعمة غير الصحيّة المُزيّنَة بأغلفة تسلُب المُشترين نقودهم برضاهم، إلى جانب مَيل الغالبيّة العُظمى من الأطفال والبالغين على حدٍ سواء إلى اتبّاع نمطٍ حياتيّ خامل والاعتماد على الجلوس لساعاتٍ طويلة مُتسمِّرين أمام شاشات التلفزة والهواتف، ارتفعت مُقابلها معدلات السُمنة والأمراض المُرتبطة بها، إذ تُشير الإحصائيّات بحسب الدراسات المَنشورة إلى زيادة معدلات السُمنة حول العالم لتصِل إلى نِسَب مُرتفعة كان للمنطقة العربيّة نصيبًا منها أيضًا.

إذ تبعًا للدراسة التي أُجريت بغرض تقييم معدلات السُمنة بين العامي 1975 و 2014، فإنّ نِسَب السُمنة بين النساء والرجال شَهِدَت ارتفاعًا ملحوظًا، فقد بلغَ أعداد المُصابين بالسُمنة في العالم للعام 2014 ما يُقارب 461 مليون شخص، احتلَّت المركز الأول الدول المُتقدّمة ذات الدخل المُرتفع من المُتحدّثين باللغة الإنجليزيّة بنسبة بلغت 18.4%، وتلَتها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة قاربت 13.9%، واعتمادًا على النِسَب المُتزايدة للسُمنة فإنّه من المُتوَقع أن يُعاني نصف البالغين في العالم من السُمنة بحلول عام 2030، ما يُجدّد ضرورة الالتفات إلى هذا الموضوع الهام وتحرِّي أسبابه الحقيقيّة ومحاولة العمل على تغيير الأسباب المؤديّة إلى ذلك قدر الإمكان.

أمّا الأطفال فقد كان لهم حُصّة من هذا المرض الصامت والبطيء، إذ يُعاني 124 مليون طفل حول العالم من السُمنة بينما سُجِّلَت حالات زيادة الوزن Overweight للفئة العُمريّة بين 5 إلى 19 عامًا بما يُقارب 213 مليون منهم، ما يرفع من معدل تعرُّضهم لأمراض وانتكاسات صحيّة خطيرة.

الاردن يشهد ارتفاعًا بمعدلات السُمنة أيضًا

يشهد الأردن أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا بمعدلات زيادة الوزن والسُمنة إذ بات يُعدّ من بين البُلدان التي تُسجِّل أعلى مُعدلات من السُمنة في المنطقة العربيّة؛ فقد سبَق وأن أشارت دراسة مَسحيّة أُجريت عام 2008 إلى أنّ 28.1% من الرجال و53.1% من النساء في الاردن عانَوا من السُمنة، تحديدًا في شمال الأردن، أمّا النتائج الحاليّة فقد أشارت إلى ارتفاع معدلات السُمنة للضِعف عمّا كانت عليه، ويعزو الباحثون سبب ذلك إلى تغيُّر العديد من العادات المُتبَّعة ومَيل الغالبيّة من الأشخاص في الاردن إلى اتبّاع نمط الحياة الأكثر خمولًا لِمَا فرضته الكثير من الجوانب في الحياة المُعاصِرة، إضافة إلى زيادة الاعتماد على المأكولات السريعة التي من شأنها أن تُساهم في زيادة الوزن بالتزامن مع هجران الرياضة والتمارين المُختلفة.

ولأنّ السُمنة ترفع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة مثل السكري، السكتات الدماغيّة، أنواع مُحدّدة من السرطان وأمراض القلب، فقد بات ضروريًا وجوب تغيير بعض العادات المُتبّعة مثل تناول الأكل بسرعة أو غيرها ممّا تُشير الدراسات إلى آثارها السلبيّة على وزن الجسم لتجنُّب السُمنة بالتالي تجنُّب العديد من الأمراض الخطيرة التي قد تكون سببًا في الوفاة.

مواضيع قد تهمُّك:

المراجع

  1. Potter C, et al. 2021. Associations between number of siblings, birth order, eating rate and adiposity in children and adults. Clinical Obesity. Retrieved from https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/cob.12438
  2. Trends in adult body-mass index in 200 countries from 1975 to 2014: a pooled analysis of 1698 population-based measurement studies with 19·2 million participants. 2016. The Lancet, 387(10026): 1377-1396. Retrieved from https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736%2816%2930054-X/fulltext#%20
  3. Preidt R. 2017. Childhood obesity up worldwide almost 10-fold. Retrieved from https://www.webmd.com/children/news/20171010/childhood-obesity-up-worldwide-almost-10-fold
  4. Ajlouni K, et al. 2020. An alarmingly high and increasing prevalence of obesity in Jordan. Epidemiol Health, Retrieved from https://www.e-epih.org/journal/view.php?doi=10.4178/epih.e2020040
  5. Khader Y, et al. 2008. Obesity in Jordan: prevalence, associated factors, commodities, and change in prevalence over ten years. Metab Syndr Relat Disord, 6(2): 113-120. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/18510436/

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز