السرطان: أسبابه، أعراضه والعلاجات المُتاحة حتى الآن

ما يزال مرض السرطان يفتِك بأجساد البشر ويُنهكها بأعراضه المؤلمة أو بمُضاعفاته الأُخرى المُصاحبة للعلاجات المُتاحة حتى اللحظة، والتي لم يُكتَب لأيِّ منها حتى اللحظة بأن تُعتَمد كعلاج تام وفعّال للقضاء على

ما يزال مرض السرطان يفتِك بأجساد البشر ويُنهكها بأعراضه المؤلمة أو بمُضاعفاته الأُخرى المُصاحبة للعلاجات المُتاحة حتى اللحظة، والتي لم يُكتَب لأيِّ منها حتى اللحظة بأن تُعتَمد كعلاج تام وفعّال للقضاء على السرطان لدى جُّل الحالات، يتسبّب مرض السرطان بوفاة ملايين الأرواح حول العالم سنويًا، إذ وبحسب إحصائيّات منظمة الصحة العالميّة، فإنّ عام 2018 شهِد خسارة 9.6 مليون شخص نتيجة إصابتهم بالسرطان، ما أفسح له المجال ليتربَّع فيها كثاني مُسبِّب للوفاة على مستوى العالم.

يُعرَّف مرض السرطان على أنّه خلل يُصيب الخلايا مُسبِّبًا استمرار نموِّها وانقسامها بمستويات خارجة عن السيطرة، وذلك عِوضًا عن موتها واندثارها بعدما أنهَت دورة حياتها بعمليّة طبيعيّة تُعرَف باسم "موت الخلايا المُبرمج" Apoptosis، يُمكن أن ينجُم عن هذه الخلخلة في نمو الخلايا وتكاثرها إمّا بتكوُّن أورام محسوسة أحيانًا يمكن استئصالها أو ربما تكون بهيئة أُخرى مثل سرطان الدم.

تؤثِّر الخلايا السرطانيّة مع مواصلة نموُّها على العديد من أجهزة الجسم الأُخرى مُعيقةً قدرتها على أداء وظائفها كما هو مطلوب، تكمُن خطورة السرطان في إمكانيّة اجتياحه لمناطق أُخرى من الجسم بواسطة العقد اللمفيّة، ما يُوسِّع مساحة المناطق المُستهدفة أثناء العلاج، لِذا تنتشر العديد من الحملات والبرامج التوعويّة التي تُحفّز على الفحص المُبكّر في حال الاشتباه بأعراض غير طبيعيّة. [1][2]

أسباب السرطان

يمكن الإشارة إلى مجموعة من العوامل على أنّها مُسبّبات يؤثِّر كلٌ منها بطريقة أو بأُخرى على جسم الإنسان ما يرفع احتماليّة تكوين أورام سرطانيّة لدى البعض، تشمل العوامل التي قد تُحفِّز الإصابة بالسرطان على الآتية: [3][4]

  • التدخين.
  • التعرُّض لمواد كيميائيّة سامّة لفترات متواصلة.
  • الاعتماد على الأطعمة عالية الدهون.
  • السُمنة.
  • التعرُض للأشعة فوق البنفسجية سواءً من الشمس أو تلك المنبثقة عن أجهزة أعدّها الإنسان لأغراضٍ مختلفة.
  • التعرُض لغاز "الرادون" Radon لفتراتٍ طويلة قد يؤدّي تحديدًا لسرطان الرئة.
  • التعرُض للأشعة السينيّة أو لأشعة جاما بجرعات مرتفعة، وتضُم كل من الظروف الآتية: التعرُض لمستويات مرتفعة من الأشعة لِما تقتضيه ظروف العمل كالذين يعملون في مناجم اليورانيوم، أو مرضى السرطان الذين خضعوا لجلسات علاج بالأشعة بجرعات مرتفعة، وقد سبق وأن أثبتت الأشعة (جاما أو السينيّة) قدرتها على التسبُب بالسرطان بعد تشخيص الإصابة به لدى العديد من الناجين من حوادث تضمنَّت انبعاثات إشعاعيّة مثل حادثة انفجار مُفاعل تشيرنوبل وانفجار القنبلة الذريّة في اليابان.
  • جرعات مرتفعة من العلاج الكيميائي الذي يستهدف السرطان يمكن أن تتسبّب لاحقًا بظهور أورام خبيثة ثانويّة لدى حالات معيّنة.
  • التاريخ المَرَضي العائلي؛ إذ من الممكن أن تلعب الطفرات الجينيّة أو ظروف مُعيّنة دورًا في رفع إصابة أكثر من فرد في العائلة بأحد أنواع مرض السرطان، لا يزال الرابط بين إصابة أكثر من فرد في العائلة غير معروفًا على وجه الدقّة.
  • بعض أنواع العدوى الفيروسيّة؛ إذ قد تتسبّب بعض الفيروسات بتغيير سلوك الخلايا وحثّها على التكاثر لمستويات غير طبيعيّة ما يرفع معدل الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل اللمفومة اللاهودجكينيّة أو لمفومة هودجكين، من هذه الفيروسات: فيروس نقص المناعة البشريّة HIV المُسبّب للإيدز وفيروس ابستين -بار.
  • تلف الخلايا في نخاع العظم وتشوُّهها؛ يعتقد بعض العلماء بأنّ أحَد أسباب السرطان قد يعود لاضطرابات جينيّة تؤثِّر بشكلٍ رئيسيّ على التكاثر الطبيعي للخلايا الجِذعيّة التي يتمايز بعضها لاحقًا ليتحوَّل لخلايا مناعيّة مَهمّتها حماية الجسم والدفاع عنه.
  • التعرُّض لظروف بيئيّة تتضمَّن التعامل المباشر مع الأسمدة الزراعيّة أو مبيدات الحشرات وغير ذلك، يّذكَر بأنّ مثل هذه العوامل البيئيّة قد ترتبط مباشرة مع أنواع معيّنة من السرطان لدى الأطفال على وجه الخصوص.

أعراض السرطان

يتساءل الكثيرون عن الأعراض المُدلّلة على مرض السرطان بغرض اقتناص المرض في مراحله المُبكّرة والقضاء عليه بنِسَب نجاح تفوق تلك المرتبطة مع العلاج بعد انتشار السرطان وتوَّغُله في أنسجة وخلايا الجسم، لكن على الرغم من سعي الخبراء الحثيث في الخروج بحفنة دلائل قد تساعد الأشخاص في التنبؤ بإصابتهم بالسرطان، إلّا أنّ بعض أعراض السرطان قد تتشابه مع الأعراض المُصاحبة لبعض الأمراض الأُخرى، لِذا تبقى كلمة الفصل في تشخيص الإصابة بالسرطان من عدمها لدى الاختصاصي بعد الكشف والمعاينة الدقيقة.

تاليًا مجموعة من الأعراض الشائعة التي قد ترتبط مع السرطان: [5][6][7]

  • الشعور بالألم، يمكن أن يصاحب الألم بعض أنواع السرطان في مراحله المبكّرة، مثل: سرطان العظم وسرطان الدماغ، بينما قد يتأخّر في أنواعٍ أُخرى، بحيث لا يشعر المريض بألم إلّا في مراحل متأخرة من انتشار الورم السرطاني.
  • ظهور كتلة أو ورم يمكن تحسُّسه تحت الجلد، أو يمكن أن يكون على شكل منطقة ذات سماكة عالية.
  • الشعور بالإجهاد والإرهاق طَوال الوقت.
  • انخفاض وزن الجسم دون محاولة ذلك، أو ربمّا زيادة غير متوقعة.
  • حمّى تستمر لأكثر من 3 أيام أو التعرُّق الليلي.
  • ظهور علامات أو تغييرات معيّنة على الجلد، كأن تبدو على سطح الجلد نتوءات، شامات جديدة أو تقرُّحات لا تلتئم وغير ذلك من التغييرات التي ينبغي معها مراجعة الاختصاصي للتحقُّق من ماهيّتها.
  • مشاكل وصعوبات في الأكل؛ صعوبة في البلع، عُسر هضم مستمر أو الشعور بعدم الراحة بعد تناول وجبة طعام، وربما يكون عبر الشعور بالغثيان والاستفراع.
  • تغيُّرات تشمل خلخلة السلوك الطبيعي للأمعاء أو المثانة بما يؤثّر على التغوُّط والتبوُّل.
  • تكدُّمات أو نّزف بدون أسباب معروفة.
  • سعال مستمر أو بحّة في الصوت.
  • صعوبة في التنفُّس.
  • مشاكل في الجهاز العصبي؛ تغيُّرات على مستوى النظر، مشاكل في السمع، نوبات أو صداع وغير ذلك.

علاج السرطان

تتنوَّع علاجات السرطان وتختلف من شخصٍ لآخر يقودها نوع السرطان ودرجة تقدُّمه في الجسم، مُضافًا إليها العديد من العوامل الأُخرى التي تجعل من نوعٍ معيّن من العلاجات المتوافرة يتغلّب على آخر.

أنواع علاجات السرطان المُستخدَمة والمتوافرة حتى الآن تشمل كُل من: [8][9][10]

  • الاستئصال الجراحي: تُعدّ العمليّة الجراحيّة أحَد أبرز العلاجات المُستخدمة في التخلُّص من السرطان عبر انتزاع الورم أو الكتلة بواسطة جراحة تتضمّن إجراءات معيّنة.
  • العلاج الكيميائي: يعتمد هذا النوع من العلاجات على استخدام دواء ذو تركيب كيميائي معيّن يستهدف الخلايا السرطانيّة ويقضي عليها.
  • العلاج الإشعاعي: عبارة عن حزمة من الإشعاعات إمّا الخارجيّة أو الداخليّة التي تُسلَّط على الورم السرطاني بغرض إمّا القضاء عليه أو تقليص حجمه.
  • العلاج المناعي: من خلال الاعتماد على أدويّة ترفع من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الخلايا السرطانيّة والقضاء عليها.
  • العلاج الهرموني: يستهدف هذا النوع من العلاجات مستويات الهرمونات، إذ يُوقِف إنتاجها أو يُخفِّض مستوياتها ما يساعد في القضاء على بعض الأورام السرطانيّة التي تعتمد في نموِّها على هرمونات معيّنة، مثل حالات سرطان الثدي والبروستات.
  • زراعة نخاع العظم، يمكن أن يصلُح هذا العلاج في بعض أنواع السرطان، إضافة إلى أنّه يُعدّ حلًا جيدًا في الحالات التي يتسبّب معها العلاج الكيميائي أو الإشعاعي بتدمير نخاع العظم، ما يُهيىء الفرصة لاستعادة الخلايا الجذعيّة.
  • العلاج المُوَّجه للسرطان: يستهدف هذا النوع من العلاجات التغيُّرات التي تطرأ على الشيفرة الوراثيّة (DNA) للخلايا السرطانيّة مُسبّبةً نموُّها وتكاثرها بطريقة غير طبيعيّة، يمكن أن يكون العلاج المُوّجه ناجعًا في الحالات المُتقدّمة من اللوكيميا والورم الميلانيني.
  • العلاج بالتجميد أو بالبرودة: بعض أنواع الأورام السرطانيّة يمكن القضاء عليها باستخدام التجميد؛ بواسطة إدخال مسبار تبريد رفيع عبر الجلد باتجاه الخلايا السرطانيّة، ثمّ تجميد الورم بعد ضخّ غاز خاصّ يتبع ذلك إذابته، وتكرار هذه العمليّة أكثر من مرة في ذات الجلسة بغرض القضاء على الخلايا الخبيثة.
  • استئصال الورم بالترددات الراديويّة: يُجرَى من خلال تمرير طاقة كهربيّة عالية التردد عبر الورم لرفع درجة حرارته والقضاء عليه.

يرتبط أحيانًا مرض السرطان مع ما يُعرَف بالعلاج أو الرعاية التلطيفيّة Palliative care، وهو يشير إلى سُبُل الرعاية التي يمكن تقديمها للمريض عبر كادر طبي وتمريضي متخصِّص في حالة إصابته بأحد الأمراض الخطيرة التي يُعد السرطان أحدها، يشمل هذا النوع من العلاج تقديم الرعاية والمساعدة في التخفيف من الأعراض المُصاحبة للمرض أو السيطرة عليها، إلى جانب تحسين الحالة النفسيّة للمريض لدعمه في الحصول على حياة أفضل والتعايش مع المرض قدر الإمكان. [11][12]

مقالات ذات صِلة

المراجع

  1. Nall, R. 2020. What to know about cancer. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/323648
  2. World Health Organization. 2018. Cancer. Retrieved from https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/cancer
  3. Stanford Health Care. (n.d.). What causes cancer? Retrieved from https://stanfordhealthcare.org/medical-conditions/cancer/cancer/cancer-causes.html
  4. American Cancer Society. (n.d.). What causes cancer? Retrieved from https://www.cancer.org/cancer/cancer-causes.html
  5. National Cancer Institute. 2019. Symptoms of cancer. Retrieved from https://www.cancer.gov/about-cancer/diagnosis-staging/symptoms
  6. Mayo Clinic. 2018. Cancer. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/cancer/symptoms-causes/syc-20370588
  7. Martin L. 2020. Cancer symptoms. Retrieved from https://www.webmd.com/cancer/guide/understanding-cancer-symptoms
  8. Mayo Clinic. 2020-b. Cancer treatment. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/cancer-treatment/about/pac-20393344
  9. Cancer Research UK. 2017-a. Treatment for cancer. Retrieved from https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/cancer-in-general/treatment
  10. National Cancer Institute. (n.d.). Types of cancer treatment. Retrieved from https://www.cancer.gov/about-cancer/treatment/types
  11. What is palliative care? (n.d.). Retrieved from https://getpalliativecare.org/whatis/
  12. Cancer Research UK. 2018-b. Palliative treatment. Retrieved from https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/cancer-in-general/treatment/palliative

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري أورام أونلاين عبر طبكان
احجز