في دراسة جديدة اُستُخلِصَت نتائجها خلال الأيام القليلة الفائتة من الشهر الحالي، خرج مجموعة من الباحثين بنتيجة مفادها عدم جدوى مسكّنات الألم (مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs) لدى استخدامها في تخفيف الآلام الناجمة عن الإصابة بمرض الفُصال العظمي (Osteoarthritis)، بل على العكس، فقد أظهرت النتائج بأنّ هذه المُسكّنات التي تحمل خواص مُضادة للالتهابات والمُتمثلة بالإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen) قد لا تكون فعّالة في الحدّ من التهاب مفصل الركبة، بل قد ترفع معدل تفاقم الأعراض مع الوقت.
اعتمدت الدراسة على مراقبة مجموعة من المرضى المُصابين بالفُصال العظمي (عددهم 277) على مدار 4 سنوات من تناولهم مُسكّنات الألم NSAIDs، ومقارنتهم مع مجموعة ضابطة (Control group) لم تتلقَّ أي مسكّنات مع إصابتها بذات المرض (بلَغ عددهم 793)، وقد بيّنت الدراسة لدى استخلاص النتائج باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (3T MRI) لمفصل الركبة وتقييم مدى التهاب الغشاء الزليلي (طبقة نسيجية تبطّن السطح الداخلي للمفصل) فيه بأنّ مستوى التهاب المفصل والقدرة الوظيفية للغضروف قد انخفضا وزادت حالتهم سُوءًا لدى المرضى الذين تناولوا مسكّنات الألم NSAIDs مقارنةً بمَن لم يتناولوه.
يُذكَر بأنّ الفُصال العظمي أحد أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، وهو ينجم عن التآكل التدريجي للغضاريف التي تحمي العظام في المفصل، ما يؤدّي إلى التهابها نتيجة احتكاكها عند الحركة مصحوبةً بألم وتورُّم أيضًا، ووفقًا للإحصائيّات تُقدَّر أعداد المُصابين بهذا النوع من التهاب المفاصل (الفصال العظمي) ما يُقارب 500 مليون شخصًا حول العالم، وحتى الآن لم يُعثَر على علاجٍ تام يستطيع القضاء على هذا المرض أو حتى يُثبّط تفاقم أعراضه، إنمّا تقتصر العلاجات المتوافرة على تسكين الألم.
أوصى الباحثون بمتابعة الأبحاث ذات الصِلة بما يُدعّم النتائج، ويُقدّم أدلة توضّح تأثير مسكّنات الألم المضادة للالتهاب وقدرتها على الحد من تفاقم الحالة الالتهابية لدى مرضى الفُصال العظمي.
المرجع:
https://medicalxpress.com/news/2022-11-nsaids-worsen-arthritis-inflammation.html