فحوصات وظائف الكلى: ما هي أنواعها؟ وكيف تُجرَى؟ وعلى ماذا تدُل نتائجها؟

فحص وظائف الكلى (KFT) هو مجموعة من فحوصات الدم والبول التي تُجرَى للتأكد من سلامة الكلى وقدرتها على أداء وظائفها المُتمثلة بتخلُّصها من جميع مُخلفات الجسم والسموم، وغالبًا ما يطلب الطبيب إجراء البعض منها كخطوات روتينية، أو في حال ظهور أحد الأعراض التي تُشير إلى حدوث اضطرابٍ في الكلى.

يمتلك الإنسان الطبيعي كليتين تتموضعانِ على طرفيّ العمود الفقري إلى الخلف من التجويف البطني، وتُعدّ الكُلية العضو المسؤول عن تصفية وتنقية الدم من مُخلفات الجسم والسموم، وذلك بالتخلص منها وطرحها عن طريق البول، كما تساعد الكلى على التحكّم بمستويات الماء والعديد من العناصر داخل الجسم، بالإضافة إلى دورها في عملية إنتاج فيتامين د، وخلايا الدم الحمراء، والهرمونات المُنظّمة لضغط الدم، وفي حال تعرّضت إحداهما لأيّ اضطراب فإنّ ذلك يؤثر في قدرتها على أداء وظائفها، حينها يطلب الطبيب إجراء بعض التحاليل التي يُطلق عليها فحوصات وظائف الكلى،[1][2] فما هو فحص وظائف الكلى؟ وما هي مستوياته الطبيعية؟ وعلى ماذا تدُل نتائجه؟

فحص وظائف الكلى

فحص وظائف الكلى (Kidney Function Test) هو مجموعة من الفحوصات المخبرية التي تُجرَى معًا لتقييم مدى كفاءة عمل الكليتين في التخلص من مُخلفات الجسم كما ينبغي، أو الكشف عن تسرّب أحد البروتينات إلى البول، من خلال قياس تراكيز عدد من المعادن والجلوكوز والشوارد (الكهارل) في الدم والبول، وذلك لتشخيص حالات الإصابة بأمراض الكلى في المراحل المبكرة أو متابعة المرضى ممّن سبق تشخيصهم بأحد أمراض الكلى المزمنة.[3][4]

ما هي فحوصات وظائف الكلى؟

تشمل فحوصات وظائف الكلى مجموعة من اختبارات الدم والبول:

فحوصات البول

تتطلّب فحوصات البول إمّا عينة بول صغيرة أو عينة بول تُجمَّع خلال 24 ساعة، وتتضمّن فحوصات البول:[5][6]

  • تحليل البول (Urine Analysis)، يشمل الفحص المجهري وشريط فحص البول، وهو شريط كيميائي متغيّر اللون، يُستخدَم للكشف عن وجود كميات من غير الطبيعي وجودها بتراكيز عالية في البول، مثل البروتين أو السكر.
  • فحص البروتين في البول، يُجرى غالبًا كجزء من فحص البول، أو من خلال استخدام شريط كيميائي منفصل خاص بالبروتين للكشف عن كمية البروتين الزائدة في البول، وفي حال الاستدلال على وجود البروتين في البول تُجرى فحوصات أكثر دقة للكشف عنها.
  • فحص المايكرو ألبومين (Microalbuminuria)، هو فحص أكثر دقّة يستطيع كشف الكميات القليلة من البروتين التي قد تتواجد في البول، إذ يقيس كمية الألبومين في البول لتحديد كفاءة عمل الكلى، والألبومين هو بروتين يوجد في الدم، يُنتَج في الكبد، ويساهم في الحفاظ على الضغط المناسب للأوعية الدموية، لمنع تسرّب السوائل من الدم إلى أنسجة الجسم.
  • فحص تصفية الكرياتينين (Creatinine Clearance)، الكرياتينين هو أحد المُخلّفات الطبيعية الناتجة عن حركة العضلات المستمرة، ويُجرَى هذا الفحص بتجميع عينة بول لمدة 24 ساعة، لقياس تركيز الكرياتينين فيها، ومقارنتها بتركيز الكرياتينين في الدم.

فحوصات الدم

يلجأ الطبيب لإجراء فحوصات الدم للتأكد من قدرة الكلى على إزالة جميع المُخلفات والسموم الزائدة من الدم،[7][8] وتتضمّن فحوصات الدم ذات الصلة بوظائف الكُلى:

  • فحص نيتروجين يوريا الدم (BUN)، اليوريا أحد المُخلفات الناتجة عن عملية تحطيم البروتين الغذائي، والتي تتخلّص منها الكلى من خلال البول.[7][8]
  • فحص الكرياتينين (Creatinine)، يُعد فحص الكرياتينين أكثر دقة من فحص اليوريا في تقييم وظائف الكلى، مع الأخذ بعين الاعتبار الكتلة العضلية في الجسم، والجنس، والعمر، إذ تختلف مستويات الكرياتينين الطبيعية في الجسم باختلاف هذه العوامل، فمثلًا الشخص الذي يمتلك كتلة عضلية كبيرة، يكون لديه تركيز الكرياتينين أعلى من الشخص العادي.[7][8]
  • فحص معدل الترشيح الكُبيبي (GFR)، يُستخدم لقياس مدى كفاءة الكلى في التخلص من المُخلفات الزائدة في الدم، ويُحسب بمعادلة رياضية بالاعتماد على كمية الكرياتينين في الدم، والعمر، والجنس، إذ إنّه كلما كان معدّل GFR منخفضًا، قلت كفاءة الكلى، وتجدر الإشارة إلى أنّه أكثر دقة من فحص الكرياتينين لتقييم وظائف الكلى.[7][8]
  • فحص الأملاح الذائبة (Electrolyte)، تُسمى بالكهارل أيضًا، وهي الأملاح الذائبة في الدم، ومنها الصوديوم (Na)، والبوتاسيوم (K)، والكلور (Cl)، إذ قد يختل توازن تراكيز هذه الأملاح في الدم في حال وجود اضطرابات في الكلى.[7]
  • فحص الألبومين (Albumin)، لقياس نسبة بروتين الألبومين في الدم.[6]
  • فحص البروتين الكلي (Total Protein)، يُمثّل المجموع الكلي للبروتينات في الدم، وتتضمن كل من الألبومين والأنواع المُتعدّدة من الجلوبيولين (Globulins) الذي يُصنِّعه جهاز المناعة.[6]

ما الهدف من إجراء فحص وظائف الكلى؟

يُجرى فحص وظائف الكلى أحيانًا كجزء من الفحوصات الروتينية، لكنّه قد يُجرَى أيضًا لأهدافٍ أُخرى:

  • تقييم عمل وكفاءة وظائف الكلى.[9]
  • مراقبة تطور أمراض الكلى.[9]
  • مراقبة استجابة المريض لعلاج اضطرابات الكلى.[9]
  • تقييم حالة الكلى لدى الأشخاص المعرّضين لخطرٍ أكبر بالإصابة بأمراض الكلى، مثل المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.[9]
  • تقييم وضع الكلى أثناء تناول بعض العلاجات الدوائية التي قد تؤثر فيها.[2]
  • تقييم مستوى بعض الأملاح في الجسم.[2]
  • تشخيص أمراض الكلى بناءً على وجود أعراضٍ مُشتبهة، منها:[9][10]
  • ظهور دم في البول.
  • توّرم اليدين والقدمين، وانتفاخ الوجه وحول العينين.
  • ظهور رغوة في البول.
  • جفاف الجلد المُصاحب للحكّة.
  • الشعور بالألم عند التبوّل.
  • صعوبة في بدء التبوّل.
  • الحاجة المتكررة والمُلحّة للتبوّل.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الضعف والتعب العام.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • تشنّج العضلات.
  • الشعور بضيق في التنفس بعد أداء مجهودٍ بسيط.

التحضيرات قبل إجراء فحص وظائف الكلى

لا يحتاج فحص وظائف الكلى إلى أيّ إجراءات تحضيرية كما تتطلّب بعض الفحوصات الأُخرى كالصيام، إلا في حال طلب الطبيب إجراء فحص السكر الصائم أو الدُّهنيات إلى جانبها، حينها يتطلب صيام ما يُقارب 8 إلى 12 ساعة وفقًا للفحص المطلوب.[11]

طريقة إجراء فحص وظائف الكلى

تُجرى فحوصات الدم لوظائف الكلى في المختبر من خلال سحب عينة دم من الوريد في ذراع المريض بواسطة إبرة صغيرة، أمّا فحوصات البول التي تتطلّب تجميع عينة لـ 24 ساعة، فعلى المريض تفريغ المثانة أولًا، ثم البدء بتجميع العينة بعبوّة مُخصّصة يحصل عليها من المختبر، مع ضرورة تدوين بعض المعلومات المطلوبة على غلافها الخارجي، مثل وقت البدء بالتبوُّل، مع الحِفاظ على العيّنة مُبرّدة، والاستمرار بتجميع كمية البول حتى مرور 24 ساعة.[3][12]

المستويات الطبيعية لنتائج فحوصات وظائف الكلى

يمكن توضيح المستويات الطبيعية لفحص وظائف الكلى كما هو مُوضّح أدناه:

المستويات الطبيعية لنتائج فحص وظائف الكلى لفحوصات الدم للبالغين

يُبيّن الجدول أعلاه المستويات الطبيعية لنتائج فحص وظائف الكلى الطبيعي لفحوصات الدم للبالغين.[6][8]

المستويات الطبيعية لنتائج فحص وظائف الكلى لفحوصات البول

يظهر في الجدول أعلاه المستويات الطبيعية لنتائج فحص وظائف الكلى لِفحوصات البول.[13]

تفسير نتائج فحص وظائف الكلى غير الطبيعية

تُفسّر نتائج فحص وظائف الكلى عادةً على حسب وضع المريض الصحّي والأعراض التي يشكو منها، لذلك يُنصح دائمًا بمراجعة طبيب الكلى والمسالك البولية لتوضيح وتفسير النتائج بما يتناسب مع الوضع الصحّي للمريض،[6] ويمكن تفسير بعض النتائج:

  • تُشير مستويات الكرياتينين المرتفعة إلى الإصابة بأحد أمراض الكلى، مثل التهاب كُبيبات الكلى أو اعتلال الكلى السكري أو التهاب الحويضة والكلية أو إصابة حادة في الكلى أو انخفاض تدفّق الدم الناتج عن أمراض القلب أو الجفاف وغيرها، بالإضافة إلى وجود انسداد في مجرى الكلى مثل حصى الكلى، والإصابات العضليّة، أمّا المستويات المنخفضة فالبعض منها يتعلّق باضطرابات الكبد، بينما لا يدعو البعض الآخر للقلق إنما قد يرتبط بانخفاض الكتلة العضلية للشخص، كما يحدث للبعض مع التقدم بالعمر.[14][15]
  • تُعزى مستويات اليوريا المرتفعة إلى وجود خللٍ في الكلى نتيجة الإصابة بأحد أمراض الكلى الحادة أو المُزمنة، أو بسبب انخفاض تدفّق الدم إلى الكلى الناتج عن الإصابة بالجفاف، أو قصور القلب الاحتقاني، أو انسداد مجرى البول الناتج عن اضطرابات البروستات، أو الإصابة بحصوات الكلى، ويجدر التنّويه إلى أن مستويات اليوريا قد تتأثر بتناول بعض العلاجات والنظام الغذائي المُتّبع، لذا ترتبط المستويات المنخفضة من اليوريا بحالات سوء التغذية ونقص البروتين وأمراض الكبد.[15][16]
  • يدُل عدم اتزان الأملاح الذائبة -الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد- في الدم على وجود خلل في وظيفة الكلى، ممّا يؤثر في درجة حموضة الدم وتوازن مستوى السوائل في الجسم، كما قد يُسبب بعض المضاعفات، مثل فرط مستويات البوتاسيوم والحِماض الأيضي.[15]
  • ترتبط المستويات المنخفضة من الألبومين في الدم بعدم قدرة الكلى على منع تسرّبه إلى البول، وتُسمى بالمتلازمة الكلوية.[15]

نصائح للحفاظ على صحة الكلى

تُساهم بعض الممارسات في الحفاظ على صحة الكلى:[17][18]

  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن غنيّ بجميع العناصر الغذائية، قليل الصوديوم (ملح الطعام) والدسم.
  • الإكثار من شرب الماء بما لا يقل عن 2 لتر يوميًا.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تجنب التدخين والمشروبات الكحولية.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • الحصول على ساعات نوم كافية.
  • الحفاظ على مستوى السكر وضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية.
  • تناول العلاجات الدوائية الموصوفة مع مراعاة تعليمات الطبيب.
  • تجنب الإكثار من تناول مُسكنات الألم ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، مثل النابروكسين والإيبوبروفين.
كتابة: . خولة يونس - الأربعاء ، 25 كانون الثاني 2023

المراجع

1.
Stang D. (2018-a). Kidney Function Tests. Retrieved from https://www.healthline.com/health/kidney-function-tests
2.
Health direct. (October, 2020). Kidney function tests. Retrieved from https://www.healthdirect.gov.au/kidney-function-tests
3.
Johnson J. (June, 2019). Kidney function tests: Everything you need to know. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/325397

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية