عواقب السُمنة لدى الرجال أخطر منها لدى النساء! دراسة مخبرية جديدة

دراسة مخبرية جديدة أُجريَت على الفئران تُقدّم دليلًا يُشير إلى أنّ الإناث قد تستجيب بطريقة مختلفة عمّا يحدث لدى الذكور عند تناولهم أطعمة عالية الدهون، إذ تشهد الأنسجة الدهنيّة تكوُّن الأوعية الدمويّة بمعدل أعلى ممّا هو عليه لدى الذكور، ما يؤهّلها لتتجاوب مع السمنة وما يُرافقها من زيادة في حجم الأنسجة الدهنية.

وفقًا لدراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة يورك-كندا، فإنّ الرجال أكثر عُرضة للإصابة ببعض المضاعفات والأمراض الخطيرة المرتبطة بالسمنة، مثل مقاومة الإنسولين والسكري وأمراض القلب عمومًا، ويعزو الباحثون في تجربتهم التي أجروها على الفئران المخبرية إلى أنّ سبب ذلك يعود إلى إمكانية تراكم الخلايا داخل الأوعية الدموية في الأنسجة الدهنية لدى الذكور بمعدل أعلى ممّا هو لدى الإناث.

وجّه الباحثون تركيزهم صوب الخلايا البطانية (Endothelial cells) التي تتكوّن منها الأوعية الدموية في الأنسجة الدهنية البيضاء لدى الذكور والإناث من الفئران لمعرفة الفروقات التي قد تكون سببًا في اختلاف تأثير السُمنة لدى كليهما، وبعد تقديم طعامٍ غنيّ بالدهون لها لمدّة 7 أيام، تمّ إجراء تحليل النسخ الجيني (Transcriptome analysis) للخلايا البطانية المأخوذة من الأنسجة الدهنية ليتبيّن بأنّ الخلايا البطانية لدى الإناث من الفئران استجابت بزيادة انتشارها وتكاثرها لتتواءم مع زيادة حجم الأنسجة الدهنية وتلبّي حاجتها، وذلك بعكس الخلايا البطانية لدى الذكور التي استجابت برفع الالتهابية وتضمنّت على ما يُدلّل تقييد استجابتها للإشارات التي تحفّز تكوينها للأوعية الدمويّة الجديدة في الأنسجة الدهنية.

يُذكَر بأنّ الخلايا البطانية تغلّف الأوعية الدموية من الداخل أينما وُجِدَت في الجسم، وهي مسؤولة عن السيطرة على معدلات تزويد الأنسجة بالأُكسجين والعناصر الغذائية اللازمة بما يضمن توازن مستويات الطاقة فيها لتؤدّي عملها كما يجب، كما أنّها تساهم في في السيطرة على الالتهابات والتجلُّط، من الوظائف الأُخرى المُهمّة للخلايا البطانية مشاركتها في نمو الأنسجة والأيض عن طريق تنسيق نمو الأوعية والشُعيرات الدموية الجديدة في عملية إعادة بناءها إذا لزِم الأمر، بناءً على وظائفها فقد سبق وأن أشارت عديد الدراسات إلى ارتباط تعطُّل الخلايا البطانية عن أدائها لوظائفها وعدم قدرتها على تعويض الأنسجة بإعادة بناءها مع السمنة وما يتمخَّض عنها من مضاعفات.

يُوصي الباحثون بمواصلة إجراء البحوث لفهم الآليّة الدقيقة وراء الفروقات التي تختلف بين الإناث والذكور لدى استجابتها لمؤثرات مختلفة.

رابط الدراسة:

Martina Rudnicki, Alexandra Pislaru, Omid Rezvan, Eric Rullman, Aly Fawzy, Emmanuel Nwadozi, Emilie Roudier, Thomas Gustafsson, Tara L. Haas. Transcriptomic profiling reveals sex-specific molecular signatures of adipose endothelial cells under obesogenic conditions. iScience, 2023; 26 (1): DOI: https://doi.org/10.1016/j.isci.2022.105811

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الثلاثاء ، 17 كانون الثاني 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية