دراسة جديدة تشير إلى العلاقة بين الإضاءة الليلية ومرض السكري

كشفت دراسة جديدة عن علاقة التعرُّض للإضاءة الليلية الساطعة وخلخلة مستويات الجلوكوز في الدم، ما قد يتسبّب بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.

نُشِرت دراسة بقيادة الدكتور Yu Xu في مجلة Diabetologia التي تُعنَى بالسكري والبحوث ذات الصلة، أشار فيها مع مجموعة من زملائه إلى احتمالية ارتباط ارتفاع نسب السكري بين أولئك الذين يتعرضون لإضاءة ليلية ساطعة لفتراتِ طويلة.

اعتمدت الدراسة على المعلومات المنشورة في دراسة مَسحية أُخرى أجريَت عام 2010 شمِلَت ما يُقارب 98.658 شخصًا في الصين مُرتكزةً في تحليلها للنتائج على البيانات من الصور منخفضة الإضاءة ليلًا التي التُقطَت لسطح الأرض من برنامج الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية والتي اشتملت المواقع المختلفة من الصين للمُشاركين في الدراسة، إذ تتباين درجات سطوع الأضواء الليلية وفقًا للمكان الذي يقطنه كل منهم.

لدى تحليل البيانات أشارت النتائج إلى وجود علاقة بين شدّة سطوع الإضاءة الليلية وطول فترة التعرُّض لها ومرض السكري، مقاومة الإنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد بيّن الباحثون إلى أنّ مجموعات المُشاركين الذين تعرّضوا لإضاءة ليلية ساطعة لفترات متتالية قد ارتفع بينهم معدل انتشار مرض السكري بما نسبته 28% مقارنةً بالأشخاص الذي كان معدل تعرّضهم للإضاءة الليلية أقل ما يمكن.

كيف يمكن أن تؤثر الإضاءة الليلية على الجسم وترفع مستويات الجلوكوز لتسبب السكري؟

أوردت بعض الدراسات علاقة التعرّض للإضاءة الليلية واختلال تنظيم عمليات الأيض في الجسم نتيجة تأثُّر أوقات تناول الأشخاص لطعامهم، ما قد يتسبّب بارتفاع مستويات الجلوكوز والإنسولين وعدم تحمل الجلوكوز وزيادة الوزن.

مؤخرًا حازت مشكلة التلوث الضوئي اهتمامًا متزايدًا جرّاء تأثيرها على الكائنات بمختلف أنواعها بما فيها الإنسان، إذ إنّ زعزعة الدورة اليومية الطبيعية التي تتضمن فتراتٍ متتابعة من الضياء والظلام كان ذي تأثيرٍ سلبي على التنوع الحيوي نتيجة التغييرات التي أحدثها في مراحل دورة حياة العديد من الحيوانات والحشرات والطيور مُسبّبًا عدم استكمال تكوينها كما ينبغي ثم فنائها مبكرًا.

أمّا الإنسان الذي تأثَّر هو الآخر -رغمًا عنه- سواءً يقطن في المدينة حيث الأضواء الساطعة في كل مكان أو حتى إذا ما كان بيته يرزح بعيدًا في الريف، فقد كانت انعكاسات التلوث الضوئي سلبية لديه، خصوصًا نتيجة تأثيرها على الصحة وخلخلتها لنظام الجسم الداخلي بطريقةٍ أو بأُخرى، إذ أوضحت العديد من الدراسات التي أُجريت على مجموعات مختلفة بظروفٍ متعدّدة أيضًا بأن التعرُّض للإضاءة بدرجاتٍ سطوعٍ عالية يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسمنة وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولستيرول الضار.

تجدر الإشارة إلى توصية الباحثون المشرفون على الدراسة بضرورة متابعة البحث والتجربة لتوثيق العلاقة بين الإضاءة ومرض السكري بمزيدٍ من الأدلة والبراهين العلمية.

رابط الدراسة:

Zheng, R., Xin, Z., Li, M. et al. Outdoor light at night in relation to glucose homoeostasis and diabetes in Chinese adults: a national and cross-sectional study of 98,658 participants from 162 study sites. Diabetologia (2022). https://doi.org/10.1007/s00125-022-05819-x

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الثلاثاء ، 15 تشرين الثاني 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية