حصى المرارة بِلا أعراض، هل نستأصلها أم لا؟

كتابة: دكتور مهند الجيوسي - جراحة عامة
الثلاثاء ، 27 أيلول 2022 | (الأردن)

قد يعاني البعض من حصى المرارة دون أن تظهر عليه أيّ أعراضٍ تُذكَر، فهل يستدعي ذلك استئصالها؟

نعلم أن وجود التصوير الصوتي (سونار) أدى الى اكتشاف عددٍ هائل من حالات حصى المرارة بلا أعراض، ونعلم أيضًا أن عملية استئصال المرارة بالمنظار أو الفتح الجراحي هي آمنة، لكن لا تخلو من المضاعفات في بعض الأحيان (مع المنظار أكثر)، بالتالي يجب أخد هذا بعين الاعتبار عند إجراء عملية استئصال المرارة للأشخاص الذين لا يُعانون من أعراض.

ما أعنيه بأنه يجب الموازنة بين الفائدة من استئصال المرارة وبين إبقائها لدى مَن لا يُعاني من أعراض، ويجب أن تكون الفائدة كبيرة لأي من الاحتمالين حتى نصل إلى قرار.

وبتنويهٍ بسيط، فإنّ أعراض حصى المرارة المُتعارف عليها تتلخّص في الشعور بألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن أو المعدة مع احتمالية انتشار الألم إلى الظهر أو لوح الكتف الأيمن، إذ يكون الألم شديدًا وينشأ بسرعة، وهو ثابت ولا تقِل وطأته بالمسكنات العادية أو بتغيير وضعية المريض أو بالتغوّط أو إخراج الغازات.

أمّا عن مضاعفات حصى المرارة، فهي:

١. التهاب المرارة الحاد.

٢. تجمّع للصديد في المرارة.

٣. الغرغرينا وانفجار المرارة.

٤. تكوُّن ناسور بين المرارة المثقوبة وعضو مجوّف آخر كالإثنى عشر.

٥. انسداد القناة المرارية الجامعة (المشتركة).

٦. التهاب القناة المرارية الجامعة.

٧. التهاب البنكرياس الحاد.

٨. انسداد معوي بسبب نفاذ الحصوة الى الأمعاء.

من المعروف أنّ نسبة الأشخاص المُصابين بحصى المرارة حول العالم تصِل تقريبًا حتى١٠-٢٠ %، وتزداد نسبتها مع التقدّم في العمر، خصوصًا عند الإناث، ويُذكَر بأنّ معظم هؤلاء وبنسبة ٧٠-٨٥ % لا يُعانون من أيّ أعراض.

وبالمقارنة بين العلاج التحفظي وبين عملية استئصال المرارة عند مَن لا يُعاني من أعراض، يتبين أن لكل طريقة مزاياها ومساوئها، مثلًا، العلاج التحفظي يُجنّب المريض المعالجة الزائدة التي لا داعي لها، ولا يُثقِل كاهل الكادر الطبي بعمليات جراحية غير ضرورية، ما يؤدي إلى تجنب المضاعفات الجراحية والتخديرية للمرضى.

بينما من مساوئه، احتماليّة الحاجة لإجراء عملية جراحية للمريض في مرحلة عمريّة مُتقدمة، قد يكون في حينها يعاني من أمراض أُخرى تؤثر على حالته الصحية، أيضًا إمكانية تعرض المريض لمضاعفات حصى المرارة من طول الانتظار، والعكس صحيح بالنسبة لخِيار العملية المبكرة .

وقد تبيّن من مختلف الدراسات بأنّ نسبة قليلة من المرضى (حوالي ١٠-٢٥%) الذين يعانون من حصى المرارة التي لا يرافقها أيّ أعراض قد تظهر لديهم الأعراض لاحقًا، خلال 5 إلى 16 عامًا، وأظهرت الدراسات أيضًا أنه كلما طالت الفترة بلا أعراض تقل نسبة ظهور الأعراض لاحقًا، وهذا يؤيد الخِيار بعدم إجراء عملية جراحية للمرضى ممّن لا يعانون من أعراض.

لكن، هناك بعض حالات حصى المرارة التي يُفضّل إجراء العملية لها على الرغم من عدم وجود أعراض لدى المرضى:

  1. الأشخاص ممّن تزداد لديهم نسبة ظهور الأعراض لاحقًا.
  2. الأشخاص ممّن يزداد لديهم خطر الإصابة بمضاعفات حصى المرارة.

الفئات في النقطتين أعلاه (1، 2) تتضمّن الحالات الآتية:

  • الأشخاص دون 55 عامًا.
  • المُدخنين.
  • الإناث.
  • الوزن الزائد.
  • الأشخاص ممّن يكون لديهم عدد الحصوات 3 أو أكثر.
  • الأشخاص ممّن يزيد حجم الحصوات لديهم عن 2 سم.
  • الأشخاص ممّن يقِل حجم الحصوات لديهم عن 2 ملم.
  • الأشخاص الذين يُعانون من الحصوات الطافية.
  • عدم فعاليّة المرارة في أدائها لوظيفتها.
  • توسُّع قناة المرارة وفتحها.
  • احتمالية الحياة أكثر من ٢٠ سنة.
  1. الأشخاص ممّن تزداد لديهم نسبة الإصابة بسرطان المرارة، وذلك في الحالات الآتية:
  • سكان بعض المناطق الجغرافية كشمال الهند والتشيلي.
  • وجود لحمية في المرارة بحجم أكثر من 1 سم.
  • المرارة المُتكلسة.
  • حجم الحصوة يفوق 3 سم.
  • تكدُّس المرارة بالحصى.

حالات تستدعي استئصال المرارة

هناك حالات خاصة ينبغي لنا أن نستأصل المرارة فيها بالرغم من عدم وجود أعراض لدى المريض:

  1. حالات أمراض تكسّر الدم ، للأسباب الآتية:
  • ظهور الأعراض والحصى والمضاعفات مبكرًا.
  • تشابه أعراض نكسة تكسر الدم وأعراض المرارة.
  • احتمالية أن تؤدي مضاعفات حصى المرارة إلى نكسة تكسر الدم.
  • احتماليّة أن تؤدّي العملية الطارئة لهؤلاء المرضى إلى مضاعفات خطيرة.

  1. الحالات التي يخضع فيها المريض لعملية جراحية في البطن لسببٍ آخر ، إذ يُفضّل أن تُجرى له عملية استئصال المرارة بنفس الوقت، لأنّ نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى تظهر لديهم أعراض المرارة بعد هذه العملية (يُشترط أن لا تُوضع مادة مُصنعة داخل الجسم خلال العملية).
  2. المرضى الذين يُعانون من حصى المرارة مع حصى القناة المرارية الجامعة أو المشتركة، إذ ينبغي أن تُجرَى عملية استئصال المرارة وقائيًا.

تجدر الإشارة إلى أنه لا داعِ -كما كان يُعتقَد في الماضي- إلى ضرورة إجراء عملية استئصال المرارة وقائيًا قبل ظهور الأعراض لمرضى زراعة الاعضاء (الكلى، القلب، نخاع العظم) ومرضى السكري وتشمع الكبد، إذ أثبتت الدراسات أن إجراء العملية يُعدّ آمنًا فقط بعد ظهور أعراض حصى المرارة (بعد ظهورها مباشرة).

في النهاية، وكما ذكرنا، يجب الأخذ بعين الاعتبار الموازنة بين مضاعفات الإبقاء على المرارة وبين إجراء العملية لدى مَن لا يُعانون من أعراض.

كتابة: دكتور مهند الجيوسي - الثلاثاء ، 27 أيلول 2022
آخر تعديل - الأربعاء ، 01 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جراحة عامة أونلاين عبر طبكان
احجز