تكرار التبول: ما الأسباب؟ وطرق العلاج؟

يرتبط تكرار التبول بزيادة معدل حاجته لإفراغ مثانته لأكثر من 7 مرات في اليوم، وتتعدّد أسبابه فمنها التهاب المثانة أو اضطرابات بالجهاز العصبي والدماغ، ويعتمد العلاج على السبب المُؤدي له، فقد تكون بعض التغييرات في نمط الحياة كافية للتخلص من مشكلة تكرار التبول، مثل تخفيف الوزن أو تقليل جرعة الكافيين اليومية، لكن قد يستلزم اللجوء لبعض العلاجات الدوائية مثل مضادات الكولين في بعض الحالات.

يُعاني بعض الأشخاص من كثرة التبول خلال النهار أو الليل، بسبب شعورهم بالحاجة المُلحّة إلى إفراغ المثانة، إذ يبلغ متوسط عدد مرات التبول الطبيعي حوالي 3-5 مرات في النهار ومرتين في الليل، أمّا عند زيادة عدد مرات التبول عن المعدل الطبيعي يُطلق على هذه الحالة بتكرار التبول،[1] وهو أحد الأعراض المرافقة لِما يُعرف بمتلازمة فرط نشاط المثانة (Overactive Bladder).[2]

الفرق بين تكرار التبول وكثرة التبول

يمكن التمييز بين تكرار التبول وكثرة التبول من خلال كمية البول المطروحة، وعدد مرات الذهاب إلى الحمام:[3]

  • تكرار التبول (Urinary Frequency):

تبقى في هذه الحالة كمية البول ضمن النسبة الطبيعية، حوالي 3 لتر/اليوم أو أقل منها، بينما يزداد معدل التبول لدى المريض عن المعدل الطبيعي.

  • كثرة التبول (Polyuria):

تزداد في هذه الحالة كمية البول المطروحة من الجسم عن 3 لتر/اليوم.

أسباب تكرار التبول

نظراً لحاجة الأشخاص الذين يُعانون من إنتاج كميات كبيرة من البول (كثرة التبول) إلى دخول الحمام لمراتٍ عديدة، كان لا بُد من تمييز مُسبّبات كل من تكرار أو كثرة التبول،[3] فأمّا عن أسباب تكرار التبول (Urinary Frequency):[3][4]

  • التهابات المثانة: وهي أكثر شيوعًا عند الأطفال والنساء.
  • سلس البول (Urinary incontinence).
  • تضخم البروستات الحميد (غير السرطاني): وهو أكثر شيوعًا عند كبار السن من الذكور، فوق الخمسين عامًا.
  • وجود حصوات في المسالك البولية.
  • التهاب المهبل (Vaginitis) لدى النساء، والذي ينتج عنه تورُّم وإفرازات من المهبل.
  • مرض السكري غير المنضبط.
  • العلاج الإشعاعي للحوض (Pelvis Radiation Therapy)، إذ يُستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان.
  • أمراض الجهاز العصبي والدماغ، مثل السكتة الدماغية (Stroke).
  • أسباب غير مرَضية، مثل الحمل، أو تناول الكافيين، أو الكحول.

تشخيص الإصابة بتكرار التبول

يمكن أن تكون كثرة التبول عرضًا لمرضٍ آخر، لذلك لا بُدّ من مراجعة الطبيب عند ملاحظة بعض الأعراض:[3][4]

  • ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة.
  • التقيؤ.
  • آلام في الظهر.
  • زيادة الشهية للطعام أو العطش.
  • خسارة الوزن المفاجئة، إذ تستدعي التواصل مع الطبيب للتحقُّق من السبب.

لتشخيص مشكلة تكرار التبول تُجرى مجموعة من الفحوصات:[3][4]

  • تحليل البول، يمكن إجراء زراعة مخبرية لعينة البول في بعض الحالات.
  • قياس كمية البول التي يطرحها الجسم خلال 24 ساعة، للتأكد من تشخيص الإصابة بتكرار التبول.
  • قياس مستوى الجلوكوز في الدم، للتأكد ممّا إذا كان المُسبب لتكرار التبول هو مرض السكري.
  • فحص السوائل الوريدية الزائدة.
  • قياس تركيز الكهارل (Electrolytes) في الدم والبول: يُجرى هذا الفحص بعد صيام المريض عن الماء لساعات، بالإضافة إلى إعطائه هرمون مضاد لإدرار البول.
  • تنظير المثانة (Cystoscopy).
  • فحص الجهاز العصبي.
  • تصوير البطن أو الحوض بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).

علاج تكرار التبول

يعتمد علاج تكرار التبول على علاج السبب المُؤدّي له، وكأيّ نمطٍ علاجي، يبدأ الأطباء بالعلاجات السلوكية غير الدوائية، وقد تُدمَج مع العلاجات الدوائية أو تمارين تدريب عضلات قاع الحوض.[2][3]

من الوسائل العلاجيّة المُستخدمَة لعلاج مشكلة تكرار التبول:

  • العلاج السلوكي (Behavioral Therapy):

يُنصَح المرضى بدايةً بتقليل السوائل وتوزيعها بتوازن على مدار اليوم، مما يُساهم في تخفيف الأعراض،[5] من الأساليب الأُخرى المنصوح بها ضمن العلاج السلوكي:[5]

  • التوقف عن التدخين.
  • خسارة الوزن في حالات السُمنة.
  • تغيير بعض العادات الغذائية، كالتخفيف من تناول الكافيين، والكحول، والأطعمة الحارّة، والمُتبّلة.
  • تدريب عضلات قاع الحوض (Pelvic Floor Muscle Training):

اُجريت دراسات تبين فائدة تدريب عضلات قاع الحوض عند إجرائها بالتزامن مع العلاج السلوكي في علاج تكرار التبول، إذ خضع المرضى في إحدى الدراسات لبرنامج تدريبي وضعه اختصاصيي العلاج الطبي لمدة 12 أسبوع، راقبوا خلالهم تقلص واسترخاء عضلات قاع الحوض أثناء أداء التمارين، وأشارت النتيجة إلى تقليل فرصة الحاجة للتدخل الجراحي لدى المرضى الذين مارسوا تمارين عضلات قاع الحوض.[5]

  • العلاج الدوائي:

لُوحظ زيادة كفاءة العلاج السلوكي لدى استخدامه بالتزامن مع العلاج الدوائي،[5] من أبرز الأدوية المُستخدمَة في علاج تكرار التبول:[2][3]

  1. مضادات الكولين/مضادات المسكارين (Anticholinergic/Antimuscarinic): يُفضل استخدام الأدوية التي تفرز المادة الفعالة ببطء على مدى فتراتٍ طويلة من الزمن (Extended Release) بدلاً من الأدوية التي تفرز المادة الفعالة دُفعةً واحدة (Immediate Realease)، مثل الأوكسي بوتنين عبر الجلد (Transdermal Oxybutnin).
  2. هرمون الديسموبريسين (Desmopressin): يصفه الأطباء للأطفال الذين يعانون من التبول الليلي اللاإرادي للتحكم بكمية العطش والتبول، ويُوصَف حال فشل العلاجات الأُخرى للسيطرة على كثرة التبول.

تكرار التبول وجائحة كورونا

أثرت جائحة كورونا على جوانب الحياة المختلفة بدرجةٍ كبيرة، ولاسيّما الجانب الصحي، إذ اقتضى بموجب هذه الجائحة إجبار الناس على التزام منازلهم تجنبًا لانتشار فيروس كورونا، وقد أُجريت دراسة تبيّن العلاقة بين البقاء في المنزل لفترةٍ طويلة وتأثير ذلك على معدل التبوُّل الطبيعي، فكانت النتائج:[6]

  • زيادة معدل التبول أكثر من 10 مرات/يوم.
  • زيادة فترات النوم غير الطبيعية.

ولكن سريعاً ما شعر الأشخاص بتحسُّن في وتيرة النوم والتبول بعد الخروج من المنزل والمشي وممارسة الرياضة، ولدى الغالبية بدأ التحسُّن من الليلةِ الأولى.

كتابة: الصيدلانية هدى زينو - الإثنين ، 27 آذار 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 27 آذار 2023

المراجع

1.
Chen, J., Zeng, R. (2020). Frequency, Urgency and Dysuria. In: Wan, XH., Zeng, R. (eds) Handbook of Clinical Diagnostics. Springer, Singapore. Retrieved from https://doi.org/10.1007/978-981-13-7677-1_24
2.
Ellsworth P. (2022, December 20). Overactive Bladder. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/459340-overview#a1

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مسالك بولية أونلاين عبر طبكان
احجز