تسارع ضربات القلب: ما هي أسبابها؟ هل لها مخاطر؟ وكيف يمكن علاجها أو الوقاية منها؟

يحدث تسارع ضربات القلب عندما تتجاوز سرعة النبض 100 نبضة في الدقيقة الواحدة، وقد يكون السبب وراء ظهور هذه المشكلة تعرّض الجسم لظروف مؤقتة تزول من تلقاء نفسها كالخوف والتوتر، أو الإصابة بمشكلات صحية معينة، لذلك تتوفر خيارات علاجية عديدة للسيطرة على تسارع نبض القلب، كالأدوية والتقنيات الطبيّة المتخصّصة، وغيرها، كما ويفيد تغيير نظام الحياة نحو نمط حياة صحي في السيطرة على المشكلة وتقليل فرصة تكرار حدوثها.

يُقصد باضطراب نظم القلب عدم انتظام نبضات القلب وفق نُسُقها المعتاد، أو تغيّر سرعة ضربات القلب، إذ قد يحدث أحيانًا تباطؤ شديد في سرعة دقّات القلب أو زيادة واضحة في سرعة ضرباته عن معدّلها الطبيعي، ويظهر اضطراب نظم القلب أيضًا كرفرفة في القلب، أو شعور بأنّ القلب تخطّى النبض، أو كأنّ له خفقة إضافيّة.[1][2]

يحدث اضطراب نظم القلب بتأثير عوامل مختلفة، بعضها يكون تأثيره عابر ولا يُسبّب مشكلات وأضرار صحيّة، بينما يكون أثر البعض الآخر منها خطِرًا، ويستدعي تلقي الرعاية الطبيّة.[1][2]

ما هو تسارع ضربات القلب؟

يُعرَف تسارع ضربات القلب طبيًّا باسم تسرّع القلب أو الحَبَض (Tachycardia)، والذي يعني تسارع دقات القلب وتجاوزها 100 نبضة في الدقيقة الواحدة خلال فترة الراحة وعدم بذل الجهد، إذ يتراوح معدل النبض الطبيعي في هذه الفترات بين 60-100 نبضة في الدقيقة، وقد يكون تسارع النبض ناتجًا عن تسارع انقباض الحجرات العلوية من القلب أو الحجرات السفليّة منه.[3]

يصاحب تسارع نبضات القلب تراجع قدرة القلب على ضخّ الدم إلى كامل أجزاء الجسم وإلى أنسجة عضلة القلب نفسها، ومع ذلك، لا يعني تسارع دقات القلب دائمًا وجود مشكلة تستدعي القلق، فقد تتحسّن سرعة نبض القلب من تلقاء نفسها بمجرّد زوال العامل الذي أدّى إلى حدوث تسارع النبض عَرَضيًّا، لكنها قد تستدعي العلاج في حالاتٍ أُخرى لتجنب المضاعفات التي قد تنجم عن إهمالها.[3][4]

أنواع تسارع ضربات القلب

تُقسَم حالات تسارع ضربات القلب لأنواعٍ عِدة، وهي:

  • تسرُّع القلب الجيبي (Sinus tachycardia)‏:

يحدث تسرّع القلب الجيبي عند مواجهة أحداث تثير الخوف، أو التوتر النفسي، أو الإصابة بمشكلة صحيّة معيّنة تحفّز تسارع دقات القلب، إذ يرسِل منظم ضربات القلب الطبيعي (Natural pacemaker) الإشارات الكهربائية بسرعة تتجاوز المتوسّط الطبيعي، فيتسارع نبض القلب، ولكن تستمر دقات القلب بنسَق منتظم وبدون خلل، وعادةً ما يختفي تسارع دقات القلب بعد زوال المؤثر.[5][6]

  • تسرع القلب البطيني (Ventricular tachycardia):

يحدث تسرع القلب البطينيّ لوجود خلل في الإشارات الكهربائيّة داخل بطينات القلب (حجرات القلب السفلية)، ممّا يؤثر في ضخّ الدم ووصوله إلى باقي أجزاء الجسم.[5]

  • الرجفان البطيني (Ventricular fibrillation):

يظهر الرجفان البطيني على صورة اضطراب واهتزاز يحدث في بطينات القلب بدلًا من انقباضها بتناسق، ويُعزى ذلك إلى مرور إشارات كهربائية سريعة وغير منظّمة خلال البطينات، ويجدر التنويه إلى ضرورة علاج هذا النوع فورًا، وهو غالبًا ما يحدث لدى الأشخاص المُصابين أساسًا بأمراض القلب، أو الذين تعرضوا لصاعقة البرق.‏[4]

  • تسرع القلب فوق البطيني (Supraventricular tachycardia)‏:

يحدث تسارع دقات القلب في هذه الحالة بسبب اختلال الإشارات الكهربائية في حجرات القلب العلويّة، وعليه، يقلّ تدفق الدم إلى أنحاء الجسم،[6] ويضمّ تسرع القلب فوق البطيني نوعين من الاضطرابات، هما: الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation)، والرفرفة الأذينية (Atrial flutter)،[5] ويُذكَر بأنّ كلا الحالتين تتشابهان من حيث طبيعة حدوثهما، غير أنّ الرفرفة الأُذينيّة تكون فيها نبضات القلب مُنتظمة أكثر مقارنةً بالرجفان الأُذيني،[3] ويُعد اضطراب الرجفان الأُذيني واحدًا من أكثر أنواع اضطرابات ضربات القلب شيوعًا،[4] إذ أشارت أحد الدراسات المنشورة في عام 2022 ميلادي في مجلة (The Lancet Regional Health – Western Pacific) أنّ الرجفان الأذيني يؤثر في حوالي 2-4% من البالغين على مستوى العالم،[7] وبحسب دراسة أُخرى نُشرت في مجلة (International Journal of Stroke) عام 2021 ميلادي، فإنّ الرجفان الأذيني أصبح واحدًا من أكبر تحديات الصحة العامة والمشكلات الوبائية.[8]

أسباب تسارع ضربات القلب

يحدث تسارع ضربات القلب جرّاء اختلال الإشارات الكهربائية المارّة خلال عضلة القلب والمسؤولة عن التحكم بنبض القلب وسرعته، ويُذكر بأنّ عددًا من العوامل قد تحفّز حدوث أحد أنواع تسارع ضربات القلب، رغم أنّ بعض الحالات تكون أسبابها مجهولة،[3] ومن أهم هذه العوامل:[3][6]

  • التعرّض للتوتر النفسي، أو القلق، أو الخوف.
  • الإرهاق الجسدي، والتعرّض لضغوطات جسديّة، كالتي تحدث عند ممارسة التمارين الشديدة.
  • الإصابة بالحمّى.
  • استخدام أنواع معيّنة من الأدوية التي تُسبّب تسارع دقات القلب.
  • تعاطي مادّة الكوكايين (Cocaine)، أو غيرها من الأدوية المخدّرة.
  • تناول كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • الإفراط في استهلاك المشروبات الكحوليّة.
  • تدخين السجائر.
  • الإصابة بتشوهات القلب الخلقية، وهي اختلالات القلب التي تظهر منذ الولادة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بنزيف شديد.
  • الخضوع مسبقًا لجراحة في القلب.
  • عدم وصول الدم بكميات كافية إلى عضلة القلب، وتضرُّر أنسجته بسبب الإصابة بقصور القلب، أو العدوى، أو وجود أورام، أو الإصابة بأمراض صمامات القلب، أو مرض القلب التاجي، أو اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy)، أو التعرّض لنوبة قلبيّة.
  • مشكلات في الرئتين، أو في الغدّة الدرقية، أو الإصابة بالأنيميا (فقر الدم)، أو غيرها من المشكلات الصحية.

العوامل التي تزيد خطورة حدوث تسارع ضربات القلب

يؤثر تسرع القلب فوق البطيني في النساء أكثر مقارنةً بتأثيره في الرجال، كما ويُعدّ الأطفال من الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بتسارع ضربات القلب فوق البطيني، بالأخص مَن يُعانون من القلق، في حين أنّ تسارع ضربات القلب البطيني والرجفان البطيني أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المُصابون بأمراض القلب.[9]

من جانبٍ آخر، قد يزيد التقدّم في السن من خطورة حدوث اضطراب النظم القلبي والإصابة بتسرع القلب، كذلك الأمر بالنسبة إلى وجود تاريخ عائلي مرَضي للإصابة بتسارع ضربات القلب.[4]

أسباب تسارع ضربات القلب بعد تناول الطعام

يشعر العديد من الأشخاص بتسارع ضربات القلب بعد تناول الطعام، وقد يحدث ذلك لأسبابٍ عديدة، يكون معظمها غير مُؤذِ:[10][11]

  • تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبٍ مرتفعة من الكربوهيدرات أو السكر، خاصةً مع وجود مشكلة في مستوى سكّر الدم، أو تناول الأطعمة الحارّة، أو التي تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم.
  • تناول الوجبة التي تحتوي على مكونات تثير ردّ فعل تحسّسي في الجسم.
  • تناول المأكولات التي تحتوي على غلوتامات أُحادية الصوديوم (Monosodium glutamate) المُحسِّنة للنكهة، أو ثيوبرومين (Theobromine) الموجودة في الشوكولاتة، أو تيرامين (Tyramine) الموجودة في الأجبان المُعتقَة، والفواكة المُجففة، واللحوم المعالجة، والمشروبات الكحولية.
  • تناول بعض المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على مكونات معينة، مثل: العلندة (Ephedra) المُستخدمَة لتقوية المناعة، والجنسنغ (Ginseng) لزيادة مستويات الطاقة، بالإضافة إلى الناردين (Valerian) التي تساعد في النوم والتخفيف من القلق، وغيرها.
  • مضغ أو بلع الطعام، أو الوقوف مباشرة بعد الانتهاء من تناول الطعام، أو غيرها من الأفعال التي يمارسها الشخص عند تناوله الطعام.
  • الشعور بالتوتر والقلق أثناء تناول الطعام.

أعراض تسارع ضربات القلب

تختلف طبيعة وشِدة أعراض تسارع ضربات القلب من شخصٍ لآخر، وقد لا يشكو المصاب أيضًا من أيّة أعراض تُصاحب تعرّضه لتسارع دقات القلب،[9] وعمومًا، من أعراض تسارع ضربات القلب:[5][9]

  • الدوخة أو الشعور بالدوار.
  • ألم في منطقة الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • خفقان القلب الذي يثير الشعور بعدم انتظام دقات القلب.
  • فقدان الوعي، أو حدوث نوبة قلبيّة في الحالات الشديدة.

هل تسارع ضربات القلب خطير؟

يكون تسارع ضربات القلب في بعض الحالات خطِرًا ويحتاج للرعاية الطبيّة الطارئة، كما في حالات الإصابة بالرجفان البطيني، وفي حالاتٍ أُخرى لا يدلّ تسارع دقات القلب على وجود ما يستدعي الخوف، ويكون طفيفًا ويسهل التعامل معه.[9]

تشخيص تسارع ضربات القلب

يجب مراجعة الطبيب المختصّ عند ظهور مشكلة تسارع دقات القلب، ليتسنى له إجراء الفحوصات اللازمة وتشخيص المشكلة، وغالبًا ما تتضمّن خطوات التشخيص إجراء فحص سريري شامل، ومعرفة الأعراض التي يعانيها المُصاب، بالإضافة إلى إجراء بعض التحاليل المتعلقة بعضلة القلب،[3][5] من أهمّها:[5][6]

  • مخطط كهربيّة القلب (Electrocardiogram - ECG)، يمكن الحصول عليه باستخدام جهاز ضغط القلب الكهربائي (Holter monitor)، إذ يساعد مخطّط كهربيّة القلب على متابعة الإشارات الكهربائيّة داخل القلب، والكشف عن وجود أي خلل فيها.
  • اختبار الإجهاد (Stress test)، وهو اختبار يساعد على مراقبة نشاط القلب وطبيعة استجابته أثناء ممارسة أنشطة مختلفة الشِّدة، وعادةً ما يُستخدم جهاز المشي (Treadmill) لتحقيق ذلك.
  • مخطط صدى القلب (Echocardiogram)، وفيه يصوِّر طبيب القلب باستخدام الأشعة فوق الصوتية، وذلك للتعرّف على تراكيب القلب المختلفة وفحصها، سواءً جدرانه أو حجراته أو صمّاماته.

علاج تسارع ضربات القلب

تسارع نبضات القلب لا يحتاج دائمًا للعلاج، ولكنّه قد يُهدّد الحياة في بعض الحالات، لهذا السّبب يجب الحرص على مراجعة الطبيب وإخباره بأي مشكلات تتعلّق بالقلب، كتغير سرعة نبضاته أو عدم انتظامها،[6] وعمومًا، يهدف علاج تسارع ضربات القلب إلى السيطرة على المشكلة الصحيّة التي تسبّب تسارع ضربات القلب وعلاجها، بالإضافة إلى إبطاء سرعة نبض القلب، ومنع حدوث تسارع ضربات القلب لاحقًا، وفي هذا السياق، يُذكر بأنّ اختيار الطبيب للعلاج الأنسب يعتمد على عوامل عِدّة، أهمّها صحّة المصاب وعمره، وسبب معاناته من تسارع ضربات القلب.[3][12]

طرق لإبطاء نبضات القلب المتسارعة

تتوفر طرق طبيّة عِدة تساعد على إبطاء نبضات القلب، أهمها:[3][12]

  • الأدوية: تستخدم الأدوية المضادّة لاضطراب النظم (Antiarrhythmic drugs) للسيطرة على سرعة نبضات القلب واستعادة نظم القلب الطبيعيّ، ويوصي الطبيب بإعطائها إما بالحقن في الوريد، أو بتناولها عن طريق الفم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: دواء سوتالول (Sotalol)، وأميودارون (Amiodarone).
  • مناورة العصب الحائر أو مناورة العصب المبهم (Vagal maneuver)‏: يلجأ الأطباء أحيانًا إلى تطبيق تقنيات معيّنة تؤثر في العصب المبهم الذي يساعد على تنظيم نبضات القلب، كوضع الماء البارد على وجه المصاب، والضغط على بطنه، وإغلاق فتحتيّ الأنف أثناء محاولة إخراج الهواء من الأنف، وطرق أُخرى قد تفيد في التأثير على العصب المبهم.
  • تقويم نظم القلب (Cardioversion): يحدث خلال هذا الإجراء إرسال صدمات كهربائية للقلب عبر أقطاب كهربائية تُوضَع على الصدر، وتؤثر في الإشارات الكهربائية التي تنتقل خلال عضلة القلب، وقد تساعد هذه الصدمات على استعادة النبض الطبيعي للقلب، وتُستخدَم هذه عادةً في الحالات الطارئة، أو في حال فشل الأدوية وتقنيات مناورة العصب المبهم في السيطرة على معدل نبضات القلب.

منع تكرار حدوث تسارع ضربات القلب

يُوصي الطبيب في بعض الحالات بإجراء بعض العلاجات، إذ يختار منها أفضل ما يُناسب حالة المريض:[3][12]

  • الاستئصال القسطري (Catheter ablation)، والتي قد تفيد في تقويم اختلال الإشارات الكهربائيّة المنتقلة داخل القلب، إذ يستخدم الطبيب أنبوب القسطرة للوصول إلى القلب عبر الشريان في الفخذ عادةً، ويستعين بمصدر حرارة أو برودة لعمل ندبات صغيرة في أجزاء صغيرة من القلب لتمنع انتقال الإشارات الكهربائية غير المنتظمة.
  • الأدوية، للسيطرة على سرعة نبض القلب واستعادة انتظامها، مثل: حاصرات بيتا (Beta-blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blocker)، ومضادات اضطراب النظم (Antiarrhythmic drugs).
  • مقوم نظم القلب مزيل الرجفان القابل للزرع (Implantable cardioverter-defibrillator)، قد يساعد في حالات ارتفاع خطورة الإصابة بالتسرع البطيني أو الرجفان البطيني.
  • منظم ضربات القلب (Pacemaker)، وهو جهاز صغير يساعد على تنظيم نبض القلب، ويُزرَع أسفل الجلد في الصدر.
  • العلاج بالجراحة (جراحة القلب المفتوح) في حال لم تُجدِ الطرق العلاجيّة الأُخرى نفعًا في السيطرة على المشكلة، إذ يُجري الطبيب تغييرات أو إصلاحات معيّنة من شأنها أن تساعد على تقليل مخاطر حدوث تسارع ضربات القلب.

نصائح لمنع حدوث تسارع ضربات القلب

يُفيد تغيير العادات الحياتية اليومية في السيطرة على تسارع ضربات القلب وتقليل فرصة تكرارها،[9] ومن النصائح التي قد تساعد على تحقيق ذلك:

  • الحصول على القدر الكافِ من النوم والراحة.[13]
  • الإقلاع عن التدخين.[13]
  • الحدّ من تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.[13]
  • الامتناع عن تناول المشروبات الكحوليّة.[13]
  • التقليل من التوتر قدر الإمكان.[5]
  • الحرص على بقاء وزن الجسم مثاليًّا، إذ يمكن تحقيق ذلك بتناول الغذاء الصحّي والمتوازن، والالتزام بتعليمات الطبيب بشأن نوع وطبيعة التمارين الرياضيّة التي يمكن ممارستها.[5]
  • السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والكولستيرول.[9]
  • تجنب تناول أيّة مكملات غذائيّة دون استشارة الطبيب.[9]
  • مناقشة الطبيب حول إمكانيّة استخدام بدائل للأدوية التي تؤثر في سرعة ضربات القلب.[9]
  • الحرص على تناول الأدوية التي يصفها الطبيب، والانتظام على زيارته في المواعيد المحدّدة.[9]
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الأربعاء ، 18 كانون الثاني 2023

المراجع

1.
Medline Plus. (2022). Arrhythmia. Retrieved from https://medlineplus.gov/arrhythmia.html
3.
Felman A. (2022). Everything you need to know about tachycardia. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/175241#prevention

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية