تجربة مخبرية ناجحة لزراعة خلايا الشبكية قد تساهم في علاج العمى،،، يستعد الباحثون للانتقال للمرحلة السريرية

استطاع باحثون التوصُّل لنتائج تُفيد بإمكانية تعويض خلايا الشبكية التالفة مخبريًا، ويأمل الباحثون باستكمال التجارب المخبرية ونقلها للمرحلة السريرية على البشر بعد تحقيق هذه النتائج المُبشّرة، يُذكَر بأنّ زراعة خلايا الشبكية غير ممكنة حتى الآن، إذ يأمل المرضى المُصابون بأمراض العيون التنكسيّة لأن يصبح العلاج مُتاحًا عمّا قريب ليُنجيهم من تلف الشبكية المتواصل الذي قد يُفقدهم قدرتهم على الإبصار في المراحل المتقدمة.

في تجربة مخبرية ناجحة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة ويسكونسون-ماديسون استطاعت خلايا الشبكية (Retinal Organoids) التي استُنبتت من الخلايا الجذعية (Human pluripotent stem cell) تحقيق نتائج إيجابية بتكوين عصبونات للشبكية وإنشاء تشابكات عصبية فيما بينها دلّت على نجاح اتصالها مع بعضها، ما يُمكّن من استخدامها عِوضًا عن الخلايا التالفة لدى المُصابين بأمراض العيون التنكسيّة مثل الضمور البقعي أو التهاب الشبكية الصباغي واحتمالية تمكينهم من استعادة قدرتهم على الإبصار مُجدّدًا.

استهدف الباحثون نوعين رئيسيّين من الخلايا العصبية في الشبكية ممّن يُعتقَد بصلتها المباشرة بالإبصار، وهُما المُستقبلات الضوئية (Photoreceptors) والخلايا العقدية الشبكية (Retinal ganglion cells) التي لا تستطيع الشبكية إعادة تكوينهما حال تلفها أو فقدانها عند الإصابة بمرضٍ ما يستهدفهما، ليتسبّب لاحقًا بفقدان القدرة على الإبصار.

لتوكيد قدرة هذه الخلايا على التواصل مع بعضها وتحقيق الهدف المنشود لا بُدّ من اختبار قدرتها على إنشاء تشابكات عصبية، وهي الفجوات الصغيرة المُتواجدة في نهايات العصبونات التي تنتقل عبرها المعلومات الحسيّة وصولًا للدماغ الذي يُترجمها لصور بصرية يمكن رؤيتها والتعرُّف عليها، استخدم الباحثون لهذا الغرض فيروس داء الكلَب الذي يستهدف الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System) لتتبُّع الاتصال العصبي ضمن التشابكات العصبية لخلايا الشبكية في طبق بتري المخبري (Petri dish)، وبعد 10 أيام تبيّن لدى تصويرها انتقال العدوى بين الخلايا، إذ ظهرت مُشعّة (مُفلورة) إثر تمييزها، ما يعني نجاح التشابك العصبي في نقل السيالات العصبية.

على الرغم من نجاح التجربة مخبريًا، إلّا أن التساؤل المهم يبقى مطروحًا بقابليّة تطبيق ذلك على الخلايا لدى نقلها للإنسان، وما إذا كانت عصبونات الشبكية المانحة تستطيع مواصلة عملها كما أظهرت في المختبر، يطمح الباحثون للانتقال للتجارب السريرية قريبًا للمضيّ قُدمًا نحو اعتماد علاجٍ ناجح لأمراض العين التي لم يتمكّن العلم حتى الآن من إيجاد حلٍّ لإيقاف تقدمها، لتأخذ المريض لنتيجة محتومة تقضي بفقدانه لبصره في المراحل المُتقدّمة.[1]

أمراض العين التنكسية

يُعد التهاب الشبكية الصباغي من أمراض العين الجينية النادرة، تُصاحب المريض منذ ولادته وتؤثر في الشبكية سلبًا، ما يتسبّب بتدمير خلايا تدريجيًا ليفقد المريض بصره في النهاية، التهاب الشبكية الصباغي من الأمراض التي ليس لها علاج ويكتفي أطباء العيون باستخدام وسائل مُساعدة لإعادة تأهيل المريض وتكمينه من التكيُّف مع حالته.[2]

أما الضمور البقعي فهو من الأمراض التي لا علاج لها أيضًا، وتتضمّن التلف التدريجي للبقعة (Macula) في الشبكية مع التقدم في العمر، ليفقد المريض قدرته على الرؤية المركزية ويعاني من ضبابية الرؤية ثم يفقد قدرته على تمييز الوجوه أو القراءة، فتصبح قدرته على الإبصار صعبة جدًا، لكنه لا يفقدها نهائيًا.[3]

المراجع:

  1. Allison L. Ludwig et al, Re-formation of synaptic connectivity in dissociated human stem cell-derived retinal organoid cultures, Proceedings of the National Academy of Sciences (2023). https://doi.org/10.1073/pnas.2213418120
  2. National Eye Institute. (2022, March 30). Retinitis Pigmentosa. Retrieved 5 January 2023 from https://www.nei.nih.gov/learn-about-eye-health/eye-conditions-and-diseases/retinitis-pigmentosa
  3. National Eye Institute. (2021, June 22). Age-Related Macular Degeneration (AMD). Retrieved 5 January 2023 from https://www.nei.nih.gov/learn-about-eye-health/eye-conditions-and-diseases/age-related-macular-degeneration

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الخميس ، 05 كانون الثاني 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية