الفحوصات المنزلية: ما هي أنواعها؟ وما مدى دقتها؟

الفحوصات المنزلية السريعة هي اختبارات ذاتية تُستخدم في المنزل دون الحاجة إلى الذهاب إلى المختبر، ومن أهمها فحص السكر، وفحص الحمل، وفحص التبويض، وفحص الدم الخفي في البراز، ويجب الالتزام بجميع التعليمات المُرفقة مع الفحص للحصول على نتيجة دقيقة قدر الإمكان.

تُتيح الفحوصات المخبرية المنزلية الحصول على نتيجة سريعة دون الحاجة إلى الخروج من المنزل، وبسريّة تامّة وتكلفة أقل، وهي اختباراتٌ فعّالة في حال مُراعاة جميع شروطها أثناء إجراء الفحص، فقد تُسهم في الكشف المبكر عن بعض الحالات الصحيّة أو المرضية قبل ظهور الأعراض لاتخاذ الإجراءات اللازمة، إلا أنّها جميعًا لا تُغني عن زيارة الطبيب لمعرفة التاريخ الطبّي والخضوع للفحص السريري للتشخيص الدقيق، فمن الأفضل دائمًا تقييم هذه الفحوصات المنزلية من قبل الطبيب المُختصّ.[1][2]

ما هي الفحوصات المنزلية؟

الفحوصات المنزلية هي اختباراتٌ ذاتية تُستخدم في المنزل من خلال جمع العينة الخاصة بالفحص، مثل الدم من الأصبع، أو البول، أو البراز، والتي تُحدَّد وفقًا لنوع الفحص، ثمّ الحصول على النتيجة في المنزل دون الحاجة لإرسالها إلى المختبر، ويُعدّ فحص الحمل أول فحصٍ منزلي، إذ بدأ استخدامه في السبيعنيّات من القرن الماضي، إلا أنّ الفحوصات المنزلية باتت أكثر رواجًا في الآونة الأخيرة، تحديدًا خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا وما ترتّب عليها من انتشار خدمات التطبيب عن بعد وإجراء الفحوصات السريعة،[3] ومن الجدير بالذكر أنّ الفحوصات المنزلية مُتاحة في جميع الصيدليات وبأسعارٍ مناسبة،[4] من أهم الفحوصات المنزلية:

  • فحص الحمل المنزلي (Pregnancy Test)، للكشف عن وجود هرمون الحمل (Human chorionic gonadotropin (HCG)) في البول وإثبات أو نفي الحمل.[5]
  • فحص السكر في الدم (Blood Sugar Test)، إذ يُسهم في مراقبة مرض السكري والسيطرة عليه، ويُعدّ فحص السكر أو نسبة الجلوكوز في الدم من أهم الفحوصات المنزلية، إذ تُمكّن المريض من مراقبة مستويات السكر في الدم والسيطرة على الحالة.[5][3]
  • فحص الدم الخفي في البراز (Fecal Occult Blood).[5]
  • فحص التبويض المنزلي (Home Ovulation Test)، يَكشف عن تركيز الهرمون المُنشّط للجسم الأصفر (LH).[6]

فحص الحمل المنزلي

فحص الحمل هو أحد الفحوصات النوعية السريعة الذي يكشف عن حدوث الحمل من خلال الكشف عن نسبة هرمون الحمل (HCG) في البول، إذ يستطيع البعض منها كشف الحمل مبكرًا؛ قبل 5 أيام من موعد الدورة الشهرية المُنتظرة.[6]

طريقة إجراء فحص الحمل المنزلي

تبلغ دِقّة فحص الحمل المنزلي 99% إذا أُجري ضمن التعليمات المُرفقة مع الفحص كما بيَّنتها الشركة المُصنِّعة، وتُعدّ عينة البول التي تُجمع صباحًا العينة المثالية لإجراء الاختبار،[6] تتضمّن طريقة استخدام فحص الحمل المنزلي مجموعة من الخطوات:[5][6]

  1. جمع عينة البول في عبوة مُخصصة لها.
  2. وضع أداة الفحص داخل عبوة البول ثم إخراجها، أو يمكن توجيه أداة الفحص نحو مجرى البول ليتدفق في الموضع المُخصّص، ثم الانتظار لظهور النتيجة، غالبًا تستغرق 3 دقائق، لكن عمومًا يُنصَح بالتقيّد بالمدة المُحددة المُدونّة على الغلاف.

تفسير نتائج فحص الحمل المنزلي

يُستدل على حدوث الحمل باستخدام فحص الحمل المنزلي من خلال ظهور خطٍ مُلوّن، أو خطّين متوازيين، أو إشارة (+)،[5] ويُنصَح بمراجعة طبيب النسائية بعد ذلك للخضوع للفحص السريري والاطمئنان على سلامة الحمل، أمّا لدى الحصول على نتيجة سلبية يُنصَح بتكرار فحص الحمل المنزلي بعد أسبوع من انقضاء الموعد المُرتقب للدورة الشهرية فقد يكون تركيز هرمون الحمل لا يزال قليلًا في عينة البول، أو أنّ تقدير موعد الدورة الشهريّة كان خاطئًا.[5][6]

فحص السكر المنزلي

يُتيح فحص السكر المنزلي الفرصة لمرضى السكري بنوعيه الأول والثاني مراقبة تغيّرات مستوى السكر في الدم لتعديل جرعات الأدوية، والنظام الغذائي، والتمارين الرياضية، وذلك من خلال استخدام جهاز فحص السكر المنزلي الإلكتروني،[7] بالإضافة لإمكانيّة استخدامه في مجموعة من الحالات:[8]

  • مراقبة انخفاض مستوى السكر في الدم إثر تناول بعض أدوية السكري، أو الشعور بأحد أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم، أو خلال الأوقات المُحددة من قِبَل الطبيب المختص، مثل قبل تناول الطعام، أو بعد ساعتين من تناوله، أو النوم.
  • تحديد جرعة الإنسولين.

طريقة إجراء فحص السكر المنزلي

يمكن إجراء فحص السكر المنزلي عبر مجموعة من الخطوات:

  1. غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، ويُنصَح بتجنب استخدام الكحول.[8]
  2. وخز الأصبع بالإبرة المُخصّصة للحصول على قطرة من الدم،[8] كما يمكن أخذ العينة للأطفال من كعب القدم.[6]
  3. وضع قطرة الدم على الشريط المُرفق مع جهاز فحص السكر، لتظهر النتيجة بعد ذلك على الشاشة الرقمية خلال ثواني، وفي حال انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر في الدم يُصدر الجهاز صوت تنبيه للفت انتباه المريض.[8][7]

يجدر التنويه إلى أن أجهزة قياس السكر المنزلي ليست دقيقة 100%، فعند الحصول على نتيجة غير مُتوقعة لسكر الدم يُنصح بإعادة الفحص مرةً أُخرى باستخدام شريطٍ جديد، كما يُنصح بالابتعاد عن استخدام الأشرطة المُبلّلة أو التي سبق تعرُّضها للهواء.[7]

تفسير نتائج فحص السكر المنزلي

تتراوح النطاقات الطبيعية لفحص السكر في الدم باستخدام جهاز فحص السكر المنزلي كما هو مُدرج في الجدول:[6]

متوسط نسبة السكر في عينة الدم عند الصيام(80 - 120) مليجرام/ديسيلتر
متوسط نسبة السكر في عينة الدم العشوائية(110 - 140) مليجرام/ديسيلتر

الفحص المنزلي للكشف عن الدم الخفي في البراز

فحص الدم الخفي في البراز هو أحد الاختبارات التي تكشف عن وجود كميات قليلة من الدم -لا تُرى بالعين المجرّدة- في البراز، وتعطي -في حال وجودها- مؤشرًا على الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي أو الإصابة بأحد أنواع السرطانات، يُجرَى فحص الدم الخفي في البراز منزليًا من خلال استخدام أوراق ترشيح خاصّة، مُشبعة بمادة كيميائيّة تُسمى الغواياك (Guaiac).[9]

التحضيرات قبل الفحص

يتطلّب من المريض الالتزام ببعض التعليمات، أبرزها:[1770]][10]

  • تجنب تناول بعض الأطعمة لمدة ثلاثة أيام قبل موعد إجراء الفحص، مثل،
    • اللحوم الحمراء.
    • الأطعمة الغنية بفيتامين سي أو الحديد.
    • الفواكه والخضراوات الغنية بالبيروكسيديز (Peroxidase)، مثل الخرشوف، والفطر، والفجل، والبروكلي، والقرنبيط، والفاصولياء، والبرتقال، والموز، والشمام، والعنب.

كما قد تتداخل بعض العوامل الخارجية لتعطي نتيجة خاطئة للفحص:[10]

  • ممارسة التمارين المُجهِدة.
  • ابتلاع الدم الناتج عن نزيف اللثة.
  • تناول الأدوية التي قد تُسبّب نزيفًا في الجهاز الهضمي مثل، الكولشيسين (Colchicine)، ومكملات الحديد، ومضادات التهاب المفاصل غير الستيرويدية، ومُشتقات الكورتيزون، والأسبيرين، ومضادات التخثر.
  • تناول بعض الأدوية التي تُعطي نتيجة إيجابية خاطئة، مثل الكولشيسين، مكملات الحديد، واليود، وحمض البوريك، والبروميد.
  • تناول الأدوية التي قد تُعطي نتيجة سلبية خاطئة، مثل مُكملات فيتامين سي.

طريقة إجراء فحص البراز الخفي المنزلي

يُنصح المريض بإجراء هذا الاختبار بأخذ ثلاث عينات براز على عِدة أيام للحصول على نتيجة مؤكدة، مع الحرص على عدم خلط البول مع البراز، [10][9] ويمكن توضيح الطريقة بمجموعة من الخطوات:[10][9]

  1. وضع عينة البراز على ورق الترشيح الخاص بالفحص.
  2. وضع قطرتين من المحلول المُرفق مع الفحص (البيروكسيداز) (Peroxidase) على الجانب الآخر لِورق الترشيح، وملاحظة تغير لون العينة.


تفسير نتائج فحص البراز الخفي المنزلي

يُشير عدم تغيّر لون البراز على ورق الترشيح إلى نتيجةٍ سلبية وعدم وجود دم خفي في البراز، أمّا ظهور اللون الأزرق لعينة البراز فذلك يدُل أن النتيجة إيجابية وهُناك دم خفي بالعينة،[10] وهو مؤشر على الإصابة بأحد الأمراض:[10]

  • سرطان في الجهاز الهضمي.
  • نمو السلائل (Polyps).
  • القرحة.
  • داء الأمعاء الالتهابي.
  • الدوالي الوريدية.
  • التهاب الرتج.
  • الخضوع لجراحة حديثة في أحد أجزاء الجهاز الهضمي.
  • تعرّض الجهاز الهضمي لإصابة مباشرة.
  • البواسير.
  • التهاب المريء أو المعدة.

فحص التبويض المنزلي

غالبًا ما تستخدم النساء فحص التبويض المنزلي للتنبؤ بفترة الإباضة، خصوصًا اللاتي يُعانينَ من صعوبة الحمل، كما تُسهم في تقييم مدى فعاليّة علاجات العقم لدى النساء، فعند ارتفاع نسبة الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH) في البول فإن ذلك يُعطي مؤشرًا على بدء فترة الإباضة خلال الـ 24 ساعة القادمة، ويكون خلالها المبيض مُستعدًا لإطلاق البويضة، إذ إنّها الفترة الأكثر خصوبة، ممّا يُرجَّح احتمالية حدوث الحمل.[11][10]

التحضيرات قبل الفحص

يمكن الحصول على فحص التبويض المنزلي من الصيدليات، إلا أنّه يُنصَح بمراعاة مجموعة من الإرشادات:[11]

  • تجنب شرب كميات كبيرة من السوائل قبل إجراء الفحص.
  • التأكد من الطبيب حول الأدوية التي تؤثر في دقة نتيجة الفحص، وتقلل من نسبة هرمون (LH)، كالعلاج بالهرمونات البديلة وحبوب منع الحمل.

طريقة إجراء فحص التبويض المنزلي

يُجرى فحص التبويض المنزلي باستخدام عينة البول، كما يُنصح بِإجرائه ما بين الساعة 11 صباحًا و 3 مساءً، وتحديد الأيام المُناسبة لإجراء الفحص اعتمادًا على طول مدة الدورة الشهرية، ففي حال كانت الدورة الشهرية 28 يومًا فيجب عندها البدء بإجراء الفحص بين اليوم 11-14 من موعد بدء الدورة الشهرية، أمّا في حال كانت الدورة الشهرية غير مُنتظمة، حينها يجب البدء بالفحص قبل 3 إلى 5 أيام من الموعد المُتوقع لحدوث الإباضة، وغالبًا ما يتكوّن الفحص من 5 إلى 7 شرائط اختبار للكشف عن زيادة نسبة الهرمون، وتُستعمل لعِدة أيام،[11][10] يمكن إجراء فحص التبويض المنزلي بمجموعة من الخطوات:[11]

  1. وضع عينة البول في عبوّة مُعقمة.
  2. غمس شريط الاختبار في البول وإزالته.

تفسير نتائج فحص التبويض المنزلي

يُشير تغيّر لون شريط الفحص أو ظهور علامة (+) إلى أنّ النتيجة إيجابية، ما يعني وجود تركيز عالي من الهرمون الهرمون المنشط للجسم الأصفر، بالتالي اقتراب عملية الإباضة خلال 24 إلى 36 ساعة قادمة.[11]

تعليمات إجراء الفحوصات المنزلية

لتفادي الحصول على نتائج خاطئة عند إجراء الفحوصات المنزلية السريعة، يُنصَح بالتقيُّد بمجموعة من التعليمات:[2]

  • الالتزام بالطريقة المُرفقة مع الفحص المنزلي الخاصة به.
  • تحرّي وجود علامة CE على غلاف الفحص المنزلي.
  • التحقُّق من تاريخ انتهاء الصلاحية الخاصة بالفحص، فانتهاء الصلاحية قد تؤثر في فعاليّة الفحص، ممّا يؤدي إلى الحصول على نتائج خاطئة.
  • مراعاة تخزين الفحص قبل استخدامه في ظروف مناسبة كما هو مدوّن على الغلاف.
كتابة: . خولة يونس - الأربعاء ، 22 آذار 2023
آخر تعديل - الأربعاء ، 22 آذار 2023

المراجع

3.
Charles Vega, MD; Robert Klees, PhD. 2022-a. Home-Based Diagnostic Testing: A Primer for Healthcare Professionals. Retrieved from https://www.medscape.org/viewarticle/970871_sidebar1

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية