الصوديوم: فوائده ومصادره وأعراض نقصه

يؤدّي الصوديوم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، إلا أنّه يحتاجه بكمياتٍ قليلة يحصل عليها بسهولة من مصادره الغذائية المختلفة، ويُنصح بالتقليل من الصوديوم في الحمية الغذائية، إذ إن تناول كميات أكثر من الحد المسموح بها يرتبط بالإصابة بالعديد من الأمراض، كارتفاع ضغط الدم وغيره.

يُعد الصوديوم من المعادن المهمّة والضرورية للحفاظ على توازن الماء والأملاح في الجسم، وبالتالي السيطرة على مستويات ضغط الدم، وتساهم الكليتين في ضبط هذا التوازن بدقّة، كما أن للصوديوم دور في إثارة الخلايا العصبية والعضلية في الجسم.[1]

الصوديوم

يُمتَص الصوديوم من الطعام والشراب في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون، وهو يُمثّل أحد أبرز الأيونات الموجبة (Cation) الموجودة في السائل الخارجي للخلايا (Extracellular fluid - ECF)، ويحتوي جسم الإنسان البالغ على 92 غرامًا من الصوديوم بالمعدل، نصفه موجود في السائل الخارجي للخلايا بتركيز 135-145 ميليمول/لتر، في حين يتوزّع الباقي بين السائل الموجود داخل الخلايا والهيكل العظمي.[1]

يوجد الصوديوم طبيعيًا في عددٍ من الأغذية، ويحتاج الجسم إلى تناول كمية بسيطة منه فقط لضبط حجم وضغط الدم،[2] وتُقدّر كمية الصوديوم التي يُنصَح بتناولها بحوالي 1500 ميليغرام يوميًا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 9-50 عامًا، أي ما يقل عن ملعقة طعام صغيرة من الملح، أمّا الحد الأقصى المسموح بتناوله من الصوديوم فهو 2300 ميليغرام يوميًا،[3] وتقِل هذه الكمية لمن هم أصغر سنًا، إذ يُنصح بتناول 110 ميليغرام من الصوديوم يوميًا للرُضّع دون عمر الستة أشهر، و 370 ميليغرام يوميًا للرُضّع بين 6-12 شهرًا، و800 ميليغرام يوميًا للأطفال بين سنة إلى 3 سنوات، و 1000 ميليغرام يوميًا للأطفال بين 4-8 سنوات،[4] وتجدر الإشارة إلى أنّ الكليتين تفرزان الكمية الفائضة من الصوديوم إلى خارج الجسم.[3]

ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ العادات الغذائية تبدأ بالتطور في مرحلة الطفولة، لذا يُنصَح بتقليل كمية الصوديوم المُتناولة منذ سنوات العمر الأُولى.[4]

مصادر الصوديوم الغذائية

يوجد الصوديوم طبيعيًا بكميات قليلة في عددٍ من الأطعمة، ولدى تناول عدد من تلك المنتجات يدخل الصوديوم إلى الجسم بكمية تكافئ مجموع الصوديوم الموجود في كُل واحدةٍ منها،[1] إلا أنّ الكمية الأكبر من الصوديوم توجد في الأغذية المُصنّعة، والتي عادةً ما يُضاف إليها الملح لتحسين النكهة أو لإطالة مدة صلاحيتها،[3] وقد يُضاف الصوديوم على شكل مركب كلوريد الصوديوم Sodium) (Chloride -المعروف بملح المائدة-، أوعلى شكل مركب الجلوتاميت أحادي الصوديوم (Monosodium glutamate)، أو بايكربونات الصوديوم (Sodium bicarbonate)، وغيرها من المركبات،[4] ويجدر التنويه إلى احتواء ¼ ملعقة صغيرة من الملح على 500 ملليغرام من الصوديوم، أما ½ ملعقة صغيرة من الملح فتحتوي على 1000 ملليغرام من الصوديوم، في حين تحتوي الملعقة الصغيرة الكاملة من الملح على 2000 ملليغرام من الصوديوم.[3]

يمكن الحصول على الصوديوم من مصادر طبيعيّة أو من أُخرى مُصنّعة يُضَاف لها الملح، من أبرز المصادر الغذائية ذات المحتوى العالي من الصوديوم:[2][4]

  • اللحوم المُصنّعة، مثل السجق (النقانق) واللحوم المدخّنة.
  • الخضراوات المُعلّبة وعصائر الخضراوات.
  • الفواكه المُعلبة وتلك التي تمّ تجفيفها باستخدام مركب كبريتات الصوديوم (Sodium sulfite).
  • المخبوزات المصنّعة، مثل البسكويت والدوناتس.
  • الحليب وبعض منتجات الألبان كالأجبان المُعتّقة.
  • المشروبات الغازية.
  • الشوربات الجاهزة والمُثلّجة.
  • الشمندر.
  • الكرفس.
  • الوجبات السريعة والجاهزة من المطاعم.
  • المخللات.
  • البهارات.

فوائد الصوديوم

الصوديوم من الكهارل (Electrolytes) التي تؤدي العديد من الوظائف في جسم الإنسان،[3] من فوائد الصوديوم للجسم:[1][3]

  • الحفاظ على توازن مستويات السوائل والأيونات الأُخرى داخل الجسم.
  • نقل العناصر الغذائية وغيرها من المُغذيات عبر أغشية البلازما (Plasma membranes) للخلايا.
  • الإسهام في أداء الأعصاب والعضلات لوظائفها كما ينبغي.
  • ضبط مستويات ضغط الدم في الجسم بمساعدة عنصر البوتاسيوم.

أعراض نقص الصوديوم

لا تُعد الإصابة بنقص مستويات الصوديوم في الجسم أمرًا شائعًا، وذلك لأنّ الملح -بمحتواه العالي من الصوديوم- يُضَاف لعددٍ كبير من الأطعمة، لكن من الممكن أن يحدث نقص الصوديوم في الغالب كعرَضٍ مرافق لبعض الأمراض، كبعض مشاكل الكُليتين، والحروق الشديدة، والإسهال المزمن، والتقيؤ الشديد، وفرط استخدام مدرات البول،[1] كما قد تنخفض مستويات الصوديوم عند ممارسة الرياضة الشديدة لمدة تزيد عن 4 ساعات، لِما يرافق ذلك من زيادة في التعرّق، وبالتالي فقدان الصوديوم من الجسم.[3]

يُصَاب الإنسان بنقص الصوديوم (Hyponatremia) عندما يقلّ تركيزه في الدم عن 135 مللي مكافى Meq/L، وقد يُصاب ما تتراوح نسبته بين 15-30% من المرضى في وحدات العناية الحثيثة بانخفاض مستويات الصوديوم، وقد ينتج نقص الصوديوم في الجسم بسبب زيادة كميات الماء المُتناولة أو فشل الكليتين.[5]

تتباين أعراض نقص الصوديوم تِبعًا لسرعة حدوث النقص، ومدّته، وشدّته، إذ عادةً ما تظهر الأعراض بوضوحٍ أكبر في حالة نقص الصوديوم الحاد، الذي يُعرّف على أنّه النقص الذي يحدث خلال مدة تقل عن 48 ساعة، وذلك مقارنةً بنقص الصوديوم المُزمن، والذي يُعرَف على أنّه النقص الذي يحدث خلال مدةٍ تزيد عن 48 ساعة.[6]

تتميّز أعراض نقص الصوديوم الحاد بارتباطها بالجهاز العصبي، إذ قد تشمل الإصابة بالتشنجات، والتشوّش، والارتباك، كما قد يُؤدي إلى الغيبوبة،[5] كما قد تُسبِّب في الحالات الشديدة توقف التنفس، وتلف الدماغ الدائم، والوفاة، كما قد تزداد حدّة أعراض نقص الصوديوم لدى النساء في فترة الطمث.[6]

بالمقابل ترتبط أعراض نقص الصوديوم البسيط والمزمن بالجهاز الهضمي، وتتضمّن الشعور بالغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية،[5] ويرافق نقص الصوديوم المُزمن لدى كبار السن تدهور في القدرات الإدراكية، وخلل في المشي، وزيادة في معدلات السقوط والإصابة بكسور في العظام.[6]

تقليل الصوديوم في الحمية الغذائية

يستهلك الناس في العموم كمية من الصوديوم تفوق الكمية التي يحتاجون إليها،[2]ويُعتقد أن لتناول كميات كبيرة من الصوديوم العديد من الأضرار الصحية،[7] فقد يرفع الصوديوم من مستوى ضغط الدم مُسبّبًا التورُّم في بعض أجزاء الجسم لدى المرضى الذين يُعانون من مشاكل مُزمنة في الكليتيتن ومن احتشاء عضلة القلب،[2] لذا يُنصَح بتقليل كمية الصوديوم المُتناولة لا سيّما لدى المرضى المصابين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم،[7] إذ يُسهم تقليل الصوديوم في تخفيض مستويات ضغط الدم في الجسم، وفي الحيلولة دون تجمّع السوائل في البطن وأسفل الساقين، كما أنّ الحدّ من تناول من كمية الصوديوم في الحمية الغذائية يزيد من فعاليّة الأدوية المُستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ويزيد من فعالية انخفاض ضغط الدم الناتج عن انخفاض الوزن، ويُقلّل كذلك من خطر الوفاة نتيجة الإصابة بالجلطة الدماغية، ومن خطر الإصابة بأمراض القلب، وهشاشة العظام، وتشكّل الحصى في الكليتين.[2]

من السُلوكيّات التي تساعد في تخفيض كمية الصوديوم المُتناولة:[2][7]

  • تناول حمية غذائية متوازنة ومتنوعة.
  • انتقاء الفواكه والخضراوات الطازجة نظرًا لمحتواها المُتدنِّ من الصوديوم عمومًا، وتجنّب تلك المُعلبة التي غالبًا ما يُضاف لها الصوديوم للحفاظ على لونها ومظهرها.
  • الاستعداد لتقبُّل الطعام بمستوى منخفض من الملح، لأنّ نكهة الطعام المُعتادة ستكون مختلفة في البداية، إلا أنّه وبعد قرابة الأسبوعين سيدرك الشخص نكهاتٍ جديدة ولذيذة.
  • الحرص على تقليل كمية الصوديوم في الوجبات الرئيسة، كما يُنصَح بتوزيع كمية الصوديوم المسموحة على الأطعمة الخفيفة بين الوجبات كذلك.
  • الحرص على التقليل من استخدام الملح في الطهي، والاستعاضة عنه بالأعشاب والتوابل، والبصل، والليمون، والثوم.
  • التخلص من عادة إضافة الملح إلى الطعام قبل تذوقه.
  • تجنب تناول المأكولات السريعة، واختيار المطاعم التي تقدّم خضراوات وفواكه خالية من الصلصات، وعدم التردد في طلب عدم إضافة الملح إلى الطعام.
  • تجنب شراء خلطات التوابل المغلفة لأنها تحتوي بالغالب على الصوديوم.
  • اختيار المُسهلات والأدوية المُضادة للحموضة أو ذات المحتوى المتدني من الصوديوم، في حال دعت الحاجة.
  • تجنّب شرب الماء المُنقّى، إذ عادةّ ما تتضمن عمليات تنقية ماء الشرب إزالة الكالسيوم منه، وإضافة الصوديوم.
كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الثلاثاء ، 21 آذار 2023
آخر تعديل - الثلاثاء ، 21 آذار 2023

المراجع

1.
Pasquale Strazzullo, Catherine Leclercq. Sodium, Advances in Nutrition, Volume 5, Issue 2, March 2014, Pages 188–190. Retrieved from https://doi.org/10.3945/an.113.005215
2.
UpToDate. Patient education: Low-sodium diet (Beyond the Basics). Retrieved 2021 June, 15, from
3.
Colorado State University . Sodium and the Diet. Retrieved (n.d), from https://extension.colostate.edu/docs/pubs/foodnut/09354.pdf

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز