الحمية الغذائية لمرضى السكري: ما هي أهم النصائح؟ وما هو مرض السكري وكيف يمكن الوقاية منه؟

يُعدّ اتّباع حمية السكري الصحيحة وما تتضمنه من إرشادات أحد أهم العوامل التي تساعد في ضبط أعراض مرض السكري والحيلولة دون حدوث مضاعفاته الخطيرة، إذ تتضمّن تناول مجموعة من الأطعمة الصحيّة وتجنب أصناف وعادات أُخرى أيضًا.

يُصنّف داء السكري إلى مجموعة من الأنواع التي تتّسم بارتفاع السكر في الدم، ويرافق هذا الارتفاع بعض الأعراض التي تؤثّر في أعضاء الجسم الأُخرى، وعادةً ما يصف الطبيب حمية لمرضى السكري يكون الهدف الأساسي منها ضبط نسبة السكر في الدم بالتزامن مع تدابير علاجية أُخرى.[1]

ما هو مرض السكري؟

يُشَار إلى مرض السكري على أنّه مجموعة من المشكلات التي تؤثّر في كيفية استخدام الجسم لسكر الدم (الجلوكوز)، وهو الذي يُمثّل مصدر الوقود الرئيسي للدماغ.[1]

يُعدّ هرمون الإنسولين المسؤول عن نقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم لتخزينه هناك أو تحويله إلى طاقة، لدى الإصابة بمرض السكري فإن الجسم يفقد القدرة على إنتاج الإنسولين أساسًا، أو أنه يُنتج الإنسولين ولكن لا تتمكن خلايا الجسم من استخدامه بفعالية مما يؤدي في الحالتين إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ما قد يتسبّب بإلحاق الضرر بالأعصاب، والعينين، والكليتين وغيرها من أعضاء الجسم، ويُمثّل اتّباع حمية السكري الصحيحة إحدى الطرق الفعّالة في السيطرة على المرض، بل وفي بعض الأحيان قد تغني الحمية الغذائية عن اللجوء إلى العلاجات الأُخرى.[2]

الحمية الغذائية لمرضى السكري

يُسهم التقيّد بتناول الحمية الغذائية الصحيحة في السيطرة على أعراض مرض السكري، إذ إنّ انتقاء الأطعمة المناسبة وبالكميات المناسبة هما العاملان الرئيسيّان في ضبط مستويات السكر في الدم، من أهم المحتوَيات الغذائية التي يجب أن تتوافر في الأطعمة المُنتقاة عند اتباع الحمية لدى مرضى السكري[3]:

  • الكربوهيدرات:

تُزوّد الكربوهيدرات الجسم بالطاقة، وتُؤثر في مستويات السكر في الدم بسرعة أكبر من البروتينات والدهون،[3] تُقسم الكربوهيدرات إلى نوعين: الكربوهيدرات المُعقّدة والكربوهيدرات البسيطة، ويُنصَح مريض السكري بالتركيز على تناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات المُعقّدة الصحية، كالخضراوات والفواكه، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم والبقوليات، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات غير الصحية كالمشروبات ذات المحتوى العالي من السكر المُضاف.[4]

  • الألياف الغذائية:

تتضمّن الألياف الغذائية جميع أجزاء النبات التي ليس بمقدور جسم الإنسان هضمها أو امتصاصها، ويُسهّل تناول الألياف عملية الهضم ويضبط مستويات السكر في الدم،[4] وتُعد الخضراوات والفواكه الطازجة، والمنتجات المُصنّعة من الحبوب الكاملة كخبز القمح، والأرز البني من المصادر الغذائية الغنية بالألياف، في حال عدم التمكن من استيفاء الاحتياجات اللازمة من الألياف من مصادرها الطبيعية، فمن الممكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف، وفي هذه الحالة لا بدّ من تناول كميات وفيرة من الماء، وزيادة الكميات المُتناولة من تلك المكمّلات بالتدريج، وذلك للحيلولة دون تراكم الغازات والإصابة بآلامٍ في البطن.[3]

  • الدهون:

يُعد مريض السكري عُرضة أكثر من غيره للإصابة بأمراض القلب، لذا يُنصح بالحد من تناول الدهون غير الصحية كالدهون المتحولة، والدهون المشبعة الموجودة في الأجبان، ولحم العجل، والمخبوزات،[3] والتركيز في المقابل على تناول الدهون الصحية، وهي الدهون غير المُشبعة الأُحادية أو المتعددة، والموجودة في: فاكهة الأفوكادو، والمكسرات، وزيت الزيتون، وزيت الفستق، بالإضافة إلى ضرورة تناول الأحماض الدهنية المعروفة بالأوميغا-3 (Omega-3)، والموجودة في عدد من المأكولات البحرية مثل: التونا والسردين.[4]

  • الملح:

يزداد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى مريض السكري، لذا لا بد من التخفيف من كمية الملح في حميته، ويوجد الملح إما وحده أو ضمن مزيجٍ من التوابل، بالإضافة إلى وجوده في اللحوم والأطعمة المعلبة والمُخللات.[3]

في بعض الأحيان ينصح الطبيب مريض السكري الذي يعاني أيضًا من ارتفاع الكولستيرول باتّباع خطة تسمى (تغييرات نمط الحياة العلاجية) (Therapeutic Lifestyle Changes (TLC))، تهدف إلى تخفيض نسبة الكولستيرول في الجسم، وتخفيض الوزن، وزيادة النشاط البدني، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتتضمّن الخطة العلاجية هذه الحد من تناول الكولستيرول إلى 200 مغ يوميًا كحدٍ أقصى، وتناول كمية من الألياف تتراوح بين 20 إلى 30 غم يوميًا، وأن تتراوح نسبة الدهون في الحمية الغذائية بين 25% إلى 35% من إجمالي السُعرات الحرارية، على أن لا تتعدّى نسبة الدهون المُشبعة 7% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، ولا تتعدّى نسبة الدهون غير المشبعة المتعددة 10%، وغير المُشبعة الأُحادية 20 %، بينما تكون نسبة الكربوهيدرات بين 50% إلى 60 %، ونسبة البروتينات بين 15% إلى 20% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.[3]

أنواع مرض السكري

يندرج تحت مرض السكري أنواع مختلفة، منها،

  • مرض السكري النوع الأول: وهو من أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune diseases)، وفي هذا النوع يهاجم الجهاز المناعي في الجسم خلايا البنكرياس التي تنتج الإنسولين ويدمّرها،[2] قد يصيب السكري النوع الأول الأشخاص في أعمارٍ مختلفة، إلا أنّ أعراضه تبدأ بالظهور غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة.[1].
  • مرض السكري النوع الثاني: في هذا النوع يفقد الإنسولين فعاليّته في الجسم بما يُسمى بمقاومة الإنسولين، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم السكر في الدم،[2] وعادةً ما يصيب السكري النوع الثاني الأشخاص فوق الأربعين عامًا.[1]
  • سكري الحمل: يرتفع مستوى السكر في الدم لدى بعض النساء الحوامل بفعل بعض الهرمونات التي تفرزها المشيمة أثناء الحمل والتي تقلل من فعالية الإنسولين.[2]

أعراض مرض السكري

يشترك السكري من النوع الأول و الثاني بوجود بعض الأعراض:[1][2]

  • الشعور بالعطش والجوع أكثر من المعتاد.
  • زيادة الحاجة إلى التبول.
  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • التئام الجروح ببطء.
  • نزول الوزن دون وجود سبب واضح.
  • ضبابية الرؤية.

بالإضافة لما سبق فقد يعاني مرضى السكري من الرجال من تدني الرغبة الجنسية، وضعفٍ في الانتصاب، وضعفٍ العضلات، كما من الممكن أن تعاني النساء المصابات بالسكري من جفاف المهبل والتهابات المسالك البولية.[2]

الوقاية من مرض السكري

يمكن الوقاية من السكري النوع الثاني تحديدًا باتباع حمية غذائية يتضمّن أطعمة صحيّة وتجنب الأصناف التي تساهم في خلخلة مستويات السكر في الدم، أمّا النوع الأول من السكري فلا يمكن الوقاية منه،[1] يمكن تجنب السكري النوع الثاني أو سكري الحمل باتباع مجموعة من النصائح:[1][5]

  • تجنب السمنة وتخفيف الوزن الزائد.
  • الحفاظ على النشاط الجسدي، إذ إن تحريك العضلات المُستمر يُعزّز استهلاك وامتصاص الجلوكوز.
  • تجنب التدخين، وفقًا للإحصائيات فإنّ المُدخّنين أكثر عُرضة للإصابة بمرض السكري بما نسبته 50% مقارنةً بغير المُدخّنين.
  • تناول الأطعمة الصحية كالحبوب الكاملة والدهون الصحية وتجنب المشروبات الغازية، والحد من تناول اللحوم الحمراء.

أمّا لدى المُصابين بمرض السكري فتساهم الحمية الغذائية بتجنب العديد من المضاعفات ممكنة الحدوث:[1][6]

  • أمراض القلب والأوعية الدموية: يرفع مرض السكري من خطر الإصابة من أمراض القلب والأوعية الدموية، كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
  • اعتلال الأعصاب (Neuropathy): قد تؤدي المستويات المرتفعة من السكر في الدم إلى إحداث جروح في جدران الشعيرات الدموية المُغذية للأعصاب، لا سيما تلك الموجودة في الساقين، مما يسبّب الشعور بوخزٍ، أو خدر، أو ألم يبدأ في أصابع اليدين أو القدمين وينتشر إلى الأعلى، كما قد يؤدي تلف الأعصاب في الجهاز الهضمي إلى الشعور بالغثيان والتقيؤ.
  • اعتلال الكليتين: من الممكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم تدريجيا إلى تضرُّر الكليتين، مما يجعل عملية طرح الفضلات والسوائل الفائضة إلى خارج الجسم أكثر صعوبة.
  • مشاكل في الجلد: يرفع مرض السكري من احتمالية حدوث مشاكل جلدية، مثل الالتهابات الجلدية الفطرية والبكتيرية.
  • أمراض الفم واللثة: تحفِّز زيادة مستوى السكر في اللعاب نمو البكتيريا التي تنتج بدورها أحماضًا من شأنها إتلاف اللثة وطبقة المينا في الأسنان.
كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأربعاء ، 04 كانون الثاني 2023

المراجع

1.
Mayo Clinic. (2022, August 9-a) . Diabetes. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/symptoms-causes/syc-20371444
2.
Watson, S. (2022, August 12). Everything You Need to Know About Diabetes. Retrieved from https://www.healthline.com/health/diabetes
3.
. Diabetes and a Healthy Diet. (2020, September). Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/eating-right

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية