التصاقات الرحم: ما هي أسبابها؟ هل لها أعراض؟ وكيف يمكن علاجها؟

التصاقات الرحم أو كما تُعرف بمتلازمة آشرمان، هي أنسجة ندبية تحدث نتيجة تعرُّض بطانة الرحم لإصابةٍ ما، أو بسبب بعض العمليات الجراحية، مثل عملية توسيع وكحت الرحم والعملية القيصرية، قد تُسبّب التصاقات الرحم بعض المضاعفات، مثل الإجهاض المتكرر أو العقم، لِذا يُفضّل استشارة الاختصاصي لاختيار العلاج الأنسب.

التصاقات الرحم (Intrauterine Adhesions) أو كما تُعرف بـ متلازمة آشرمان (Asherman syndrome)، هي أحد الأمراض المُكتسَبة النادرة التي قد تصيب الرحم، مُسبِبةً العقم أو إجهاض الجنين عند حدوث الحمل.[1][2]

ما هي التصاقات الرحم؟

التصاقات الرحم هي أنسجة ندبية تتكوّن من حُزَم من نسيج ضام عضلي ليفي، قد تحيط بها الخلايا الظاهرية السطحية أو الأنسجة الغُديّة، وتتكوّن التصاقات الرحم بين الجدران الداخلية للتجويف الرحمي أو عنق الرحم (Cervix) نتيجة تلف بطانة الرحم (Endometrium) -الأنسجة المُبطِّنة للتجويف الرحمي التي تنفصل عنها الطبقة الخارجية وتخرج خلال الدورة الشهرية، أو تنغرس فيها البُويضة المُخصَبة لدى حدوث الحمل- الناجم عن تعرُّضها لإصابة أو عدوى ما أو إجراء جراحي في الرحم، تُسبّب هذه الأنسجة الندبية زيادة سُمك الجدران الداخلية للرحم، مما يقلّل من حجم الحيّز الفارغ فيه، أو أنها قد تُسبّب الالتصاق غير الطبيعي للجدران الداخلية في التجويف الرحمي.[1][3][4]

وتنقسم التصاقات الرحم تبعًا لشدتها:[3][5]

  • الالتصاقات الطفيفة والمتوسطة، وفيها تلتصق أجزاء بسيطة من جدران الرحم ببعضها، وتكون الأنسجة الندبية في هذه الحالة رقيقة وقابلة للتمدد.
  • الالتصاقات الشديدة، فيها تلتصق أكثر من 75% من الجدران الأمامية والخلفية للتجويف الرحمي ببعضها البعض، إذ يكون النسيج المُتندّب فيها أكثر سماكة، مما قد ينجم عنه انسداد جزئي أو كلي للتجويف الرحمي، أو ربما تلفه تمامًا.

أسباب التصاقات الرحم

تنجم التصاقات الرحم عن تعرُّض طبقة الخلايا القاعدية من بطانة الرحم لإصابةٍ ما، بفعل بعض الأسباب التي قد تختلف من مريضةٍ لأُخرى،[1][4] ولعلّ أكثر أسباب التصاقات الرحم شيوعًا:

  • إجراء عملية توسيع وكحت الرحم أو ما يُعرف بتنظيف الرحم (Dilation and curettage) (D&C): تُعدّ أكثر أسباب التصاقات الرحم شيوعًا، وهي إجراء جراحي يستهدف تنظيف بطانة الرحم عقب تعرُّض المريضة للإجهاض، أو لعلاج النزيف الغزير، أو لإزالة المشيمة الملتصقة (Retained Placenta) -عدم خروج المشيمة من رحم الأم خلال 30 دقيقة من الولادة نتيجة التصاقها بجدار الرحم، أو احتباسها خلف عنق الرحم-، ومن الجدير بالذكر أنّ تأخير إزالة المشيمة المُلتصقة لمدّة أسبوعين إلى أربعة أسابيع فقط بعد الولادة كفيلة برفع نسبة خطر تكوّن التصاقات الرحم إلى 25%.[4][5]
  • جراحات الرحم المُجراة لإزالة السلائل وأورام الرحم الليفية، أو إصلاح بعض عيوب الرحم الهيكلية.[5]
  • الولادة القيصرية (Cesarean section/C-Section): يُحتمل أن تتكوّن التصاقات الرحم في موضع الغُرز المُستخدمة لإيقاف النزيف أو نتيجة الإصابة بالعدوى أثناء الولادة القيصرية.[2]
  • الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis): هو أحد المشكلات الصحية الشائعة التي يعجز فيها الرحم عن التخلص من النسيج الخارجي خلال الدورة الشهرية، مما يؤدي لتراكمه، ومن ثم حدوث التصاقات الرحم.[5]
  • الإصابة بالعدوى: عادةً لا تُسبب العدوى التصاقات الرحم، إلا في حال خضوع المريضة لتدخل جراحي في الرحم بالتزامن مع إصابتها بالعدوى، مثل عملية توسيع وكحت الرحم والولادة القيصرية، ومن أنواع العدوى المُسبِّبة لالتصاقات الرحم، الداء الالتهابي الحوضي (Pelvic Inflammatory Disease) (التهاب أعضاء الجهاز التناسلي لدى النساء بفعل أحد أنواع العدوى المنقولة جنسيًا [6])، والتهاب عنق الرحم، وعدوى السل التناسلية (Genital Tuberculosis)، وأنواع معيّنة من الطفيليات مثل الديدان (المثقبيات الدموية).[5][2]
  • جراحة استئصال بطانة الرحم (Endometrial Ablation): وهي إجراء جراحي بغرض علاج غزارة النزيف أثناء الدورة الشهرية.[3]
  • العلاج الإشعاعي المُستَخدَم لعلاج بعض الحالات المرضية، مثل سرطان عنق الرحم.[2]

كما تجدر الإشارة إلى أن استخدام اللولب الرحمي ((IUD) Intrauterine Device) قد ينجم عنه الإصابة بالالتهابات، مُسببةً تكوّن أنسجة ندبية قد تُعرّض المريضة لخطر تكوُّن التصاقات الرحم، ولكنه احتمالٌ ضعيف.[2]

أعراض التصاقات الرحم

يمكن أن تترافق التصاقات الرحم مع عددٍ من الأعراض الناجمة عن مضاعفات معينة داخل الرحم، أبرزها:

  • اضطرابات الدورة الشهرية:

قد لا تتسبّب التصاقات الرحم بأيّ أعراض أو تغييرات ملحوظة لدى بعض النساء، إلا أنّه عادةً ما ينجم عنها اختلالات في الدورة الشهرية،[3] ولعلّ أبرز هذه الأعراض هي نقصان كمية الدم النازل أثناء الطمث (Hypomenorrhea)، أو انقطاع الطمث الثانوي (Secondary Amenorrhoea) -انقطاع الدورة الشهرية المنتظمة لثلاثة شهور على الأقل أو انقطاع الدورة الشهرية غير المنتظمة لستة شهور أو أكثر-، فضلًا عن الآلام المُصاحبة للدورة الشهرية (عُسر الطمث) وآلام البطن،[1][7] كما قد تعاني بعض النساء من تقطُّع خروج دم الحيض الذي عادةً ما يصحبه الشعور بالألم، ومن الجدير بالذكر أنّ الانسداد الجزئي أو التام للرحم أو لعنق الرحم بسبب هذه الالتصاقات قد يمنع خروج دم الحيض، ومن ثم تراكمه وتدفقه عكسيًا باتجاه قناتي فالوب فيما يُعرف بالحيض الرجعي (Retrograde Menstruation)، عندئذٍ تعاني المريضة من آلام الدورة الشهرية عند حلول موعدها، ولكن دون خروج دم الحيض.[4][5]

  • انخفاض الخصوبة:

قد تُسبّب التصاقات الرحم صعوبة في القدرة على الحمل، بالإضافة إلى تكرار مرات الإجهاض، فعلى الرغم من إمكانية حدوث الحمل بالتزامن مع وجود التصاقات الرحم، إلا أنها قد تسبب ضيقًا في الحيز المُتاح في الرحم لنمو الجنين، مما يقلل احتمالية ثبات واستمرار الحمل.[2][4]

  • مضاعفات أثناء الحمل والولادة:

قد ينجم عن التصاقات الرحم بعض المضاعفات التي تُشكّل خطرًا أثناء الحمل والولادة، مثل النزيف الشديد الذي قد يعرّض المريضة للإصابة بالعدوى أو فقدان الجنين، كما أنه قد يكون مؤشرًا على الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy)،[4] بالإضافة إلى الانغراس غير الطبيعي للمشيمة في الرحم، والذي قد يساهم في حدوث المضاعفات أثناء الولادة[3]، أبرزها:[4]

  • المشيمة المُلتصقة (Placenta Accreta): انغراس المشيمة العميق في جدار الرحم، مما يُعرّض الحمل للخطر، واستمرار التصاقها بأكملها أو جزءٍ منها حتى بعد الولادة.
  • المشيمة المُنزاحة (Placenta Previa): إزاحة للمشيمة لتسُدّ فتحة عنق الرحم، مما قد يسبّب الولادة المُبكرة، علاوةً على النزيف الشديد أثناء الحمل والولادة.

علاج التصاقات الرحم

يهدف علاج التصاقات الرحم إلى إزالة الأنسجة الندبية واستعادة الحجم الطبيعي للتجويف داخل الرحم، فضلًا عن استعادة قدرة المريضة على الحمل، ويتمثّل علاج التصاقات الرحم عبر جراحة تنظير الرحم (Hysteroscopy)، وهو إجراء جراحي يُجرَى باستخدام منظار الرحم خلال فتحة المهبل، ليمر خلال عنق الرحم وصولًا للرحم، ليتمكّن اختصاصي النسائية والتوليد من الرؤية الدقيقة داخل الرحم وإزالة الأنسجة الندبية وفك الالتصاقات الموجودة بين الجدران، وقد يكرر الطبيب هذا الإجراء الجراحي في حالات التصاقات الرحم المُتكررة.[2][5]

يمكن أن يتبع جراحة تنظير الرحم وضع بالون أو قثطار داخل الرحم مؤقتًا لفترة لا تتجاوز 5-7 أيام، لفصل جدران الرحم عن بعضها ومنع التصاقها مرةً أُخرى، كما قد يصف الطبيب أنواعًا من العلاجات التي تحتوي على هرمون الإستروجين (Estrogen) حتى تساعد بطانة الرحم على الالتئام، بالإضافة إلى المضادات الحيوية للوقاية من الإصابة بالعدوى.[2][5]

كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الثلاثاء ، 24 كانون الثاني 2023

المراجع

1.
Radiopaedia. (April, 2021). Asherman syndrome. Retrieved from https://radiopaedia.org/articles/asherman-syndrome
2.
Cleveland Clinic. (2022). Asherman's Syndrome. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16561-ashermans-syndrome

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية