البقع الحمراء على الجلد عند الأطفال: ما أسبابها؟ وكيف يمكن علاجها؟

تتعدّد أسباب الإصابة بالبقع الحمراء على جلد الطفل، فمنها ما تسبّبه بعض أنواع العدوى الفيروسية كالجدري المائي، أو البكتيرية كالحُمى القُرمزية، أو الفطرية كسعفة الجلد، وبعضها قد تُسبّبه الإكزيما أو الشرى أو طفح الحفاض، ويمكن علاج الطفح الجلدي تِبعًا للمُسبّب له بعد استشارة الطبيب المُختصّ.

قد يثير ظهور البقع الحمراء على جلد الأطفال أو ما يُعرف بالطفح الجلدي (Skin Rach) القلق للأهل وخاصةً إذا رافقه أعراض أُخرى، كالحمى أو الحكة المزعجة، ممّا يستدعي زيارة الطبيب، أمّا أسباب ظهورها فهي عديدة ومتنوعة وتختلف باختلاف الأعراض المُصاحبة لها، ومظهر هذه البقع، وشكلها، وموقعها، والمدة الزمنية لظهورها وكيفية تطورها.[1]

ما هو الطفح الجلدي؟

الطفح الجلدي هو تغيُّر غير طبيعي في ملمس الجلد أو لونه، لكنه ليس خطيرًا في العادة، وتختلف أعراضه بحسب المُسبب، لتتضمّن:[2]

  • الاحمرار.
  • حكّة مزعجة وألم في بعض الأحيان.
  • ظهور قشور بيضاء أو صفراء على الجلد.
  • حبوب بارزة عن سطح الجلد.
  • البثور أو الحبوب المملوءة بالصديد في بعض الحالات.

أسباب ظهور بقع حمراء على جلد الأطفال

تتعدد أسباب ظهور البقع الحمراء كالإصابة ببعض أنواع العدوى كالجدري المائي أو الحُمى القرمزية، أو التعرض لبعض المواد المُهيجة، أو ردود فعل تحسسية لتناول بعض الأدوية،[2] وتاليًا تفصيل لأشهر أسباب الطفح الجلدي.

العدوى الفيروسية

تُسبّب بعض أنواع العدوى الفيروسية الطفح الجلدي كرد فعل مناعي لوجود الفيروس في الجسم، وقد تظهر البقع الحمراء على جلد الطفل مباشرةً بعد الإصابة بالعدوى، أو بعد عدّة أيام من ظهور الأعراض المرافقة للمرض،[3] ومن أشهر أنواع العدوى الفيروسية التي تُسبّب ظهور بقع حمراء على جلد الأطفال:

الجدري المائي

يُسبب الفيروس النطاقي الحماقي (Varicella-Zoster Virus) عدوى جدري الماء (Chickenpox)، وتظهر أعراضه على شكل طفح جلدي يبدأ غالبًا كبقعٍ حمراء على الوجه لتنتشر إلى أسفل الجذع، ومن ثم تتحول لحويصلات وحبوب مملوءة بالماء تُسبّب الحكة والألم أحيانًا، كما يترافق ظهور البقع الحمراء أعراض أُخرى كالحرارة والإعياء، عادةً ما تختفي هذه الأعراض خلال 7-10 أيام.[4]

الحصبة

الحصبة (Measles) مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي، تشمل أعراضه الأكثر شيوعًا الحمى، والسعال، وسيلان الأنف، والتهاب ملتحمة العين، يليها ظهور طفح الحصبة؛ وهي بقع حمراء مُسطّحة تنتشر من الرأس إلى الأطراف السفلية، ويمكن الوقاية من الحصبة بأخذ المطاعيم المُخصّصة لها.[5]

الداء الخامس

يُعرف أيضًا باسم الحُمامَى العدوائيَّة (Erythema Infectiosum)، وله علامة مميزة إذ تبدو البقع الحمراء على وجه الطفل كالوجه المصفوع، وتزول تلقائيًا دون أي تدخل علاجي خلال بضعة أيام.[6]

الوردية الطفلية

تُصيب الوردية الطفلية (Roseola Infantum) الأطفال ما دون السنتين من العمر، وتحدث بسبب فيروس الهربس البشري 6 (Human Herpesvirus 6)، وتنطوي أعراضها على حمّى شديدة تصل حتى 40 درجة مئوية تستمر لمدة 3-5 أيام، يليها ظهور بقع حمراء على جلد الطفل يبدأ من الجذع، ولكنها لا تُسبّب له الحكة، لا يوجد علاج محدد للوردية الطفلية وإنمّا يقتصر على تخفيف الأعراض المُرافقة لها كخافضات الحرارة.[7]

كوفيد 19

تُشير الدراسات الحديثة إلى ظهور أعراض جلدية لدى الأطفال المصابين بالعدوى التي يسببها فيروس كورونا (COVID 19)، ومن هذه الأعراض، الحُمامى متعددة الأشكال (Erythema multiforme)، وهي عبارة عن بقع حمراء بارزة عن مستوى الجلد، والشرى (Urticaria) التي تُسبّب الحكّة الشديدة، والطفح الحوصلي (Vesicular Exanthem) الذي يتميّز بانتشاره على الجذع تحديدًا، وقد يظهر أيضًا على الأطراف.[8]

الحصبة الألمانية

تُعد الحصبة الألمانية مرضٌ معدٍ يُسببه فيروس الحصبة الألمانية (Rubella Virus)، تشمل أعراضها الحمى الطفيفة والطفح الجلدي، وعادةً ما تزول الأعراض دون الحاجة للعلاج، وقد بات من الممكن الوقاية من الحصبة الألمانية باستخدام اللقاحات المُضادة للفيروس المُسبّب لها.[9]

مرض اليد والفم والقدم

تُسبّب الفيروسات المعوية البشريّة (Human Enteroviruses) وفيروسات كوكساكي (Coxsackieviruses) مرض اليد والفم والقدم (Hand Foot and Mouth Disease)، ويشيع ظهورها في فصلي الربيع والخريف، وتحدث معظم الحالات لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، ينتقل مرض اليد والقدم والفم عن طريق التلامس البرازي الفموي، أو الرذاذ التنفسي، ويُصاب المرضى بحمى طفيفة وطفح جلدي ينتشر على اليدين وباطن القدمين، إضافةً إلى تقرحات فمويّة مؤلمة، عادةً ما تتلاشى الأعراض في غضون 7-10 أيام، ويقتصر العلاج على الترطيب وتسكين الآلام حسب الحاجة، باستخدام الأسيتامينوفين (Acetaminophen) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen)، ومن أفضل طرق منع انتشار مرض اليد والقدم والفم، غسل اليدين، وتطهير الأسطح والأدوات التي يُحتمل أن تكون مُلوّثة بالفيروس.[10]

العدوى البكتيرية

تٌسبّب بعض أنواع العدوى البكتيرية الطفح الجلدى على الجلد لدى الأطفال، ومن أبرزها،

الحمى القرمزية

تحدث الحمى القرمزية (Scarlet Fever) نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريا المكورات العقدية المُقيحة (Streptococcus Pyogenes)، التي تُسبّب التهاب الحلق، وهي عدوى شائعة الانتشار وخاصة عند الأطفال في المرحلة المدرسية، إذ تُنتج بكتيريا المكورات العقدية سمومًا داخلية في جسم الطفل مُسببةً البقع الحمراء على الجلد.[11]

يتطور الطفح الجلدي في غضون يومين إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة بالتهاب الحلق، ولكن يمكن أن يتأخر لمدة تصل إلى 7 أيام، يتأثّر الجذع وتحت الإبطين والفخذ أولاً ثم ينتشر إلى الأطراف، ويشبه الطفح الجلدي الناجم عن المُكورات العُقدية ورق الصنفرة.[11]

يعتمد علاج الحمى القرمزية على استخدام المضادات الحيوية المناسبة التي يصفها الطبيب، ويُعد البنسلين (Penicillin) الخيار الأنسب للعلاج، يتعافى المريض من الأعراض المرافقةٍ للمرض، كالحُمى، وآلأم الحلق، والإعياء، خلال 3-6 أيام، بينما يحتاج الطفح الجلدي لمدة تتراوح بين 14-21 يوم حتى يلاحظ زواله.[11]

القوباء

القوباء (Impetigo) عدوى بكتيرية جلدية، تصيب الأطفال بنسبة أعلى من البالغين، تشمل مسببات القوباء بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، والمكورات العقدية المقيحة (Streptococcus Pyogenes)، يمكن تشخيص الإصابة بالقوباء بسهولة بسبب مظهرها المُميز؛ إذ إنها تبدو كآفات جلدية متقشّرة عسلية اللون، بالرغم من أنّ مرض القوباء قد يزول تلقائيًا دون الحاجة للعلاج، فقد يلجأ طبيب الجلدية لوصف المضادات الحيوية التي تستهدف البكتيريا المُسبّبة للمرض لتقليل انتشاره وتسريع شفاء المريض منه.[12]

العدوى الفطرية

من أشهر الآفات الفطرية التي تُسبّب البقع الحمراء على جلد الأطفال السعفة الجلدية، إذ تُعد السعفة (Ringworm) من الأمراض الجلدية التي تصيب الصغار والكبار على حدٍ سواء، وتُسبّبها فطريات القوباء الحلقية (Tinea Corporis)، تنتقل هذه الفطريات من الاتصال المباشر مع الحيوانات المنزلية المُصابة بها كالقطط والكلاب، وتختلف السعفة بحجمها وعددها، ويمكن تفريقها عن غيرها من أمراض الجلد بشكلها الدائري ذي الحواف المتقشّرة، ولونها الأحمر والحكّة المُلازمة لها.[13]

تُعالَج السعفة بإشراف طبيب جلدية مختص، إذ يعتمد نوع العلاج ومدّته على مكان وجود السعفة وعددها وحجمها، وبناءً على ذلك قد يصف الطبيب مضادات الفطريات الموضعية أو الفموية.[13]

الإكزيما

تُعرف الإكزيما أيضًا بالتهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis)، تصيب 12% من الأطفال وتظهر أعراضها خلال السنوات الأُولى من عمر الطفل، لا يوجد سبب مُحدّد لظهور الإكزيما لدى الأطفال، إذ إنّها تنجُم عن رد فعل مناعي، أو عوامل وراثية، أو عوامل بيئية، وتتمثّل أعراض الإكزيما بظهور بقع حمراء ذات قشور مُثيرة للحكة على وجه الطفل، وخاصةً الخدّين، وقد تنتشر لتشمل فروة الرأس والجذع والأطراف.

يُنصح باستخدام المرطبات الخالية من العطور على المناطق المُصابة من الجلد لعلاج الإكزيما، إذ إنّها تحافظ على رطوبة البشرة وتقلل من الحكّة، خصوصًا تلك التي تحتوي على الزيوت في تركيبتها بما يُمكنّها من الإبقاء على البشرة رطِبةً أطول فترةٍ ممكنة، كما يُساهم الاستحمام بالماء الفاتر بالحفاظ على الجلد رطبًا ونظيفًا وخاليًا من مُثيرات الإكزيما، أمّا في الحالات الشديدة فيجب اللجوء للطبيب المختص الذي قد يصف بعض المراهم الستيرويدية أو مضادات الهيستامين الفموية، أو المضادات الحيوية في حال حدوث التهاب في الجلد.[14]

الشرى

تظهر الشرى (Urticaria) على شكل بقع حمراء منتفخة على سطح جلد الطفل مُثيرةَ للحكة، وهي نوعان تبعًا لمدة استمرارها، إذ تُصنّف للشرى الحادة (تستمر لفترة أقل من 6 أشهر) والشرى المزمنة (تستمر لفترة تزيد عن 6 أشهر)، أمّا أسباب ظهورها فتتراوح ما بين ردود الفعل التحسسيّة نتيجة تناول بعض الأطعمة أو الأدوية، أو رد الفعل المناعي من الجسم نتيجة التعرض للبرد، أو الحرارة، أو بسبب بعض المُشكلات، أو الاختلالات الصحيّة؛ كاضطرابات الغدة الدرقية والداء البطني الزلاقي (Celiac Disease).[15]

تُعالج الشرى بمضادات الهيستامين (Antihistamines) الفموية، إذ تقلل هذه الأدوية رد فعل الجهاز المناعي، الأمر الذي يُخفّف من الأعراض المزعجة التي يُعاني منها الطفل.[15]

طفح الحفاض

يُعد طفح الحفاض (Diaper Rash) من أكثر الأسباب شيوعًا لظهور بقع حمراء لدى الأطفال في المنطقة التي يُغطّيها الحفاض، وينتج عن رد فعل تحسسي نتيجة التعرض المُطوّل للبول والبراز أو لموادٍ معينة بأيٍّ منهما، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي ضغط الحفاضات والاحتكاك إلى زيادة خطر التهاب الجلد نتيجةً لنمو بعض أنواع البكتيريا والفطريات في تلك المنطقة مُسببةً احرارها وتهيجها.[16]

يمكن الوقاية من طفح الحفاض باتّباع مجموعة من النصائح:[16]

  • الحرص على تغيير حفاض الطفل باستمرار وتجنُب تركه مبلولًا لفتراتٍ طويلة.
  • غسل منطقة الحفاض بالماء والصابون والحرص على تجفيفها جيدًا.
  • استخدام المواد المرطبة الخالية من العطور على المنطقة التي يغطّيها الحفاض، كتلك التي تحتوي على أكسيد الزنك أو جل البترولاتم (الفازلين).
  • استخدام الحفاضات ذات الامتصاصية العالية.
كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الثلاثاء ، 07 آذار 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 13 آذار 2023

المراجع

1.
Allmon A, Deane K, Martin KL. Common Skin Rashes in Children. Am Fam Physician. 2015 Aug 1;92(3):211-6. Retrieved from https://www.aafp.org/pubs/afp/issues/2015/0801/p211.html
2.
Deborah M. Consolini. (2022, November). Rashes in Children. Retrieved from https://www.msdmanuals.com/home/children-s-health-issues/symptoms-in-infants-and-children/rashes-in-children
3.
Keighley CL, Saunderson RB, Kok J, Dwyer DE. (2015). Viral exanthems. Curr Opin Infect Dis. 2015 Apr;28(2):139-50. Retrieved from https://doi.org/10.1097/qco.0000000000000145

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري أطفال وحديثي الولادة أونلاين عبر طبكان
احجز