الالتهابات التناسلية عند الرجل: ما هي؟ وهل يمكن علاجها بالأعشاب؟

تتعدد أسباب الالتهابات التناسلية عند الرجال، فمنها العدوى البكتيرية والفيروسية والفطرية، فضلًا عن التواء الخصيتين والتهاب البربخ، تفترض بعض الأبحاث فاعلية بعض الأعشاب في التخفيف من بعض أعراض الالتهابات التناسلية عند الرجل، مثل مادة العكبر لعلاج تقرحات الهربس التناسلي وغيرها، إلّا أنّها لا زالت تخضع للبحث والتجربة لإثبات فاعليّتها.

تُعد الالتهابات التناسلية عند الرجل من المشكلات الصحية التي لا يجب تجاهلها أو إغفالها، فقد يؤثّر التهاب الأعضاء التناسلية الذكرية سلبًا على صحة الحيوانات المنوية، الأمر الذي قد يسبّب العقم لدى بعض المرضى.[1]

ممّ يتكون الجهاز التناسلي الذكري؟

تنقسم أعضاء الجهاز التناسلي الذكري تِبعًا لوجودها داخل أو خارج الجسم:

أعضاء الجهاز التناسلي الذكري الخارجية

تتواجد معظم أعضاء الجهاز التناسلي الذكري خارج تجويف البطن، وتشمل:[2]

  • القضيب (Penis): العضو التناسلي المسؤول عن الجماع، ويتكون من ثلاثة أجزاء، هما الجذر، والجسم، والحشفة أو رأس القضيب (Glans).
  • كيس الصفن (Scrotum): كيس جلدي يحمل بداخله الخصيتين، ويتواجد خلف القضيب.
  • الخصيتين (Testicles): تتواجد الخصيتين داخل كيس الصفن، وتحتوي كلٌ منهما على الأنابيب المنوية المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية.
  • البربخ (Epididymis): أُنبوب طويل مُلتَف يتواجد على الجانب الخلفي لكلا الخصيتين، وفيه تنضُج الحيوانات المنوية التي تُنتجها الخصيتان ثم تُختَزَن بهما، لتنتقل الحيوانات المنوية الناضجة لدى الاستثارة الجنسية من البربخ إلى الأسهر.

أعضاء الجهاز التناسلي الذكري الداخلية

تتواجد أعضاء الجهاز التناسلي الذكري الداخلية داخل تجويف الحوض، وتشمل:[2][3]

  • الأسهر (Vas Deferens): قناة عضلية طويلة تمتد من البربخ وصولًا للجدار الخلفي للمثانة البولية، وتنتقل خلالها الحيوانات المنوية الناضجة استعدادًا لقذفها خارج الجسم.
  • الحُويصلات المنوية (Seminal Vesicles): تتصل الحويصلات المنوية بالأسهر عند قاعدة المثانة البولية، وتنتج الحويصلات المنوية سائلًا غنيًا بسكر الفركتوز ليمُدّ الحيوانات المنوية بالطاقة اللازمة لحركتها.
  • القناتين القاذفتين (Ejaculatory Duct): تتكون كل قناة قاذفة من اتحاد الأسهر مع قناة الحويصلات المنوية، وتمرّ كِلا القناتين القاذفتين خلال غدة البروستات، ليُضَاف سائل البروستات إلى السائل المنوي، ويُقذَف لدى الاستثارة الجنسية عبر فتحة الإحليل.

أسباب الالتهابات التناسلية عند الرجل

تتعدّد العوامل المُسبّبة لالتهاب الأعضاء التناسلية عند الذكور، من أبرزها:

انسداد القنوات القاذفة

انسداد القنوات القاذفة (Ejaculatory Duct Obstruction) هو مشكلة صحية يعاني فيها المريض من انسدادٍ تام في إحدى أو كلا القناتين القاذفتين، أو انسدادٍ جزئي في كلاهما، نتيجة خللٍ جيني، أو لتكوُّن الأنسجة الندبية الناجمة عن عملية جراحية في تجويف الحوض أو عن تلف قناة الحالب، أو أنّها قد تكون نتيجة مشكلاتٍ صحية أُخرى، مثل الحصوات، والتكيُّسات، وعدوى المسالك البولية المُتكررة، والتهاب البروستات المزمن، والتهاب البربخ، ويتسبب انسداد القنوات القاذفة بتراجع كمية السائل المنوي مع تراجع تِعداد الحيوانات المنوية، فضلًا عمّا يُصاحبها من أعراض، أبرزها الشعور بألم لدى الجماع، وخروج دم مع السائل المنوي أو البول، بالإضافة إلى الشعور بألم في غدة البروستات.[3]

التهاب البربخ

ينجم التهاب البربخ (Epididymitis) غالبًا عن أنواع من العدوى البكتيرية المنقولة جنسيًا، مثل: عدوى الكلاميديا والسيلان، كما قد يكون ناجمًا عن أنواعٍ أُخرى من العدوى غير المنقولة جنسيًا، مثل عدوى البروستات، أو السل (Tuberculosis)، أو عدوى المسالك البولية،[4] وعادةً ما يكون التهاب البربخ لدى الأطفال ناجمًا عن عدوى فيروسية، مثل النكاف (Mumps)، يتسبّب التهاب البربخ بعدّة أعراض، مثل: تورُّم كيس الصفن، والإفرازات غير المعتادة من القضيب، فضلًا عن خروج دم مع البول.[1]

العدوى

تتنوع أسباب عدوى الأعضاء التناسلية لدى الذكور بين البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات[5]:

العدوى البكتيرية

قد تنتقل العدوى البكتيرية للأعضاء التناسلية جنسيًا،[1] مثل:[1][5]

  • عدوى الكلاميديا (المتدثرة) (Chlamydia).
  • عدوى السيلان (Gonorrhea) التي تُسبّبها بكتيريا النيسيرية البنية (Neisseria Gonorrhoeae).
  • داء الزهري (Syphilis) الذي تُسبّبه البكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema Pallidum).
  • الإشريكية القولونية (Escherichia Coli).

أو قد يكون سبب العدوى البكتيرية في الجهاز التناسلي الذكري لا جنسي ، مثل: البكتيريا المتفطرة (Mycobacteria).[1]

العدوى الفيروسية

قد يكون التهاب الأعضاء التناسلية عند الرجل ناجمًا عن عدوى فيروسية، مثل فيروس الهيربس التناسلي (Genital Herpes)، وفيروس الورم الحليمي البشري (Human Papillomavirus).[5]

العدوى الفطرية

ترجع إصابة الجهاز التناسلي عند الرجال بالفطريات (الخمائر) -القضيب تحديدًا-(Penile Yeast Infection) إلى فطر المبيضة البيضاء (Candida Albicans[6] وتتسبّب في ظهور عدّة أعراض:[5]

  • ظهور طفح جلدي وبقع بيضاء لامعة على القضيب.
  • رطوبة غير معتادة في جلد القضيب.
  • ظهور تكتّلات من مادة بيضاء تشبه الجبن في قوامها بين ثنايا الجلد أو جلد القلفة للقضيب.
  • الحكة والشعور بالحرقة في القضيب.

عدوى طفيلية

قد تكون التهابات الأعضاء التناسلية عند الرجال بفعل إحدى أنواع عدوى الطفيليات، مثل داء المشعرات (Trichomoniasis) الناجم عن طفيل المشعرات المهبلية (Trichomonas Vaginalis)، تُعد المشعرات المهبلية من الطفيليات التي تنتقل جنسيًا، وقد تتسبّب أحيانًا ببعض الأعراض، مثل إفرازات غير طبيعية من الإحليل، والشعور بحرقة لدى التبوُّل أو القذف، فضلًا عن تكرار مرات التبول عن المعتاد.[5]

التهاب الإحليل

قد يكون التهاب الإحليل (Urethritis) ناجمًا عن إصابة المثانة البولية أو الإحليل بأحد أنواع العدوى، والتي قد تمتد مُسببةً التهاب البربخ.[1]

التواء الخصيتين

التواء الخصيتين (Testicular Torsion) هو التفاف الخصية حول الحبل المنوي (Spermatic Cord) المسؤول عن إمداد كيس الصفن بالدم؛ ما ينجم عنه تراجع التروية الدموية الواصلة للخصيتين أو انقطاع التروية الدموية تمامًا في حال التفاف الخصية لأكثر من مرة، ومن ثم تلف أنسجة الخصيتين، يؤدي التواء الخصيتين إلى تورُّم وألم شديد ومفاجئ في كيس الصفن، إضافة إلى التموضع غير الطبيعي للخصيتين، فضلًا عن الحمى والغثيان، والتقيؤ، وآلام البطن.[7]

دوالي الخصيتين

دوالي الخصيتين (Varicocoele) هي تضخُّم واتساع الأوردة المنوية في كيس الصفن، وهي المسؤولة عن تصريف الدم من الخصيتين إلى التجويف البطني وصولًا لعضلة القلب، ما يتسبّب بالتدفق العكسي للدم نتيجةً لتلف بعض صمامات هذه الأوردة.[1]

التهاب البروستات المزمن

التهاب البروستات المزمن (Chronic Prostatitis) هو التهاب غدة البروستات لثلاثة أشهر أو أكثر نتيجة للإصابة بعدوى بكتيرية أو لأسبابٍ أُخرى، ويعاني المريض بهذه الحالة من تكرار مرات التبوُّل بكثرة، والشعور بألم أثناء التبوُّل والقذف، وصعوبة التبوُّل والقذف، فضلًا عن الشعور بألم في كل من أسفل الظهر، والمستقيم، والعضو الذكري، والخصيتين، والعجان (Perineum) (المنطقة ما بين كيس الصفن والمستقيم).[8]

التهاب الخصيتين

التهاب الخصيتين (Orchitis) هو تورُّم إحدى أو كلا الخصيتين نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، ويُعدّ فيروس النكاف أحد أبرز العوامل المُسبّبة لالتهاب الخصيتين، ويتسبّب التهاب الخصيتين بعدة أعراض، أبرزها الشعور بألم في الخصيتين وأعلى الفخذ، والشعور بألم لدى التبوّل أو قذف السائل المنوي، وتورّم كيس الصفن، وخروج دم مع السائل المنوي، فضلًا عن تضخم غدة البروستات، وتورُّم العقد اللمفاوية بأعلى الفخذ، وارتفاع درجة حرارة الجسم.[9]

علاج الالتهابات التناسلية عند الرجل بالأعشاب

قد تُفيد بعض الأعشاب في علاج أو التخفيف من أعراض بعض الالتهابات التناسلية عند الرجل:

علاج العدوى البكتيرية في الجهاز التناسلي الذكري بالأعشاب

يعتمد علاج العدوى البكتيرية على استخدام المضادات الحيوية، ولكن سبق وأن أشارت بعض التجارب المخبرية إلى فاعلية استخدام الثوم في علاج عدوى السيلان، كما تزعم بعض الأبحاث بإمكانية استخدام عشب خاتم الذهب (Goldenseal) لعلاج عدوى السيلان، لكن لا توجد أيّ أبحاث مُوثقّة تُثبت فاعليته.[10]

علاج العدوى الفيروسية في الجهاز التناسلي الذكري بالأعشاب

أفادت إحدى الدراسات فاعلية مادة العكبر (Propolis) (مادة شمعية يُنتجها نحل العسل) في مساعدة التقرحات -التي يسببها الهربس التناسلي- على الالتئام،[11] كما أنّ هناك بعض الدراسات حول فاعلية استخدام خلاصة فطر شيتاكيه (Shiitake Mushroom Extract) في علاج فيروس الورم الحليمي البشري.[12]

علاج فطريات الجهاز التناسلي الذكري بالأعشاب

قد تُفيد مُستخلصات بعض الأعشاب في علاج فطريات الجهاز التناسلي الذكري، مثل: زيت شجرة الشاي، وزيت جوز الهند، وزيت الأوريجانو (Oregano)، والثوم.[13]

علاج العدوى الطفيلية في الأعضاء التناسلية الذكرية بالأعشاب

تُشير بعض التجارب المخبرية فاعلية استخدام بعض النباتات والأعشاب في علاج داء المشعرات لدى الرجل، مثل: الشاي الأسود، الثوم، الرمان، نبات المر (Myrrh)، الزنجبيل، الريحان، الطماطم، نبات البوصير الشائع (Verbascum Thapsus)، حبة البركة، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد توصية فعليّة باستخدام أيًا من هذه الأعشاب بغرض العلاج، إذ إنّها لا زالت قيد البحث والدراسة.[14]

كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الإثنين ، 16 كانون الثاني 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 06 آذار 2023

المراجع

1.
Azenabor A, Ekun AO, Akinloye O. Impact of Inflammation on Male Reproductive Tract. J Reprod Infertil. 2015 Jul-Sep;16(3):123-9. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26913230
2.
Cleveland Clinic. (2020-a). Male Reproductive System. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/articles/9117-male-reproductive-system
3.
Cleveland Clinic. (2022-b). Ejaculatory Duct Obstruction. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22819-ejaculatory-duct-obstruction

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مسالك بولية كبار أونلاين عبر طبكان
احجز