أسباب جفاف العين وأبرز طرق العلاج الممكنة

تُعد مُشكلة جفاف العين من المشاكل الشائعة التي تحدث نتيجة انخفاض رطوبة العين، غالبًا ما يُصاحب هذه المشكلة الشعور بالوخز والاحمرار في العين، وفي حال عدم علاجه قد تتفاقم الأعراض وتُسبّب بعض المضاعفات الخطيرة.

تتعرّض العين للإصابة ببعض المشكلات الصحية من وقتٍ لآخر، فالبعض منها يمكن العناية بها في المنزل والسيطرة على أعراضها ومنها ما يحتاج إلى رعاية طبية بإشراف مختّص، ومن المشاكل الصحية التي قد تُصيب العين جفاف العين،[1] فما هو جفاف العين، وما هي أعراضه؟ وما هي أسبابه وطرق علاجه؟

ما هو جفاف العين؟

يُعرّف جفاف العين (Dry Eyes) على أنه أحد المشاكل الشائعة التي تُصيب العين، إذ يحدث غالبًا بسبب انخفاض رطوبة العين نتيجة عدم القدرة على إفراز كميات كافية من الدموع، أو بسبب خللٍ في جودة الدموع المُنتجة، ممّا يؤدي للشعور بالوخز وعدم الارتياح إلى جانب العديد من الأعراض الأُخرى، التي قد تؤثر في قدرة الشخص على أداء أنشطتهِ وواجباتهِ اليومية، ويُنصح بمراجعة طبيب العيون في حال تفاقم أعراض مشكلة جفاف العين ذات الصِلة ببعض الحالات المرَضية التي تتطلّب العناية الطبية لتجنب الإصابة بمضاعفات جفاف العين.[2][3]

ما هي أعراض جفاف العين؟

يُصاحب جفاف العين مجموعة من الأعراض:[4][5]

  • الشعور بالوخز وحرقان في العين.
  • احمرار العين وتهيّجها، وغالبًا ما يحدث عند التعرّض لرياحٍ قوية أو لأدخنة السجائر.
  • عدم وضوح الرؤية خصوصًا عند القراءة.
  • تكوّن المُخاط ليتشكّل حول العين أو داخلها بما يشبه الخيوط.
  • الشعور بالانزعاج داخل العين، وكأنّ حبيبات رمل قد علِقَت بداخلها.
  • ألم في العينين عند ارتداء العدسات اللاصقة.
  • إدماع العين أو ذرف الدموع باستمرار، غالبًا ما تُفرزها العين نتيجة تهيّجها بسبب الجفاف.
  • حساسية العين للضوء.

ما هي أسباب جفاف العين؟

يحدُث جفاف العين نتيجة عدة أسباب:

  • اختلال توازن مُكونات الدموع، إذ تتكوّن الدموع من ثلاث طبقات أساسية وهي الزيوت الدّهنية والسائل المائي والمُخاط، ليُكوّن هذا المزيج المُتناسق لزوجة مناسبة لسطح العين موفرًا الحماية والتغذية للطبقة السطحية للعين، وذلك من خلال منع تبخر السائل المائي وتوزيع الدموع على سطح العين بالتساوي، لذا تتأثر فعّالية الدموع في الحفاظ على رطوبة العين عند اختلال التوازن بين هذه الطبقات، ومن أهم الأسباب التي تؤدي لاختلال توازن مكوّنات الدموع:[2][6]
    • التهاب غدد جفن العين.
    • بعض أمراض المناعة الذاتية.
    • الاضطرابات الهرمونية.
    • أمراض العيون التحسسّية.
  • انخفاض إنتاج الدموع، وهو ناتج عن عدم قدرة الغدد الموجودة في جفن العين على إنتاج ما يكفي من السائل المائي، ويُشار إلى هذه الحالة بالتهاب القرنية والمُلتحمة الجافة (Keratoconjunctivitis sicca)، ومن أهم أسبابه:[2][6]
    • التقدم في العمر.
    • الإصابة ببعض الاختلالات، مثل أمراض العين التحسسّية، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو متلازمة شوغرن (Sjogren's syndrome)، أو الذئبة الحماميّة، أو تصلّب الجلد، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو نقص فيتامين أ.
    • ضعف أو انخفاض حساسية عصب القرنية الناتج عن إجراء تصحيح البصر بالليزر، أو الاستخدام المطوّل للعدسات اللاصقة.
    • تناول بعض العلاجات الدوائية، مثل مضادات الاحتقان، ومضادات الهستامين، ومضادات الاكتئاب، وأدوية الضغط، وموانع الحمل والهرمونات البديلة، وأدوية حب الشباب.
  • زيادة في معدل تبخّر الدموع، بسبب اختلال طبقة الزيوت الدهنية، إذ إنّها المسؤولة عن الحفاظ على السائل المائي ومنع تبخّره، إذ تُفرز هذه الزيوت الدهنية بواسطة غُدد صغيرة في الجفون تُسمى غدد ميبوميان (Meibomian glands)، وفي حال انسدادها أو تهيجها يقل إفرازُها لهذه الزيوت ممّا يؤدي إلى زيادة معدل تبخر الدموع،[7] ومن مُسبّبات انسداد غدد ميبوميان الإصابة ببعض الحالات المرضية مثل داء السكري، أو تناول مُضادات الهستامين والاحتقان، أو نقص فيتامين أ، أو ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة بالإضافة إلى:[3][7]
  • مشكلة في عملية طرْف العين الطبيعية (الرَمش)، خصوصًا عند التحديق والتركيز لفترة طويلة.
  • بعض الأمراض الجلدية، مثل العد الوردي العيني، والصدفية، والتهاب الجلد في الوجه.
  • مشاكل الجفون، مثل اتجاه الجفن إلى الخارج أو إلى الداخل.
  • حساسية العين.
  • تعرّض العين للإصابة.
  • المواد الحافظة الموجودة في قطرات العين.
  • التعرّض للدخان والهواء الجاف.

عوامل خطر جفاف العين

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بجفاف العين:[3][8]

  • الجنس، إذ إنّ الإناث أكثر عُرضة للإصابة بجفاف العين من الذكور.
  • العوامل البيئية، إذ يزيد المُناخ الجاف والحار وقليل الرطوبة من فرصة الإصابة بجفاف العين.
  • التقدم في العمر.
  • استخدام العدسات اللاصقة، أو الخضوع لإجراء تصحيح البصر بالليزك.
  • الجلوس مطولًا أمام أجهزة الحاسوب.
  • استخدام بعض العلاجات الدوائية مثل، مضادات الهستامين ومضادات الاكتئاب، والعلاجات الهرمونية البديلة.

مضاعفات جفاف العين

يُعد التشخيص السريع لمشكلة جفاف العين وعلاجها أمرًا ضروريًا لارتباطه ببعض الحالات المرضية التي تستوجب العلاج،[8] وكذلك لتلافي الإصابة بمضاعفات جفاف العين:[9][8]

  • تذبذب مستوى الرؤية وعدم وضوحها.
  • تلف القرنية.
  • إصابة العين بالعدوى والتهابها.
  • مشاكل في القرنية مثل، تآكل القرنية، وقُرحة القرنية، والتهاب القرنية البكتيري.
  • فقدان البصر.

تشخيص جفاف العين

يسعى طبيب العيون أثناء تشخيصهِ للمريض المُصاب بجفاف العين إلى تحديد السبب الأساسي للجفاف،[10] وذلك من خلال إجراء عدّة فحوصات:

  • الفحص الشامل للعين، إذ يتعرّف من خلالهِ طبيب العيون على التاريخ المرَضي للمريض ليتمكن من تحديد سبب الجفاف.[10]
  • استخدام مِجهر القرنية، الذي يُستخدم لفحص سطح العين.[9]
  • قياس حجم إنتاج الدموع،[11] يُجرى من خلال:[11][10]
    • فحص شيرمر (Schirmer)، الذي يقيس حجم الدموع من خلال إدخال الطرف المطوي لشريحة ورقية ذات مقياس أشبه بالمسطره داخل طيّة الملتحمة السفلية، وبعد مرور 5 دقائق يتفحّصها الطبيب لتحديد كمية الدموع التي أُنتجت ولمعرفة درجة جفاف العين، ونستطيع الاستدلال على جفاف العين حين تكون النتيجة أقل من 10 مليمتر/ 5 دقائق.
    • فحص خيط الفينول الأحمر (Phenol red thread test)، يُجرَى من خلال وضع خيط مملوء بصبغة حساسة لدرجة الحموضة فوق الجفن السفلي، ثم قراءة النتيجة بعد 15 ثانية.
  • فحص تقييم جودة الدموع، من خلال وضع قطرة من فلورسين الصوديوم ذات اللون الأصفر داخل العين، ممّا يسمح للطبيب بتقييم طبقة الدمع على سطح العين.[9]
  • فحص أسمولية الدموع، يُجرى هذا الاختبار باستخدام أداة خاصة من قِبل الطبيب أو فني العيون إذ يدل ارتفاع أسمولية العين على إصابتها بالجفاف.[11]
  • تحليل عينات من الدموع، وهو فحص نوعي يكشف عن الالتهاب في العين أو نفيه.[11]

علاج جفاف العين

يعتمد علاج جفاف العين على علاج المُسبّب الرئيسي للحالة،[2] ويمكن توضيح طرق علاج جفاف العين:

  • قطرات العين (Eye drops)، تُستخدم في حالات جفاف العين الخفيفة والعرَضية، ويمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، يُنصح باستخدام القطرات الخالية من المواد الحافظة.[2][5]
  • قطرات ومراهم موضعية للعين مُضادة للالتهاب، يصفها الطبيب في حالات التهاب الجفن التي تُسبّب جفاف العين.[2]
  • قطرات عيون تُعزز إفراز الدموع، مثل سيكلوسبورين (Cyclosporine) التي تُصرف تحت إشراف الطبيب لعلاج التهاب القرنية المسبب لجفاف العين.[4]
  • الأدوية المُنشطة للدموع، وتُسمى الأدوية الكولونية مثل، بيلوكاربين (Pilocarpine) الذي يتوفر على شكل جل، أو قطرات عيون، أو أقراص.[2]
  • سدادات القناة الدمعية في حالات سيلان الدموع من القنوات الدمعية لخارج العين، وذلك مؤقتًا أو قد يكون دائمًا بإجراء الجراحة.[11]
  • الجراحة، في حال كان جفاف العين ناتج عن مشاكل الجفون مثل، انقلاب الجفن السفلي للخارج (الشتر الخارجي)، أو ارتخاء الجفن السفلي ما يتسبّب بتصريف الدموع خارج العين.[2][11]

علاجات منزلية لجفاف العين

يمكن تطبيق بعض النصائح التي من شأنها المساعدة في السيطرة على مشكلة جفاف العين في المنزل:

  • وضع كمادات دافئة فوق العين لمدة 5 دقائق، فقد تُخفف من أعراض الجفاف.[7]
  • ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج.[12]
  • الحرص على الرمش أثناء الجلوس لفتراتٍ طويلة على جهاز الحاسوب، أو لدى التحديق بشيءٍ معيّن لمدة طويلة.[12]
  • الحفاظ على رطوبة الغرفة باستخدام أجهزة ترطيب الجوّ (Humidifier).[12]
  • الإكثار من شرب الماء.[12]
  • تجنب التدخين.[12]
  • تجنب تعريض العيون لمجرى هواء مباشر، مثل توجيه مدافئ السيارة إلى الوجه مُباشرة.[6]
  • تناول غذاء صحي متوازن غنيّ بالأوميغا 3.[5]

دواعي زيارة طبيب العيون

يُنصح بمراجعة طبيب العيون في حال ظهور بعض الأعراض أو الدلالات:

  • استمرار أعراض جفاف العين حتى بعد استخدام إمّا قطرات العين التي تُباع دون وصفة طبية لعدّة أسابيع، أو بعد تطبيق العلاجات المنزلية.[13]
  • ظهور تغيير في شكل الجفون.[13]
  • حساسية شديدة من الضوء، وألم شديد في العين.[8]
  • تغيُّر مستوى الرؤية.[8]
  • في حال كان جفاف العين يمنع الشخص من أداء الأنشطة اليومية.[14]
  • عدم معرفة السبب الأساسي لجفاف العين.[14]
كتابة: . خولة يونس - الأربعاء ، 02 تشرين الثاني 2022

المراجع

1.
. Top Causes of Eye Problems. (2021-a). Retrieved from Eye Diseases: Symptoms & Causes of 19 Common Eye Problems (webmd.com)
2.
Middle Sex Health. (2022). Dry eyes. Retrieved from https://middlesexhealth.org/learning-center/diseases-and-conditions/dry-eyes

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية