في السابع عشر من شهر مايو من كل عام، يُسلَّط الضوء على مرض ارتفاع ضغط الدم، والذي يُعرف بـ"القاتل الصامت"، نظرًا لعدم ظهور أعراضه في كثير من الأحيان، ولهذا يُعد الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من مضاعفاته الخطيرة، إذ يَنصح الأطباء بإجراء فحص دوري لضغط الدم في العيادات والمراكز الصحية.[1]
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟ وما نسبة انتشاره؟
يُعد ارتفاع ضغط الدم من المشكلات الصحية المزمنة الشائعة، إذ تُشير التوقعات إلى أنّ عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم قد يرتفع بنسبة كبيرة ليصل إلى نحو 1.5 مليار شخص بحلول عام 2025 ميلادي، وهو مرض يحدث نتيجة الارتفاع المستمر في ضغط الدم داخل الشرايين لفترة طويلة عن المستوى الطبيعي، لتصبح قيمة الضغط الانقباضي 130 مم زئبق أو أكثر، أو الضغط الانبساطي أكثر من 80 مم زئبق.[2][3]
تُفيد التقديرات أن حوالي 48% فقط من المصابين بارتفاع ضغط الدم يتمكنون من السيطرة على ضغط دمهم، في حين أنّ أقل من 26% من هؤلاء المرضى ينجحون في الوصول إلى الهدف الذي يُوصي به الأطباء لضبط ضغط الدم، وهو أقل من 130/80 مم زئبقي، مما يعني أنّ الكثير من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يستطيعون السيطرة عليه كما يجب، مما يُعرضهم لخطر المضاعفات الصحية.[3]
ما أبرز مضاعفات ارتفاع ضغط الدم؟
تتطلب الوقاية والسيطرة على مشكلة ارتفاع ضغط الدم تغييرات في نمط الحياة، بالإضافة إلى الالتزام بالعلاج الدوائي، ومراقبة ضغط الدم بانتظام مع التأكيد على أهمية متابعة قراءات ضغط الدم باستمرار، إذ يُصاب المريض بمضاعفات خطيرة في حال عدم السيطرة على ضغط الدم جيدًا.[1][2]
تتعدد المضاعفات الصحية المرتبطة بالإصابة بارتفاع ضغط الدم،[1] ومن أبرز مضاعفات ارتفاع ضغط الدم التي تزداد احتمالية الإصابة بها في حال عدم السيطرة على ضغط الدم بانتظام:
- الأمراض القلبية، مثل احتشاء عضلة القلب (Myocardial Infarction)، ومرض الشرايين المحيطية (Peripheral Arterial Disease)، والرجفان الأذيني، وتمدد الأوعية الدموية الأبهرية (Aortic Aneurysm)، وأمراض القلب التاجية.[1][2]
- السكتة الدماغية، التي تُعد السبب الرئيسي لإصابة بعض المرضى بالإعاقة التي تمنعهم من ممارسة نشاطات حياتهم الطبيعية.[1]
- الفشل الكلوي.[1][2]
- نوبة ارتفاع ضغط الدم (Hypertensive crises)، وهي من حالات ضغط الدم الحاد المرتبطة بتلف حاد في بعض أعضاء الجسم، مثل الدماغ، والقلب، والأوعية الدموية، وشبكية العين، والكلى.[4]
- الوفاة المبكرة، في بعض الحالات.[1]
علاج ارتفاع ضغط الدم
تَهدف جميع العلاجات المتبعة للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم إلى تقليل خطر المضاعفات القلبية، والدماغية، والكلوية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم،[3] ومن أبرز الطرق العلاجية التي تُسهم في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم:
- تغييرات نمط الحياة، التي تتضمن:[1][3]
- خسارة الوزن الزائد.
- زيادة مستوى النشاط البدني.
- تقليل كمية الملح في النظام الغذائي.
- تجنب استهلاك الكحول والتبغ.
- العلاجات الدوائية، التي تشمل:[1][3]
- الأدوية المدرة للبول (Diuretics).
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (Angiotensin-Converting Enzyme Inhibitors (ACE inhibitors)).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium Channel Blockers).
تجدر الإشارة إلى أن العلاج عبر تحفيز الأعصاب الكلوية (Renal Denervation) يُعد من الخيارات الطبية الحديثة، التي تَهدف إلى تقليل النشاط العصبي المفرط في الأعصاب الكلوية التي تُؤثِّر في ضغط الدم، وهذا من خلال إدخال جهاز عبر القسطرة إلى الشرايين الكلوية واستخدام الترددات الراديوية لإتلاف الأعصاب المسؤولة عن رفع ضغط الدم، وهذا العلاج يُستخدم على وجه الخصوص للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم، أي الذين لا يستطيعون السيطرة على ضغط دمهم بالرغم من استخدام الأدوية، وقد أظهرت إحدى الدراسات العلمية أنّ العلاج عبر تقنية تحفيز الأعصاب الكلوية قد تُسهم جيدًا في خفض ضغط الدم لدى هؤلاء المرضى، ومع هذا لا يُوصى باستخدام هذه التقنية على الدوام أو باستمرار من أجل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.[5]