فوائد نبتة القديس يوحنا (سانت جونز)

تحتل نبتة القديس يوحنا- والمُسماة كذلك بعشبة القديس جونز- أهمية فريدة في علم طب الأعشاب، ولعل أبرز ما يُميزها عن سائر الأعشاب إمكانية الاستفادة منها في عدد من ،الأمراض النفسية، لا سيما تلك التي يصعُب علاجها، كالاكتئاب والوُسواس القهري.

حظيت الصحة الذهنية بكثيرمن الاهتمام في السنوات القليلة الأخيرة وذلك لزيادة انتشار الاعتلالات العقلية وعلى رأسها الاكتئاب، وقد ترافق هذا الاهتمام بالبحث عن منتجات طبيعية فعّالة في علاج هذه الاعتلالات، وقد كانت نبتة القديس جونز أحد هذه المُنتجات.[1]

عشبة القديس يوحنا (سانت جونز)

تُصنّف عشبة القديس يوحنا (St.John's wort) -والتي تُسمى كذلك بعشبة القديس جونز- (.Hypericum perforatum L) على أنها من النباتات المُعمرة التي ترجع أصولها إلى كل من أوروبا، وغرب آسيا، وشمال أفريقيا، إذ انتقلت من هذه المناطق إلى جنوب وشمال أمريكا، وأستراليا، وقد اشتُقت التسمية (Hypericum) من الكلمتين (Hyper) وتعني فوق، و(Eikon) وتعني صورة باللغة اليونانية، وذلك للدلالة على العادة التي كانت سائدة في تعليق هذه العشبة فوق صور الآلهة؛ اعتقادًا من مقتني هذه الصور أنّ ذلك سيحميهم من القوى الشيطانية،[2]

استُخدمت عشبة القديس كنبتة طبية منذ عدة قرون، فاستفادت الشعوب من بعض الأشكال الزيتية لهذه العشبة باستخدامها موضعيًا لعلاج الحروق البسيطة، والجروح، والالتهابات الجلدية، وآلام الأعصاب، وحاليًا تُستخدم عشبة القديس جونز عالميًا لعلاج التوتر ونوبات الاكتئاب، ففي ألمانيا على سبيل المثال تُوصَف لعلاج الاكتئاب بدرجة تفوق وصف دواء الفلوكسيتين (Fluoxetine)، -وهو من أبرز الأدوية المضادة للاكتئاب- بعشرين مرة.[3]

المُركبات الفعالة في عشبة القديس جونز

تحتوي عشبة القديس جونز على 10 أصناف على الأقل من المُركبات الحيوية التي يتباين محتواها من نوع لآخر، وينتج هذا التباين عن الاختلافات الجينية بين الأنواع المختلفة، وتعرّض بعض منتجات هذه العشبة للغش، والظروف البيئية التي أحاطت بنموها، والوقت الذي جرى فيه حصادها، والطريقة التي اتُبعت في معالجة العينة التي جرى دراسة المركبات الكيميائية فيها،[3] ومن المكونات التي تحتوي عليها عشبة القديس جونز: [3][4]

  • مركبات الفلافونويد (Flavonoids): وتوجد هذه المركبات في بعض أجزاء عشبة القديس جونز، فتوجد بنسبة تُقدّر ب 12% في الأوراق، ونسبة تُقدّر ب 7% في الساق، ونسبة تتراوح بين 2-4% في البراعم، ومن أنواع مركبات الفلافونويد الموجودة في عشبة القديس جونز؛ الكوارسيتين (Quercetin)، والليتيولين (Luteolin)، والكامبفيرول (Campferol).
  • مركب الهايبرسين (Hypericin): وهو من المُركبات التي يُعتقد بأنّ لها دور في منح الزيت المُستخلص من عشبة القديس جونز لونه الأحمر.
  • مركبات الزانثون (Xanthones): ويتركز وجود هذه المركبات في جذور النبتة، والتي لا يستفاد منها بالأساس في العمليات التصنيعية التي تُجرى على النبتة.
  • مركب الهايبرفورين (Hyperforin): وهو من المركبات المُحبة للدهون التي تكثُر في عشبة القديس جونز، ويعتقد بأنه من أهم المركبات التي تمنح العشبة خواصها المضادة للاكتئاب.

فوائد نبتة القديس يوحنا

يُستفاد من الأشكال المختلفة لِعشبة سانت جونز، مثل كبسولات سانت جونز، وحبوب سانت جونز، بالإضافة إلى الشاي المُصنّع من سانت جونز في علاج العديد من الأمراض،[5] من أبرز الأمراض التي تستهدفها نبتة القديس يوحنا: [1][5]

  • الاكتئاب: يُعرّف الاكتئاب على أنه فقدان الرغبة لِأداء النشاطات التي كان الشخص مُعتادًا عليها، وذلك لمدة تزيد عن الأسبوعين، وقد وجدت مجموعة من الدراسات فعالية عشبة القديس جونز في علاج الاكتئاب من النوع الرئيسي (Major depression)، غير أنّ مجموعة أخرى من الدراسات لم تثبت هذا الأثر.
  • علاج الاكتئاب المُرافق لفترة ما بعد انقطاع الطمث (Post-Menopause): تشير مرحلة انقطاع الطمث إلى التوقف الدائم في حدوث الدورة الشهرية لدى المرأة، وعادة ما تواجه النساء في هذه الفترة صعوبات نفسية وعاطفية، وقد أظهرت دراسة سريرية أجراها الباحث جروب ورفاقه (Grube et al )على مجموعة من النساء ممن هن في منتصف العمر، بأن العلاج بعشبة القديس جونز لمدة 12 أسبوعًا ساهم في تحسين الأعراض النفسية، والنفسية الحركية التي كانت تعاني منها هذه المجموعة من النساء.
  • علاج الوسواس القهري (Obsessive-compulsive disorder): يُعرّف الوسواس القهري على أنه اعتلال عصبي يؤدي إلى التفكير المُفرط الذي يدفع الشخص إلى تكرار سلوكٍ ما بطريقة قهرية، وهو من الأمراض التي يصعُب علاجها بالعموم، وقد أشارت طليعة الدراسات إلى إمكانية الاستفادة من عشبة القديس جونز في علاج الوسواس القهري، غير أنّ هناك حاجة إلى المزيد من البحث لإثبات فعاليتها.

متى يبدأ مفعول سانت جونز؟ والجرعات اللازمة منه

هناك العديد من الآليات المقترحة لطريقة عمل عشبة سانت جونز، ونظرًا لتعدد أنماط تأثير هذه العشبة، فإنّ تحديد المدة التي تحتاجها هذه عشبة سانت جونز لإحداث أثرها في الجسم يُمكن أن يكون من خلال مراقبة ظهور التأثير فقط،[1] وتكمن أبرز الآليات المُقترحة لعمل عشبة القديس جونز في أنها تعمل كمُثبط لإعادة امتصاص بعض النواقل العصبية التي تشمل السيروتونين (Serotonin)، والدوبامين (Dopamine)، والنورأدرينالين (Norepinephrine)، فبالتالي يقل امتصاص هذه النواقل عند التشابكات العصبية، وترتفع مستوياتها، ويُعتقد بأنّ ارتفاع مستوى هذه النواقل في الجسم يفيد في علاج الاكتئاب، أما الجرعة التي يُنصح بتناولها من عشبة القديس جونز فهي تختلف باختلاف المنتج، ويرى بعض العلماء أن الجرعة المُناسبة للشخص البالغ هي كبسولة بتركيز 300 مغ، ونسبة مركب الهايبرسين فيها 0.3 % وذلك ثلاث مرات يوميًا.[5]

أضرار عشبة القديس جونز

لا تزال البيانات المخبرية المتعلقة بُسمية المُنتجات المُحضرة من عشبة القديس جونز محدودة، إذ اختص قسم كبير من هذه البيانات بما يُعرف بالسمية الضوئية الناتجة عن احتواء العشبة على مركبات (Napthodianthrones)، والتي قلّما تحدث عند تناول الجرعات الاعتيادية،[2] وفي دراسة أوروبية أجريت على 3250 مريضًا وهدفت إلى ملاحظة الآثار الجانبية التي قد تحدثها عشبة القديس جونز، بلغت نسبة إجمالي المضاعفات الناتجة عن استخدام مُستخلص عشبة القديس جونز في علاج الاكتئاب 2.4%، وقد تمثلت هذه الآثار بتهيج في الجهاز الهضمي-بنسبة بلغت 0.6%-، وحدوث تفاعلات تحسسية- بنسبة بلغت 0.5%، وشعور بالتعب- بلغت نسبته 0.4%، وإحساس بعدم الراحة بلغت نسبته 0.3%، وقد خلُصت إحدى المراجعات التحليلية الواسعة أنّ لعشبة القديس جونز بعض الآثار الجانبية، غير أنّ معظمها من النوع الطفيف والمؤقت.[3]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الثلاثاء ، 13 أيار 2025
تدقيق طبي: الصيدلانية صابرين النادي

المراجع

1.
Canenguez Benitez, J. S., Hernandez, T. E., Sundararajan, R., Sarwar, S., Arriaga, A. J., Khan, A. T., Matayoshi, A., Quintanilla, H. A., Kochhar, H., Alam, M., Mago, A., Hans, A., & Benitez, G. A. (2022). Advantages and Disadvantages of Using St. John’s Wort as a Treatment for Depression. Cureus. Retrieved from https://doi.org/10.7759/cureus.29468
2.
Linde K. (2009). St. John’s Wort – an Overview. Forschende Komplementärmedizin / Research in Complementary Medicine, 16(3), 1–1. Retrieved from https://doi.org/10.1159/000209290
3.
Greeson, J., Sanford, B. & Monti, D. (2001). St. John's wort (Hypericum perforatum): a review of the current pharmacological, toxicological, and clinical literature. Psychopharmacology 153, 402–414. Retrieved from https://doi.org/10.1007/s002130000625

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

اطلب عرض سعر لعلاج الاكتئاب من أفضل الاستشاريين
اطلب عرض سعر