تلعب غدة البروستات (Prostate) دورًا هامًا في أداء الوظيفة التناسلية الذكرية، وهي عبارة عن غدة عضلية ليفية كثيفة تقع في تجويف الحوض عند الذكور، تُسهم البروستاتا في إفراز السائل المنوي، والعديد من العناصر غير العضوية كالزنك، وبعض البروتينات مثل الفوسفتاز الحمضي، ومستضد البروستاتا النوعي (Prostate specific antigen)،[1][2] الذي يُخفف من لزوجة السائل المنوي من خلال تكسير البروتينات المكونة له والمسؤولة عن القوام الهلامي للسائل المنوي في الحالة الطبيعية، مما يسمح بانتقال الحيوانات المنوية بسهولة إلى عنق الرحم، وغالبًا ما قد ترتبط مستويات مستضد البروستات النوعي في الدم بحجم غدة البروستات، لذا قد ترتفع مستوياتها أو تنخفض لدى إصابة البروستاتا ببعض المشكلات المرضية أو نتيجة تناول بعض الأدوية،[3][4] فما هو اختبار مستضد البروستات النوعي؟ وكم النسبة الطبيعية لتحليل PSA؟ وارتفاع نسبة PSA في الدم على ماذا تدل؟
ما هو فحص مستضد البروستات (PSA)؟
يُعد فحص مستضد البروستات أحد فحوصات الدم المخبرية التي تقيس مستوى مستضد البروستات النوعي في عينة المريض، وهو إنزيم بروتياز السيرين (Serine protease enzyme)،[3][5] أو بروتين سكري، تنتجه الخلايا الظهارية في أنسجة غدة البروستات، ليمر بعدها عبر الخلايا القاعدية والبطانية على هيئة (Pro- PSA)، ويصل إلى القنوات البروستاتية على الهيئة النشطة له، ويُشار إلى أنّ جزءًا من PSA يصل إلى الدورة الدموية من خلال اختراقه للأغشية الشعرية.[3][6]
تُنتج أنسجة الثدي، والغدة النكافية (Parotid glands)، والغدد المجاورة للإحليل (Periurethral glands) كميات قليلة من مستضد البروستات النوعي، لذا يمكن العثور على PSA عند النساء أيضًا بكميات قليلة.[6][7]
تكون مستويات PSA لدى الذكور الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم من (20 - 45) عامًا في الحالة الطبيعة ضمن مستويات منخفضة حتى أنها قد تكاد تكون غير قابلة للكشف، وهذا لأنّ غدة البروستات تتخلّص من الـ PSA عبر قنواتها إلى مجرى البول وتطرحه أثناء عملية قذف السائل المنوي، إلا أنّ هذه العملية المتوازنة التي يتّبعها الجسم للتخلص من PSA قد تتعرّض إلى خلل ما في بعض الحالات التي قد تصيب غدة البروستاتا، كالسرطان، أو الالتهاب، أو تضخم البروستاتا الحميد، فمنها ما قد يزيد من إنتاج PSA وزيادة تسرّبه إلى مجرى الدم، وبالتالي ارتفاع مستوياته في الدم.[6][8]
الفرق بين Free-PSA وTotal PSA
يوجد مستضد البروستاتا النوعي PSA في مجرى الدم بشكلين؛ مستضد البروستات النوعي الحر (fPSA) (Free PSA) ويمثل مستويات PSA الحرة غير المرتبطة بالبروتينات في الدم، ومستضد البروستات النوعي المرتبط (cPSA) (Complexed PSA)، وكلاهما معًا يشكلان PSA الكلي (Total PSA) إذ يحتوي PSA الكلي على 30% من PSA الحر، و70% من الـ PSA المعقد أو المرتبط، وغالبًا ما يُشير ارتفاع FPSA إلى الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، أمّا ارتفاع PSA المعقد فقد يرتبط مع الإصابة بسرطان البروستات، لذا في حال كانت fPSA أقل من 25% فقد يرتبط ذلك باحتمالية أكبر للإصابة بالسرطان.[6][8]
دواعي إجراء فحص مستضد البروستات (PSA)
يُستخدم فحص مستضد البروستات PSA كأحد الفحوصات التشخيصية لسرطان البروستاتا؛ فهو يتمتع بحساسية عالية قد تصل إلى (70 -80)%، وكلما ارتفعت مستويات PSA زادت احتمالية الإصابة بسرطان البروستات، كما قد يجري الطبيب فحص المستقيم اليدوي (Rectal examination) للبروستات إلى جانب فحص PSA ما يزيد من حساسية الكشف عن الإصابة بسرطان البروستات لتصبح (85 -90)%،[6] إضافةً إلى هذا يُجرى فحص الـ PSA لعدة أسباب أخرى أبرزها:
- الكشف عن مدى انتشار سرطان البروستاتا.[6]
- تحديد مدى نجاعة العلاج المستخدم للمريض.[6]
- تشخيص أمراض غدة البروستات الأخرى غير السرطانية.[5]
- تقييم الحالة الصحية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا سنويًا،[8] أبرزهم:
- ظهور أحد الأعراض المتعلقة بأمراض البروستاتا؛[9] وتتضمن:[5][9]
- صعوبة التبوّل، واستغراق وقت طويل أثناء التبول، وضعف تدفّق البول.
- التنقيط البولي.
- التبوّل المتكرر في الليل.
- الشعور بألم أثناء التبول.
- وجود دم في البول أو السائل المنوي.
- آلام في الحوض أو الظهر.
- تقييم مستويات PSA بعد استئصال البروستات الجراحي أو العلاج الإشعاعي.[8]
ما مخاطر إجراء فحص مستضد البروستات (PSA)؟
لا مخاطر تتعلّق بإجراء فحص مستضد البروستات، لكن قد يشعر المريض بألم طفيف لحظة إدخال الإبرة، أو قد يلاحظ ظهور كدمة موضع السحب سرعان ما تختفي.[5]
التحضيرات قبل فحص مستضد البروستات (PSA)
لا يحتاج فحص مستضد البروستات إلى الصيام، لكن لا بأس من سحب عينة الدم للمريض وهو صائم إذ تؤثر بعض الأدوية مثل فيناستيريد (Finasteride)، وثنائي إيثيل ستيلبيسترول (Diethylstilbestrol) في خفض مستويات الـ PSA، وكذلك الأعشاب الطبيعية مثل عشبة البلميط المنشاري (Saw palmetto) التي غالبًا ما تستخدم في علاج تضخم البروستات،[8][10] ولهذا يجب إطلاع الطبيب على جميع الأدوية التي يتناولها المريض،[5] كما يوصى بتجنب الاستمناء أو الجماع قبل 48 ساعة من موعد الفحص، إذ قد يؤثر هذا في رفع مستويات PSA، كذلك يجب جمع العينة قبل إجراء فحص المستقيم اليدوي للمريض في حال أراد الطبيب إجراؤه، وقبل خضوع المريض لإجراء خزعة البروستات أو بعد 6 أسابيع من إجرائها، وهذا لتأثيرها في رفع مستويات (PSA).[8][9]
تؤثر العديد من الأمور في رفع مستويات الـ PSA ارتفاعات خاطئة، كممارسة بعض التمارين الرياضية التي تحتاج إلى جهد بدني خصوصًا ركوب الدراجة، لذا يوصى دائمًا بسحب عينة الدم بعد مرور 48 ساعة من ممارسة التمارين، وفي حال طلب الطبيب إجراء فحص مستضد البروستات النوعي بعد إجراء فحص المستقيم اليدوي يجب سحب عينة الدم بعد أسبوع على الأقل من إجرائه.[9]
طريقة إجراء فحص مستضد البروستات (PSA)
يحتاج فحص المستضد البروستات النوعي إلى سحب عينة دم من الوريد في ذراع المريض، وهذا باستخدام إبرة صغيرة لجمع عينة الدم في الأنبوب الملائم للفحص، وغالبًا ما يستغرق إجراء سحب الدم أقل من 5 دقائق.[5]
كيفية قراءة تحليل PSA
تتراوح المستويات الطبيعية لفحص مستضد البروستاتا النوعي عند الرجال (0 - 4.0) نانوجرام/ ملليلتر، أمّا النساء فتتراوح من (0 - 0.5) ملليغرام/ ديسيلتر،[7][10] ويمكن بيان النطاقات الطبيعية لفحص الـ PSA لدى الرجال ضمن فئات العمرية كما هو موضّح في الجدول أدناه:[7]
الفئة العمرية | مستويات مستضد البروستات النوعي (PSA) |
من 40 إلى 49 عام | (0 - 2.5) نانوجرام/ ملليلتر |
من 50 إلى 59 عام | (0 - 3.5) نانوجرام/ ملليلتر |
من 60 إلى 69 عام | (0 - 4.5) نانوجرام/ ملليلتر |
من 70 إلى 79 عام | (0 - 6.5) نانوجرام/ ملليلتر |
تقدّر نسبة الـ PSA الحر كنسبة مئوية من مستوى الـ PSA الكلي، وغالبًا ما تُستخدم في حال كانت مستويات الـ PSA الكلي تتراوح ما بين (4 - 10) نانوجرام/ ملليلتر، فكلما زادت نسبة الـ PSA الحر انخفض خطر الإصابة بسرطان البروستات، ويُشار إلى أنّ نسبة PSA الحر التي تقل عن 10% تزيد خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 50%، وفي حال كانت تزيد عن 25% فإن خطر الإصابة بسرطان البروستات يكون أقل من 10%.[3][10]
ماذا يعني ارتفاع نسبة PSA؟
ترتبط نتائج فحص المستضد النوعي المرتفع للمرضى الذين يُعانون من أعراض البروستاتا بعدة مشكلات مرضية، كسرطان البروستات، أو تضخّم البروستات الحميد، أو التهاب البروستات، أو عدوى المسالك البولية الحديثة،[5] [8] لذا قد يلجأ الطبيب لإجراء المزيد من الفحوصات كخزعة البروستات، وفحص المستقيم اليدوي،[9] أمّا نتائج فحص الـ PSA لمرضى السرطان أو بهدف العلاج، فغالبًا ما يُشير انخفاض مستوى الـ PSA إلى نجاعة العلاج الإشعاعي، أو الهرموني، أو الجراحي، ويرتبط ارتفاع الـ PSA بعودة سرطان البروستات ونمو الورم.[5] [8]
هل فحص PSA يكشف تضخم البروستات؟
نعم، يُسهم فحص PSA الحر في الكشف عن الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد (Benign prostate hyperplasia)؛ من خلال ارتفاع مستويات PSA الحر مقارنةً مع مستويات PSA المرتبط، إذ إنّ مستويات فحص PSA المرتفعة لا تشير دائمًا إلى الإصابة بالسرطان.[8][10]
هل ارتفاع PSA يعني سرطان؟
يُعد فحص PSA من المؤشرات الحساسة والهامة للكشف المبكر عن الإصابة بمرض سرطان البروستات، ومع هذا لا يمكن الاعتماد عليه كاختبار تشخيصي للكشف عن سرطان البروستاتا، إذ تتأثر مستويات PSA بالارتفاع لعدة أسباب مرضية وليس فقط عند الإصابة بالسرطان،[3][7] لكن هناك مؤشرات إضافية لفحص PSA يمكن إجراءها إلى جانب فحص PSA للحصول على معلومات ذات فائدة تشخيصية مثل قياس سرعة (PSA) (PSA velocity)، الذي يقيس مدى ارتفاع مستوى PSA مع مرور الوقت، وغالبًا ما ترتبط الارتفاعات الحادة مع الإصابة بمرض السرطان ونمو الورم السريع،[8][11] والجدير بالذكر أنّه غالبًا ما يرتبط ارتفاع PSA الكلي إلى جانب انخفاض PSA الحر بالورم الخبيث أو السرطاني.[10]