قد يؤثر الضعف الجنسي في الرجال من مختلف الأعمار، إلّا أن احتمالية الإصابة به ترتفع مع التقدم في السن، ويحدث الضعف الجنسي نتيجة عدّة عوامل مرضية، منها الاضطرابات العصبية، أو أمراض الأوعية الدموية، أو الغدد الصماء، كما قد تكون نتيجة عوامل نفسية كالتوتر والقلق مثلًا، إذ تؤدي جميعها إلى الإصابة بأحد اضطرابات الضعف الجنسي.[1][2]
من أشهر مشكلات الضعف الجنسي سرعة القذف (Premature ejaculation)، وانخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب (Erectile dysfunction) الذي يتمثل في عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب الطبيعي عند الرجل خلال الجماع، ويمكن علاجه باستخدام أدوية محددة، وخسارة الوزن الزائد، والتخلي عن عادات سيئة كالتدخين، وفي حال فشل الطرق السابقة، يلجأ الاختصاصيون للخيار الجراحي الذي يتمثل بزراعة دعامات الضعف الجنسي.[3]
ما هي دعامات الانتصاب؟
تُعرف دعامة الانتصاب (Penile Prosthesis) على أنها جهاز يُزرع جراحيًا ليساعد على انتصاب القضيب من خلال جعله أكثر صلابة،[4] إذ ظهرت دعامات ضعف الانتصاب للمرة الأولى عام 1973 ميلادي كعلاج لضعف الانتصاب الشديد، خصوصًا مع تزايد حالات الإصابة به حول العالم، والتي يمكن أن تتجاوز 322 مليون حالة وفقًا للتقديرات بحلول عام 2025 ميلادي.[5]
أنواع دعامات الانتصاب
تُمثل دعامات الانتصاب المعيار الذهبي لعلاج ضعف الانتصاب الشديد، أو الذي لا يستجيب للعلاجات التقليدية،[6] ويتوافر نوعان مختلفان من دعامات الانتصاب.[7]
الدعامة المرنة غير القابلة للنفخ (Malleable Penile Prosthesis)
تتكون دعامة القضيب المرنة غير القابلة للنفخ (شبه الصلبة) من قضيبين مرنين، يُصنعان من مادة السيليكون أو أسلاك حلزونية الشكل، ويُغلفان بغطاء خارجي سيليكوني أو من مادة عديد اليوريثان (Polyurethane).[8]
الدعامة الهيدروليكية أو القابلة للنفخ (Inflatable Penile Prosthesis)
تتكون الدعامة الهيدروليكية من اسطوانتين تُزرعان في الجسم الكهفي من القضيب (Corpora cavernosa) تتصلان بمضخة تُزرع في كيس الصفن، موصولة بخزان مليء بمحلول ملحي معقم يُزرع داخل الحوض، وتكمن وظيفة المضخة في تحفيز تدفق الدم نحو الجسم الكهفي خلال عملية الانتصاب،[3][8] ويوجد ثلاث أنواع مختلفة من الدعامة القابلة للنفخ:[9]
- دعامة قابلة للنفخ تتكون من قطعة واحدة:
الخزان -صغير الحجم- موصول مباشرة بالاسطوانتين.
- دعامة قابلة للنفخ تتكون من قطعتين:
يتميز بوجود مضخة موصولة بالخزان.
- دعامة قابلة للنفخ تتكون من ثلاث قطع:
يحتوي على خزان آخر أكبر حجم منفصل موصول بالخزان.
تجدر الإشارة إلى أنّ اختيار النوع المناسب من الدعامات يعتمد على عدّة عوامل، أهمها رغبة المريض، وسبب الخضوع للزراعة، وحجم القضيب المرغوب، بالإضافة إلى التكلفة.[9]
كيف تعمل دعامة الانتصاب؟
تعمل الدعامة المرنة على تسهيل الانتصاب أثناء الجماع من خلال المكونات المستعملة في تصنيعها، إذ تحافظ على صلابتها خلاله ويمكن ثنيها لإخفائها بعد الانتهاء من الجماع، أما الدعامات القابلة للنفخ، فجميع أنواعها تعمل بذات الطريقة، إذ يحدث الانتصاب عندما يضغط المريض على المضخة المزروعة في كيس الصفن، مما يؤدي إلى دفع السوائل فيها نحو الدعامة القابلة للنفخ.[10]
ما دواعي/أسباب تركيب دعامة الانتصاب؟
تُستخدم دعامات للرجل عندما لا يستجيب للأدوية الفموية أو الحقن لعلاج ضعف الانتصاب،[7] ومن الدواعي الأخرى لاستخدام دعامة للرجل:[4][5]
- المعاناة من مرض بيروني (Peyronie disease) الذي يرافقه ضعف الانتصاب.
- الإصابة بتليف الجسم الكهفي في القضيب.
- الإصابة بتليف الجسم الإسفنجي من القضيب بعد الانتصاب الدائم أو القساح (Postpriapism spongiofibrosis).
- الانتصاب الدائم أو القساح الذي يستمر لأكثر من 24 ساعة.
- العجز الجنسي الشديد الناجم عن أسباب نفسية لا تستجيب للعلاج.
- الإصابة بمرض السكري.
- المعاناة من الشلل النصفي أو الرباعي.
مخاطر/مضاعفات تركيب الدعامة الذكرية
يُعد الإصابة بالألم، أو التعرض لعدوى، أو تمزق الأنسجة في القضيب من أبرز عيوب دعامة الانتصاب، وعلى الرغم من ذلك تبقى الدعامة الهيدروليكية للانتصاب أفضل الطرق وأكثرها أمانًا للتخلص من العجز الجنسي،[3][10] ومن أبرز المضاعفات التي ترافق تركيب الدعامة:[11][12]
- التسبب بتلف للأنسجة خلال العملية الجراحية، مثل ثقب الجسم الكهفي أو الحالب، أو إصابة الأوعية الدموية في الأمعاء والمثانة بالضرر.
- الإصابة بعدوى، والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض كالحمى، والشعور بألم في القضيب، واحمراره، وامتلائه بالسوائل، كما يمكن الإصابة بتسمم الدم (Sepsis).
- فشل الدعامة المزروعة، أو تسرب المحلول الملحي من الخزان المزروع بسبب حدوث شق أو تمزق في أحد أجزاء الدعامة الذكرية.
- الإصابة بوذمة دموية في الصفن (Hematoma).
- تآكل الجسم الكهفي.
- حدوث فتق في الخزان المزروع.
التحضيرات/الفحوصات قبل تركيب دعامة الانتصاب
لعلّ اتباع الإجراءات التي تقلل من احتمالية الإصابة بالعدوى بعد تركيب دعامة للعضو الذكري من أهم خطوات التحضير قبل إجراء العملية،[13] من أبرز الإجراءات التحضيرية قبل تركيب دعامة الانتصاب:[13][14]
- علاج عدوى المسالك البولية في حال وجوده، أو البيلة البكتيرية (Bacteriuria)، وغيرها من الالتهابات الموضعية أو تلك التي تصيب أجهزة الجسم المختلفة
- تنبيه المريض إلى التوقف عن التدخين لمدة 4 أسابيع على الأقل قبل العملية.
- ضبط سكر الدم لمرضى السكري.
- تركيب قسطرة بولية لمنع تسرب البول خلال العملية.
- إعطاء المريض مضادًا حيويًا واسع الطيف عبر الوريد قبل ساعة من العملية ولمدة 24 ساعة بعدها، مثل دواء جنتاميسين (Gentamicin) ودواء الفانكوميسين (Vancomycin).
- الحرص على إزالة شعر العانة داخل غرفة العمليات والابتعاد عن الحلاقة قبلها، وذلك بسبب احتمالية جرح الجلد مما يسبب تراكم البكتيريا داخل الشقوق.
- تعقيم الجلد بمحلول يحتوي الكحول ومادة كلورهيكسيدين (Chlorhexidine).
- استخدام دعامات ذكرية معالجة بمضاد حيوي قبل زراعتها.
طريقة زراعة/تثبيت الدعامة
لا تستغرق عملية زراعة الدعامة وقتًا طويلًا، إذ يمكن إجراؤها تحت تأثير التخدير النخاعي الموضعي (Locoregional spinal anaesthesia)، كما تختلف التقنية التي يتبعها الجراح للزراعة تبعًا لنوع الدعامة المستخدم، إذ يُجري شقًا في الإحليل السفلي (Subcoronal) عند استعمال الدعامة المرنة، يتبعه شق على طول جسم القضيب وحول حشفة القضيب (رأسه) لكشف الجسم الكهفي من الداخل، ثم زراعة الدعامة داخله، أما عند استخدام الدعامة القابلة للنفخ/الهيدروليكية، تُزرع المضخة في كيس الصفن، أما الخزان فيوضع في منطقة الحوض، ثم يجرى شق طولي في المنطقة بين كيس الصفن والقضيب (Penoscrotal) لإخراج الجسم الكهفي منها وزراعة الدعامة فيه، أو قد يُجرى الشق في المنطقة السفلية من العانة بطول 10 سم، وذلك للوصول إلى الجسم الكهفي الموجود أسفل عظام العانة.[15]
فترة التعافي بعد تركيب الدعامة
يقضي المريض فترة أقصاها يوم أو يومين في المستشفى بعد العملية، ثم يمكنه العودة للمنزل في حال عدم حدوث أي مضاعفات،[15] ويمكن استخدام مسكنات أفيونية خلال الأسبوع الأول الذي يلي العملية لتخفيف الألم، وينبغي تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة نشاطات شديدة، إذ قد يؤدي ذلك إلى تحرك الخزّان الموصول مع الدعامة من مكانه.[14]
كما يجب مراجعة الطبيب بعد مرور أسبوعين للكشف على جرح العملية والتحقق من سلامة وظائف الدعامة المزروعة، بالإضافة إلى الكشف عن علامات الإصابة بعدوى، أما بعد مرور 4 أسابيع، يُعلم الجراح المريض كيفية استخدام الدعامة التي بمقدوره البدء باستعمالها فعليًا بعد مرور 6 أسابيع من العملية.[15]
مزايا/فوائد تركيب دعامة الانتصاب
تُعد عملية تركيب دعامة القضيب المعيار الذهبي لعلاج ضعف الانتصاب، وبنسبة نجاح مرتفعة تصل إلى 90%، كما أكدت العديد من الدراسات رضا العديد من المرضى بعد الخضوع لزراعة دعامة القضيب لفترات تصل إلى 10 سنوات، وذكرت دراسات أخرى أن رضا المرضى بعد العملية يفوق ذاك الذي يمكن الحصول عليه عند استخدام علاجات ضعف الانتصاب المتعارف عليها.[16]
أسئلة شائعة
- ما فائدة الدعامات للعضو الذكري؟
تساعد الدعامات الذكرية القضيب على الانتصاب.[4]
- كم تبقى الدعامة مزروعة في القضيب (مدة صلاحيتها)؟
تبقى الدعامات الهيدروليكية (القابلة للنفخ) فعالة لمدة تتراوح بين سبع إلى عشر سنوات.[17]
- هل يمكن إزالة الدعامة الذكرية؟
نعم، يمكن إزالة الدعامة الذكرية بعد زراعتها.[18]
- هل يوجد خطر في تركيب الدعامة؟
كسائر العمليات الجراحية الأخرى، يُرافق عملية تركيب الدعامة بعض المخاطر والمضاعفات.[19]
- كم تستغرق عملية دعامة الانتصاب؟
تستغرق العملية قرابة 53 دقيقة.[20]
- متى يصبح الرجل غير قادر على الانتصاب؟
يفقد الرجل قدرته على الانتصاب نتيجة التقدم في السن، أو الإصابة باضطرابات عصبية، أو أمراض الأوعية الدموية، أو الغدد الصماء، أو قد يفقدها نتيجة عوامل نفسية كالتوتر والقلق.[1][2]
- هل الدعامة تؤخر القذف؟
لا تؤثر الدعامة في عملية القذف.[21]
- هل الدعامة تقوي الانتصاب؟
نعم، تقوي الدعامة المزروعة الانتصاب من خلال زيادة صلابة للقضيب.[4]
- كم هي مدة الانتصاب الطبيعي؟
تختلف مدة الانتصاب الطبيعي بين الرجال كثيرً، فقد تتراوح بين أقل من دقيقة إلى أكثر من نصف ساعة بقليل، كما يحتاج الرجل إلى فترة 5 -7 دقائق للوصول للنشوة، ومن ثم القذف خلال الجماع.[22]