الطفح الجلدي لمرضى الإيدز

تظهر أنواع مختلفة من الطفح الجلدي لدى مرضى الإيدز لأسبابٍ عِدة، إذ ينجم بعضها عن الإصابة بعدوى معيّنة، كعدوى فيروس الهربس البسيط، وفيروس مضخم للخلايا، وفطريات الكانديدا-المبيضات-، بينما تظهر بعض أنواع الطفح الجلدي لدى مريض الإيدز بسبب استخدام أنواع معيّنة من الأدوية خلال فترة علاجه، أو بسبب تطوّر ورم سرطاني في الجسم الذي يعاني ضعف المناعة، لذلك قد تظهر الحبوب في أجزاء مختلفة من أجسام المصابين بالإيدز، سواءً على الوجه، أو الجذع، أو الأطراف، أو المنطقة التناسليّة.

أشارت الإحصائيات في عام 2021 ميلادي إلى إصابة حوالي 38 مليون شخص تقريبًا بعدوى فيروس عوز المناعة البشري (HIV) عالميًّا، ولقيَ 650 ألف شخص تقريبًا حتفهم بسبب مضاعفات مرض الإيدز في العام ذاته، ودلّ هذا الرقم على انخفاض واضح في أعداد الوفيات المرتبطة بمرض الإيدز مقارنةً بالسنوات السابقة.[1]

ما هو الإيدز؟

الإيدز (AIDS) أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (Acquired immunodeficiency syndrome)، هي مصطلحات تعبّر عن آخر مراحل الإصابة بعدوى فيروس عوز المناعة البشري (HIV) -المرحلة الثالثة-، إذ تُشير التحاليل المخبريّة لمريض الإيدز إلى حدوث انخفاض شديد في عدد الخلايا اللمفاوية (+CD4) في الدم التي تُسهم في دعم مناعة الجسم، كذلك يعاني المصاب من عِدّة مضاعفات شديدة،[1][2] من أبرزها:[2][3]

  • العدوى الانتهازية (Opportunistic infection)‏ التي قد تؤثر في أي جزء من جسم المصاب، كالعدوى الفيروسيّة، والعدوى البكتيريّة، والعدوى الفطريّة، وعدوى الكائنات الأولية أو الطفيليات (Protozoa)، ومن الأمثلة على أنواع العدوى التي قد تصيب مريض الإيدز:
    • عدوى المبيضات (Candidiasis).
    • الالتهاب الرئوي المتكرر (Recurrent pneumonia).
    • حمى الصحراء (Coccidioidomycosis).
    • داء المستخفيات (Cryptococcosis).
    • عدوى الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus disease).
  • السرطان، إذ يكون مرضى الإيدز أكثر عرضة للإصابة بأنواع معيّنة من السرطان، بالأخص سرطان الجلد، وسرطان الغدد الليمفاوية (Lymphomas).

أعراض الإيدز

يتطوّر مرض الإيدز لدى الغالبيّة العظمى من الحالات التي لا تتلقّى علاجًا لعدوى فيروس عوز المناعة البشري، ويُعزى ذلك إلى مهاجمة فيروس (HIV) الجهاز المناعيّ في جسم المصاب وإلحاق الضّرر به، وعمومًا، تعتمد طبيعة الأعراض التي تظهر لدى المصاب بالإيدز على نوع العدوى التي يعانيها والجزء المتأثّر في جسمه بالعدوى،[2] وتتلخّص أعراض الإيدز:[2]

  • الحمّى، والسعال، وضيق التنفس، كما قد تصاحب هذه الأعراض عدوى تؤثر في رئتيّ المصاب.
  • ألم البطن، والتقيؤ، والإسهال، وصعوبة البلع، وغيرها من الأعراض الأخرى المصاحبة للعدوى في الأمعاء.
  • الطفح الجلدي، والحمى، ونزول الوزن، وتورّم الغدد اللمفاويّة، والتعرّق.

أعراض الإيدز عند الرجل

تظهر أعراض الإيدز عند الرجل إلى جانب أعراض الإيدز الأخرى:[4]

  • ضعف الانتصاب (Erectile dysfunction)، ويُذكَر بأنّ ضعف الانتصاب يكون شائعًا بين الرجال متوسطي العمر المصابين بعدوى فيروس (HIV).
  • فقدان الرغبة الجنسيّة (Libido) بسبب المشكلات العضويّة التي تحدث في جسم المصاب، ومع ذلك، قد يعاني مريض الإيدز من فقدان الرغبة الجنسيّة جرّاء مروره بتغيّرات عاطفيّة ومشكلات نفسيّة خلال فترة مرضه، كمعاناته من الاكتئاب والقلق مثلًا.
  • اضطرابات القذف (Ejaculatory disorders)، وتظهر اضطرابات القذف بتأثير عوامل عِدة، كالعوامل النفسيّة، والإصابة بالعجز الجنسيّ (Sexual dysfunction)‏، ووجود عوامل مرتبطة بجهاز الغدد الصمّاء أو الجهاز البولي، وقد يحدث تأخّر القذف في حالات الإصابة بالإيدز بسبب اعتلال الأعصاب المحيطيّة.
  • مشكلات الخصوبة، وتحدث هذه المشكلة بسبب اختلال تركيز الحيوانات المنويّة وتغيّر شكلها -تكوين حيوانات منوية غير طبيعيّة-.

أعراض الإيدز عند النساء

قد تكون أعراض الإصابة بفيروس عوز المناعة البشريّ لدى النساء مختلفة عنها لدى الرجال:[5]

  • تكرار الإصابة بعدوى فطريّة في المهبل.
  • ظهور أعراض شديدة مصاحبة لمرض الحوض الالتهابي (Pelvic Inflammatory Disease (PID)).
  • حدوث مشكلات الدورة الشهريّة.
  • انقطاع الطمث في سنٍّ مبكّر.

الطفح الجلدي للإيدز

يتكرّر ظهور الآفات الجلديّة عند الإصابة بالفيروس المسبّب لمرض الإيدز، إذ يعاني حوالي 90% من الأشخاص المصابين بالفيروس من الطفح الجلديّ وتغيّرات الجلد خلال فترة الإصابة بالمرض،[6] ومع ذلك، أدّى استخدام العلاج المضاد للفيروسات العكوسة (Antiretroviral therapy) إلى تحسّن الحالة المناعية لدى المصابين بعدوى فيروس عوز المناعة البشري في الوقت الراهن، وانخفاض احتمالية الإصابة بالمشاكل الجلديّة والطفح الجلدي لدى المصابين.[7]

يُعد ظهور الآفات الجلديّة واحدةً من أهم العلامات الأوليّة المصاحبة لتثبيط المناعة المرتبطة بعدوى فيروس عوز المناعة البشري (HIV)، لذلك قد يساعد التعرف على التغيرات الجلدية المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية على تشخيص الإصابة بالفيروس في المراحل المبكرة، ومباشرة العلاج للحدّ من تطوّر المرض وظهور مضاعفاته.[6][8]

يظهر الطفح الجلدي في حالات الإيدز بسبب عدوى فيروس عوز المناعة البشري نفسه، أو بسبب الاضطرابات الانتهازيّة الثانوية التي تظهر نتيجةً لتراجع وظائف الجهاز المناعي في جسم المصاب، أو بسبب ظهور الورم السرطانيّ، وقد يبدو الطفح الجلدي في هذه الحالة كآفاتٍ جلدية واضحة الحواف ومرتفعة عن مستوى سطح الجلد، كالحطاطة (Papule) واللويحات (Plaques)، أو يظهر كعقيدات (Nodules) تؤثر أحيانًا في طبقات الجلد الأكثر عُمقًا ويزيد قطرها عن 2 سم، كما يشكّل الطفح الجلدي لدى مرضى الإيدز أحيانًا حويصلات (Vesicles) مملوءة بسائل شفاف.[7][8]

حبوب الإيدز أين تظهر

قد تظهر حبوب الإيدز والطفح الجلدي على الوجه، والفم، والعنق، ومنطقة الأعضاء التناسلية، والشرج، والأطراف العلوية والسفلية في الجسم، كذلك الجزء العلوي من الجذع، وتختلف طبيعة الحبوب التي تظهر لدى مرضى الإيدز من حالةٍ لأخرى اعتمادًا على سبب ظهورها، وعمر المصاب، وتفاقم الحالة وتطوّرها، وعوامل أُخرى مختلفة، وبكلّ الأحوال، يجب على مريض الإيدز تلقي الرعاية الطبيّة اللّازمة على يد طبيب متمرّس ويمتلك الخبرة الكافية التي تؤهّله للسيطرة على المرض، وقد يحتاج المصاب لخدمات دعمٍ إضافيّة تمكّنه من التعامل مع مرضه المزمن.[8]

أنواع الطفح الجلدي للإيدز

قد تظهر لدى مرضى الإيدز أنواع مختلفة من الطفح الجلدي:

  • الشرى وجفاف الجلد (Xerosis): يعدّ جفاف الجلد واحدًا من أكثر المشكلات الشائعة التي يعانيها المرضى المصابين بفيروس عوز المناعة البشري المسبّب للإيدز، وترتبط هذه المشكلة باختلال وظيفة الطبقة المتقرّنة (Stratum corneum) المسؤولة عن الحماية في الجلد، وقد يكون جفاف الجلد في هذه الحالة مصحوبًا بالشّرى-طفح جلدي يثير الحكّة-.[8][9]

  • التهاب الجلد الدهني (Seborrheic dermatitis): قد يظهر التهاب الجلد الدهنيّ كأحد الأعراض الجلديّة الأولى المصاحبة لحالات الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري، ويتميّز الطفح الجلدي لالتهاب الجلد الدهنيّ بظهور حبوب متقشّرة على سطح الجلد وتدعى بالحطاطات، بالإضافة إلى ظهور لويحات في أجزاء غير دهنيّة من الجلد، وقشور دهنيّة سميكة على فروة الرأس، وقد يعاني المصاب أيضًا من تكرار احمرار الجلد والتهابه، عدا عن صعوبة الاستجابة للعلاج، ومع ذلك، قد يُوصي الطبيب في هذه الحالة باستخدام أنواع معيّنة من مضادات الفطريات والكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) الفمويّة والموضعيّة، والمضادات حيوية.[8][10]

  • تقرحات فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex virus): يُعد فيروس الهربس البسيط واحدًا من أنواع العدوى التي تنتقل بالاتصال الجنسيّ (STIs) التي قد تظهر لدى مرضى الإيدز كطفحٍ جلديّ في منطقة الأعضاء التناسليّة والفم، وقد تكون هذه العدوى سببًا في تفاقم أعراض الإصابة بفيروس عوز المناعة البشري (HIV)، وزيادة خطورة نقل عدوى (HIV) للآخرين، وغالبًا ما يظهر التهاب الفم لدى مرضى الإيدز من الأطفال بسبب الإصابة بفيروس الهربس البسيط.[8][11]

  • آفات جلديّة بسبب الهربس النطاقي أو ما يدعى بالحزام الناري (Herpes zoster): ينجم عن إصابة مرضى الإيدز بالهربس النطاقي ظهور آفات جلدية غير نمطيّة، كحبيبات فرط التقرّن (Hyperkeratotic)، والالتهاب الجريبي (Folliculitis)، والآفات الثؤلوليّة (Verrucous lesions)، والتقرحات المزمنة، وقد تكون هذه العدوى سببًا في حدوث التهاب الشبكيّة والإصابة بالعمى، ويُعرف بأنّ عدوى الهربس النطاقي قد تظهر لدى مرضى الإيدز بصرف النظر عن أعمارهم، ومن المحتمل أن تستمر لشهور أو سنواتٍ عِدة لدى المصاب.[8][11]

  • طفح جلدي ناجم عن عدوى الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus): لُوحظ بأنّ حالات إصابة مرضى الإيدز بالطفح الجلدي الناجم عن فيروس مضخم الخلايا كانت شائعة أكثر قبل تطوير استخدام "العلاج المضاد للفيروسات العكوسة" (Antiretroviral therapy)، ومع ذلك، تتكرّر حالات الإصابة بعدوى الفيروس المضخم للخلايا بين مرضى الإيدز حتى الوقت الحاليّ مسبّبةً ظهور طفح جلدي في منطقة العجان أو في أجزاء أخرى في الجسم، إلى جانب احتماليّة تطوّر بعض الأعراض على المصاب، كالحمى، والسعال، والتعب العام، والعدوى التنفسية والهضميّة، وقد تكون هذه العدوى سببًا في حدوث مضاعفات مختلفة لدى مرضى الإيدز، كالتهاب الشبكيّة، والتهاب المريء (Esophagitis)، والتهاب القولون (Colitis).[8][12]

  • المليساء المعدية أو المليساء الظهارية (Molluscum contagiosum): تُعد المليساء المعدية إحدى أنواع العدوى الفيروسيّة الحميدة التي تؤثر في الجلد، وغالبًا ما تظهر على الوجه وتتعافى من تلقاء نفسها لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات في الجهاز المناعي، ومع ذلك، قد تكون العدوى خطِرة ومزمنة عند إصابتها مرضى الإيدز أو المصابين بعدوى فيروس عوز المناعة البشري، وعادةً ما تُظهِر ممانعة للعلاج بسبب ضعف مناعة الجسم لدى هذه الفئة من المرضى.[13]

  • الحكاك العقيدي (Prurigo nodularis)‏: يظهر الطفح الجلدي المصاحب للحكاك العقيدي كـ"آفات حطاطيّة عقيدية" (Papulonodular lesions) على السطح الخارجي من الجلد الذي يغطي المفاصل، وغالبًا ما تُعالَج هذه العدوى باستخدام الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، ومضادات الهستامين (Antihistamines)، ودواء ثاليدوميد (Thalidomide)، وفي بعض الحالات قد يُوصَى باستخدام المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية، أو بمركّب بنوكسابروفين (Benoxaprofen)‏، وإعطاء حقن ستيرويد (Steroid) مباشرة في العقيدات الجلديّة.[14]

  • ساركوما كابوزي (Kaposi's sarcoma): تظهر آفات ساركوما كابوزي السرطانيّة في أجزاء مختلفة في الجسم، كالجلد، والأغشية المخاطية، والقناة الهضمية، والغدد اللمفاوية، والرئتين، وقد تسبّب هذه الآفات أحيانًا الألم للمصاب، وتُعرف ساركوما كابوزي بأنّها من أكثر أنواع الأورام السرطانيّة شيوعًا بين مرضى الإيدز.[15]

هل يظهر الطفح الجلدي للإيدز بسبب الأدوية؟

قد يظهر الطفح الجلدي – الطفح الدوائيّ (Drug eruption)- لدى مرضى الإيدز عند استخدام أنواع معيّنة من الأدوية بسبب حدوث رد فعل تحسّسي شديد في الجسم لهذه الأدوية، ويتسبب بمضاعفاتٍ خطيرة كإصابة مرضى الإيدز بمتلازمة ستيفنس جونسون (Stevens–Johnson syndrome or SJS)‏، أو تقشر الأنسجة المتموتة البشروية التسمّمي (Toxic epidermal necrolysis or TEN)، وقد يُعزى ذلك إلى زيادة التعرّض للأدوية أو انخفاض مناعة الجسم لدى المرضى.[7][8]

وينتمي لمجموعة الأدوية التي قد تسبب الطفح الجلدي لدى مريض الإيدز الأدوية المضادة للفيروسات العكوسة (Antiretroviral drugs)، وتركيبة تريميتوبريم - سلفاميتوكسازول (Trimethoprim / Sulfamethoxazole)، ودواء كليندامايسين (Clindamycin)، وفينوباربيتال (Phenobarbital)، وفلوكونازول (Fluconazole).[7][8]

كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الأحد ، 01 حزيران 2025
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Edward R. Cachay. (2023). Human Immunodeficiency Virus (HIV) Infection, University of California, San Diego School of Medicine Full review/revision Feb 2023. Retrieved 2023, from https://www.msdmanuals.com/home/infections/human-immunodeficiency-virus-hiv-infection/human-immunodeficiency-virus-hiv-infection
2.
. HIV/AIDS. (2023). Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/000594.htm
3.
Angel A. Justiz Vaillant; Peter G. Gulick.. (2023). HIV Disease Current Practice [eBook edition]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK534860/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري الايدز أونلاين عبر طبكان
احجز