استُخدمت النباتات لآلاف السنين في الطب التقليدي كعلاج للعديد من المشاكل الصحية الطفيفة والمزمنة، وفي الوقت الحالي، ذكرت العديد من الدراسات والأبحاث وجود أدلة تشير إلى فاعلية تلك النباتات،[1] خصوصًا تلك التي تستهدف مشاكل البشرة كونها تزخر بالمركبات الكيميائية الفعالة، فقد استخدمت العديد من الحضارات القديمة النباتات في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة بهدف التصدي لعلامات التقدم في السن، وشدّ البشرة، والتخلص من الشوائب، وزيادة رطوبتها، وبالتالي الحصول على مظهر أكثر شبابًا وحيوية،[2][3] ولعلّ عشبة سينتيلا من أشهر النباتات التي استُعملت لتلك الأغراض في العديد من الدول الآسيوية.[4]
ما هي نبتة السينتيلا؟
السينتيلا (Centella asiatica L) أو نبتة غوتو كولا (Gotu Kola) أو ما يُعرف بسرّة الأرض، هي نبتة استوائية تنمو في البيئات الرطبة وهي ذات خواص طبية، تعود أصولها إلى جنوب شرق آسيا، إذ تنتشر في الهند، وسيريلينكا، والصين، وإندونيسيا، وماليزيا، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا ومدغشقر ، وكانت تُستخدم قديمًا في الطب التقليدي الهندي لتجديد الشباب، كما استعملت حضارات أخرى مستخلص السينتيلا لعلاج الإسهال، واليرقان، وألم الأسنان، وغيرها الكثير.[5][6]
تُعد نبتة السينتيلا من الأعشاب المعمرة التي تنتمي إلى فصيلة الخيميات (Umbellifere)، ويوجد ما يقارب 20 نوع مختلف منها، كما تتمتع بأوراق خضراء على شكل مروحة، وزهور بيضاء أو بنفسجية- وردية باهتة اللون.[1]
مكونات عشبة السينتيلا
تزخر عشبة السنتيلا بتوليفة كبيرة من المكونات الفعالة أبرزها الأحماض الأمينية، والفلافونيدات (Flavonoids)، والزيوت الأساسية، والقلويدات،[4] وتجدر الإشارة إلى أن التيربينويدات السابونينية (Terpenoids saponins) المعروفة باسم السينتيلويدات (Centellosides) من أهم مكونات نبتة السينتيلا، مثل اسياتيكوزيد (Asiaticoside)، ومادكاسوسيد (Madecassoside)،[7] اللتان تلعبان دورًا محوريًا في علاج مختلف المشاكل الجلدية، والحروق، والتقرحات، والصدفية، وغيرها الكثير، كما أن التيربينويدات تزيد من نسبة الكولاجين والبروتينات الليفية (Fibronectin) مما يساعد في تحفيز شفاء الندوب.[7][8]
فوائد السينتيلا للبشرة
تتنوع فوائد واستخدامات السينتيلا في علاج مختلف المشاكل الجلدية واعتلالاتها، كما أنه عادةً ما يُضاف إلى مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة المتوفرة في الأسواق مثل مرهم ومرطب سينتيلا،[9] إلى جانب تونر السينتيلا الذي يُعد قابضًا ممتازًا للمسام بفضل محتواه من التانينات (Tannins)،[5] ومن أبرز استخدامات السينتيلا:
- مضاد لعلامات التقدم في السن، ويعود ذلك إلى قدرة كريم سينتيلا على تحفيز إنتاج الكولاجين الذي يتناقص مع التقدم في العمر، إذ أشارت دراسة سريرية استخدم فيها المشاركون السينتيلا بتركيز 0.1% مع فيتامين سي بتركيز 5% لمدة ستة أشهر، لوحظ بعدها تحسنًا في مرونة البشرة، ورطوبتها، مما يثبت فوائد السينتيلا للوجه.[7]
- التخلص من السليوليت، وهو اختلال يصيب الأنسجة الدهنية تحت الجلد ناجم عن زيادة حجم الخلايا الدهنية، والأنسجة الضامة، وانقباض الأوعية الدموية، ولكن يُشار إلى أن استعمال أدوية تحتوي على مادة السينتيلا بمقدورها تحسين الدورة الدموية الدقيقة وتنظيم تكاثر الخلايا الدهنية والأنسجة الضامة، كما أنها مضادة للالتهاب مما يقلل مظهر السليوليت.[7]
- علاج التهاب الجلد التأتبي/الإكزيما، كون السنتيلا مادة مضادة للالتهاب والحساسية.[8]
- التخلص من حب الشباب، إذ بمقدور السنتيلا تثبيط إنتاج العوامل المسببة للالتهاب التي تطلقها البكتيريا المسؤولة عن حب الشباب، كما أشارت دراسة سريرية إلى أن استعمال غسول سينتيلا مرتين يوميًا لمدة أربعة اسابيع قد يكون فعالًا للسيطرة على حبوب الشباب الطفيفة إلى متوسطة الشدة دون التسبب بأذية للبشرة.[8][10]
- زيادة ترطيب البشرة، بالإضافة إلى تقليل فقدان البشرة للرطوبة.[8][11]
- تعجيل شفاء الحروق، إذ يعزز السينتيلا من نمو الخلايا من جديد وتكاثرها بالإضافة إلى تحفيز إنتاج الكولاجين.[12]
- تعجيل التئام الجروح، وذلك من خلال تحفيز تكاثر الخلايا في مكان الجرح، فقد أشارت دراسة سريرية إلى أن استخدام كريم، أو مرهم، أو هلام -جل- السينتيلا بتركيز 1% على جروح مجموعة من الجرذان المخبرية ثلاثة مرات يوميًا سرّع من التئامها.[9][12]
- علاج البهاق (Vitiligo)، وهو مرض جلدي ناجم عن فقدان الجلد لخلاياه الصبغية، مما يؤدي إلى اختفاء الصبغة في بعض الأماكن من الجلد، ويُشار إلى أن السنتيلا تتمتع بخواص مضادة للشوارد الحرة التي تسبب الإجهاد التأكسدي الذي يُعتقد بأنه يقف وراء الإصابة بالبهاق.[12]
- إخفاء آثار الندوب ومنع تشكّلها، ففي دراسة سريرية استخدم الباحثون فيها كريم يحتوي على السينتيلا بتركيز 7% لمنع تكون الندوب لدى مجموعة من المرضى الذين خضعوا لاسئصال رقعة من جلدية، لوحظ تحسن كبير في لون وملمس الجلد المزروع، مما يشير إلى إمكانية استعمال السينتيلا لمنع تكوّن الندبات المتضخمة (Hypertrophic scar).[9]
- علاج الصدفية وتصلّب الجلد.[11]
- تحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يُسهم في الحصول على فروة صحية ومنع تساقط الشعر، ويعود ذلك إلى احتواء السينتيلا على الفلافونيدات.[5]
- تفتيح الجلد، إذ تتصدى نبتة السينتيلا للشوارد الحرّة كما تقلل من تراكم صبغة الميلانين، وتعزز من الدورة الدموية التي تساعد في تجدد خلايا الجلد، مما يزيد ملمسه نعومةً ويفتح من لونه.[13]
- التخلص من قشرة فروة الرأس المزعجة، بالإضافة إلى تنظيف وتنعيم الشعر جيدًا.[13]
- زيادة سماكة الجلد، وتقوية الأظافر والشعر، فالسينتيلا تزيد من إنتاج الكيراتين في الخلايا.[13]
هل السينتيلا آمن؟
لا يسبب استخدام السنتيلا بجرعات محددة أي ضرر، كما أن أعراضها الجانبية نادرة الحدوث، كأن تسبب رد فعل تحسسي موضعي، والشعور بالحرقة، أو التهاب في الجلد -إكزيما- (Dermatitis)،[5][7] كما يُشار إلى مأمونية استعمال السينتيلا موضعيًا للنساء الحوامل.[14]
أسئلة شائعة:
- هل يسبب استخدام السينتيلا ظهور البثور؟
لا، على العكس من ذلك، يساعد استخدام السينتيلا في التخلص من البثور، سواءً تلك الملتهبة وغير الملتهبة، خصوصًا حبوب الشباب.[15]
- لماذا نستعمل السينتيلا؟
تتنوع استخدامات مادة السينيتلا، إذ تساعد في زيادة رطوبة البشرة، والتخلص من حبوب الشباب، إلى جانب التصدي لعلامات التقدم في السن، وعلاج الإكزيما، وغيرها الكثير.[7][8][11]