أفضل الأطعمة لمرضى الكوليسترول

أدت الأنماط الحياتية غير الصحية واتباع بعض أنواع الحميات الغذائية الضارة إلى زيادة في أعداد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في مستويات الدهون في الجسم، ومن هنا ظهرت الحاجة لمعرفة ما هي أفضل الأطعمة التي يُنصح بتناولها للحد من ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم وعلاجه في حال الإصابة فيه.

يزداد خطر إصابة الإنسان بأمراض القلب والشرايين وأمراض المتلازمة الأيضية مع التقدم في السن و أو عند معاناته من السمنة، وفي كثير من الأحيان ينتج عن الإصابة بهذه الأمراض بعض الظروف الصحية الخطيرة كالحالة التي تُعرف بفرط شحميات الدم (Hyperlipidemia) والتي تتسم بزيادة مستويات الكوليسترول في الجسم، إضافةً لارتفاع ضغط الدم، واضطرابات النوم، ومن هنا ظهرت العديد من الدراسات التي بحثت في أنواع الأطعمة والمشروبات التي تُقلل من نسبة الدهون في الجسم.[1]

ارتفاع الكوليسترول

يُنظر لاضطراب شحميات الدم (Dyslipidemia) على أنه اختلاف في مستويات الدهون في الدم عن المستوى الطبيعي، إذ إنّ ارتفاع مستوى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة الضارة (الكوليسترول الضار) (LDL) (Low-density lipoproteins)، وانخفاض مستوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة النافعة (الكوليسترول المفيد) (HDL) (High density lipoproteins) المُترافقين مع ارتفاع في الدهون الثلاثية (TG) (Triglycerides) يؤدي إلى اختلال في اتزان مستوى الدهون في الدم، والذي يلعب دورًا هامًا في الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين (Atherosclerotic cardiovascular diseases) والاضطرابات الأيضية التي تُسبب أمراض القلب (Cardiometabolic disorders).[2]


تتصدر أمراض القلب والشرايين لائحة أبرز الأمراض المُسببة للوفاة عالميًا، كما تؤدي بعض أمراض القلب والشرايين كالجلطات الدماغية في كثير من الأحيان للإصابة بالعجز، وتبعًا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (World health Organisation) للعقدين السابقين، تسببت أمراض القلب والشرايين بوفاة ما يربو عن 350,000,000 إنسان في العالم، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ هناك علاقة بين مستويات ال (HDL) وخطر الإصابة بهذه الأمراض، إذ إنّ الحفاظ على مستويات صحية من هذا النوع من الكوليسترول (تزيد عن 60 مغ/ ديسي ليتر) تُخفض بدرجة كبيرة من هذا الخطر.[3]

العلاقة بين التغذية ونسبة الدهون في الجسم

توجد علاقة قوية بين الأنماط الغذائية والمركبات الموجودة في الأطعمة من جهة، والإصابة بالأمراض المُزمنة المُرتبطة بمستويات ال (HDL) كالسمنة، وامراض القلب والشرايين، ومرض السكري من النوع الثاني من جهة أخرى، وتبعًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يُنصح بأن يكون تسهم الكربوهيدرات بنسبة تتراوح بين 40-70% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وأن يكون مصدرها الرئيسي من الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه، أما الدهون فينبغي أن لا يتخطى إسهامها نسبة 30% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية كحدٍ أقصى، مع مراعاة أن لا تزيد نسبة الأحماض الدهنية المشبعة عن 10% من إجمالي السعرات الحرارية (في حال لم تُستبدل بالأحماض الدهنية عديدة اللاتشبع) بينما يجب أن لا تزيد نسبة الدهون المتحولة عن 1%.([3]


من ناحية ثانية، من الممكن مضاعفة التأثير الإيجابي للأنماط الغذائية الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب شحميات الدم بزيادة النشاط البدني بانتظام، والذي من شأنه تحسين أيض الدهون وزيادة حساسية الجسم لهرمون الإنسولين، وتشير الأبحاث إلى تمتع الأفراد الذين يمارسون الرياضة دوريًا بمستويات أقل من كل من الدهون الثلاثية والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة الضارة، بينما ترتفع لديهم البروتينات الدهنية عالية الكثافة النافعة.[2]

ما هو الأكل الممنوع لمريض الكوليسترول؟

لا بُد من ملاحظة أن نسب إجمالي العناصر الغذائية الكبرى (الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون) لا تزيد من خطر الإصابة بالسمنة، والسكري، وأمراض القلب والشرايين، إنما في الواقع تؤثر الخيارات الغذائية بحد ذاتها في احتمالية الإصابة بتلك المشاكل، إذ إنّ منها النافع ومنها الضار، مما يعني ضرورة التركيز على الأنماط الغذائية بغية الحصول على مستويات صحية من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين عوضًا عن النظر لإجمالي السعرات الحرارية، وإجمالي الدهون المشبعة والدهون.[4]

وفي هذا الإطار، يُنصح بتجنب تناول الدهون المتحولة والتي توجد عادةً في بعض أنواع الأطعمة المخبوزة، والأغذية المقلية، والزيوت النباتية المهدرجة، وبعض أصناف الأغذية الخفيفة، ويُنصح كذلك بتجنب السكريات إذ إنها لا تحمل أية قيمة غذائية، وفي ذات الوقت ترفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، و السكري، والسرطان،[4] وفي دراسة أُجريت في سنة 2014، لبحث تأثير السكريات الحرة في ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، لوحظ أنّ تناول 80 غرام من السكر يوميًا أدى لزيادة ضئيلة في مستوى هذا النوع من الكوليسترول.[5]

أغذية تُخفض الكوليسترول طبيعيًا

تشير الدراسات إلى أنّ هناك العديد من الأطعمة التي تُقلل من مستويات الكوليسترول الضار في الجسم بدرجة كبيرة، وقد أظهرت دراسة حُلل فيها 108 من المراجعات المنهجية إضافة لعدد من التوصيات الغذائية أنّ الأطعمة ذات المحتوى العالي من الأحماض الدهنية عديدة اللاتشبع والذي يقابله محتوى مُتدنٍ من كل من الأحماض الدهنية المشبعة والأحماض الدهنية المتحولة تُخفض من مستوى الكوليسترول الضار بنسبة تراوح بين 0.2-0.4 مللي مول/ لتر، ومن أمثلتها بذور اللفت وزيت الكانولا، المضاف إليها مركبات الستيرول/ الستانول النباتية، إضافة للأغذية الغنية بالألياف الغذائية الذائبة كالشوفان، والشعير، وبذور القاطونة.[5]


من ناحية ثانية، اهتمت مجموعة من الأبحاث بدراسة الأغذية الوظيفية (Functional food) التي من شأنها رفع مستويات الكوليسترول النافع في الجسم، ومنها مُستخلص بذور العنب، والذي لاحظ الخبراء من خلال بحث شارك فيه مجموعة من الأشخاص المصابين بالسمنة أنّ هذا المستخلص رفع مستويات الكوليسترول النافع.[3]

أسئلة شائعة

  • هل شرب الماء مع الليمون يُخفض الكوليسترول؟

نعم، إذ أشارت تجربة نُشرت في مجلة (Nutrients) سنة 2023 ميلادي وأُجريت على عدد من حيوانات التجارب، أنّ شرب عصير الليمون المجُهز من حبة الليمون الكاملة، والمُخمر بدون إضافة سكر، والمخلوط مع ماء مقطر أدّى إلى نقصان واضح في مستويات الكوليسترول الضار لديها.[1]

  • هل القهوة ترفع الكوليسترول؟

لا، إذ لوحظ أن لكل من القهوة المفلترة والقهوة الخالية من الكافيين تأثير حيادي في رفع مستويات الكوليسترول الضار وذلك في دراسة نُشرت في مجلة (Nutrition, metabolism, and cardiovascular diseases) سنة 2021 ميلادي[5]

  • ما هي اللحوم المسموح بها لمرضى الكوليسترول؟

تُعد اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء غير المُصنعة أفضل خيارات اللحوم الصحية لمرضى الكوليسترول.[4]

  • هل البيض المسلوق مفيد للكوليستيرول؟

في مراجعة منهجية أُجريت سنة 2018 ميلادي وتضمنت دراسة تأثير بعض الأطعمة – ومن ضمنها البيض- في مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، لوحظ أنّ تأثير البيض في زيادة مستوى هذا النوع من الكوليسترول ضئيلة جدًا،[5] كما أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة (Poultry science) سنة 2025 ميلادي إلى أنّ تناول الأشخاص الأصحاء للبيض المسلوق باعتدال لا يرفع من خطر إصابتهم بالسمنة، ولا يزيد من مستويات الكوليسترول بنسبة كبيرة.[6]

  • ما هي الفواكه الممنوعة لمرضى الكوليسترول؟

ما تشير إليه الدراسات في الواقع أنّ الفواكه عمومًا تحتوي على العديد من المركبات المفيدة كمُضادات الأكسدة التي تعزز من مستوى الكوليسترول المفيد في الجسم وتحافظ على صحة القلب.[3]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الخميس ، 29 أيار 2025
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الخميس ، 29 أيار 2025

المراجع

1.
Hsu, C. L., Pei, W., Chen, T. C., Hsu, M. C., Chen, P. C., Kuo, H. M., Hung, J. F., & Chen, Y. L. (2023). Optimized Sugar-Free Citrus Lemon Juice Fermentation Efficiency and the Lipid-Lowering Effects of the Fermented Juice. Nutrients, 15(24), 5089. Retrieved from https://doi.org/10.3390/nu15245089
2.
Berisha, H., Hattab, R., Comi, L., Giglione, C., Migliaccio, S., & Magni, P. (2025). Nutrition and Lifestyle Interventions in Managing Dyslipidemia and Cardiometabolic Risk. Nutrients, 17(5), 776. Retrieved from https://doi.org/10.3390/nu17050776
3.
Velissaridou, A., Panoutsopoulou, E., Prokopiou, V., & Tsoupras, A. (2024). Cardio-Protective-Promoting Properties of Functional Foods Inducing HDL-Cholesterol Levels and Functionality. Nutraceuticals, 4(4), 469–502. Retrieved from https://doi.org/10.3390/nutraceuticals4040028

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري ارتفاع الكولسترول أونلاين عبر طبكان
احجز