الأناناس هو أحد الفواكه غير الحمضية الأكثر شعبية والمستهلكة على نطاقٍ واسع، وذلك بسبب صفاته الحسية الرائعة وطعمه المنعش،[1] يُزرع الأناناس في أمريكا الجنوبية ويمكن استهلاكه طازجًا أو مُعلبًا، يحتل المرتبة الثالثة بعد الموز والحمضيات في قوائم محاصيل الفاكهة الاستوائية، إذ زادت وتوسعت زراعة وإنتاج الأناناس كثيرًا، ويُعزى ذلك لرائحته الجذابة وصفاته الغذائية.[2]
ينمو الأناناس في المناخات الدافئة والرطبة، ويزدهر في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية الممتدة من المناخات الساحلية المعتدلة إلى ارتفاع حوالي 1000 في المناطق التي لا تتعرض للصقيع، فتلعب درجة الحرارة دورًا مهمًا في نمو الأناناس، إذ إنّ درجات الحرارة المثالية ليلًا ونهارًا تبلغ حوالي 20 مئوية و30 مئوية، على التوالي، مع متوسط درجة حرارة مثلى تتراوح بين 23 إلى 24 مئوية.[3]
نبات الأناناس: ما هي مواصفاته؟
يتميّز الأناناس بمجموعة من المواصفات:
يُعرّف على أنّه عشبة أرضية تنمو على ارتفاع يتراوح من 0.75 إلى 1.5 مترًا، ويمتد طولها وانتشارها من 0.9 إلى 1.2 متر.[3]
يحتوي نبات الأناناس على مجموعة من الأوراق الشمعية الشبيهة بالأشرطة، وساق قوي قصير نسبيًا، كما تكون الأوراق مُدببة ويتراوح طولها بين 50 إلى 80 سم، ولها طرف حاد كالإبرة وأشواك حادة منحنية للأعلى على الحواف.[3]
زهرة الأناناس عبارة عن نوارة تنمو في سلسلة متتالية (تصاعدية أو يثغُر حجمها عند قمة النبتة) من النسيج المُولّد القمي (Apical meristem)، وله نوارة تتكون من 100 إلى 200 زهرة مجمعة بطريقة أنبوبية رفيعة متراصة،[3] لها قِنابة زهرية، وثلاث ورقات كأسية قصيرة، وثلاث بتلات، بالإضافة لستة من السداة، ومبيض سفلي بثلاث كربلات.[4]
تختلف ثمار الأناناس في الوزن اعتمادًا على الصنف وحجم النبات أثناء وقت التحريض الطبيعي أو القسري لجهاز التكاثر، وتُعرف فاكهة الأناناس باسم الفاكهة المُدمجة، التي تتطور توالديًا من عملية الإزهار لإنتاج ثمرة مركبة مخروطية الشكل وفيرة العصارة.[4]
القيمة الغذائية في فاكهة الأناناس
يحتوي الأناناس على نسبة عالية من السكريات والأحماض العضوية والمعادن اللازمة لتغذية الإنسان، وإضافةً لذلك يحتوي الأناناس على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تعزز الصحة، كحمض الأسكوربيك (Ascorbic Acid)، والفلافونويد (Flavonoids)، والمواد الفينولية الأُخرى المرتبطة بنشاط مضادات الأكسدة.[5]
يوضّح الجدول أدناه القيمة الغذائية في 100 غرام من فاكهة وعصير الأناناس:[2]
المُكوّن | فاكهة الأناناس | عصير الأناناس |
البروتين | 0.5 غرام | 0.4 غرام |
الكربوهيدرات | 11.7 غرام | 12.1 غرام |
الدهون | 0.5 غرام | 0.1 غرام |
السكر | 10.5 غرام | 12.1 غرام |
الألياف | 1.2 غرام | 0.2 غرام |
الكالسيوم | 8 ملغ | 8.1 ملغ |
المغنيسيوم | 15 ملغ | 13.6 ملغ |
البوتاسيوم | 140 ملغ | 134 ملغ |
الحديد | 0.17 ملغ | 0.2 ملغ |
المنغنيز | 0.8 ملغ | 1.2 ملغ |
الصوديوم | 5.0 ملغ | 5.2 ملغ |
النحاس | 0.06 ملغ | 0.04 ملغ |
الفسفور | 8.1 ملغ | 9.8 ملغ |
الزنك | 0.08 ملغ | 0.08 ملغ |
فيتامين C | 46.1 ملغ | 14 ملغ |
الفوليت | 19.6 ملغ | 23 ملغ |
النياسين (B3) | 0.3 ملغ | 0.3 ملغ |
الثيامين (B10) | 0.1 ملغ | 0.1 ملغ |
الرايبوفلافين (B2) | 0.03 ملغ | 0.02 ملغ |
فوائد الأناناس
أكدت العديد من الدراسات على فوائد الأناناس المتنوعة:
تقليل مستوى كوليسترول الدم المرتفع
يُعد فرط كوليسترول الدم اضطراب أيضي حاد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة، وقد نُشرت دراسة في مجلة (Nutrition & Metabolism) عام 2021 ميلادي أُجريت على جرذان مخبرية بهدف البحث غي دور استهلاك الأناناس في حماية عضلة القلب من الالتهاب في حال فرط كوليسترول الدم، وقد أظهرت النتائج أنّ تناول الأناناس قلل من ارتفاع كوليسترول الدم، ومن الإجهاد التأكسدي للقلب على الجزيئات الحيوية، مما يشير إلى أنه يتمتع بمضادات أكسدة تحمي القلب.[6]
الأناناس يساعد على الحمل
وفقا للأبحاث، يحتوي الأناناس الطازج على البروميلين (Bromelain)، ويوجد هذا الإنزيم في جميع أجزاء النبات ولكنه يُستخلَص ع الأغلب من جذع الأناناس، ويُعد البروميلين إنزيمًا محللًا للبروتين إذا أُعطي بكمية مناسبة وفي الوقت المناسب من الدورة الشهرية، فقد يساعد هذا الإنزيم في عملية انغراس وتثبيت البويضة، واعتمادًا على ذلك، يُعتقد أنّ تناول الأناناس مفيد للنساء اللاتي يرغبن في الحمل أو اللاتي يحاولن الحمل، ومع ذلك، يجب تجنب تناول الأناناس أثناء الحمل الذي يعمل كمُلين لأنسجة الرحم، وقد ثُبت أنّ الجرعات الكبيرة من البروميلين تؤدي إلى تقلصات الرحم، مما قد يؤدي إلى احتمالية حدوث الإجهاض.[7]
فوائد الأناناس يُسهّل الولادة
شاع استهلاك الأناناس من النساء الحوامل في الأيام الأخيرة من مرحلة الحمل لتسهيل عملية الولادة، وقد سبق أن نُشرت دراسة في مجلة (Biomedical Journal of Scientific & Technical research) في عام 2022 ميلادي لبحث فعالية الأناناس في تحفيز عملية الولادة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ مدة المرحلتين الأولى والثانية من المخاض كانت أقصر عند الأمهات اللاتي استهلكن 100 جرام من الأناناس.[8]
فوائد الأناناس للرجال
للأناناس تأثير محفز للهرمونات الجنسية وإنتاج الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى تأثيره على حركة الحيوانات المنوية، كما أنّ الأناناس يوفر الحماية للحيوانات المنوية طوال عملية التجميد أثناء حفظها، وقد أُجريت دراسة على جرذان مخبرية بالغة نُشرت في مجلة (Egyptian Journal of Applied Science) عام 2021 ميلادي لمعرفة دور الأناناس على الهرمونات الجنسية، وقد ثبت أنّ مكملات الأناناس تزيد من إنتاج الهرمونات الجنسية ولها القدرة على التأثير إيجابيًا على خصوبة الرجال، سواءً مباشرة أو غير مباشرة من خلال التأثير في مستوى الدهون، وخفض مستوى الكولسترول، والدهون الثلاثية، وتعزيز التأثيرات المضادات للأكسدة.[9]
كما وجدت دراسة أُخرى أُجريت على جرذان مخبرية نُشرت في مجلة (Pakistan Journal of Biological Sciences) في عام 2021 ميلادي، هدفت لبحث مدى تأثير عصير الأناناس الخام في منع تلف الخصية المرتبط بالسمنة، وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أنّ استهلاك الجرذان لعصير الأناناس بتركيز بلغ 15% قد أعاد مؤشرات الخصوبة إلى مستوياتٍ شبه طبيعية، مما يدل على إمكانية استخدامه في التغلب على التشوهات التي يؤثر في الإنجاب لدى الذكور، الناجمة عن السمنة تحديدًا. [10]
عصير الأناناس
يحتوي عصير الأناناس على نسبة عالية من المعادن، وخاصة المنغنيز، وكذلك الأحماض الأمينية، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والبوليفينول (Polyphenols)، ويُعد مشروبًا وظيفيًا بسبب خصائصه المعززة للصحة،[11] من أبرز فوائد عصير الأناناس:
محاربة السُمنة
تُعد السمنة من المشكلات الصحية التي زاد انتشارها في الفترة الأخيرة، والتي تحدث نتيجةً لعدة أسباب، كالعوامل الموروثة، والاضطراب النفسي، ولكن السبب الرئيسي هو الاستهلاك المفرط للأطعمة عالية السعرات الحرارية وانخفاض مستوى النشاط البدني، ويُعتقد أنّ للأناناس دورٌ في محاربة السمنة نظرًا لمحتواه من البروميلين، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Food Science and Biotechnology) عام 2018 ميلادي على جرذان مخبرية لمعرفة هذا التأثير، وأظهرت نتائج هذه الدراسة أنّ لعصير الأناناس دورٌ مهم في محاربة السُمنة، إذ خفض مستوى الدهون في الدم، وخفض أيضًا وزن الجسم، وقلل تراكم الدهون على الكبد.[12]
تخفيف شدة التهاب القولون
أٌجريت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of Scientific Research in Science) في عام 2014 ميلادي على جرذان بيضاء مخبرية بهدف دراسة ومعرفة التأثيرات المضادة للالتهابات للأناناس وإنزيم البروميلين في التهاب القولون، وقد وُجد أنّ استهلاكها لــِ 0.5 مل/100 غرام من وزن الجسم يوميًا قد قلل من شدة التهاب القولون عن طريق تحسين حالة الإجهاد التأكسدي، وكذلك البروميلين، الذي يعمل كمُعدِّل مناعي عن طريق إزالة المركبات الحساسة تجاه البروميلين وبالتالي تقليل السيتوكينات المُحرضة للالتهابات، مثل عوامل نخر الورم من النوع ألفا (TNF-α).[13]