سرطان المهبل: ما هي أسبابه؟ ما أبرز أعراضه؟ كيف يمكن علاجه؟

سرطان المهبل هو نوع نادر من السرطان ينشأ في أنسجة المهبل وقد ينتُج عن هجرة الأورام من منطقة الحوض إلى المهبل أو من مناطق بعيدة كالثدي، في أغلب الحالات قد لا تظهر أعراض لسرطان المهبل، ولكنها قد تشمل النزيف غير الطبيعي، أو إفرازات كريهة الرائحة، أو ألم في الحوض، ويعتمد علاج سرطان المهبل على مرحلة المرض، فقد يشمل الجراحة، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي.

تُعد الأورام السرطانية الأولية في المهبل نادرة الحدوث، إذ تُشكل ما نسبته 1-2 في المئة من جميع الأورام التي تصيب الجهاز التناسلي للمرأة، وقد تُسبّب هجرة الخلايا السرطانية إلى المهبل الإصابة بسرطان المهبل الثانوي، وعادةً ما يصيب سرطان المهبل النساء في فترة انقطاع الطمث، لكن سُجلت مؤخرًا العديد من حالات الإصابة به لنساءٍ في مقتبل العمر، خاصةً في البلدان التي ينتشر فيها الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) وفيروس الورم الحليمي البشري (Human papillomavirus).[1][2]

ما هو سرطان المهبل؟

المهبل هو قناة تتكون من ألياف عضلية تمتد من عنق الرحم إلى الأعضاء التناسلية الخارجية (الفرج)،[3] وعند ظهور الأورام في المهبل دون وجود أدلة سريرية على الإصابة بسرطان الفرج (Valvular Cancer)، أو سرطان عنق الرحم (Cervical Cancer)، أو وجود تاريخ مرضي سابق للإصابة بهما في الخمس سنوات الماضية، فهذا ما يُدعى بسرطان المهبل الأولي (Primary Vaginal Cancer)، ويشكل ما نسبته 10 في المئة من حالات سرطان المهبل،[4] يتضمّن سرطان المهبل عدة أنواع:[4]

  • سرطان الخلايا الحرشفية المهبلية (Vaginal squamous cell carcinoma).
  • السرطان الغدي المهبلي (Vaginal adenocarcinoma).
  • سرطان الخلايا الصافية في المهبل (Vaginal Clear cell adenocarcinoma).
  • الورم الميلانيني المهبلي (Vaginal melanoma).
  • الساركوما المهبلية (Vaginal sarcoma).
  • الأورام اللمفية في المهبل (Vaginal lymphomas).

بناءً على ما سبق، فإنّ أغلب الأورام التي تُصيب المهبل تحدث نتيجة هجرة الخلايا السرطانية من موقع نشوئها الأولي (عنق الرحم، أو بطانة الرحم، أو المبيضين) إلى المهبل، وفي بعض الحالات قد تنتقل الأورام الخبيثة من مناطق بعيدة كالثدي، أو الكليتين، أو البنكرياس إلى المهبل أيضًا.[5]

تشخيص سرطان المهبل

يعتمد تشخيص وتصنيف سرطان المهبل بحسب توصيات الاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد (International Federation of Gynecology and Obstetrics (FIGO)) على الكشف السريري، وعلى الرغم من أنّ الفحص السريري الذي يُجرى بإشراف اختصاصي أمراض النساء والتوليد يُعد أداةً مهمة للكشف عن سرطان المهبل، إلّا أنّ التوصيات الصادرة عن الاتحاد تؤكد على ضرورة إجراء صور مقطعية (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتشخيص سرطان المهبل،[3] وبناءً على نتائج الفحوصات يُقسّم سرطان المهبل إلى أربع مراحل:[6]

  • المرحلة الأولى: انحصار الخلايا السرطانية في جدار المهبل.
  • المرحلة الثانية: انتشار الخلايا السرطانية إلى الأنسجة الداخلية للمهبل، دون وصولها إلى الحوض.
  • المرحلة الثالثة: انتشار الخلايا السرطانية إلى جدار الحوض.
  • المرحلة الرابعة: انتشار السرطان لخارج حدود الحوض، ويُقسم لمرحلتين الأولى يهاجم الورم المثانة، أو الأغشية المخاطية المبطنة للمستقيم، أو ينتشر إلى خارج حدود منطقة الحوض، أما المرحلة الثانية، فتشمل انتشار الورم إلى أعضاء الجسم الأُخرى.

أعراض سرطان المهبل

يُعد النزيف غير الطبيعي من المهبل (في غير فترة الحيض) أكثر الأعراض شيوعًا لسرطان المهبل، وغالبًا ما يُكشَف عن سرطان المهبل صدفةً أثناء الفحص الدوري الذي تُجريه النساء للكشف عن سرطان عنق الرحم، إذ إنّ 20% من النساء لا يعانين من أي أعراض مرافقة لسرطان المهبل،[7] ولكن قد تظهر أعراض أُخرى تدل على الإصابة بسرطان المهبل:[7][8]

  • إفرازات مائية كريهة الرائحة.
  • إفرازات من المهبل مخلوطة بالدماء.
  • وجود كتلة في المهبل.
  • ألم في منطقة الحوض.
  • احتباس البول.
  • الإمساك.
  • ظهور الدم في البراز.

أسباب سرطان المهبل وعوامل الخطر المرافقة

لا يوجد سبب محدد ومعروف يؤدي إلى الإصابة بسرطان المهبل، ومع ذلك، فقد ثبُت أنّ بعض العوامل قد ترفع خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان المهبل، فعلى سبيل المثال ترتبط الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (Human papillomavirus (HPV)) بارتفاع معدل الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية المهبلية، كما ذكرت إحدى الدراسات أنّ فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus)، وطفيلي المُشعرات المهبلية (Trichomonas vaginalis) يرتبطان بخطر الإصابة بسرطان المهبل، بالإضافة لذلك قد ترتبط عدوى الإيدز بسرطان الخلايا الحرشفية المهبلية، ليقترح القائمون على الدراسة بأنّ إصابة النساء الأصغر سنًا بكل من فيروس الورم الحليمي البشري وعدوى الإيدز يرفع خطر إصابتهن بسرطان المهبل من النوع الشرس والذي تكون استجابته للعلاج أضعف.[9]

علاوةً على ذلك، يُشار إلى أنّ ظهور خلايا تنمو بطريقة غير طبيعية (خلايا ما قبل السرطانية) في أنسجة عنق الرحم، أو المنطقة التناسلية الخارجية (منطقة الفرج)، أو الإصابة بسرطان عنق الرحم، أو سرطان الفرج، تُشكّل عوامل قد ترفع احتمالية الإصابة بسرطان المهبل.[10]

كما يرتبط التهيُج المستمر للمهبل ولفترات طويلة باحتمالية الإصابة بسرطان المهبل، كاستعمال الفرزجة أو الحلقة المهبلية (Vaginal Pessary)،[9] وهي أداةٌ تُوضع داخل المهبل لتوفير دعامة للرحم، وتُستخدم كخيار غير جراحي لعلاج هبوط الرحم أيضًا،[11] كما تشمل العوامل التي ترفع من معدل خطر الإصابة بسرطان المهبل:[9]

  • التدخين.
  • العلاجات المثبطة للمناعة.
  • العلاج الكيماوي.
  • العلاج الإشعاعي.

تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الغذاء والدواء الأمريكية سبق أن أصدرت تحذيرًا عام 1971 ميلادي حول استخدام دواء ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول (Diethylstilbestrol)، وهو إستروجين صناعي يُصرف لمنع الإجهاض ولعلاج مضاعفات الحمل، إذ ارتبط استخدامه مع إصابة نساء يافعات بسرطان المهبل من نوع سرطان الخلايا الصافية اللواتي كانت أمهاتهن قد استخدمن هذا الدواء أثناء فترة حملهن بهن، وعلى الرغم من توقف استخدام الدواء منذ ذلك الوقت إلا أنّ تأثيره ما زال ظاهرًا، إذ يُعرّض دواء ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول الأجنة لتشوهات تركيبية في الجهاز التناسلي، وارتفاع معدل الإصابة بالعقم، وصعوبات في الحمل، لذا تُنصح النساء اللواتي تعرضن للدواء وهن أجنّة بإجراء الفحوصات الدورية بإشراف الطبيب المختص.[12]

علاج سرطان المهبل

يتضمن علاج سرطان المهبل الخيار الجراحي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيماوي، ويختار الطبيب المعالج أيًا من هذه العلاجات تِبعًا لمرحلة سرطان المهبل التي تعاني منها المريضة،[7] وبحسب توصيات الاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد يعتمد علاج سرطان المهبل على المرحلة التي وصل إليها:[3]

  • المرحلة الأولى من سرطان المهبل:

يُستخدم العلاج الإشعاعي بنوعيه العلاج الإشعاعي الخارجي، والعلاج الإشعاعي الداخلي، ويمكن اللجوء للجراحة في هذه المرحلة إذا كان حجم الورم أقل من 2 سنتيميتر.

  • المرحلة الثانية من سرطان المهبل:

قد تُستخدم الجراحة في المرحلة الثانية، بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي الداخلي والخارجي.

  • المرحلة الثالثة من سرطان المهبل:

يلجأ الطبيب إلى العلاج الإشعاعي الخارجي لوحده، أو بالتزامن مع العلاج الإشعاعي الداخلي.

  • المرحلة الرابعة من سرطان المهبل:

كما ذُكر سابقًا تُقسم المرحلة الرابعة إلى مرحلتين، تُعالج المرحلة الأولى منه، التي تشمل انتشار السرطان ضمن منطقة الحوض، بالعلاج الإشعاعي الخارجي لوحده أو بالتزامن مع العلاج الإشعاعي الداخلي، أما المرحلة الثانية التي ينتشر فيها الورم لخارج منطقة الحوض، فيُستخدَم خلالها العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي الخارجي، وفقًا لما تقتضيه الحاجة.

يُذكَر بأن للعلاج الجراحي دورٌ محدود في علاج سرطان المهبل، وذلك لقرب الورم من الأنسجة السليمة للأعضاء المحيطة به كالمثانة، والمستقيم، والإحليل، ويحدد الاختصاصي نوع الجراحة تِبعًا لحجم الورم، ومن أبرز الخيارات الجراحية للتخلص من سرطان المهبل:[13]

  • الاستئصال الموضعي للورم.
  • استئصال جزئي للمهبل.
  • استئصال الرحم الكلي، بما في ذلك المهبل.
  • استئصال أعضاء الحوض كاملة.

عادةً ما يتبع الجراحة العلاج الإشعاعي، ويُستخدم العلاج الإشعاعي في أغلب حالات سرطان المهبل، ويهدف إلى الحفاظ على المهبل والأعضاء المجاورة له، وتقليص حجم الورم،[13] وله نوعان:[10]

  • العلاج الإشعاعي الداخلي: يُزرع المصدر الإشعاعي داخل المهبل، ويسمى بالمعالجة الكثبية (Brachytherapy).
  • العلاج الإشعاعي الخارجي: تُوجه الأشعة من جهاز خاص خارجي نحو منطقة الحوض.

أمّا في الحالات المتقدمة من سرطان المهبل، فيُستخدم العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي، وتُشير عدة دراسات حديثة إلى فعالية العلاجين معًا في علاج سرطان المهبل وزيادة معدل البقاء على قيد الحياة، ولكن لا تزال الدراسات السريرية محدودة في هذا المجال ولا بُدّ من إجراء العديد من الأبحاث لضمان فعاليته وتحديد أعراضه الجانبية قبل الشروع باستخدامه.[7]

كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الإثنين ، 20 أيار 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Adhikari P, Vietje P, Mount S. Premalignant and malignant lesions of the vagina. Diagnostic Histopathology 23: 28–34, 2017. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.mpdhp.2016.11.006
2.
Adams TS, Cuello MA. Cancer of the vagina. Int J Gynaecol Obstet 143 Suppl 2: 14–21, 2018. Retrieved from https://doi.org/10.1002/ijgo.12610
3.
Gardner CS, Sunil J, Klopp AH, Devine CE, Sagebiel T, Viswanathan C, Bhosale PR. Primary vaginal cancer: role of MRI in diagnosis, staging and treatment. Br J Radiol. 2015 Aug;88(1052):20150033. Retrieved from https://doi.org/10.1259%2Fbjr.20150033

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية